العبادي يتخلى عن اتفاقه مع الكتل الشيعية بشأن رفض الزرفي

ائتلافه دعا إلى منح رئيس الوزراء العراقي المكلف فرصته الدستورية

العبادي يتخلى عن اتفاقه مع الكتل الشيعية بشأن رفض الزرفي
TT

العبادي يتخلى عن اتفاقه مع الكتل الشيعية بشأن رفض الزرفي

العبادي يتخلى عن اتفاقه مع الكتل الشيعية بشأن رفض الزرفي

دعا «ائتلاف النصر» الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي إلى منح فرصة لعدنان الزرفي المكلف تشكيل الحكومة العراقية المقبلة. وفيما بدا أول تصدع في جبهة الرفض الشيعية للزرفي، قال الائتلاف في بيان أمس إن «الحوارات الجارية حول تسمية مرشّح جديد لرئاسة الوزراء تنم عن مخالفة دستورية واضحة»، مشيراً إلى أنه نظراً لصدور التكليف عن رئاسة الجمهورية فإنه «لا يحق معه إبطال التكليف والذهاب لمكلّف جديد قبل انقضاء المدة الدستورية». وأضاف البيان أن «(ائتلاف النصر) يؤكد أن مشاركته بالحوارات تأتي للتأكيد على المسارات الصحيحة لحل الأزمة، ويرى ضرورة إعطاء المكلّف فرصته الدستورية، التزاماً بالسياقات القانونية والتضامن الوطني».
يأتي موقف ائتلاف العبادي بعد مرور نحو 5 أيام على تكليف الزرفي بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة وبدء اجتماعات يومية للكتل الشيعية الرافضة للتكليف وهي «الفتح» بزعامة هادي العامري، و«دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، و«تيار الحكمة» الذي يتزعمه عمار الحكيم الذي يعترض على آلية التكليف فقط، وهو ما يعني حصول تصدع في مواقف هذه الكتل التي لم تتمكن من اختيار بديل للزرفي.
ومع أنه لا سبيل للخروج من الأزمة الراهنة إلا بإعلان الزرفي اعتذاره عن التكليف لكي يتاح لرئيس الجمهورية تكليف من تقدمه الكتل الرافضة، فإنه لا الزرفي، وبعد تصريحاته أول من أمس التي نشرتها «الشرق الأوسط»، بشأن مضيه في تشكيل حكومته، ولا بمقدور رئيس الجمهورية رفض التكليف لأن ذلك يخالف الدستور.
ووسط إخفاق الكتل الرافضة للزرفي في الاتفاق على بديل مناسب، فإنها تدرس خياراً آخر يبدو مستحيلاً من الناحية القانونية والدستورية وهو التلويح بجمع تواقيع لإقالة رئيس الجمهورية. ويرى خبراء القانون في العراق أن اللجوء إلى هذا الخيار غير ممكن؛ لأن إقالة رئيس الجمهورية، وفقاً للدستور، تمر بمراحل معقدة جداً وتقتضي إدانته إما بالخيانة العظمى، أو الحنث بالدستور، مع مصادقة المحكمة الاتحادية على ذلك، بينما المحكمة الاتحادية هي التي منحته حق تكليف الزرفي.
وفي سياق الجدل بشأن إمكانية تمرير الزرفي داخل قبة البرلمان العراقي من عدمه، دعا السياسي العراقي المستقل عزت الشابندر رئيس الوزراء المكلف إلى الاعتذار نظراً لوجود صعوبات بشأن التصويت عليه بالأغلبية داخل البرلمان. وقال الشابندر في تغريدة له على موقع «تويتر» أمس إن «الاعتذار أفضل من الانكسار، بغض النظر عن الأسباب الكامنة وراء موقف الغالبية الشيعية الرافضة لتكليفه وانسجام الموقف الكردي والسني معه». وأضاف الشابندر أنه «لا يعصى على صديقي (في إشارة إلى الزرفي) أن يدرك بأن الاعتذار يحفظ له فرصته القادمة ويقويها، أما الانكسار في مجلس النواب ففيه وأدها». وبينما يبدو الموقف الكردي واضحاً؛ وهو تشكيل حكومة عراقية جامعة مع الحفاظ على خصوصية كردستان بوصفه إقليماً فيدرالياً، فإن السنّة والتركمان عبروا عن مواقف مختلفة حيال عملية التكليف. نائب رئيس «الجبهة التركمانية» حسن توران أبلغ «الشرق الأوسط» أن «(الجبهة التركمانية) تؤيد تشكيل الحكومة ولا تريد ضياع مزيد من الفرص؛ كون البلد يعاني كثيراً من الأزمات التي تستدعي وجود حكومة كاملة الصلاحيات وليست حكومة تصريف أعمال». وأضاف توران أن «التحديات التي تواجه البلاد مثل تحدي فيروس (كورونا) وانخفاض أسعار النفط، وما ترتب عليها حتى الآن وما سيترتب عليها خلال المستقبل القريب من أزمة خطيرة في عموم البلاد، تتطلب الإسراع في تشكيل الحكومة». وحول ما إذا كانت «الجبهة» مستعدة للتعاون مع رئيس الوزراء المكلف وفيما إذا كانت لديها شروط في ظل تناقض المواقف منه داخل البيت الشيعي، يقول توران إن «(الجبهة) تدعم الحكومة التي ينوي الزرفي تشكيلها، وليست لديها شروط مسبقة سوى أننا ندعوه إلى أن ينهج نهج محمد توفيق علاوي الذي كان عازماً على احتواء الجميع؛ بمن فيهم التركمان».
من جهته، أكد القيادي في «جبهة الإنقاذ والتنمية» ومحافظ نينوى الأسبق أثيل النجيفي لـ«الشرق الأوسط» إن «قرار تمرير رئيس الوزراء هو شيعي بالدرجة الأولى، في حين أن ممثلي السنّة نوعان: نوع لا يريد مناصب ويطالب بتغيير الآليات والسياقات السابقة التي أنتجت هذا الفشل الذي يعيشه العراق بغض النظر عمن تسبب به»، مضيفاً أنه «يعتقد أن استمرار السياقات السابقة نفسها سيؤدي بالعراق نحو كارثة انهيار النظام دون أن يكون هناك أي بديل جاهز». وأكد النجيفي أن «النوع الثاني يريد تقاسم الغنائم ويسعى لاستمرار النهج السابق»، مبيناً أن «هذا النوع مثقل بملفات فساد وضعف وعدم قبول داخل الشارع السنّي، ولهذا فهو متعلق بالكتل الشيعية التي تحميه من الملاحقة القانونية وتعطي القدرة لمن لا يمتلك الأهلية على تمثيل مجتمع غير مقتنع، وبالتالي فإنه إذا أرادت الكتل الشيعية تمشية رئيس الوزراء، فإنها ستجبر النوع الثاني على القبول والخضوع ببساطة».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.