فيما أعلن «الجيش الوطني» الليبي أنه استهدف طائرة حربية، أمس، تابعة لقوات حكومة «الوفاق» الوطني، خلال محاولتها الإغارة على مواقعه بمنطقة الوشكة في محاور جنوب شرقي مدينة مصراتة، أكد مسؤول عسكري في «الجيش الوطني» أن القدرات الهجومية والدفاعية للميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس «بدأت فعليا في الانهيار تحت وطأة القصف الجوي المكثف، الذي شنته مقاتلات (الجيش الوطني)». مشيراً إلى أنه «لم يعد لدى هذه الميليشيات سوى عدد محدود من الطائرات التركية المسيرة، في محاولة لمنع تقدم الجيش المنتشر على عدة جبهات».
ويأتي تصريح المسؤول العسكري لـ«الشرق الأوسط»، في وقت أعلنت فيه قوات السراج أن سلاحها الجوي استهدف شاحنات إمدادات جنوب مدينة بني وليد، كانت في طريقها لدعم قوات «الجيش الوطني» جنوب طرابلس.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه، «تصلنا معلومات استخباراتية عن امتناع أغلب (المرتزقة) السوريين، الموالين لتركيا والمنضمين حديثا إلى الميليشيات المسلحة، عن القتال وطلبهم الرجوع إلى سوريا». لافتا إلى أن «غرفة العمليات التركية انتقلت إلى مقر حكومة السراج في قاعدة بوستة البحرية، بالقرب من الشاطئ استعدادا للهروب».
واعتبر المسؤول ذاته أن «إنكار حلف شمال الأطلنطي (ناتو) تبعية القطع البحرية التركية، التي تضم قيادة العمليات ضد (الجيش الوطني)، والتي قصفت مدينة العجيلات بغرب ليبيا أول من أمس، للحلف، رغم أنها ضمنه وحركتها بتوجيهه، أمر مستغرب».
وتابع موضحا: «لا نتفهم هذا التواطؤ المريب. فمن الطبيعي أن أي قطعة تابعة لـ(الناتو) لا تتحرك إلا عن طريق قيادة الحلف، والقطع البحرية التركية هي من تستخدم الحرب الإلكترونية ضد الجيش الليبي بالقرب من شواطئ ليبيا».
وإلى جانب نجاح قوات «الجيش الوطني» في إسقاط أربع طائرات تركية مسيرة في سماء العاصمة طرابلس أول من أمس، فقد أسقطت دفاعاته الجوية أمس، طائرة حربية طراز (L39) تابعة لقوات «الوفاق»، أثناء محاولتها الإغارة على مواقعه في منطقة الوشكة، ما أدى إلى مقتل اثنين من طاقم تشغيلها، وفقا لبيان مقتضب لشعبة إعلام الحرب بـ«الجيش الوطني»، الذي أعلن مقتل عدد غير محدد من العسكريين الأتراك أول من أمس، بعد غارة جوية على موقعهم داخل مقر الكلية الجوية بالمدينة، الواقعة في غرب البلاد.
في المقابل، قالت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها قوات حكومة السراج، إن سلاحها الجوي استهدف إمدادات للوقود جنوب مدينة بني وليد، عندما كانت في طريقها لدعم قوات «الجيش الوطني» جنوب طرابلس. وقالت في بيان لها إنها تمكنت من تدمير 3 ثلاث شاحنات، كانت تحمل إمدادات ذخائر وقذائف المدفعية وصواريخ الجراد.
وطالبت غرفة العمليات المشتركة للعملية قواتها بالتعامل بحذر عند اقتحام مواقع (العدو)، وعدم لمس أي معدات أو آليات، أو أسلحة، أو عند التعامل مع المقبوض عليهم من الإرهابيين، خصوصاً «المرتزقة» الأجانب، خوفا من احتمال انتقال عدوى الإصابة بفيروس «كورونا»، ونبهت بأن لا يتم التعامل إلا بعد ارتداء الكمامات والتقيد بخطوات الوقاية اللازمة.
وقالت قوات السراج إن شخصين قتلا، وأصيب ثالث مساء أول من أمس، بسبب قصف قوات «الجيش الوطني» منطقة بطريق المطار جنوب العاصمة. مشيرة إلى وقوع أضرار واسعة بمنازل المواطنين.
ونقلت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية عن ناطق باسم وزارة الصحة في حكومة السراج أن «مدنيين قتلا، فيما أصيب ثالث بجروح جراء قصف عشوائي استهدف المنطقة، وتسبب بأضرار مادية».
كما نقلت وسائل إعلام محلية موالية للسراج عن مصدر عسكري في قواتها أن «سلاحها الجوي استهدف تمركزا لـ(الجيش الوطني) بمعسكر رقدالين، تزامنا مع تأكيد سكان محليين سماع دوي انفجارات قوية داخل مدينة زوارة والمناطق المجاورة لها».
في غضون ذلك، أكد محمد سيالة، وزير الخارجية بحكومة السراج، في اتصال هاتفي مع ممثل السياسة العليا للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على ضرورة وقف تسليح من وصفها بـ(ميليشيات) حفتر. في إشارة إلى قوات «الجيش الوطني»، عبر البر والجو حتى يتوقف القصف المستمر على المدنيين والأبرياء، على حد قوله.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة في بيان، أول من أمس، إن «بوريل أكّد لسيالة أنه على علم بالمساعدات العسكرية، التي يتلقاها حفتر عبر البر والجو». موضحاً أن «عملية (إيريني) ستشمل مراقبة الحدود البرية والمجال الجوي، عبر الأقمار الصناعية، وهي ليست ضد حكومة (الوفاق)».
الجيش الليبي يعلن إسقاط طائرة حربية لقوات السراج
مسؤول عسكري: القدرات الدفاعية لميليشيات طرابلس بدأت تنهار
الجيش الليبي يعلن إسقاط طائرة حربية لقوات السراج
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة