هل تجد نفسك تتسابق إلى الثلاجة لتناول حصص متتالية من الأكل دون توقف؟ لا داعي للقلق، فهذا رد فعل طبيعي للجسم عند مقاومته لحالتي القلق والإحباط اللتين تضاعفان اضطرابات «الأكل العاطفي» بسبب «كورونا».
«الأكل العاطفي»، عبارة عن صورة من الاضطرابات النفسية التي تنعكس على العادات الغذائية، سواء في شكل زيادة الرغبة لتناول الأكل، أو الامتناع عنه لفترات طويلة، وبصورة قاسية، وفق الدكتورة فـرح حسين، استشارية التغذية العلاجية، وعضو الاتحاد الأوروبي والمصري للتغذية الإكلينيكية، التي تضيف لـ«الشرق الأوسط»: «الشكوى الأكثر انتشاراً خلال الفترة الجارية هي دورة الأكل الزائد، والمشكلات المرتبطة به، مثل زيادة الوزن».
ويؤكد خبراء التغذية العلاجية، أن ازدياد الشعور بهذا السلوك في الآونة الأخيرة يعود إلى الإحباط والقلق اللذين يعيشهما سكان العالم حالياً بسبب «كورونا»؛ إذ يفرز المخ مواد كيماوية تخفض النواقل العصبية المرتبطة بالسعادة، مثل الدوبامين والسيروتونين، لذلك يلجأ كثيرون إلى تعويضها عبر الأكل، وهو ما يطلق عليه «الأكل العاطفي»، حسب الدكتور مروان سالم، اختصاصي التغذية العلاجية، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «لم يكن غريباً أن ينتقل الأشخاص من جميع الأنشطة اليومية التي توقفت بشكل مفاجئ إلى سلوك يشعرهم بالرضا ولو بشكل مؤقت، فالقلق يدفع المخ لإفراز الكورتيزول الذي يشعرك بالجوع الزائف، ما يؤدي إلى تخزين الدهون في منطقة البطن».
وللتفرقة بين الجوع الجسدي الطبيعي والجوع العاطفي، توضح الدكتورة فرح حسين أن هناك ثلاث إشارات للتفرقة بين حاجة الجسم للأكل وبين «الجوع العاطفي»، قائلة: «الشعور بالجوع بشكل مفاجئ يعد مؤشراً للجوع الزائف أو العاطفي؛ لأن عملية الهضم والتمثيل الغذائي تتطلب وقتاً حتى نصل إلى مرحلة الجوع الحقيقي، كما أن اشتهاء عناصر معينة في الأكل، مثل السكر أو الأكلات الدَّسمة بشكل مفاجئ يعد مؤشــــراً آخر للجــــــوع الزائف».
وأظهرت دراسة في جامعة «هارفارد» الأميركية، نُشرت نتائجها في 2018 على الموقع الرسمي للجامعة، أن الاضطراب الجسدي أو العاطفي يزيد من الرغبة في تناول الطعام الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون أو السكر؛ لأنها تقلل من ردود الفعل والعواطف المرتبطة بالتوتر، وهذه الأطعمة يطلق عليها الأطعمة «المريحة»؛ لأنها تحد من الإجهاد.
ويحذر سالم من تحوُّل الأكل العاطفي إلى إدمان تصعب السيطرة عليه، مشيراً إلى أنه «لا يعدّ حالة مرضية؛ بل هو اضطراب سلوكي مؤقت؛ لكن إذا امتدت أعراضه وأصبح يلازم الشخص طويلاً، فهو مؤشر يدعو إلى القلق من احتمالية تحوله إلى مرض نفسي وعضوي يتطلب علاجاً».
ولتعديل سلوك «الأكل العاطفي»، تنصح الدكتورة فرح حسين باتباع نمط يوازن بين الشعور المتكرر بالجوع والحفاظ على الوزن، عبر التصدي للجوع من خلال تناول حصص متفرقة، من أربع إلى سبع وجبات صغيرة على مدار اليوم، بجانب تناول مزيد من السوائل؛ لأنَّها تشغل جزءاً من المعدة، من ثمَّ تشعر الفرد بالشبع، بالإضافة إلى فوائدها في ترطيب الجسم للحد من التوتر.
ويؤكد خبراء التغذية أنه لا داعي للحرمان أو تجويع الجسم؛ لأن هذا قد يتسبب في زيادة الشعور بالإحباط؛ لكن يمكن تناول عناصر تعمل على تحسين الحالة المزاجية على غرار المكســـرات والفواكه، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة؛ لأنها تساعد على رفع هرمون السعادة، وفق ما أكدته إحدى الدراسات الصادرة من جامعة «كامبريدج» البريطانية؛ حيث طُلب من المشاركين ممارسة «اليوغا» بانتظام لمدة ثمانية أسابيع.
وأظهرت النتائج أن «اليوغا» قد تكون إجراءً وقائياً مفيداً للمساعدة في مواجهة القلق والاكتئاب، واضطراب الأكل العاطفي.
ما علاقة «الأكل العاطفي» بـ«كورونا»؟
الشعور المفاجئ بالجوع من أبرز العلامات
ما علاقة «الأكل العاطفي» بـ«كورونا»؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة