أحمد صلاح حسني: البطولة المطلقة لا تتعارض مع الأدوار الثانية

قال لـ«الشرق الأوسط»: مسلسل «حكايتي» قربني من الجمهور

حسني ونسرين طافش في لقطة من مسلسل «ختم النمر»
حسني ونسرين طافش في لقطة من مسلسل «ختم النمر»
TT

أحمد صلاح حسني: البطولة المطلقة لا تتعارض مع الأدوار الثانية

حسني ونسرين طافش في لقطة من مسلسل «ختم النمر»
حسني ونسرين طافش في لقطة من مسلسل «ختم النمر»

اختار الفنان أحمد صلاح حسني التنازل عن شهرته كلاعب كرة قدم، وبدأ من الصفر في مجال التمثيل، بأدوار صغيرة عام 2012. في مسلسل «شربات لوز» مع الفنانة يسرا، قبل أن يلتحق بعدد من الورش التدريبية ليحسن من مستواه التمثيلي، ليصعد سلم النجومية درجة تلو الأخرى، حتى وصل إلى البطولة المطلقة في مسلسل «ختم النمر» الذي انتهى عرضه قبل أيام. في حواره مع «الشرق الأوسط» يتحدث صلاح حسني عن فرصة البطولة المطلقة، ومفهومه لـ«النجومية»، ولماذا قبل تقديم دور ثان في مسلسل «الفتوة» لياسر جلال، بعد تقديمه للبطولة المطلقة، وما سبب تواصله المستمر مع متابعيه على موقع «تويتر»... إلى نص الحوار:
> هل كان مخطط منذ البداية تسويق أسوان كوجهة سياحية من خلال المسلسل؟
-مصر بها أماكن كثيرة جميلة، وليس أسوان فقط، فالعام الماضي في مسلسل «حكايتي» قيل نفس الكلام عن إسكندرية وجمال بحرها، فالدراما هي التي تحكم الوجود في المكان، والمسلسل لم يكن في أسوان من أجل إبراز جمالها فقط، ولكنه كان يسلط الضوء على قضية في غاية الأهمية وهي تجارة الآثار، إلى جانب الخط الاجتماعي والرومانسي في الأحداث.
> هذا أول عمل فني يحمل اسم أحمد صلاح حسني... هل سيمثل ذلك عبئاً عليك خلال الفترة المقبلة؟
-الحقيقة أنا لم أكن مشغولاً بأن هذا المسلسل هو أول بطولاتي المطلقة، بقدر انشغالي بأن أكون عند حسن ظن الجمهور، وأن يرى أنني أستحق هذه الفرصة وهذه الخطوة الجديدة في مشواري، فالحكم على الممثل لا يكون فقط بقرار شركة الإنتاج أو المخرج أو البطل، ولكن الكلمة الأولى والأخيرة تكون للجمهور.
أما بالنسبة للشعور بالقلق والخوف، فهو يطاردني قبل البدء في أي عمل فني، ولا يطمئن قلبي إلا بعد التأكد من أنني بذلت كل جهدي، وقدمت كل ما أملك من طاقة ليخرج العمل بأفضل شكل ممكن، بعد ذلك أشعر بالاطمئنان.
> منذ بداية عرض المسلسل تكثف من تواصلك مع الجمهور على «تويتر»... هل تهتم لهذه الدرجة لمعرفة ردود الأفعال؟
- أتفاعل على «تويتر» طول الوقت حتى قبل عرض المسلسل... أشعر أنه وسيلة تجعلني قريباً من الجمهور، فعندما أرغب في قول شيء أكتبه على الفور، والمميز هنا أن الجمهور يعرف أنني الذي أدير حسابي الشخصي، وهذا يجعل التواصل من خلاله أكثر مصداقية، فالتعامل بيني وبين الجمهور مباشر وليس عبر وسطاء.
> ولكن هناك كثير من الممثلين يرون أن شريحة «السوشيال ميديا» لا تمثل الجمهور الحقيقي؟
- أنا ضد هذه الفكرة، وأرى أن الجمهور الحقيقي في كل مكان، في الشارع و«السوشيال ميديا»، وأتعامل على هذا الأساس، ومن يتابعك ويهتم بأعمالك على «السوشيال ميديا»، شريحة لا يستهان بها من الجمهور، فتجدهم يتابعون العمل ويتناقشون في تفاصيله، ويهتمون بمعرفة القادم في الحلقات، وينتقدون أيضاً، وهذا مفيد للممثل.
> كانت هناك إشادة بأداء جيل الكبار في المسلسل... هل هذا يسعدك أم يزعجك كبطل للمسلسل؟
- لم أكن أفكر في نفسي فقط كبطل للمسلسل أثناء التحضير له، فكل ما كان يشغلني أنا وفريق العمل، هو تقديم مسلسل محترم، فيه فن ودراما ورسالة، والحمد لله ربنا وفقنا في تحقيق معظم أهدافنا، والأسماء التي كانت معنا في المسلسل جميعهم أساتذة كبار ولديهم خبرة كبيرة في العمل بالتمثيل، على غرار جميل برسوم ورشدي الشامي وعفاف شعيب وتميم عبده، وكان من الطبيعي ومن مصلحة المسلسل أيضاً أن يأخذ كل منهم حقه.
> تشارك ياسر جلال في مسلسل «الفتوة» لموسم رمضان المقبل، ألم يكن لديك مشكلة في تقديم دور ثان بعد وصولك للبطولة المطلقة؟
- لا أفكر بهذه الطريقة، فليس معنى أنني قدمت بطولة مطلقة، أن أرفض الأدوار الثانية، فأنا ممثل، وما يجذبني للمشاركة في أي عمل فني هو الدور الجيد، خصوصاً عندما يكون مع فنان كبير ومحترم وله قيمة مثل ياسر جلال، الذي أعتبره أخاً، قبل أن يكون زميلاً. وبهذه المناسبة، أتعهد بأنني سأتمسك بتقديم الأدوار الجيدة في أعمال زملائي، مهما قدمت بطولات مطلقة في الأفلام والمسلسلات.
وفي هوليود هناك نجوم كبار جداً يقبلون بأدوار ثانية ولا يقلل هذا من نجوميتهم على الإطلاق، ومن بينهم ليوناردو دي كابريو، الذي أعتبره أحد أهم نجوم السينما في العالم.
