اليمن: شعارات مناطقية تمهل الشماليين حتى نهاية هذا الشهر للمغادرة

اليمن: شعارات مناطقية تمهل الشماليين حتى نهاية هذا الشهر للمغادرة
TT

اليمن: شعارات مناطقية تمهل الشماليين حتى نهاية هذا الشهر للمغادرة

اليمن: شعارات مناطقية تمهل الشماليين حتى نهاية هذا الشهر للمغادرة

صعد الحراك الجنوبي في اليمن من لهجته تجاه أبناء المناطق الشمالية، بعد أن حدد أحد فصائله مهلة حتى الـ30 من الشهر الحالي لمغادرة الشماليين من المدن الجنوبية، ورفضت قيادات حراكية هذه الدعوة واعتبرتها مخالفة للثورة وللأهداف التي خرجوا من أجلها.
وشهدت ساحة العروض بمديرية خور مكسر بمحافظة عدن (كبرى المدن اليمنية الجنوبية) دعوات مناطقية وشعارات تم رفع تحذير من خلالها لأبناء الشمال ومطالبتهم بمغادرة المدينة، حيث نصب مناصرو الحراك الجنوبي لوحة إعلانية في الساحة احتوت على «عداد» بعدد الأيام المتبقية حتى الـ30 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وهو يوم انتهاء المهلة التي حددتها فصائل الحراك كموعد نهائي لمغادرة أبناء المناطق الشمالية من أعمالهم في المؤسسات العسكرية والمدنية في مناطق الجنوب.
وكان الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال منذ عام 2007، والذي يقيم اعتصاما مفتوحا في مدينة عدن منذ الـ14 من الشهر الماضي، وزع منشورات لأبناء الشمال الموجودين في المدينة يطالبهم فيها إما بالانضمام إلى الساحة وتأييد مطالب المعتصمين، أو الرحيل من مدينتهم ومنحهم مهلة حتى الــ30 من نوفمبر الحالي.
من جانبه، رفض القيادي حسين بن شعيب، رئيس اللجنة الإشرافية للاعتصام، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، هذه الدعوات قائلا بأن قضيتهم في الحراك الجنوبي قضية سياسية وليست طائفية، ولا يوجد أي صراع بينهم وبين أبناء المناطق الشمالية الموجودين في الجنوب. وطمأن بن شعيب، في سياق تصريحه، الشماليين قائلا بأنهم سيظلون موجودين وسيكون هناك تنسيق ينظم هذا العمل.
وفي السياق ذاته، قال سكان محليون بمحافظة عدن، لـ«الشرق الأوسط»، إنهم شاهدوا عددا من مسلحي اللجان الشعبية يغادرون المدينة باتجاه محافظة لحج وأبين - الذين قدموا منها في وقت لاحق - لأسباب غير معروفة، في حين تحدث عدد من المعتصمين عن توجههم لتشكيل لجان شعبية خاصة بمحافظة عدن لحماية المصالح العامة والخاصة في الحالات الطارئة التي ربما تحدث لأي سبب.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.