إعادة برمجة الخلايا الجذعية لامرأة عمرها 114 عاماً

إعادة برمجة الخلايا الجذعية لامرأة
إعادة برمجة الخلايا الجذعية لامرأة
TT

إعادة برمجة الخلايا الجذعية لامرأة عمرها 114 عاماً

إعادة برمجة الخلايا الجذعية لامرأة
إعادة برمجة الخلايا الجذعية لامرأة

تمكن العلماء لأول مرة من إعادة برمجة الخلايا الجذعية لامرأة تبلغ من العمر 114 عاماً، لتصبح مثل الخلايا الجنينية، وتكون هذه السيدة هي أكبر متبرع بعينة دم لتحويل الخلايا به إلى خلايا جذعية متعددة القدرات.
والخلايا الجذعية هي التي تزود الجسم بالخلايا المسؤولة عن تشكيل الأنسجة والأعضاء، والنوع الأفضل منها هو الموجود في البويضة المخصبة والتي تسمى بـ«الكيسة الأُريميَة للجنين»، وتُعرف بالخلايا الجنينية قبل التخصصية، والتي تكون مسؤولة عن إنتاج خلايا أكثر تخصصاً، بحيث تؤدي إلى ظهور جميع أنواع الخلايا الخاصة بأعضاء وأنسجة الجسم المختلفة.
ولا تزال هناك قيود أخلاقية على استخدام مثل هذا النوع من الخلايا، ولذلك عملت أبحاث على تحويل الخلايا الجذعية البالغة، والمسؤولة عن توليد أنواع مختلفة من الأنسجة والخلايا للعضو الذي تعيش فيه كخلايا الجلد مثلاً، إلى خلايا جنينية غير متخصصة يمكن استخدامها لدعم أي عضو، وتوصلت إلى آليات لتحقيق ذلك، ولكنها عجزت عن تحقيق نفس الأمر عند التعامل مع خلايا جذعية تم الحصول عليها من المسنين.
وخلال الدراسة التي نُشرت في العدد الأخير من دورية «بيوكيميكال آند بيوفيزيكال ريسيرش كومينيكيشن»، أبلغ الفريق البحثي من معهد سانفورد بورنهام الطبي للاكتشاف الطبي بكاليفورنيا الأميركية، عن تقنيات لبرمجة الخلايا الجذعية لسيدة متبرعة تبلغ من العمر 114 عاماً، وتحويلها إلى خلايا جنينية، بنفس كفاءة برمجة الخلايا الجذعية لشخص يبلغ من العمر 43 عاماً، وطفل عمره 8 سنوات، تم استخدامهما للمقارنة.
ويقول د.إيفان سنايدر، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره أمس موقع «ساينس أليرت»: «ما توصلنا إليه يعني أننا أعدنا الساعة الخلوية من سن 114 إلى صفر، وهو ما يعني أن العمر الكبير ليس عائقاً أمام إعادة البرمجة».
ويأمل سنايدر أن تسمح أبحاثهم المستقبلية على الخلايا الجذعية التي يمكن الحصول عليها من أقران هذا السيدة بالتحقيق بشكل أفضل في أسرار العمر الطويل لهم، ومقاومتهم للأمراض التنكسية مثل الخرف وألزهايمر. وأظهرت الكثير من الأبحاث أن المسنين الذين وصلوا لهذا العمر لديهم مناعة غريبة بشكل عام للأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر، مثل ألزهايمر والشلل الارتعاشي (باركنسون)، والتي لا يبدو أن لها علاقة كبيرة بأسلوب الحياة.
ويضيف سنايدر: «ستكون مشكلتنا في الحصول على عينة للدراسة، حيث لا يوجد في جميع أنحاء العالم سوى 28 شخصاً فقط تم التحقق من أنهم تجاوزوا عمر الـ110 أعوام».


مقالات ذات صلة

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

صحتك ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».