> ولكن في مصر البعض يعتبر ذلك خطوة للخلف؟
- ليس لدي هذه الحساسية، المهم أن يكون العمل الذي أشارك فيه محترم، والدور الذي أقدمه لا يقلل مني، فإذا توفرت هذه العوامل سأوافق على الفور، لإيماني أن الدور الجيد هو الذي يعيش مهما كان تصنيفه، فالممثل هو الذي يستطيع بمجهوده وموهبته إقناع المشاهد أنه نجم، وليس لأنه البطل الأول للفيلم أو المسلسل.
وهنا أود أن أعترف، بأنني بشكل شخصي لا أحب كلمة «نجم»، فالنجوم في السماء، وأنا أحب أن تلمس رجلي الأرض دائماً، فأنا ممثل، وظيفتي أن أجتهد وأبذل جهدي ليخرج عملي بشكل محترم، وإحساسي الشخصي أن التفكير كثيراً في النجومية تكون في حد ذاتها عقبة أمام الممثل، فهي من إغراءات الدنيا، وأنا لا أحبها لهذا السبب.
كما أن هناك نجومية يمكن أن تخلق على «السوشيال ميديا» من دون رصيد، لكن لأنني أحب التمثيل، وتمنيت أن يكون مهنتي، قررت أن أبدأ فيه من الصفر وأتنازل عن شهرتي التي اكتسبتها في لعبة كرة القدم منذ أن كان عمري 17 عاماً، حتى أصنع لنفسي رصيداً أبني عليه كياني الجديد كممثل وليس كلاعب كرة قدم معروف.
> وكيف قبلت أن تكون بدايتك بأدوار صغيرة «كومبارس» وأنت لاعب كرة قدم معروف؟
- كنت معروفاً في كرة القدم، لكني عندما أقف أمام الكاميرا، لن يكون هناك فرق بيني وبين أصغر شخص في العمل الذي أشارك فيه، والناس ستشاهد وتحكم عليك، ولن تنفعك شهرتك في كرة القدم حينها. ورغم أنه كان متاحاً بالنسبة لي أن أبدأ بالبطولة المطلقة في التمثيل، مستغلاً شهرتي كلاعب كرة قدم، وقد فعلها قبلي عدد من اللاعبين، لكن كانت النتيجة أنهم لم يستمروا، لذلك اخترت طريقاً مختلفاً، ولأني متصالح مع نفسي جداً، لم يكن لدي أي مشكلة في أن أبدأ من الصفر في التمثيل، ولم يشغلني حينها شيء غير أن تكون خطواتي في مجال التمثيل على أساس سليم، حتى تستمر.
وبدأت بأدوار صغيرة، ودرست في عدد من الورش بالتوازي حتى أكون مؤهلاً لامتهان التمثيل، لذلك أنا مقتنع تماماً بأن التدريب الذي حصلت عليه لمدة 5 سنوات، هو الذي صنع الممثل أحمد صلاح حسني، الذي يقدم بطولته المطلقة في 2020.
> وهل أتاحت بدايتك الفنية الصعبة الوقوف أمام نجوم كبار مثل عادل إمام ويسرا؟
- كان لدي حظ في العمل مع أساتذة كبار بالفعل، ومن الأشياء التي منحتني طاقة إيجابية من أول يوم بدأت فيه التمثيل حتى الآن، كان العمل مع الأستاذ عادل إمام، ورؤيتي بنفسي إلى أي مدى هذا الرجل يحترم مهنته، فقبل أن ألتقي به، كنت متأكداً أن الله لن يكرمه بكل هذا الرصيد وهذه المكانة إلا إذا كان يحترم عمله ويحبه، وعندما عملت معه، عرفت أنني أسير على الطريق الصحيح بالعهد الذي أخذته على نفسي منذ اليوم الأول، فأنا أحترم كل دور يعرض علي، وأحترم نفسي، وأحترم الجمهور، وأحترم أيضاً نجاح الآخرين، فقناعتي الشخصية، تشمل احترام تاريخ هؤلاء الفنانين الذين سبقوني في هذه المهنة.
> تركز على الأعمال الرومانسية والأكشن... هل تتعمد ذلك أم أنها الاختيارات الأفضل أمامك حتى الآن؟
- أبحث دائماً عن التنوع في أدواري، حتى لا يتم حصري في منطقة بعينها، لأني في البداية كنت أقدم أدوار الشر، والحمد لله عندما قدمت الأدوار الرومانسية نجحت فيها بحسب تعليق الجمهور، وهذا أكثر شيء يسعد الممثل، أن يقدم أدواراً عكس بعضها وتنجح مع الجمهور.
فعادة من الصعب أن يقدم الممثل أدوار شر ثم يحبه الجمهور عندما يقدم دور رومانسي، لكن الحمد لله هذا حدث معي، وأعطاني طاقة إيجابية، وثقة كبيرة في نفسي، وشجعني أكثر على مزيد من التنوع في اختياراتي المقبلة.
> في تقديرك... ما العمل الذي قربك من الجمهور؟
- مسلسل «حكايتي» هو الذي قربني من الجمهور، فأنا خرجت من رمضان الماضي بمكاسب كثيرة، أهمها أن شخصية «علي البارون» حصلت على شهرة كبيرة جداً، وهذا كرم من الله، ومكافأة على اجتهادي، بعدها كان «ختم النمر» تأكيد على أن هذا النجاح لم يكن صدفة أو من فراغ.
> أخيراً... ما سر تمسكك بهذا «اللوك» أو الشكل الذي تظهر به في معظم أعمالك؟
- الممثل الشاطر سيقنع المشاهد بأي شكل حتى إذا ظهر مغمض العينين، ومن يشاهد الأساتذة الكبار عادل إمام ومحمود عبد العزيز وأحمد زكي في معظم أدوارهم سيجدهم يظهرون بنفس الشكل، كما أن النجوم في الخارج أيضاً في معظم أدوارهم يظهرون بنفس الشكل ليوناردو دي كابريو، والباتشينو، وروبرت دينيرو، أيضاً معظم أدوارهم بنفس الشكل. لذلك لن أتنازل عن «اللوك» الخاص بي إلا إذا حكمت الدراما.


