كأس الخليج العربي.. قصيدة خالد الفيصل الأولى

صمدت 44 عاما دون توقف رغم الانسحابات والمشاكل الإقليمية

الأمير خالد الفيصل حينما كان مسؤولا في رعاية الشباب في نهاية الستينات  (تصوير: أرشيف كتاب محمد القدادي)
الأمير خالد الفيصل حينما كان مسؤولا في رعاية الشباب في نهاية الستينات (تصوير: أرشيف كتاب محمد القدادي)
TT

كأس الخليج العربي.. قصيدة خالد الفيصل الأولى

الأمير خالد الفيصل حينما كان مسؤولا في رعاية الشباب في نهاية الستينات  (تصوير: أرشيف كتاب محمد القدادي)
الأمير خالد الفيصل حينما كان مسؤولا في رعاية الشباب في نهاية الستينات (تصوير: أرشيف كتاب محمد القدادي)

لم تكن بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم موجودة في منتصف الستينات الميلادية الماضية.. لكن تعيين الأمير خالد الفيصل ذلك الشاب اليافع في تلك الفترة في منصب مدير عام رعاية الشباب عام 1967 كان سببا في ولادة فكرة هذه البطولة التي شهدت لغطا وجدلا حسم قبل أعوام فيما يخص من صاحب الفكرة ومن مؤسس هذه البطولة.
سنوات مضت كان الإعلام الرياضي الخليجي يخوض في قصة التأسيس على أساس أن البطولة فكرة إنجليزية بطلها ستانلي روس الذي رأس الاتحاد الدولي لكرة القدم في الفترة ما بين 1961 وحتى عام 1974 فيما روج آخرون على أن تأسيسها تم بفكرة من شركة «تبغ» بيد أن الحقيقة التي جسدت على أرض الواقع وصادق عليها البحريني الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة الذي كانت تنسب له أيضا بأن الفكرة ولدت في السعودية ونفذت من قبله في العاصمة البحرينية عام 1970.
يقول المؤلف محمد القدادي في كتابه «قصيدة خالد الفيصل الأولى» في إشارة إلى أنه صاحب فكرة البطولة وأنها أشبه بقصيدته الأولى باعتباره شاعرا كبيرا على مستوى المنطقة إن كلمة «مرتجلة» في 14 أبريل (نيسان) من عام 1968 في الرياض بحضور الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة كانت سببا في ولادة البطولة إذ إن الأمير خالد الفيصل كانت تجيش في خاطره فكرة تجميع منتخبات الخليج في إطار بطولة تقام سنويا ولعل الخطابات الرسمية التي تلقاها الأمير خالد الفيصل في عام 1967 من الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وتضمنت طلب إرسال منتخبات سعودية إلى البحرين بغرض المواجهات الودية كانت سببا في تسريع وتيرة استخراج هذه الفكرة وتبلورها من قبل الأمير خالد الفيصل.
ويروي الأمير خالد الفيصل الرواية في شرح الشيخ محمد آل خليفة بدايتها فيقول وهو يتذكر: إنه «عندما طرح هذه الفكرة في حفل العشاء لم يكن لدى الملك فيصل أي علم عنها باعتبار أنها ولدت في تلك الليلة كفكرة غير مرتب لها وسط الحفاوة والتكريم للأشقاء الحاضرين في العاصمة الرياض ليقول له عرفان أوبري أحد المستشارين للأمير خالد الفيصل في تلك الفترة: هل تعلم ما قلت في كلمتك؟ ليرد عليه نعم.. ليسأله مرة أخرى: هل الملك فيصل يعلم وهل أحطته بذلك قبل حديثك عنها ؟ فأجاب: لا».
ويروي القدادي في ذات الكتاب أن الأمير خالد الفيصل ذهب في اليوم التالي لإحاطة الملك فيصل بما حدث وبما طرحه من أفكار في حفل العشاء حتى لا يصل الأمر إليه مشوها أو منحرفا أو يسمع به من أحد غيره بطريقة قد لا تكون دقيقة فيسيء إلى الفكرة الوليدة فلقي من الملك فيصل تشجيعا كبيرا قد أذهله بل طلب منه أن تكون البحرين هي البلد الأول لاستضافة البطولة باعتبار أن الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة هو المهتم باستقدام المنتخبات الخليجية والأندية في تلك الفترة إلى البحرين على صعيد لقاءات ودية فضلا عن المطامع والمطالبات التي كانت تحاك ضد هذا البلد من أطراف خارجية معروفة.
وبعد نقل الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة الفكرة من قبل الأمير خالد الفيصل إلى القيادة في البحرين تمت الموافقة عليها مباشرة وبدأ الترتيب لها بحيث يكون هناك اجتماعات متتالية لجعلها حقيقة على أرض الواقع ليكون أول اجتماع لها في 19 يونيو (حزيران) من عام 1969 إذ تم وضع أول نظام لبطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم بعد سلسلة من الاجتماعات المتتالية التي أعقبت موافقة الملك فيصل ومباركته للبطولة فضلا عن مباركة البحرين عليها أيضا وترحيب دول الخليج لها كافة.
