قائد الجيش الإسرائيلي يطالب باجتثاث «الإرهاب اليهودي»

TT

قائد الجيش الإسرائيلي يطالب باجتثاث «الإرهاب اليهودي»

وصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، حادث إلقاء ثلاث زجاجات حارقة على قوة من حرس الحدود قرب مستوطنة «يتسهار» في الضفة الغربية، بأنه «اعتداء إرهابي خطير يمس بأركان الدولة وأسسها». وطالب بشجب مرتكبيه وتقديمهم للعدالة واجتثاث ظاهرة الإرهاب اليهودي. وقال كوخافي إن الجيش الإسرائيلي يواصل، بالتعاون مع سلطات القانون، العمل بكل القوة ضد أعمال إجرامية مثل تلك على أشكالها كافة، بوصفها اعتداءات إرهابية بكل معنى الكلمة، من شأنها أن تتسبب في تدهور الأوضاع الأمنية.
يُذكر أن مجموعة من المستوطنين المتطرفين المعروفين باسم «شبان التلال» في مستعمرة «يتسهار» المشهورة بالتطرف والمعروفة باعتداءاتها على الفلسطينيين في منطقة نابلس، قامت في منتصف الليلة قبل الفائتة، بإلقاء الزجاجات الحارقة باتجاه سيارة حرس الحدود الإسرائيلية التي تعمل على حراسة جبل العرمة، جنوبي نابلس، وأصابت إحداها السيارة مباشرة فقفز الجنود منها هاربين، فيما انفجرت زجاجتان أخريان بالقرب منها، كما أصيبت الآلية بأضرار طفيفة من دون وقوع إصابات بشرية. لكن قيادة الجيش خرجت ببيان شديد اللهجة، قالت فيه إن «المعتدين قصدوا قتل الجنود بكل معنى الكلمة، وإن الصدفة فقط منعت تحقيق هدفهم».
واستنكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الاعتداء بشدة لكنه رفض استخدام كلمة إرهاب. وقال إن «الأمر يعد جريمة خطيرة لا سيما في المرحلة الراهنة التي تسهم خلالها الشرطة وحرس الحدود في التعامل مع أزمة كورونا». كما استنكره وزير الأمن نفتالي بينيت، بنفس الكلمات وطالب قواته بالبحث عن المتهمين ومعاقبتهم. لكن قيادة حرس الحدود عدّته «عملاً إرهابياً، ومحاولة قتل بكل معنى الكلمة». وقالت إنها ترى فيه «ارتقاء درجة إضافية في التطرف وممارسة العنف ضد قوات الأمن، نشعر به في الآونة الأخيرة بكل وضوح. فنحن نأتي لحراستهم وتوفير الحماية لهم وهم ينفّذون ضدنا اعتداءات دامية». وتخوض قوات الاحتلال الإسرائيلي صراعاً مع المستوطنين في يتسهار منذ عدة شهور بسبب محاولتهم إقامة بؤرة استيطانية على قمة جبل العرمة، الخاضع لملكية بلدة بيتا الفلسطينية. والعُرمة (التي تعني «كومة القش»)، أُطلقت من العصور القديمة على هذا الجبل، الذي يرتفع نحو 843 متراً عن سطح البحر، وتوجد فيه منطقة أثرية مساحتها 60 دونماً، تخلّد آثار كل من اتخذها قلعة حصينة لحماية المنطقة، من الرومان والأمويين والعثمانيين. وهي تحوي 7 «حبوس» لتخزين مياه الأمطار وقنوات لنقلها. وفيها قلعة أثرية ومقابر قديمة وسجن. وقد حاول المستوطنون اليهود، منذ سنة 1988، إقامة بؤرة استيطان في هذا الموقع بدعوى أنه موقع يهودي أثري، لتصبح عاشر بؤرة استيطان في المنطقة.
فتصدى لهم الفلسطينيون، وتدخل الجنود الإسرائيليون لحماية المستوطنين وسقط ثلاثة شبان فلسطينيين شهداء في تلك المعركة.
وتجددت محاولات المستوطنين قبل عدة شهور، ثم تحول المكان إلى ساحة صدام يومي بين الطرفين في الأسابيع الأخيرة. وتوجه المستوطنون إلى المحكمة الإسرائيلية طالبين السماح لهم بالاستيطان، لكن المحكمة رفضت الدعوى وقالت إن هذا الجبل تابع إدارياً للسلطة الفلسطينية وهي التي تستطيع إصدار تصاريح بناء فقط. لكن المستوطنين راحوا يبنون في المكان مدرسة دينية وبيتاً سكنياً، فقامت قوات الجيش الإسرائيلي بهدمهما. ومنذ ذلك الحين وهم يمارسون أعمال عداء ضد قوات حرس الحدود.
وبلغت الاعتداءات أوجها، فجر أمس، بمحاولة إحراق الجنود وسياراتهم. وعدّت منظمة «جباية النور» الإسرائيلية هذه العملية «جزءاً لا يتجزأ من النشاط الإرهابي الذي يقوم به المستوطنون المتطرفون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وضد المواطنين العرب في إسرائيل وضد جنود الجيش الإسرائيلي، مشيرةً إلى أنه قد حان الوقت لتفهم أجهزة الأمن أن الوسائل التقليدية لمواجهتهم لم تعد تجدي نفعاً، وأصبحت هناك حاجة للإعلان الرسمي عنهم كتنظيمات إرهابية والتعامل معهم كما تتعامل مع التنظيمات الفلسطينية.