مقالات ذات صلة

جدل حول «تعيين» ممثل مصري في هيئة تدريس جامعة حكومية

يوميات الشرق ندوة سامح حسين في إحدى الجامعات الحكومية المصرية (حساب الجامعة على فيسبوك)

جدل حول «تعيين» ممثل مصري في هيئة تدريس جامعة حكومية

أثار خبر تعيين الممثل المصري سامح حسين بهيئة تدريس جامعة حكومية، جدلاً واسعاً في مصر، وتصدر اسمه «الترند»، على موقعي «إكس» و«غوغل»، الثلاثاء.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق فهد البتيري في دور الطبيب النفسي من مسلسل «حالات نادرة» («شاهد»)

صعود الطبيب النفسي في الدراما السعودية... من «هزاع» إلى «حالات نادرة»

قبل نحو عقدين من الزمان، كانت زيارة الطبيب النفسي أمراً محرجاً في السعودية، وتتم في غالب الأحيان بالخفاء توجساً من وصمة «العيب».

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق الفنان التونسي لمين النهدي (الشرق الأوسط)

لمين النهدي لـ«الشرق الأوسط»: أنحاز للمسرح لأنه يمنحني الحرية

أكد الممثل التونسي لمين النهدي أنه انحاز للمسرح منذ بداية مسيرته الفنية لأنه يجد حريته في مواجهة الجمهور أكثر من السينما والدراما التلفزيونية.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق استمرت عملية تبريد النيران عدة ساعات (محافظة الجيزة)

حريق ديكور «ستوديو مصر» يربك تصوير «الكينج»

أخمدت قوات الحماية المدنية في مصر، الجمعة، حريقاً نشب في منطقة التصوير المفتوحة بـ«ستوديو مصر».

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة صابرين أعلنت تحضيرها لمسلسل جديد (صفحتها على «فيسبوك»)

هل تنجح سير قارئات القرآن الكريم في النفاذ للدراما المصرية؟

أعلنت الفنانة صابرين تحضيرها لمسلسل «العدلية» عن أول قارئة للقرآن الكريم في الإذاعة المصرية كريمة العدلية.

محمد الكفراوي (القاهرة )

مصطفى الجارحي: أغنياتي مُحمّلة بطاقات شعرية لا تخضع لحسابات السوق

الشاعر المصري مصطفى الجارحي (الشرق الأوسط)
الشاعر المصري مصطفى الجارحي (الشرق الأوسط)
TT

مصطفى الجارحي: أغنياتي مُحمّلة بطاقات شعرية لا تخضع لحسابات السوق

الشاعر المصري مصطفى الجارحي (الشرق الأوسط)
الشاعر المصري مصطفى الجارحي (الشرق الأوسط)

كان لأغنيات الشاعر مصطفى الجارحي التي لحنها وغناها الفنان مصطفى رزق، مطرب الجاز المصري، حضور كبير في النسيج الدرامي لمسلسل «ولاد الشمس»، الذي قام ببطولته الفنان محمود حميدة، حيث كانت من ضمن أدواته لتعميق الشخصية وإثراء الدراما والأحداث.

وقد لحن له الموسيقار نصير شمة خمس أغنيات، واستعان المخرج خالد يوسف بأغنية «بتميل» ليكون لها حضورها في فيلمه «إنت عمري» الذي قامت ببطولته الممثلة نيللي كريم وهاني سلامة، وعن حكايتها يقول الجارحي لـ«الشرق الأوسط»: «البداية كانت بالصدفة حين التقيت المطرب محمد حمام قبل وفاته بفترة قصيرة، وكان استمع لبعض قصائدي، وطلب مني كتابة أغنية له، فكانت (بتميل)، لكن المشروع أُجهض بوفاته».

الجارحي بصحبة المطرب مصطفى رزق والملحن أحمد الصاوي (الشرق الأوسط)

ويضيف الجارحي: «أخذت الأغنية طريقها للمطرب محمد بشير، ولحنها أكرم مراد، لكنها تعطلت أيضاً. ثم بعدها تركت القاهرة للإقامة بالإسكندرية، ولم يكن لي عنوان معروف أو تليفون. في هذه الأثناء بحث عني المنتج صبري السماك (وكان يعمل مدير إنتاج لأفلام يوسف شاهين) بعد ترشيحي لكتابة أغاني فيلم (إسكندرية نيويورك)، هكذا أخبرني حين استطاع أخيراً أن يعرف طريقي، قال لي وقتها إنهم يجهزون لفيلم (إنت عمري)، وإن الشاعرة كوثر مصطفى تعاقدت على الأغاني، وتقاضت أجرها وانتهى الأمر. لكن في استراحة التصوير كان أكرم مراد يدندن مطلع (بتميل)، ورأى المخرج خالد يوسف أنها الأنسب للاستعراض، فأخبره أكرم أنه نسي كلماتها، ولما علم خالد يوسف أنني كاتبُها تذكر موضوع اختفائي، لكن صبري السماك طمأنه بأنه سيفعل المستحيل هذه المرة ليجدني وهو ما حدث».

يطرب الجارحي لصوت الفنان الراحل نجيب الريحاني (الشرق الأوسط)

وعن مشاركته في كتابة أغنيات لأفلام أخرى، يقول الجارحي كتبت أغنية (وومان ومان) في فيلم (مش رايحين في داهية) بطولة بشرى وإخراج أحمد صالح. وكتبت أغنيات لبعض الأفلام الكنسية أهمهما كان فيلم (بداية تاني) بطولة النجم ماجد الكدواني.

وعن علاقته بالفنان النوبي حمزة علاء الدين، قال الجارحي: «إنه كان فناناً جميلاً. يهتم بالشعر أكثر، وهو ما أسعدني، ولما طلب أن أكتب له لم أتردد، فكانت أغنية (الزمان لحظة) وفرح بها كثيراً».

ورداً على شعوره بعدما عرف أن أغنياته مع المغني مصطفى رزق مستخدمة في مسلسل (ولاد الشمس)، وهل كانت موظفة درامياً ومناسبة لشخصية محمود حميدة؟ أشار الجارحي إلى أن فرحته لم تكتمل، موضحاً: «هي بعض من كلمات أغانيَّ يستمع إليها الملايين ولا أحد يعرف أنني صاحبها. كان خطأ من إدارة الإنتاج، تم تعويضي مالياً، لكن غاب التعويض الأدبي. والمدهش أن كاتب السيناريو وظّفها بشكل درامي رائع، فلم تكن مجرد زخارف إنما بدت من نسيج العمل».

يقول الجارحي إن الموسيقار نصير شمة لحّن له ست أغنيات (الشرق الأوسط)

وعن سر ذهاب الكثير من أغنياته للمطرب مصطفى رزق، قال: «رغم علاقتي الوطيدة به منذ سنوات فإنني لم أكتب له منذ البداية. لكنه حين قرر تغيير جلده كنت أنا في الموعد؛ لأنني أرفع شعار (كتابة مختلفة حتى لو لم تكن جيدة)، فمع الوقت والتراكم سيأتي التجويد، المهم أن أبتعد عن تقليد النماذج السائدة المستهلكة. كما أنني أهتم بصناعة (ستايل) للمطرب، ووجدنا ضالتنا في البلوز والجاز، وهو ما جعل إطلالة رزق أكثر اتساقاً مع شخصيته بوصفه فناناً، وكان معنا الموزع الموسيقي المتفرد أحمد الصاوي، فقدمنا ألبوم (باب اللوق)».

وقال إنه رغم أعماله الكثيرة مع مصطفى رزق فإن له الكثير من الأغنيات مع الفنان فايد عبد العزيز، وهو صاحب النصيب الأكبر في تلحين أغنياتي، لكن معظمها لم تعرف طريقها للإنتاج بعد، كما أن الموسيقار نصير شمة لحن لي ست أغنيات؛ خمس منها في برنامج للفضائية المصرية.

جهات الإنتاج الساعية للربح على حساب الذوق العام هي سبب أزمة الأغنية

مصطفى الجارحي

وعن فائدة الشعر في كتابة أغنية مختلفة، قال الجارحي إن الشعر يجبره على كتابة أغنية مختلفة لا تتعاطى مع متطلبات السوق، وأوضح: «كلما فكرت في التنازل يعيدني الشعر إلى صوابي، فمن شروط أغنيتي أن تكون محملة بطاقات شعرية نابعة من أرض القصيدة».

مؤكداً إعجابه بشعراء أغانٍ يتبنّون المنطق نفسه، «ومن بينهم بديع خيري ومرسي جميل عزيز وحسين السيد وعبد الرحيم منصور ومجدي نجيب، وبعض أغنيات عصام عبد الله، فضلاً عن كتابات علي سلامة وإبراهيم عبد الفتاح، وجميعهم يقف على أرضية الشعر أولاً»، وفق قوله.

الشاعر مصطفى الجارحي مع الملحن أحمد فايد (الشرق الأوسط)

وعن رأيه في الأغنية الجماعية، وهل يمكنها أن تحل أزمة الأغنية المصرية، قال: «لن يتوقف الحديث عن أزمة الأغنية. رفع المنتجون لافتة مضللة (الجمهور عايز كده)، في حين أن الجمهور يستقبل الأغاني الجيدة ويحتفي بها. وما زال يستمع إلى أم كلثوم وعبد الوهاب وفيروز ومحمد قنديل ومحمد فوزي وعبد المطلب، لكن بعض جهات الإنتاج الساعية للربح على حساب الذوق العام داخل وخارج مصر هي سبب الأزمة، فهي تفرض ذائقة هدامة، فيما تخلت جهات الإنتاج الرسمية عن دورها».

وتابع: «ربما يكون بعض الحل في الأغنية الجماعية، أنا شخصياً أعشقها وأعشق الدويتو، وأستمتع حتى الآن بأغنيات (الثلاثي المرح) الخفيفة المبهجة والمدروسة. لكن لي وجهة نظر مختلفة، وأرى أن المطرب مجرد آلة ضمن آلات الأوركسترا فقط يجب توظيفه جيداً.

فماذا يفيد الصوت الجميل حين يغني هراء. يطربني كثيراً صوت نجيب الريحاني. انظر كيف وظفه عبد الوهاب مع ليلى مراد في (عيني بترف) من كلمات حسين السيد، وكيف وظف كمال الطويل صوت عبد المنعم مدبولي في (طيب يا صبر طيب) التي كتبها مرسي جميل عزيز».


أمين هاشم: حان الوقت لتصدير ثقافتنا العربية الأصيلة إلى العالم

يؤكد هاشم أن مُشاهد «عنتر وعبلة» سيخوض تجربة فنية فريدة من نوعها (المكتب الإعلامي للفنان)
يؤكد هاشم أن مُشاهد «عنتر وعبلة» سيخوض تجربة فنية فريدة من نوعها (المكتب الإعلامي للفنان)
TT

أمين هاشم: حان الوقت لتصدير ثقافتنا العربية الأصيلة إلى العالم

يؤكد هاشم أن مُشاهد «عنتر وعبلة» سيخوض تجربة فنية فريدة من نوعها (المكتب الإعلامي للفنان)
يؤكد هاشم أن مُشاهد «عنتر وعبلة» سيخوض تجربة فنية فريدة من نوعها (المكتب الإعلامي للفنان)

في كل خطوة فنية، يقدم عليها التينور أمين هاشم، يحدث المختلف. فهو صاحب خلفية موسيقية وغنائية غنية، صقلها بالعمل والعلم ليأخذ من الفن الأوبرالي طريقاً له.

أخيراً، أصدر أغنية «غناك القلب»، وجاء خصيصاً من مكان إقامته في أميركا لتصويرها في لبنان. واختار كازينو لبنان لتدور فيه كاميرا مخرج العمل شقيقه أندرو.

قدّم هاشم أغنيته بالفصحى بأسلوب أوبرالي متقن، جمع فيه بين الأصالة والحداثة مقدماً عملاً من ألحانه وغنائه يعيد الاعتبار إلى اللغة العربية. أما التنفيذ الموسيقي للأغنية فجمع بين الأوركسترا الفيلهارمونية الأوكرانية وجوقة الأوبرا في كييف. كما شارك في الغناء كورال عربي من لبنان. ويستطرد: «الأغنية لا تمثل ثقافة واحدة، بل تحلّق فوق صحاري السعودية والأردن، وتُدخلنا في مسارات حضارات قديمة؛ من لبنان والمغرب العربي فالأندلس، لتطبعها الموسيقى الشرقية من مقام الحجاز وسواه».

يشكّل عمله الغنائي الأوبرالي «غناك القلب» خطّاً فنيّاً جديداً (المكتب الإعلامي للفنان)

ويروي أمين هاشم لـ«الشرق الأوسط» قصة ولادة هذه الأغنية: «يعود الفضل بتقديمها إلى المهندس إلياس بدور. كتب قصيدة لزوجته رزان بعنوان (رزانتي)، وطلب مني غناءها ليقدمها كهدية لها. ولولا هذه التجربة لما ولدت عندي فكرة الغناء بالفصحى بأسلوب أوبرالي ومن ألحاني، كانت لحظة خير، ولا سيما أني جلست أعزف اللحن على البيانو مباشرة، فولد على إيقاع أحرف اسم رزان».

ويضيف: «بعدها تطورت الفكرة في ذهني، وتبلورت ملامحها موسيقياً وشعرياً. طلبت من والدتي فاديا سكاف تحديث هذه الأغنية بقصيدة جديدة من تأليفها، لأصدر العمل بقالب آخر. فتكون معانيه أوسع، ويحاكي الجمهور العربي. فكانت أغنية (غناك القلب) التي تحولت إلى تجربة فنية تحمل بصمة العائلة والإنسانية معاً».

تلاقي الأغنية نجاحاً كبيراً ويشاهدها اللبنانيون عبر شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي. استطاع أمين هاشم من خلالها استقطاب مختلف الشرائح الاجتماعية. فجذب بأدائه الكبار، كما الصغار. وشكّلت موسيقى الأغنية وكلامها عملاً فنياً، ولّد نبضاً فنياً مختلفاً على الساحة. وحضّ كثيرين على التعرّف إلى خط فني جديد لا يشبه غيره.

ويرى هاشم أنه لمس من خلال هذه الأغنية انفتاحاً واسعاً على تقبّل الأغنية بالفصحى، بقالب أوبرالي شرقي وعصري. يضيف: «الفصحى حين تقدّم بإحساس صادق وأسلوب حديث، تتحول إلى لغة موسيقية تستسيغها الأجيال الجديدة».

أما الرسالة التي أراد إيصالها من خلال هذه الأغنية فهي: «إن الموسيقى قادرة على توحيد القلوب. كما أن اللغة العربية لا تقل جمالاً وأناقة عن أي لغة عالمية. وأعتبر (غنّاك القلب) دعوة للاحتفاء بالهوية والحب والجمال. وهي تجسد الروح الإنسانية التي تتجاوز بمعانيها الحدود والاختلافات الثقافية».

يعوّل أمين هاشم كثيراً على هذا العمل ليجول به في أميركا (المكتب الإعلامي للفنان)

ويكشف أمين هاشم أن «غنّاك القلب» ليست سوى بداية لمسار فني جديد. ويستطرد: «أعمل حالياً على تطوير مشروع موسيقي كامل بالفصحى. أدمج فيه بين الفن الأوركسترالي العالمي وروح الشرق. فأنا على قناعة بأن الفكر العالمي يمكن أن يقدّم بلغتنا العربية. فهي من أجمل اللغات في العالم، وأعدّها لغة الفن والخلود». ومن ناحية ثانية، يستعدّ أمين هاشم لدخول تجربة فنية أخرى، تتمثل في مشاركته بالعمل المسرحي الأوبرالي «عنتر وعبلة».

تتألف المسرحية من فصلين، ومدة عرضها نحو 90 دقيقة، تروي حكاية «عنتر وعبلة» من خلال الغناء الأوبرالي الملوّن ببعض المقاطع الشعرية، تعود للفارس العربي عنترة بن شداد.

أما نهاية القصّة التي بقيت مبهمة تاريخياً، فتركت على حالها، لكن مع تحميلها رسائل اجتماعية تتناول الشجاعة، والتمييز العنصري، والحب، وغيرها. ويعود توقيعها الموسيقي للمايسترو مارون الراعي. ويعلّق الفنان اللبناني: «لقد كان المايسترو الراعي أستاذي في المعهد الوطني للموسيقى. وأنا معجب جداً بالألحان والموسيقى التي يؤلفها. وطلبت منه للمشاركة في هذا العمل تعديل دور عنتر لينسجم مع الغناء الأوبرالي. وكذلك ضرورة القيام بإعادة توزيع الموسيقى والنظرة العامة للمسرحية. وكان شرطه ألا يتم تغيير الشعر الذي كتبه أنطوان معلوف».

ومنذ يونيو (حزيران) الفائت، بدأت التحضيرات لهذا العمل لصياغته في قالب جديد. وتحول إلى قطعة فنية أوبرالية كلاسيكية بامتياز. صارت بذلك توازي بتقنيتها العمل الأوبرالي العالمي. ويتولى السينوغرافيا إيلي زيدان، فيما يوقع إخراجها أندرو هاشم.

يعوّل أمين هاشم كثيراً على هذا العمل ليجول به في أميركا: «نحاول من خلاله بناء ثقافة فنية للمستقبل. وكوني أغني في 8 لغات مختلفة، فمن البديهي أن أفكر بذلك. كما أن العربية الفصحى تستأهل منا هذا الاهتمام. وأن ننقلها إلى دول العالم في قالب فني مختلف وجديد. فقد حان الوقت لتصدير ثقافتنا العربية إلى الغرب وبالمستوى المطلوب».

ويرى هاشم أن المطلوب منا اليوم العمل الفني بحرفية كبيرة، قائلاً: «تصلني أصداء دولية عن اهتمام كثيرين بهذا النوع من الأعمال».

يلعب أمين هاشم دور عنترة، فيما تجسد مريم معوّض دور عبلة. ويوضح هاشم، في سياق حديثه: «بحثت عن عبلة، وأخيراً وجدتها في سان دياغو ـ أميركا. وهي من مدينة زحلة البقاعية، تغني بشكل ممتاز، وتؤدي أغاني للسيدة فيروز بصوت رائع، وتتمتع من ناحية أخرى، بلغة جسد من الطراز الأول، فتقدم لوحاتها التمثيلية بجدارة. وهي حائزة على جائزة عن مغناها في أميركا. ووجدتها مناسبة جداً للقيام بهذا الدور، كونها ملمّة بالموسيقى الشرقية والغربية».

ويؤكد هاشم أن مُشاهد «عنتر وعبلة» سيخوض تجربة فنية فريدة من نوعها، ويعيش تلك الحقبة بكل تفاصيلها، وجرى الاستعانة بتكنولوجيا متطورة لتشكّل أدوات بصرية بمستوى رفيع. وهو ما سيولّد مفهوماً فنياً معاصراً وحديثاً.


دارين حدشيتي لـ«الشرق الأوسط»: المسؤولية على الفنانين كبيرة

تثق باختياراتها الفنية بعيداً عن الـ"ترندات" الرائجة اليوم (دارين حدشيتي)
تثق باختياراتها الفنية بعيداً عن الـ"ترندات" الرائجة اليوم (دارين حدشيتي)
TT

دارين حدشيتي لـ«الشرق الأوسط»: المسؤولية على الفنانين كبيرة

تثق باختياراتها الفنية بعيداً عن الـ"ترندات" الرائجة اليوم (دارين حدشيتي)
تثق باختياراتها الفنية بعيداً عن الـ"ترندات" الرائجة اليوم (دارين حدشيتي)

بعد غياب دام نحو 14 عاماً، تعود الفنانة دارين حدشيتي بألبوم «مش ناطرة»، ويتألّف من 7 أغنيات باللبنانية، و4 أخرى بالخليجية والمصرية.

يشكّل هذا العمل بالنسبة لها العودة المنتظرة. فمنذ خسارتها لمدير أعمالها جورج أنستاسيادس اختفت عن الساحة، وامتنعت عن إصدار أغنيات جديدة أو أي إطلالات إعلامية. تقول في هذا الصدد لـ«الشرق الأوسط»: «مررت بأوقات عصيبة. وعشت خيبات أمل وإحباطات. كما أن رحيل مدير أعمالي جورج أنستاسيادس أثّر بي كثيراً، فخسارته لم تكن بالأمر السهل قط. كان الأب والرفيق والسند. وعندما رحل تملّكتني مشاعر الحزن».

تتنوع موضوعات ألبومها الجديد بين الرومانسية والطرب الشعبي وأنماط موسيقية مختلفة (دارين حدشيتي)

وتشير حدشيتي التي حصدت شهرة واسعة منذ إصدارها «قدّام الكل» في عام 2005 إلى أن تبدّل الساحة لعب أيضاً دوره، إذ أخّر عودتها، لا سيما أنه شابها هبوط في مستوى الأعمال المنتجة.

وعن سبب عودتها اليوم تردّ: «تم تسريب أغنيات ألبومي (مش ناطرة). تفاجأت بالأمر في بادئ الأمر، ولكن عندما لمست تجاوب الناس مع أغانيه، قررت المضي في الترويج له. فالفرصة كانت سانحة لهذه العودة التي أجّلتها أكثر من مرة».

وتروي دارين حدشيتي مراحل إنجازها لهذا الألبوم: «الأغاني اخترتها مع مدير أعمالي قبل أن يرحل بفترة. نفّذناه بدقة كي يكون على المستوى المطلوب. وتم تسجيل أغانيه في بيروت وفي القاهرة. ومنذ ذلك الوقت والألبوم ينتظر أن يرى النور».

