إطلاق سراح مئات السجناء في ليبيا تخوفاً من «كورونا»

تمديد الحظر غرب البلاد بعد تسجيل إصابتين جديدتين

إطلاق سراح مئات السجناء في ليبيا تخوفاً من «كورونا»
TT

إطلاق سراح مئات السجناء في ليبيا تخوفاً من «كورونا»

إطلاق سراح مئات السجناء في ليبيا تخوفاً من «كورونا»

سادت حالة من التوتر أنحاء ليبيا، عقب الإعلان عن إصابتين جديدتين بفيروس «كورونا» المستجد، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 3 حالات؛ وأعلنت سلطات غرب ليبيا، المعترف بها دولياً، زيادة ساعات الحظر، الذي يتضمن منع التجول بين المدن، وتقليص ساعات الدوام الرسمي بجميع الجهات، وذلك لمجابهة انتشار الفيروس.
يأتي ذلك في وقت أصدرت النيابة العامة في طرابلس، قراراً بإطلاق سراح 466 سجيناً من الليبيين والعرب والأجانب، تنفيذاً لتوصيات المجلس الأعلى للقضاء بالتخفيف من اكتظاظ السجون، واستعمال بدائل الحبس الاحتياطي والإفراج الشرطي، في إطار الإجراءات المتخذة لتعامل البلاد مع الجائحة.
ولم تكشف السلطات عن هوية السجناء العرب أو الأجانب المفرج عنهم، لكن الأجهزة الأمينة سبق لها اعتقال مواطنين من جنسيات أجنبية كثيرة، من بينهم روسيان اثنان العام الماضي، ووجهت لهما تهمة «قلب نظام الحكم» بعد اتصالهما بسيف الإسلام نجل الرئيس الراحل معمر القذافي.
وزادت المخاوف في البلاد عقب إعلان «المركز الوطني لمكافحة الأمراض» عن إصابة حالتين جديدتين بالفيروس، مساء أول من أمس؛ وقال في بيانه إن الحالة الأولى تعود لامرأة من مدينة مصراتة تم أخذ عينة منها بمنزلها عقب فحصها سريرياً داخل مستشفى الحكمة بالمدينة، وتبين إيجابيتها، والثانية لشاب من مدينة طرابلس، أتى إلى المركز للاطمئنان على نفسه بعد استشعاره التعب، وتم أخذ عينة منه بعد التأكد من مطابقة مواصفات حالة الاشتباه عليه.
ودعا المركز المواطنين إلى «ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية اللازمة، واتباع التعليمات بعدم التجول لتقليل خطر انتشار المرض في البلاد». ومنتصف الأسبوع الماضي، أعلن أحميد محمد بن عمر وزير الصحة بحكومة «الوفاق»، تسجيل أول حالة إصابة بفيروس «كورونا» في ليبيا.
واتخذ المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق» قراراً أمس بزيادة ساعات الحظر لمجابهة انتشار الفيروس، على أن يبدأ من الثانية ظهراً من كل يوم حتى السابعة صباحاً من اليوم التالي؛ كما نص القرار على حظر التجول بين المدن وتقليص ساعات الدوام الرسمي بالجهات كافة من 9 صباحاً حتى 12 ظهراً.
وسبق للمجلس الرئاسي أن أعلن في 21 مارس (آذار) الحالي عن حظر التجول بأنحاء ليبيا من الساعة 6 مساءً حتى 6 صباحاً، واستثنى من الحظر أصحاب الأعمال ذات الطبيعة السيادية والأمنية والصحية والصيدليات وأعمال البيئة والكهرباء والطاقة والاتصالات وحركة الشحن.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية أعلنت عبر سفارتها في ليبيا، أول من أمس، أنها ستقدم 6 ملايين دولار مساعدات إنسانية إضافية إلى البلاد للمساعدة في التصدي لفيروس «كورونا»، وقالت السفارة إن «هذه الأموال لمساعدة مسؤولي الصحة على منع انتشار المرض والاستجابة للمحتاجين الذين أُصيبوا بالمرض أو الأكثر عرضة للإصابة».
وعمّت البلاد منذ صباح أمس، أجواء من الخوف والحذر، بعد أن كان الخطاب العام يشوبه حالة من التباهي من خلو ليبيا من الفيروس الذي اجتاح دول العالم. وألزمت وزارة الداخلية بحكومة «الوفاق» الراغبين في التعامل مع المصارف التجارية بإجراءات وقائية، منها ارتداء الكمامات والقفازات، وترك مسافة آمنة، والامتثال إلى تعليمات رجال الأمن بالمصارف في المحافظة على النظام.
وأهابت الوزارة، في بيان أمس، بالمواطنين الالتزام بالتعليمات «تفادياً لأي أضرار قد تنجم عن تفشي الفيروس».
كما أطلقت وزارة الصحة بـ«الوفاق» والمركز الوطني لمكافحة الأمراض، خدمة «طبيبك لعند بيتك»، وتبدأ تلك الخدمة بالاتصال بالكادر الطبي الذي يزور الحالات المشتبه بإصابتها في منزلها.
وفي مدينة بنغازي بشرق البلاد، زارت فرق طبية تابعة لإدارة الخدمات الصحية بالوزارة، بعض أسر العائدين من السفر خلال الفترة الماضية، للتأكيد على الحجر المنزلي، ومتابعة حالتهم.
وكان الفريق عبد الرزاق الناظوري، رئيس الأركان بقوات القيادة العامة، رئيس اللجنة العليا لمكافحة وباء «كورونا»، أصدر تعليمات لرؤساء الأجهزة الأمنية وجهاز الحرس البلدي، بالتشديد على مراقبة أسعار بيع المواد الغذائية، وتدفق السلع، في فترة حظر التجول الذي أعلنته الحكومة الموازية، لمواجهة فيروس «كورونا».


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.