وحضر الاجتماع الأول 4 دول فقط هي السعودية ومثلها إبراهيم الشامي والبحرين ومثلها الشيخ محمد بن خليفة وعبد الله شروقي وجميل جشي والكويت ومثلها أحمد السعدون وقطر ومثلها عبد العزيز بوزيري وأحمد الأنصاري فيما غابت الإمارات التي لم تكن قد توحدت بعد وعمان التي لم تكن قد انضمت بشكل رسمي للفيفا حينها.
وتم الاتفاق خلال الاجتماع على أن تكون البطولة سنويا وتم المصادقة على النظام الأساسي لها وقررت الدول الـ4 حينها تقاسم تكاليف تصنيع أول كأس خليجية بلغت قيمتها 860 دينارا بحرينيا وتكفلت كل دولة بدفع 215 دينارا بحرينيا في وقتها وتم حث كافة الدول الخليجية على الانضمام للاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وبدت أولى بطولات كاس الخليج عام 1970 بمشاركة 4 منتخبات فقط هي البحرين والسعودية وقطر والكويت ولم تشارك عمان والإمارات وقتها بسبب عدم انضمامهما للاتحاد الدولي لكرة القدم فيما شهدت بطولة كأس الخليج الثانية في العاصمة السعودية الرياض عام 1972 مشاركة أولى للمنتخب الإماراتي الذي انضم رسميا إلى فيفا وغابت عمان عن المشاركة في الدورتين الأولى والثانية لكنها حضرت في البطولة الثالثة عام 1974 في الكويت قبل أن يشارك العراق في نسخة عام 1976 في الدوحة لتستضيف بعد ذلك بغداد النسخة الخامسة عام 1979 ثم الإمارات عام 1982 ثم مسقط عام 1984 لتعود مجددا إلى البحرين عام 1986 لتكون أول دولة تستضيف البطولة للمرة الثانية في تاريخها لتتوالى الدورات في كافة دول الخليج.
اللافت في بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم أنها مرت بظروف صعبة ومشاكل كبيرة بدءا من ثاني نسخة في الرياض عام 1972 حينما شهدت البطولة أول حالة انسحاب من قبل منتخب البحرين احتجاجا على التحكيم وفعل ذلك المنتخب العراقي عام 1982 حينما انسحب بقرار من رئيس العراق آنذاك صدام حسين الذي قرر الانسحاب لمنح الكويت فرصة الفوز باللقب والاستعداد لكأس العالم 1982 في إسبانيا كما جاء في بيانه الشهير.
واستمرت بطولات الخليج بلا مشاكل في النسخ السابعة والثامنة والتاسعة لكنها مرت بظرف خطير كاد أن يوقفها نهائيا بعد انسحاب المنتخب السعودي ثم نظيره العراقي بسبب احتجاجات على التنظيم حينما استضافتها الكويت في تلك الفترة فيما احتج العراقيون على سوء التحكيم ليكون قرار الانسحاب.
ووسط التوقعات بمستقبل مظلم للبطولة وغزو العراق للكويت عام 1990 إلا أن النسخة الـ11 أقيمت في الدوحة واستمرت البطولة من دون توقفات حتى هذه اللحظة وشهدت النسخة الـ17 عودة العراق من جديد فيما شهدت النسخة الـ16 في الكويت مشاركة اليمن للمرة الأولى.
وعادت مشاكل البطولة لتطل برأسها بقصص إمكانية التأجيل لها بسبب استضافة اليمن لها في عام 2010 وسط مشاكل أمنية كبرى لكنها نجحت في التنظيم في النهاية ليتم إقرار إقامتها في البصرة بالعراق بيد أن وزراء الرياضة والشباب كان لهم رأي آخر بسحب التنظيم من البصرة ومنحه لجدة قبل نقل البطولة للرياض لأسباب أمنية في العراق ولمنع وحظر فيفا إقامة كافة المباريات في المدن والمحافظات العراقية لأسباب تتعلق بالأمن.
كأس الخليج العربي لكرة القدم.. كثيرون يرددون أنها ليست مجردة كرة قدم تتبارى فيها المنتخبات المشاركة فيها وإنما هي أعمق بذلك بكثير باعتبار أنها سبب رئيسي في التنمية الرياضية على مستوى الدول الـ6 خاصة إلى جانب العراق ومن ثم اليمن.. كما أنها السبب في اهتمام الحكومات بالبنى التحتية الرياضية فضلا عن أنها سارعت في تطوير اللعبة لتكون بذلك حاضرة في منافسات دولية وقارية مثل كأس العالم وكأس آسيا وتدريب الكوادر في الخليج على التنظيم لتشهد بذلك كافة الدول استضافات هائلة لاستحقاقات إقليمية وقارية ودولية وبنجاح منقطع النظير.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.