ارتفاع الوفيات في تونس إلى 5 وانتشار الوباء في 18 محافظة

ارتفاع الوفيات في تونس إلى 5 وانتشار الوباء في 18 محافظة
TT

ارتفاع الوفيات في تونس إلى 5 وانتشار الوباء في 18 محافظة

ارتفاع الوفيات في تونس إلى 5 وانتشار الوباء في 18 محافظة

أعلنت مصادر طبية في تونس، أمس، عن حالتي وفاة حاملتين لفيروس كورونا المستجد، ليرتفع بذلك عدد الوفيات بهذا الوباء إلى خمس حالات حتى أمس، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الألمانية.
وأعلن مصدر طبي من مستشفى مدينة الكاف (غرب) للتلفزيون الرسمي، عن وفاة أول مصاب في الجهة فارق الحياة يوم الاثنين، وأثبتت التحاليل المخبرية أمس التقاطه للفيروس. كما أعلن التلفزيون عن وفاة حالة ثانية في ولاية المهدية، كان يتلقى العلاج في مستشفى فرحات حشاد بسوسة، وهو أحد المهاجرين الوافدين من إيطاليا في فبراير (شباط) الماضي، لكن زوجته نجت من المرض بعد أن تسربت العدوى إليها. كما أفاد التلفزيون بإصابة خمسة أشخاص من مدينة القصرين بالفيروس، كانوا في جزيرة جربة السياحية، التي صنفت من بين البؤر الرئيسية للفيروس في تونس، وليرتفع بذلك العدد الإجمالي حتى الآن إلى 119 حالة مؤكدة.
في غضون ذلك، قالت مصادر بالبنك المركزي والحكومة، أمس، إن إيطاليا التي تعاني من تفش كبير لوباء «كورونا» وافقت على إقراض تونس 50 مليون يورو للمساهمة في مواجهة الوباء.
وتسعى تونس، التي تعاني وضعا اقتصاديا صعبا، لحشد جهودها لجمع تمويلات من مقرضين وشركاء دوليين لمواجهة آثار كورونا. وفي هذا السياق قال رئيس الوزراء التونسي إلياس الفخفاخ إن تونس ستخصص 850 مليون دولار لمواجهة آثار فيروس كورونا اقتصاديا واجتماعيا. فيما قال وزير المالية نزار يعيش إن صندوق النقد سيقرض تونس ما لا يقل عن 400 مليون دولار لمساعدتها في مواجهة انعكاسات أزمة كورونا.
وبات عدد كبير من التونسيين ينتظرون الموعد الإعلامي اليومي، الذي تخصصه وزارة الصحة للإعلان عن تطورات وباء «كورونا»، وأصبحت نصاف بن علية، المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة، من أكثر الشخصيات التي يتابعها المواطنون، ويدعون لها بالسلامة بسبب قربها من مواقع العدوى.
وحملت بن علية أمس بشائر خير للمواطنين، بعد أن أكدت تماثل ثاني مصاب بالفيروس للشفاء، مرجحة تزايد عدد المتماثلين للشفاء خلال الأيام المقبلة، واعتبرت أن النجاح في تطويق الجائحة لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق منع انتشارها بصفة أفقية هذه المرة.
وحتى الآن، بات الوباء منتشرا في 18 ولاية (محافظة)، من إجمالي 24 ولاية، وهو ما يؤكد جسامة المخاطر، وإمكانية تفشي الوباء سريعا، خاصة في ظل خرق الحجر الصحي الشامل من قبل عدد كبير من التونسيين.
يذكر أن خالد الحيوني، المتحدث باسم وزارة الداخلية، أكد أمس توقيف أكثر من 600 تونسي، وإحالتهم إلى النيابة العامة بعد مخالفتهم قرار الحجر الصحي. وقال إن العقوبة قد تصل إلى السجن لمدة سنتين، مشددا على أن حظر التجول «ليس حدا من الحريات والتنقل بالنسبة للأفراد والجماعات، لكن الغاية منه الحفاظ على الأرواح»، على حد تعبيره. ومن المنتظر أن تكثف وزارة الصحة من عمليات التقصي المستمر للإصابات، من خلال توسيع وتكثيف التحاليل المخبرية لدى كل المشتبه في إصابتهم. علما بأن الإصابات تتوزع بين 74 حالة مستوردة، و39 حالة محلية.
ولم تستبعد مصادر طبية تونسية تزايد عدد الإصابات خلال الأيام المقبلة، بعد صدور النتائج النهائية للتحاليل الطبية، التي لا تزال في المختبرات. وتحتل تونس العاصمة المرتبة الأولى من حيث عدد الإصابات بـ34 حالة، ثم أريانة في المرتبة الثانية بعد أن سجلت 20 حالة و12 حالة في بن عروس، و9 حالات في مدنين، و7 حالات في المنستير و6 حالات في سوسة.
وأكدت وزارة الصحة أنه «في إطار المتابعة الحينية للوافدين على البلاد تم حتى أمس إخضاع 15952 شخصا للحجر الصحي الذاتي، وقد أكمل 5438 منهم فترة المراقبة الصحية، فيما لا يزال 10514 تحت الحجر الصحي، ويخضعون للمراقبة الصحية اليومية».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».