كورونا يحرر 152 سجيناً في ليبيا

منظمة إغاثية طالبت ببحث أوضاع النازحين والمهاجرين

بعض السجناء المفرج عنهم (وزارة العدل)
بعض السجناء المفرج عنهم (وزارة العدل)
TT

كورونا يحرر 152 سجيناً في ليبيا

بعض السجناء المفرج عنهم (وزارة العدل)
بعض السجناء المفرج عنهم (وزارة العدل)

قررت السلطات في العاصمة الليبية طرابلس، التخفيف من ازدحام الموقوفين داخل السجون والمعتقلات تخوفاً من تفشي فيروس «كورونا» بين المسجونين، فأطلقت سراح العشرات منهم أمس (الخميس) فيما تبحث وضعية آخرين، في حين دعت «منظمة التعاون والإغاثة العالمية» إلى اتخاذ تدابير احترازية مع عشرات الآلاف من النازحين والمهاجرين غير النظاميين بالبلاد. وقال العميد عبد الغني الحاراتي رئيس فرع جهاز الشرطة القضائية بطرابلس: «أطلق 82 نزيلاً من الموقوفين على ذمة قضايا من مؤسسة الإصلاح والتأهيل الجديدة (السجن الرئيسي)، ضمن إجراءات خطة الطوارئ لمكافحة كورونا». وأضاف الحاراتي في بيان أن «جهاز الشرطة القضائية يسعى إلى تخفيف الاكتظاظ داخل السجون». وفي وقت سابق أطلق الجهاز 70 نزيلاً من الموقوفين على ذمة قضايا جنح. وأشار الحاراتي إلى «إخضاع المفرج عنهم للفحص الطبي عبر وحدة الرعاية الصحية بالمؤسسة». وسبق أن اتخذ المستشار محمد الحافي، رئيس المجلس الأعلى للقضاء في ليبيا، قراراً، نهاية الأسبوع الماضي، بالنظر الفوري والسريع في ملفات القضايا الجنائية، للإفراج عن كل من لا يشكل إطلاق سراحه خطراً على المجتمع، مستثنيا «الموقوفين على ذمة القضايا الخطيرة كالقتل والإرهاب، وجلب المخدرات، على أن يكون قرار الإفراج مشروطاً بالكشف الطبي»، بينما لم يأتِ القرار على ذكر المعتقلين السياسيين، أو قيادات النظام السابق الذين لا يزالون قيد التوقيف، وهو ما أزعج جل الأوساط في البلاد، خصوصاً أنصار النظام السابق. ووجه محمد لملوم وزير العدل في حكومة «الوفاق» أمس، بـ«سرعة إعداد قوائم بأعداد النزلاء المحكومين ممن قضوا ثلثي المدة وكذلك نصف المدة، وإحالتها إلى النيابة العامة تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، سعياً لتخفيف الاكتظاظ داخل المؤسسات الإصلاحية». في سياق قريب، قال «رئيس منظمة التعاون والإغاثة» (Iocea) جمال المبروك، لـ«الشرق الأوسط» إن عدد المهاجرين غير النظاميين المحتجزين في مراكز الإيواء قليل بالنسبة لمجموع المهاجرين الطلقاء بالمدن الليبية، مشيراً إلى ضرورة أن تسارع السلطات إلى إيجاد حلول لأزمتهم إمّا بإطلاق سراحهم أو حمايتهم من المخاطر المحتملة. وقدّر العقيد المبروك عبد الحفيظ، رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، عدد المهاجرين غير النظاميين الطُلقاء داخل البلاد بـ700 ألف، بالإضافة إلى 7 آلاف آخرين محتجزين داخل مراكز الاعتقال بمدن الغرب الليبي، وفقاً لإحصاء العام الماضي. وحذرت منظمة التعاون في بيان أمس، من الصعوبات المنتظر أن يواجهها عشرات الآلاف من النازحين والمهاجرين واللاجئين في ليبيا، في ظل المخاوف المتصاعدة من تفشي فيروس «كورونا»، داعية السلطات المحلية والمنظمات الدولية بالتضامن مع هذه الفئات وفق تدابير تتفق مع المعايير الدولية وحقوق الإنسان. وأشارت إلى «الآثار المحتملة للفيروس على السكان النازحين قسراً عن ديارهم، واللاجئين والمهاجرين غير النظاميين المحتجزين بمراكز الإيواء». ورأت أن هذه الأوضاع المستجدة «تحتم تقديم المساعدة لهؤلاء لكونهم يعيشون وضعاً استثنائياً ويفتقدون إلى أي الحماية». وقدر تقرير لمكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عدد النازحين في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي بسبب حرب العاصمة طرابلس، بأكثر من 140 ألف شخص، ولفت إلى مقتل أكثر من 280 مدنياً، وإصابة 363 آخرين. كما أجرى وفد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر زيارة إلى ليبيا مؤخراً تفقد خلالها مراكز إيواء النازحين بطرابلس، إضافة إلى أحد مخيمات النازحين في بنغازي.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.