9 سنوات من الحرب المريرة لم تعِقْ المجتمع السوري عن استنهاض همته من تحت رماد الحرب للتكافل في مواجهة تهديد انتشار الوباء العالمي فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، فبعد أن أعلنت الحكومة حظر النقل الداخلي والخارجي بين المحافظات وأغلقت الأسواق، ظهر كثير من المبادرات الفردية والجماعية لتأدية خدمات توصيل إلى المنازل لمساعدة كبار السن وأولئك غير القادرين على الخروج للحصول على المواد الأساسية كالغذاء والدواء.
وأعلنت وزارة الصحة في دمشق، مساء الأحد، تسجيل أول إصابة بالفيروس في سوريا لشابة في العشرين من العمر قادمة من خارج البلاد ومن منطقة موبوءة. وقالت وزارة الصحة إنه تم «اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع الحالة»، دون تقديم تفاصيل أخرى، فيما واصلت الحكومة في دمشق اتخاذ مزيد من الإجراءات والقرارات والتوصيات لتعزيز الحجر الصحي العام. وقررت إيقاف كل وسائط النقل الداخلي بين المحافظات بدءاً من مساء اليوم (الثلاثاء)، وداخل المحافظة نفسها، بدءاً من مساء أمس (الاثنين)، على أن تلتزم الوزارات والاتحادات ومنشآت القطاع الخاص الإنتاجية بتأمين وسائل النقل للعاملين المناوبين لديها بالشكل المطلوب.
كما أغلقت وزارة الداخلية كل المعابر أمام حركة القادمين من لبنان، بمن فيهم السوريون، اعتباراً من منتصف ليل أمس وحتى إشعار آخر، واستثنى الإغلاق سيارات الشحن مع إخضاع السائقين للفحوص الطبية اللازمة في المراكز الحدودية.
بدورها، علّقت وزارة الإعلام إصدار الصحف الورقية للصحف المحلية «الوطن» الخاصة، والصحف الرسمية «تشرين» و«الثورة»، والصحف الصادرة في المحافظات، باعتبار أن الورق قد يكون ناقلاً للفيروس، على أن يستمر صدور الصحف إلكترونياً.
وعلى الصعيد الاجتماعي، انطلقت حملات بمبادرات فردية وجماعية لتقديم خدمات في مناطق كثيرة تساعد في تنفيذ الحجر الصحي المنزلي لمنع انتشار الفيروس المستجد، واستهدفت المبادرات من لا يمكنه الخروج من المنزل مثل كبار السن أو المرضى للحصول على الحاجيات الأساسية، مثل حملة «صار دورك» الهادفة إلى نشر التوعية والإجابة عن أي استفسارات تخص الفيروس عبر خط هاتف ساخن أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي السويداء، نشطت مجموعة «نحنا قدها» التي تهدف إلى تشكيل مجموعات من المتطوعين في الأحياء لتوصيل الطعام والحاجيات إلى المنازل، خصوصاً لكبار السن، إلى جانب مجموعات أخرى أهلية تتبرّع بدفع إيجارات المنازل للمتضررين من توقف أعمالهم بسبب الحجر، وتأمين الأغذية والأدوية، ومنهم من وضع رقم هاتف لتلقي الطلبات في هذا الخصوص، ومبادرة «هات عنك» في القامشلي لمساعدة كبار السن وذوي المناعة الضعيفة، وفي حلب نشطت مبادرة «أبو نجيب» في تلبية الخدمات المأجورة.
أما نادي الشام الثقافي، فقد أطلق مبادرة مختلفة تهدف إلى تفعيل القراءات الجماعية خلال فترة الحجر الصحي، ليكون ذا طابع ثقافي، تتم خلالها قراءة ومناقشة مجموعة من الكتب والدواوين والروايات.
سوريا تشدد التدابير الاحترازية بعد تسجيل أول إصابة
سوريا تشدد التدابير الاحترازية بعد تسجيل أول إصابة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة