أثينا تكشف طرق تركيا الجديدة في إرسال اللاجئين

الاتحاد الأوروبي يرفض {ابتزاز} أنقرة واستغلالها الوضع الإنساني

أثينا تكشف طرق تركيا الجديدة في إرسال اللاجئين
TT

أثينا تكشف طرق تركيا الجديدة في إرسال اللاجئين

أثينا تكشف طرق تركيا الجديدة في إرسال اللاجئين

ما زالت تركيا ترسل اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين إلى اليونان، ولكنها غيرت فقط طريقة تهريبهم، حسب وسائل إعلام يونانية. وقالت صحف إن السلطات اليونانية تلقت معلومات تفيد بأن سفينتين تركيتين على الأقل خرجتا من خدمتهما وحملتا أعداداً كبيرة من المهاجرين. ووفقاً للمصادر، فإن خفر السواحل اليونانية وجهاز المخابرات الوطني، قلقان من أن الحادث الذي حدث مع ناقلة نفط صغيرة التي استخدمت في المهمة والتي اصطدمت بحاجز الأمواج في ميناء جزيرة كيا أثناء نقل 193 مهاجرا، تعطي إشارات تغيير الاستراتيجية من قبل تركيا في إطار سعيها للضغط على الاتحاد الأوروبي من خلال تسهيل مرور الآلاف من المهاجرين إلى الأراضي الأوروبية، عبر اليونان.
وأكدت صحيفة «كاثيميريني» أن اليونان زادت من الدوريات البحرية من أجل تجنب محاولات مماثلة لتهريب المهاجرين إلى اليونان بأعداد أكبر بكثير باستخدام القوارب للإبحار من الشواطئ الغربية لتركيا إلى جزر بحر إيجه. وتابعت أنه تم التعرف على ناقلة النفط الصغيرة التي هبطت قبالة ميناء كيا وهي سفينة ترفع علم تركيا تم بناؤها في عام 1968، أخبر ركابها، الذين تمكنوا من النزول من السفينة بأمان، المحققين أنهم دفعوا للمهربين في تركيا 5000 يورو عن كل شخص للعبور إلى إيطاليا، ولكن يبدو أن الرياح العاتية جرفت السفينة المتهالكة إلى جزيرة كيا اليونانية. ووفقا لمصادر مطلعة، فإن هناك مخاوف في أثينا من أن تجدد تدفق المهاجرين إلى اليونان، يمكن أن يشمل الإسلاميين المتطرفين وربما يشمل إرهابيين كانت تحتجزهم تركيا، بالإضافة إلى حاملي فيروس كورونا.
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أن الاتحاد الأوروبي مستعد لمساعدة تركيا في قضية اللاجئين، لكنه لن يتسامح مع استخدام الأمر كوسيلة للابتزاز والضغط السياسي. وقال ماس، عقب جلسة لمجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: «ما زلنا مستعدين للتمسك بالتزاماتنا بموجب الاتفاق مع تركيا ولكننا نفترض أن تركيا ينبغي أن تفعل الشيء نفسه».
وأضاف الوزير الألماني: «ما يحدث على الحدود لم يحدث في الماضي. وفي المستقبل لن نقبل ولا يمكننا أن نقبل أن يتم استخدام الأشخاص اليائسين، واللاجئين كوسيلة للضغط السياسي». وفي الوقت نفسه شدد على أن الاتحاد الأوروبي لا يرفض مساعدة تركيا.
وأكدت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، مؤخرا، أن الاتحاد يمكنه تقديم دعم مالي لليونان بقيمة 700 مليون يورو، لحل أزمة المهاجرين، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يشاطر اليونان مخاوفها بشأن الوضع على الحدود، بعد فتح تركيا الحدود من جانبها أمام آلاف المهاجرين للعبور إلى أوروبا.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يستمر فيه التوتر على الحدود التركية اليونانية، حيث اندلعت مجددا صدامات بين الشرطة اليونانية التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والمهاجرين الذين رشقوا عناصرها بالحجارة، كما انضمت القوات التركية في إطلاق كم كبير من قنابل الغاز على القوات اليونانية التي تركت المكان فيما بعد تلاشيا للصدامات وكنوع من التحكم في النفس.
وتؤكد أثينا أن السلطات التركية توزع أيضاً أدوات لقطع الأسلاك التي تمنع المهاجرين من العبور إلى الجانب اليوناني، كما ترشد المهاجرين غير الشرعيين إلى الأماكن سهلة العبور من الحدود إلى اليونان والتي تكتشفها عبر الطائرات المسيرة.
وكانت المفوضية الأوروبية أعلنت تعليق برامج إعادة توطين اللاجئين خاصة فيما يتعلق بالسفر، أي أن اللاجئين المقرر سفرهم وهم بانتظار موافقات أو تأشيرات فقد تقرر تعليق سفرهم بسبب حالة عدم اليقين المحيطة بإجراءات فيروس كورونا، وكم ستستغرق من الوقت، والهدف هو احتواء هذا الفيروس.


مقالات ذات صلة

ألمانيا تطالب باتباع نهج أوروبي مشترك في عودة اللاجئين السوريين

أوروبا لاجئون سوريون في تركيا يسيرون نحو المعبر الحدودي بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد (د.ب.أ)

ألمانيا تطالب باتباع نهج أوروبي مشترك في عودة اللاجئين السوريين

طالبت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر باتخاذ نهج أوروبي مشترك بشأن العودة المحتملة للاجئين السوريين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم العربي دول أوروبية تعلق البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين (أ.ف.ب)

دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد الإطاحة بالأسد

علقت دول أوروبية كثيرة التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد استيلاء المعارضة على دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد إلى روسيا بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عائلة سورية متوجهة إلى بوابة باب الهوى وتبدو على ملامحهم السعادة بالعودة إلى بلادهم (أ.ب)

تركيا تدين التوغل الإسرائيلي وتؤكد تصديها لأي محاولة لتقسيم سوريا

ندَّدت تركيا بالتوغل الإسرائيلي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وشدّدت على دعمها سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها، في حين اتخذت إجراءات لتسريع عودة السوريين

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي سوريون في برلين يحتفلون بسقوط الأسد (رويترز)

ألمانيا تبدأ مراجعة سياساتها الخارجية والداخلية حول سوريا واللاجئين

بدأت ألمانيا تراجع سياساتها الخارجية والداخلية فيما يتعلق بسوريا والسوريين الذين وصلوا لاجئين إليها فور سقوط نظام الأسد، والحكومة تنتظر «أفعال هيئة التحرير».

راغدة بهنام (برلين)
المشرق العربي زحام للسوريين أمام بوابة باب الهوى (جيلفاغوزو) انتظاراً لدخول بلادهم (إعلام تركي)

تركيا تدعو لمصالحة وطنية وتؤكد دعمها «سوريا الجديدة»

في حين يتدفق مئات السوريين على الحدود بين تركيا وسوريا للعودة إلى بلادهم أكدت أنقرة أنها ستعمل على ضمان عودتهم بأمان وعلى إعادة إعمار سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».