مع تفشي وباء فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، يحرص ملايين الأشخاص حالياً على تجنب المصافحة بالأيدي والقبلات، وسيلةً لإلقاء التحية، خوفاً من الإصابة بالفيروس الخطير، وفي خضم بحث العالم عن بدائل سريعة للتحية التقليدية الشائعة، انحاز عدد من رؤساء العالم إلى التحية الهندية المعروفة باسم «ناماستي»، وتتضمن ضم الكفين معاً مع انحناءة بسيطة للرأس، وسيلة للتحية من دون تلامس.
من بين أبرز من ظهروا خلال الأسابيع الأخيرة وهم يقدمون تحية «ناماستي» أمام ضيوفهم، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وذلك لدى استقباله ملك إسبانيا وقرينته في قصر الإليزيه، حسبما أبرزت صحيفة «إنديا توداي» الهندية أخيراً. وحاز هذا الأمر اهتمام وسائل إعلام هندية أخرى، من بينها موقع «نيوز فايبس أوف إنديا»، الذي أشار إلى «أن السفير الفرنسي لدى الهند، إيمانويل لينان، لم يسمح لهذا الأمر أن يمر مرور الكرام، ونشر تغريدة على موقع «تويتر»، علق بها على هذا التحول بقوله: «قرر الرئيس ماكرون تحية جميع نظرائه بـ(ناماستي)، في لمحة لطيفة ظل محتفظاً بها من زيارته للهند عام 2018».
الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اعتمد كذلك التحية الهندية التقليدية، عندما استقبل رئيس الوزراء الآيرلندي، ليو فارادكار، في واشنطن، الشهر الحالي، إذ أدى الزعيمان «الناماستي» أمام حشد من الإعلاميين، وفق صحيفة «إنديا توداي».
وأضافت الصحيفة الهندية، أنه في تعليقه على ذلك، شرح ترمب قائلاً: «عدت لتوي من الهند، ولم أصافح يداً هناك، كان الأمر سهلاً للغاية، لأنه يسير على هذا النحو. وكذلك الحال في اليابان. إنهم سابقون لغيرهم»، وذلك في إشارة إلى التحية اليابانية التقليدية «أوجيكي» التي تشبه «ناماستي» إلى حد كبير.
من أبرز الشخصيات العالمية الأخرى التي لجأت إلى «ناماستي»، هرباً من شبح «كورونا»، ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، أمير ويلز، الذي لفت الأنظار بحرصه على أداء تحية «ناماستي» أمام الضيوف أثناء احتفالية «الكومنولث» في قصر ويستمنستر في مارس (آذار) الحالي، ومع ذلك، فإنه في غضون أيام قلائل، صُدم العالم بنبأ إصابة الأمير تشارلز (71 عاماً) بفيروس كورونا.
ولم تغب هذه المفارقة الصارخة عن أنظار الخبيرة المعنية بالشؤون الملكية، كاميلا توميني، التي أعربت خلال تصريحات لصحيفة «إكسبريس» البريطانية أخيراً عن «صدمتها» من أن يصاب الأمير تشارلز بالفيروس، بعد تقديمه تحية «ناماستي» لضيوفه.
«ناماستي» تحية هندية تقليدية تسود أوساط الهندوس على وجه التحديد، وهذا الاسم تعبير «سنسكريتي» يتألف من كلمتين، ويعني «أنا أنحني لك توقيراً». وتكمن ميزتها في الوقت الراهن في أنها تسمح للأفراد بتحية بعضهم البعض على النحو اللائق، مع الحفاظ على مسافة بينهما، ورفع حرج التلامس الذي قد يحمل معه مخاطر صحية مميتة. ويقصد من هذه التحية إظهار الاحترام، ويجري تقديمها أمام جميع الفئات التي يلتقيها المرء، من كبار وصغار، ومعارف وغرباء.
من جانبه، أبدى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، حماساً واضحاً لـ«ناماستي»، وتفاخر أمام مواطنيه، في كلمة ألقاها مطلع الشهر الحالي، بأن العالم بأسره بدأ في التحول نحو «ناماستي»، ونصحهم بأنه لو أن الهنود لسبب ما توقفوا عن هذه العادة، فإن الوقت قد حان للعودة إليها، تبعاً لما أفاده الموقع الإلكتروني لقناة «إنديا تي في».
وتجلى حماس مودي لهذه التحية التقليدية بإعلانه في 25 مارس، حسب صحيفة «إكونوميك تايمز»، عن رقم هاتف يمكن للهنود مراسلته عبر تطبيق «واتساب» للتعرف على معلومات ونصائح بخصوص فيروس كورونا. أما الكلمة التي يتعين على الراغب في الحصول على هذه الخدمة كتابتها في رسالته فهي: «ناماستي»!
وشاركه حماسه عدد من كبار نجوم «بوليوود»؛ حثوا متابعيهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي على التزام «ناماستي»، عوضاً عن المصافحة، منهم النجمة بريانكا شوبرا التي نشرت فيديو عبر «إنستغرام» يوضح كيف أنها مالت دوماً لهذا النمط من المصافحة، وكتبت أسفل المقطع: «الأمر كله يدور حول (ناماستي)، ذلك الأسلوب القديم والجديد في آن واحد لتحية الناس في زمن التغيير حول العالم».
وداعاً للقبلات وأهلاً بـ«ناماستي» في زمن «كورونا»
وداعاً للقبلات وأهلاً بـ«ناماستي» في زمن «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة