عادة، لا يعتبر التسوق من بين الأمور الممتعة للقيام بها؛ لكن مع إغلاق المقاهي والمطاعم والنوادي الليلية في معظم أنحاء العالم، اكتسب الخروج لشراء البقالة أهمية كبيرة بالنسبة إلى كثير من الناس.
وحالياً، أصبح متجر «السوبرماركت» المحلي شريان حياة شخص واحد على الأقل من سكان روما، وهو ماسيمو موي، البالغ من العمر 56 عاماً، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال موي الذي يخطط للتسوق مرتين في الأسبوع في حي مونتي في روما، منذ أن فرض إغلاق في البلاد في وقت سابق من هذا الشهر للحد من تفشي فيروس «كورونا»: «إنه المكان الوحيد الذي أرى فيه الناس في الحياة الواقعية».
ويرتب هو وثلاثة أو أربعة من أصدقائه رحلاتهم مسبقاً، ويلتقون في المتجر.
وأضاف موي لوكالة الصحافة الفرنسية: «نقف في طابور، ونحافظ على مسافة آمنة بيننا بالطبع ونتحادث».
بمجرد دخولهم، يسير الأصدقاء في خط مستقيم بفارق متر واحد بعضهم عن بعض، ويعودون للالتقاء عند الخروج ليودع بعضهم بعضاً.
وتابع موي: «ثم أعود إلى منزلي؛ حيث تعيش معي قطتان، هما (أوديت) و(أنيتا). أنا أحبهما كثيراً؛ لكنهما لا تجيدان التحادث».
وقال فيما يتعلق بمكالمات الفيديو، إنها «لا يمكنها أن تحل مكان اللقاءات الحقيقية».
وقد لاحظ المسؤولون المحليون أن المحلات التي تبيع المواد الغذائية تعد الآن من بين آخر مواقع التجمع المتبقية في المدن المقفرة التي طُبقت فيها تدابير الاحتواء، وهم حريصون على منع تشكل بؤر جديدة للعدوى.
وأعلنت رئيسة بلدية روما، فرجينيا راجي، عن إطلاق عمليات تطهير وتعقيم في المناطق التي لا تزال تشهد حضوراً كبيراً للأشخاص، بما فيها الصيدليات ومحلات «السوبرماركت» والمستشفيات.
وعند دخول المتاجر، يطلب عديد من التجار من الزبائن وضع القفازات التي يرتديها الموظفون أيضاً إلى جانب الأقنعة.
وقال موي: «الأمر أشبه بكونك في المستشفى».
في إسبانيا؛ حيث أودى الوباء بحياة أكثر من 3400 شخص، يُطلب من الزبائن أحياناً تطهير أيديهم، ووضع القفازات، وترك ممتلكاتهم الشخصية عند المدخل قبل بدء التسوق.
وفي مدريد، قال القصَّاب سيليستينو لوبيز من خلف المنضدة، إن «المحادثات مع الزبائن أصبحت الآن أقصر بكثير».
أما في إيطاليا، فقامت بعض متاجر البقالة بتثبيت ألواح «بليكسيغلاس» عند نقطة الدفع، لمنع الاتصال بين محاسبي الصناديق والزبائن.
وأشار موي إلى أنه رغم ذلك، عندما يكاد الزبون يقف وجهاً لوجه مع أمين الصندوق، يصبح الوقت مؤاتياً لسرقة القليل من الاختلاط الاجتماعي.
ولاحظ موي أن «الموظفين أصبحوا لطيفين وأكثر ترحيباً من المعتاد؛ خصوصاً الأصغر سناً».
وتابع: «أصبح إلقاء نكتة أو الابتسام في هذه اللحظات الصعبة ثميناً فعلاً. أنا أقدره كثيراً».
في لومباردي في شمال إيطاليا، المنطقة الأكثر تضرراً في إيطاليا مع أكثر من أربعة آلاف وفاة بسبب فيروس «كورونا»، بدأت بعض سلاسل المتاجر الكبرى في قياس درجات حرارة الزبائن، باستخدام الماسحات الحرارية عند المدخل.
متاجر البقالة... طوق النجاة أمام المعزولين للاختلاط
متاجر البقالة... طوق النجاة أمام المعزولين للاختلاط
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة