العراق يمدد حظر التجول ويلاحق المخالفين

382 إصابة و36 وفاة و105 حالات شفاء

معلم في إحدى مدارس كربلاء يدرس تلاميذه عبر الإنترنت أمس (رويترز)
معلم في إحدى مدارس كربلاء يدرس تلاميذه عبر الإنترنت أمس (رويترز)
TT

العراق يمدد حظر التجول ويلاحق المخالفين

معلم في إحدى مدارس كربلاء يدرس تلاميذه عبر الإنترنت أمس (رويترز)
معلم في إحدى مدارس كربلاء يدرس تلاميذه عبر الإنترنت أمس (رويترز)

قرر مجلس الوزراء العراقي تمديد حظر التجول حتى 11 أبريل (نيسان) المقبل في جميع مناطق البلاد، في إطار خطط احتواء فيروس «كورونا» الذي حصد 7 أرواح، أمس، ليبلغ عدد الوفيات 36، إضافة إلى 382 إصابة؛ شفيت منها 105 حالات.
وخوّل المجلس رئيس الوزراء منح الاستثناءات الضرورية الإضافية للحظر، خلال الاجتماع الذي ترأسه وزير النفط نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة ثامر الغضبان.
وكانت الحكومة العراقية فرضت حظراً للتجول في 17 مارس (آذار) الحالي لمدة أسبوع واحد، ثم مددته أسبوعاً آخر. وهذا التمديد الثالث الذي تقره لمواجهة مخاطر «كورونا». وما زالت السلطات العراقية تعاني من عدم التزام أعداد غير قليلة من المواطنين بقرارات الحظر، الأمر الذي قد يدفعها إلى إنزال الجيش إلى الشوارع؛ كما تفيد التسريبات الخبرية الصادرة عن مراكز صناعة القرار. وأكدت مصادر أمنية القبض على أكثر من 1500 شخص، لمخالفتهم حظر التجول.
وإلى جانب قرار حظر ال جول، قرر مجلس الوزراء تخويل وزير الصحة ورئيس خلية الأزمة جعفر علاوي صلاحية الموافقة على استمرار عمل عدد من أصحاب المهن الصحية والطبية بعد إحالتهم إلى التقاعد، بالمبالغ نفسها التي يتقاضونها حالياً من رواتب ومخصصات لحين انتهاء أزمة «كورونا».
من جهة أخرى، سجلت مختبرات وزارة الصحة والبيئة، أمس، 36 حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس «كورونا» في العراق، موزعة على بغداد وبعض المحافظات العراقية، إلى جانب تسجيل 7 حالات وفاة، و16 حالة شفاء جديدة، ليبلغ إجمالي المصابين 382 حالة، ضمنهم 36 حالة وفاة، و105 حالات شفاء.
واستناداً إلى أرقام الوفيات المرتفعة قياساً بعدد الإصابات، يتوقع عدد من المختصين في شؤون الأمراض الوبائية أن يكون إجمالي الإصابات في العراق بحدود ألف حالة، إذا ما أخذ في الحسبان أن نسب الوفيات بـ«كورونا» في حدود 4 في المائة من المصابين.
ودعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان خلية الأزمة الصحية إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات التي من شأنها مواجهة الفيروس، وفي مقدمتها توفير الدعم الغذائي والمالي لأصحاب الأعمال غير المنتظمة وذوي الدخل المحدود لإنجاح قرار حظر التجول وضمان التزامهم بإجراءات الحجر الصحي.
وأشارت المفوضية في بيان، أمس، إلى أن فرق الرصد التابعة لها في بغداد والمحافظات سجلت «عدم التزام المواطنين في المناطق الفقيرة والعشوائيات بقرارات منع التجول والحجر الصحي، وذلك لعدم اتخاذ خلايا الأزمة المركزية والمحلية التدابير اللازمة والبدائل المقبولة لتعويض هذه الشرائح عن قوت عملها اليومي، وكذلك بسبب ضعف الوعي الصحي». وشددت على أن «وجود إجراءات قانونية رادعة للمخالفين لحظر التجول أمر مهم وضروري، لكن توقيف المخالفين يزيد من حالة الاكتظاظ في مراكز الاحتجاز والتوقيف، وبالتالي زيادة خطورة تفشي المرض». ورأت أن «من الضروري فرض الغرامات المالية واحتجاز الدراجات والمركبات بدل التوقيف مراعاة للجانب الصحي وخطورة التجمعات».
كما سجلت المفوضية استمرار عدم حسم ملف عودة العراقيين من دول موبوءة، مشيرة إلى أنه «يحتاج إلى جدولة سريعة لإنهاء الملف لإيقاف نشر العدوى من الخارج للداخل». وحثت مجلس الوزراء ووزارة الاتصالات على اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لحل مشكلة ضعف خدمة الإنترنت وإدامة الشبكات لـ«تعزيز نوعية الخدمة المقدمة للمواطنين بشكل عام، حيث إنها أساسية لإنجاح تجربة الدراسة عن بعد لضمان انسيابية العملية التعليمية للطلبة والمؤسسات التعليمية على وجه الخصوص».
وحذر وكيل وزارة الصحة والبيئة في العراق جاسم الفلاحي، أمس، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الألمانية، من «تداعيات كارثية وخطيرة في حال عدم الالتزام بإجراءات حظر التجول لمواجهة فيروس (كورونا)». وقال: «أشعر بخيبة أمل وإحباط شديدين بسبب كسر عدد من المواطنين إجراءات حظر التجول وعدم التزامهم والتعامل بإجراءات الحظر للحد من وباء (كورونا)». وأضاف: «لدينا خريطة انتشار للمرض، وهناك تتبع لسلسلة الانتقال... ندرس خيارات لتشديد إجراءات حظر التجول في البلاد، وأدعو إلى الحجر المنزلي القسري واتخاذ أقسى الإجراءات الأمنية... إجراءات حظر التجول في مناطق متفرقة من البلاد غير مشجعة».
ونبه إلى أن «العراق اليوم في أخطر مرحلة من مراحل المرض، وعلينا التعامل بجدية أكبر وأكثر مع حالات خرق إجراءات حظر التجوال، واستمرار التساهل والاسترخاء مع حالات خرق تعليمات حظر التجوال، خصوصاً في مناطق شرق القناة ببغداد، ممكن أن يطيل عمر الفيروس». وتابع: «نحن أمام مفترق طرق، فإما الاستفادة من التجربة الصينية للقضاء على الفيروس، وإما الذهاب إلى التجربة الإيطالية التي أدت إلى وباء خطير جداً».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.