وتصف الفنانة اللبنانية ألبومها الجديد بأنه من الانتاجات التي تطلّبت الجهد والعمل. وتستطرد: «لم أحزن لتسريب أغانيه، ولكنني كنت أرغب في تقديمه ضمن عملية تسويق تليق به. لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. والمسؤولية تقع على عاتقي الآن أكثر مما كانت عليه من قبل».

تستعد لتصوير أغانيها وتدرس هذه الخطوة بشكل جيد (دارين حدشيتي)

وعما إذا ما كانت خائفة من السير في مشوارها بسبب هذا الغياب الطويل. توضح: «لا أخاف بتاتاً. ما زلت أملك الحضور والصوت المطلوبين، وعندي الحماس نفسه، وحب الغناء كما في السابق. كما أنني واثقة بأن خياراتي ممتازة، ولا تمت بأي صلة إلى الـ(ترندات) الرائجة اليوم».

أكثر ما يزعجها اليوم، هو كيفية التعاطي مع الفنانات. «تواجه المرأة المغنية تحديات كثيرة، يطلب منها تنازلات مقابل إحياء الحفلات أو الإصدارات الجديدة. بالنسبة لي الفن لا يعني الربح الوفير أو مصدراً للمال السهل. لا أستطيع تقديم أغان هابطة كي أساير أجواء الساحة. تربيت على الأصالة، وأسعى دائماً لتقديم الأفضل. ولا أعدّ أنني ابتدأت المشوار من جديد، لا بل أكمله بكل ما عندي من مواصفات حقيقية».

تؤكد بأن الساحة الفنية تبدّلت تماماً (دارين حدشيتي)

برأيها أن الشهرة صارت سهلة، ويمكن لأي شخص أن يصبح نجماً بين ليلة وضحاها. هناك فنانون يقدمون على خطوات ناقصة، فقط لأجل الاستمرارية. وتعلّق: «لا بأس في أن يغيب الفنان لفترة، كي يقوم بالخيارات المناسبة فلا ينجرف وراء المبتذل».

يتألف ألبوم «مش ناطرة» من 11 أغنية تتنوع موضوعاتها بين الرومانسية والطرب الشعبي وأنماط موسيقية مختلفة. من بين الأغنيات: «زي كل مرة» كلمات وسام صبري وألحان تامر علي وتوزيع جان ماري رياشي، و«مش عندك» كلمات إلياس ناصر وألحان جورج كرم وتوزيع عادل عايش، و«تاركني لمين» من كلمات منير بو عساف وألحان زاهر البابا، و«ليه الدنيا» من تأليف الشيخ الصباح ناصر الصباح وألحان الدكتور يعقوب الخبيزي، وكذلك «فاكرها سهلة» من كلمات وسام صبري وألحان ناصر علي. فيما أغنية الألبوم «مش ناطرة» من كلمات حياة آسر وألحان يعقوب الخبيزي.

الفن لا يعني لي الربح الوفير ولا أستطيع تقديم أغانٍ هابطة كي أساير أجواء الساحة

وتؤكد حدشيتي أنها ورغم غيابها، وانقطاع أي علاقة لها مع الإذاعات، لا تزال أغانيها تبث وتلاقي الدعم والنجاح.

«لم ينسني الناس، وكنت مطالبة دائماً منهم بالعودة إلى الساحة. قد لا يحقق الألبوم النجاح المنتظر، ولكنني سأثابر وأستمر وسأعمل على أغنيات جديدة».

وعما لاحظته وهي بعيدة عن الساحة تردّ: «كنت أستغرب ما أسمعه. فالمحتوى اختلف تماماً حتى لدى بعض نجوم الغناء، حتى إن أعمالهم لا تليق بتاريخهم الجميل». وتتابع: «مع أن الجمهور العربي الواسع يتذوق الفن الأصيل. وعندما يقارن بين أعمال البارحة واليوم يلاحظ التراجع، فيوجّه النقد للفنان. لذلك أردد دائماً بأن مسؤولية كبيرة تقع على الفنان نفسه. وهو من يصنع الفن الأصيل وعكسه. وأنا شخصياً ما زلت أستمع إلى الأعمال القديمة. فالجديد منها لا يعجبني ولا يروي شغفي الفني أو يحفزّني على الإصغاء».

وتشير إلى أنها تستعد لتصوير أغانيها، ولكن بعد درس هذه الخطوة بشكل جيد. فهي تعاني من خسارة مدير أعمالها الذي كان يشكّل البوصلة بالنسبة لها ويوجهها نحو الجهة التي تناسبها. وتضيف: «كان بمثابة أبي الروحي إذ كان يمدّني بالقوة. وأنا متمسّكة بكل ما علّمني إياه، ولذلك لم ولن أصدر إلا العمل الجيد وعلى المستوى المطلوب. فقد كان يحب الفن الراقي، ويعمل من أجل استمراريته».