هوباي الصينية «تحتفل»... وتبثّ الأمل في بقية العالم

زوار يتجوّلون في سور الصين العظيم بعد إعادة افتتاحه جزئياً أمس (أ.ب)
زوار يتجوّلون في سور الصين العظيم بعد إعادة افتتاحه جزئياً أمس (أ.ب)
TT

هوباي الصينية «تحتفل»... وتبثّ الأمل في بقية العالم

زوار يتجوّلون في سور الصين العظيم بعد إعادة افتتاحه جزئياً أمس (أ.ب)
زوار يتجوّلون في سور الصين العظيم بعد إعادة افتتاحه جزئياً أمس (أ.ب)

أعلنت الصين، أمس، رفع القيود على التنقّل في مقاطعة هوباي التي كانت نقطة انتشار وباء «كوفيد - 19» العالمي، بينما شدّدت الحكومات حول العالم إجراءات العزل في إطار المساعي للحد من تفشّي الفيروس.
وأفاد مسؤولون بأن هوباي، حيث ظهر فيروس «كورونا المستجد» أواخر العام الماضي، ستسمح للسكان «الذين يتمتعون بصحة جيّدة» بالتنقّل اعتباراً من منتصف الليل، بعد شهرين على إجبارهم على التزام منازلهم.
وقالت طبيبة لوكالة الصحافة الفرنسية: «نحن نحتفل اليوم». وأضافت: «شهدنا كل يوم انخفاضاً في عدد المرضى الذين يعانون من أعراض خطيرة، بينما تحسّن الوضع في وقت بدأ الناس يغادرون المستشفيات. ازداد ارتياح الأطباء والممرضات مع مرور الأيام. أنا سعيدة للغاية!».
ويأتي تخفيف القيود، الذي لن يطبّق على مدينة ووهان «بؤرة الوباء الأولى» قبل الثامن من أبريل (نيسان)، في وقت انضمت بريطانيا ونيوزيلندا إلى دول في أوروبا والشرق الأوسط وأميركا الشمالية وآسيا في إعلان عزل تام في أنحاء البلاد لمنع وقوع إصابات جديدة. كما قررت اليابان تأجيل دورة الألعاب الأولمبية لهذا العام، مُلغية بذلك أحد أبرز المواعيد الرياضية العالمية لعام 2020.
وأشادت الحكومة الصينية بطريقة استجابتها للأزمة، منذ بدأ الأطباء التعامل مع إصابات «كوفيد - 19» وتباهى الإعلام الرسمي أمس، بقرار إعادة فتح قسم شهير من سور الصين العظيم. وقالت وسائل الإعلام مع ذلك إنه سيتعيّن على الزوار ارتداء الأقنعة الواقية، والإبقاء على مسافة متر بين شخص وآخر.
وبالمجمل، سجّلت الصين 78 إصابة جديدة أمس، معظمها قادمة من الخارج.
وفيما تتحول دول العالم إلى جزر معزولة، واحدة تلو الأخرى، يتساءل سكانها: «متى تعود الحياة إلى طبيعتها؟».
وتتفاوت تقديرات المختصين بين أشهر وسنوات، لكن غالبيتهم تتفق على أن انتهاء الأزمة مرهون بتطبيق قواعد فحص وعزل صارمة، وتُعلّق الآمال على التوصل إلى لقاح فعال.
يقول أستاذ الأمراض المعدية في جامعة إدنبرة، مارك وولهاوس، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «لدينا مشكلة حقيقية في تحديد استراتيجية الخروج، وكيف نستطيع إنهاء هذه الأزمة. ولا يتعلق الأمر بالمملكة المتحدة فحسب، لا تمتلك أي دولة في العالم استراتيجية خروج».
هناك ثلاث سبل لتجاوز الأزمة. الأولى تمر عبر إيجاد لقاح، وهي عملية قد تستمر بين 12 و18 شهراً، ولا يعدها البروفسور وولهاوس «استراتيجية» كافية في الوقت الحالي.
أما الاستراتيجية الثانية، وفق «بي بي سي»، فتمر عبر تطوير 60% من المواطنين مناعة ضد الفيروس، ما سيؤدي إلى تراجع نسبة العدوى. إلا أن هذه العملية قد تستغرق سنتين، ونتائجها غير مضمونة. خصوصاً أن استجابة المناعة البشرية للأنواع السابقة من فيروس «كورونا»، والتي تسبب أعراض «الزكام» العادي، ضعيفة، إذ إن الإنسان يصاب بهذا النوع من المرض عدة مرات في حياته.
الحل الثالث الذي أشار إليه البروفسور وولهاوس، هو تغيير جوهري في طريقة حياتنا، بهدف تخفيف معدلات العدوى. ويمر ذلك، حسب قوله، عبر الحفاظ على بعض التدابير التي اتّخذتها الدول لمواجهة «كوفيد - 19»، وتعزيز عملية الفحص ثم العزل. كما أشار إلى أن استخدام بعض العلاجات التجريبية للسيطرة على أعراض «كورونا المستجد» سيساعد، إن أُثبتت فعاليتها، في تخفيف العدوى وإنقاذ مرضى يعانون من أعراض شديدة، وبالتالي تخفيف الضغط على وحدات العناية المركزة في المستشفيات.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».