اتفاق بين شركاء السلطة في السودان على إجراءات للفترة الانتقالية

اتفاق بين شركاء السلطة في السودان على إجراءات للفترة الانتقالية
TT

اتفاق بين شركاء السلطة في السودان على إجراءات للفترة الانتقالية

اتفاق بين شركاء السلطة في السودان على إجراءات للفترة الانتقالية

توصل طرفا الوثيقة الدستورية في السودان إلى اتفاق على مسار الفترة الانتقالية، بعد اجتماعات عدة بين العسكريين والمدنيين في مؤسسات السلطة الانتقالية الأيام الماضية لتقييم الشراكة خلال الفترة الماضية.
وقال مصدر مطلع لــ«الشرق الأوسط» إن الاجتماعات «شهدت مصارحة ومكاشفة بين الطرفين حول عدد من القضايا المهمة في البلاد». وضمت الاجتماعات العسكريين في مجلس السيادة الانتقالي، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وقوى «إعلان الحرية والتغيير» التي مثلتها قيادات بارزة من أحزاب التحالف وفصائله.
وكشف المصدر عن «توافق كبير» بين المدنيين والعسكريين على مبدأ «إقامة علاقات خارجية تبني على مصالح البلاد العليا، وهيكلة المؤسسات العسكرية لتقوم بدورها الأكمل في الحفاظ على سيادة البلاد».
وقيد الاتفاق أطراف الشراكة بجداول زمنية محددة لتنفيذه خلال الشهر المقبل. كما شمل الملفات الاقتصادية والسياسية الراهنة الداخلية والخارجية. وأضاف المصدر أن نقاشاً مستفيضاً جرى بين الشركاء في السلطة الانتقالية حول عمل لجنة تفكيك نظام الرئيس المعزول عمر البشير، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على أن «المضي في تفكيكه مسؤولية الجميع». وقال إن «جميع الأطراف اتفقت على توفير كل الإمكانيات الممكنة للجنة تفكيك النظام لاتخاذ القرارات اللازمة في هذا الصدد، باعتبار أن القضية من أهم أهداف ثورة الشعب السوداني».
وكشف المصدر، الذي فضل حجب اسمه، عن أن المكونين «العسكري والمدني» في مؤسسات السلطة الانتقالية، توافقا على ضرورة التعجيل بمنح النيابة العامة صلاحيات أوسع والتعجيل بتفعيل دورها لمحاكمة رموز النظام السابق، إضافة إلى حسم قضايا الفساد التي وصلت النيابات، وتكوين مفوضية للعدالة الانتقالية. ويواجه الرئيس المعزول عمر البشير والعشرات من قادة «الحركة الإسلامية» الحاكمة سابقاً تهماً بـ«تقويض النظام الديمقراطي والتخطيط والتدبير لانقلاب الإنقاذ 1989»، إلى جانب تهم أخرى متعلقة بالفساد المالي والإرهاب والاشتراك الجنائي في قتل المتظاهرين إبان الحراك الشعبي الذي شهدته البلاد حتى عزل نظام البشير في 11 من أبريل (نيسان) الماضي.
وكانت الحكومة الانتقالية في السودان والفصائل المسلحة اتفقت خلال المفاوضات في دولة جنوب السودان على مثول كل المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، أمامها. وقال المصدر إن من القضايا التي حسمت «إعطاء لجنة تفكيك النظام صلاحيات أكبر للقيام بدورها، وتنفيذ قراراتها، وإزالة كل العراقيل التي تقف أمام إكمال عملها».
واتهم «التجمع الاتحادي»، أحد أبرز كتل قوى «التغيير»، جزءاً من المكون العسكري في مجلس السيادة وشخصيات بارزة في مجلس الوزراء، بـ«الاستهداف المباشر للجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد، وتوفير الحماية والملاذات الآمنة لرموز النظام البائد المطلوبة للعدالة».
وبحسب المصدر، وضع الاتفاق مواقيت زمنية بتواريخ محددة الآجال لعدد من القضايا الرئيسية، أبرزها ملف عملية السلام، وتشكيل المجلس التشريعي الانتقالي المؤجل، وتعيين ولاة الولايات من المدنيين المكلفين، وهي من القضايا المرتبطة بالتوصل إلى اتفاق السلام النهائي مع الفصائل المسلحة. وكانت قوى «الحرية والتغيير»، المرجعية السياسية للحكومة الانتقالية، أعلنت عن تكوين المجلس التشريعي الانتقالي بحلول 9 أبريل المقبل.
ونص الاتفاق على تفعيل لجنة إدارة الأزمة الاقتصادية لإيجاد حلول للأزمة المعيشية الطاحنة في البلاد، والإسراع بتكوين المفوضيات الانتقالية المتفق حولها.
وكان عضو مجلس السيادة، الرئيس المناوب للجنة التفكيك، محمد الفكي سليمان، أصدر قراراً بتشكيل لجنة لإزالة التمكين في قطاع الطيران، من مهامها مراجعة شركة مطارات السودان القابضة وشركة الخطوط الجوية السودانية، واسترداد أموال هيئة الطيران المدني منذ 1989، وستنظر اللجنة في قضية بيع خط لندن وخصخصة الخطوط السودانية، ونقل وتهريب الذهب عبر مطار الخرطوم.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.