شكوك في تسلل إرهابيين تونسيين خلال رحلات إجلاء من تركيا

بعضهم كانوا يحملون أعراض «فيروس كورونا»

TT

شكوك في تسلل إرهابيين تونسيين خلال رحلات إجلاء من تركيا

اتهم خالد الكريشي رئيس لجنة الصحة بالبرلمان التونسي السلطات التونسية بعدم التدقيق في هويات نحو 500 عائدين من تركيا ضمن رحلات الإجلاء التي نظمتها الحكومة التونسية لعودة التونسيين من خارج البلاد نتيجة انتشار الوباء. وقال الكريشي القيادي في حركة الشعب (حزب قومي) في تصريح إذاعي إن لديه معلومات عن تسلل عناصر إرهابية تونسية ضمن العائدين من مطار إسطنبول التركي في إطار رحلات الإجلاء للتونسيين خلال الأيام الأخيرة، مضيفا أن بعضهم كانوا يحملون أعراض «فيروس كورونا» وهم بمثابة القنابل الموقوتة، على حد قوله. ودعا إلى مساءلة وزراء الداخلية والنقل والصحة حول ما سماها «فضيحة المطار» والتراخي في عدم إخضاع أكثر من 500 تونسي عائد من تركيا إلى الحجر الصحي الإلزامي، والتأكد الكامل من هوياتهم». ولم تمر هذه التصريحات دون أن تخلف جدلا سياسيا واجتماعيا واسعا في تونس، نتيجة المخاطر التي قد تحملها عملية تسلل قيادات التنظيمات الإرهابية إلى تونس. غير أن محمد علي العروي المتحدث السابق باسم وزارة الداخلية التونسية رد على هذه الاتهامات بقوله إنها «إشاعات وأخبار مغلوطة» هدفها التلاعب بالأمن القومي التونسي، مؤكدا أن القادمين من تركيا هم من السياح أو بعض التجار أو المقيمين في تركيا والحديث عن تسرب دواعش إلى تونس ووجود تسهيلات لدخولهم أمر يثير السخرية، على حد تعبيره.
وأضاف العروي أن السلطات الأمنية التونسية تقوم بالتثبت في القادمين عند انطلاقهم وعند وصولهم بطرق علمية وفنية وخاصة من يمثلونها من أعوان وإطارات مطار تونس قرطاج والإدارة العامة للحدود والوحدات المختصة المتمرسة على التعامل مع هذه الوضعيات، وهي لا تقبل الخطأ إلا في أذهان الحاقدين على هذه المنظومة.
وأفاد موضحا أن بلد الانطلاق تركيا ليس شركة حراسة خاصة بل لديه منظومة أمنية وحدودية على غاية من الدقة والتأمين ومنظومة استخباراتية قوية، وأن كل قادم من تركيا أو أي دولة لا بد أن يكون حاملا لجواز سفر تونسي أو رخصة مرور مسلمة من المصالح الدبلوماسية في الخارج، وتخضع هذه الرخصة التي تعوض جواز السفر إلى إجراءات وشروط بالتنسيق مع وزارة الداخلية في تونس، على حد قوله.
يذكر أن تونس تسلمت سنة 2017 ثلاثة عناصر إرهابية تونسية مصنفة «خطيرة جدا»، باعتبارها من ضمن العناصر الفاعلة في تنظيم «داعش» الإرهابي، من نظيرتها التركية وصادرة في شأنهم مجموعة من الأحكام القضائية ومناشير التفتيش. وغالبا ما استعمل الشباب التونسي الملتحق بالتنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق المرور عبر تركيا، للوصول إليها وقد تسلل البعض منهم قبل ذلك إلى ليبيا، المجاورة قبل مواصلة الرحلة إلى تركيا.


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».