مقالات ذات صلة

أميركا تقلص عدد معتقلي غوانتانامو إلى 15 بعد إرسال 11 يمنياً إلى عُمان

الولايات المتحدة​ جندي أميركي خارج أسوار معسكر غوانتانامو (متداولة)

أميركا تقلص عدد معتقلي غوانتانامو إلى 15 بعد إرسال 11 يمنياً إلى عُمان

خفضت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عدد السجناء في مركز احتجاز خليج غوانتانامو في كوبا بنحو النصف، بعد أن أرسلت 11 معتقلاً إلى عُمان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ تظهر نظارات «ميتا» الذكية المحدثة في المقر الرئيسي للشركة في مينلو بارك بكاليفورنيا في الولايات المتحدة 27 سبتمبر 2023 (رويترز)

ما نظارات «ميتا» التي استخدمها مهاجم نيو أورليانز للاستكشاف قبل عمله الإرهابي؟

نظارات «ميتا» هي أجهزة بها كاميرا مدمجة ومكبرات صوت وذكاء اصطناعي، يمكن التحكم فيها بصوتك وبأزرار، والتحكّم بها كذلك ببعض الإيماءات.

«الشرق الأوسط» (نيو أورليانز (الولايات المتحدة))
شؤون إقليمية جانب من لقاء رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو ووفد إيمرالي (موقع الحزب)

تركيا: مطالبة بإنهاء عزلة أوجلان لحل المشكلة الكردية

أعلن حزب مؤيد للأكراد أن عملية الحوار مع زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان لحل المشكلة الكردية في تركيا لن تؤدي إلى نتيجة دون إنهاء عزلته.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي فيدان والصفدي خلال المؤتمر الصحافي في أنقرة (الخارجية التركية)

تنسيق تركي - أردني حول دعم المرحلة الانتقالية في سوريا... وعودة اللاجئين

أبدت تركيا توافقاً مع الأردن على العمل لضمان وحدة وسيادة سوريا ودعم إدارتها الجديدة في استعادة الاستقرار وبناء مستقبل يشارك فيه جميع السوريين من دون تفرقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)

وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

أعلن تنظيم «القاعدة» أن زعيم مجموعة محلية يتمتع بنفوذ واسع في مالي وغرب أفريقيا توفي حين كان رهينة بحوزة مجموعة تابعة للتنظيم في حادثة أثارت ردود فعل غاضبة

الشيخ محمد (نواكشوط )

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.