شعرية البساطة واللحظات الحرجة

إبراهيم داود في ديوانه «كن شجاعاً هذه المرة»

شعرية البساطة واللحظات الحرجة
TT

شعرية البساطة واللحظات الحرجة

شعرية البساطة واللحظات الحرجة

يتبادل السهو والطمأنينة الأدوار والأقنعة في ديوان «كن شجاعاً هذه المرة»، للشاعر إبراهيم داود، الصادر حديثاً عن دار «ميريت» بالقاهرة، ويشكلان مدارات الفعل الشعري، فيبدو مشدوداً دائماً إلى حافة لحظة حميمة وحرجة في الوقت نفسه، مسكوناً بإيقاع حياة أصبحت ثقيلة رتيبة، وإحساس ممض بالخوف والوحشة والفقد.
ويضمر العنوان بدلالته التحريضية، ومن خلال فعل الأمر «كن»، معنى مجازياً وزمنياً في الوقت نفسه، بينما يبقى الضمير الموجه إليه الخطاب متأرجحاً بين الآخر المخاطب المستتر، والذات الشاعرة نفسها، وكأنها توجه الخطاب إليه عبر وسيط يمكن أن يشكل هماً مشتركاً بينهما، على مستوى الشعر والحياة معاً، وعلى مستوى الماضي والحاضر أيضاً. كما تكشف «هذه المرة»، بدلالتها الزمنية الخاطفة، عن فحوى هذه اللحظة الحرجة الفارقة عما عداها من لحظات.
فهل الشعر إذن لحظة حرجة في إناء الوجود؟ نعم، هو كذلك لأنه ابن زمنه الخاص، بل إن نشوته الجمالية كثيراً ما تكمن في مقدرته على السهو، حيث الرغبة في الإزاحة والتخطي، تخطي الأشياء، وعدم الطمأنينة لظلالها ويقينها المراوغ، ربما لذلك تبدو حكمة الذات الشاعرة هنا وكأنها صرخة احتجاج خافتة في الداخل «اطمئن لتسهو، واسهُ لتطمئن».
تسكن هذه الحكمة لا وعي الذات الشاعرة، وتلعب دوراً محفزاً على تبادل الأدوار والأقنعة في الديوان بين السهو والطمأنينة، فالسهو ليس محض غريزة شعورية عمياء، إنما معطى جمالي مفتوح على شتي الاحتمالات، يبحث عن لحظة حرجة استثنائية ليحقق من خلالها وجوده في النص، لكن الذات الشاعرة في مراوحتها بين الوعي واللاوعي لا تطمئن كثيراً لهذا الوجود، فتتعامل معه كظل لطمأنينة عابرة، ومحطة سرعان ما تغادرها إلى محطات ومرافئ أخرى مغايرة... يطالعنا هذا الهم على نحو لافت في نص يتركه الشاعر من دون عنوان، مستهلاً به الديوان، يقول:
«اللغة متفق عليها
والعاشق الذي ضاق من الثرثرة
عن العشق...
يبحث عن طرق قصيرة
تفضي إلى البحر الكبير
طرقٌ ضيقة
تسكن إلى جانبيها الحياة
يمشي فيها آمناً
يصطاد ألحاناً غامضة
تعينه على الشتاء
وتستوعب إحساسه القديم بالفقد».
لا تغيب مفارقة السهو والطمأنينة عن جو هذا النص، فهي تستبطنه، وتشكل دلالاته ورموزه، عبر مطلق اللغة العام المتفق عليه، الذي يمثل موازاة رمزية لطمأنينة مؤقتة، تسعى الذات لاجتراحه، وتحويله بالترك والسهو إلى مطلق خاص، عبر «طرق قصيرة، طرق ضيقة»، من أجل لحظة حرجة مثمرة يمكن أن تستوعب فيها إحساساً قديماً بالفقد، وتحس بالأمان.
في ظل هذه المفارقة، تتسع حقول الدوال والرمز في نصوص الديوان المنداحة عبر 63 صفحة، يتراوح بعضها بين الومضة الخاطفة في عدة أسطر والنص الطويل نسبياً، يعززها الشاعر بعناوين أغلبها بصيغة النكرة المفردة، ومنها (طيبة، ومصابيح، وعودة، وقسوة، وشجاعة، وإجهاد، ويناير، وثرثرة، وحنين)، كما يأتي بعضها في صيغة النكرة المركبة، سواء بصيغة الجمع على سبيل الصفة أو الإضافة (أصغر سناً، ونوم متقطع، وقبل قليل، وإيقاع غريب، ومعرفة قديمة، وغرفة عارية، وأنا وأنتِ)، بينما تأتي بقية العناوين بصيغة التعريف (الباقون، والوحيد، والعاصمة، والخدمة، والجنون).
لكن هذا التقسيم لا يتم بشكل عشوائي، وليس وليد مصادفة ما، بل هو تجسيد طبيعي لشعرية البساطة والفضاء المختزل، حيث العالم يصبح أكثر حميمية وقرباً في صيغة المفرد، كما تصبح حركة الذات أكثر انسيابية وهي تصوب سهامها صوب الأشياء في هشاشتها وألفتها، لتلتقط اللحظات الإنسانية الحرجة الهاربة من جسد الزمن وعباءة الوجود... الأشياء التي تمشي في الأعماق بعيداً عن ركام القشرة والعادة، مخلفة في دفقها ما يشبه الحكمة أو الخلاصة لمشاعر وأفعال وأحاسيس وأحلام وذكريات تتناثر في فضاء النصوص، وتتكثف في لطشة الختام، كطرقة ناقوس تذكر بأن ثمة أثراً شاهداً على حياة كانت هنا، لا تزال روائحها عالقة في غبار الذاكرة والروح والجسد... يتجسد كل هذا على نحو لافت أيضاً في نص «شجاعة» الذي وسم عنوان الديوان:
«توجد حواجز بداخلك
وبنادق مصوّبة من مكان ما
ولا يوجد زيت في البيت
الكواكب القريبة اقتربت من البيت
واحتشدت الأمراض على أول الشارع
أنت في غرفتك
تشتاق إلى بلادك في النهار
وتدعو لها بالليل
ولا تصنع شيئاً آخر
أخرج
تكلم مع المحيطات عن الطيور
عن الأحزان التي تتدفق تحت البيوت
عن الربيع
عن إحساسك القديم بالفقد
عن الرقص
عن الحب الذي جاء بعد هذا العمر
عن العمر».
يشد النص بنزوعه التحريضي فضاء المشهد، ويكسبه مسحة خاصة، تتقاطع فيها شظايا الداخل والخارج، كما يعلو سقف الدلالة بتنويع دوال الخطاب بين المخاطب الصريح الذي يعكس حركة الأشياء كما هي في الواقع، وضمير الأنا المستتر الذي يشير إلى الداخل، ويعكس حركة الذات غير المطمئنة، ويدفعها إلى القفز فوق حواجز الخوف والتردد، حيث لا مفر من أن تكون تجسيداً حقيقياً شجاعاً لاقتحام هذه اللحظة الحرجة، والارتطام بكينونتها فوق صخرة الحلم. وكأن النص رقصة استثنائية من أجل كسر الصمت، صمت الحياة واللغة والمشهد، متابعاً قوة الدفع عبر شفرة فعل الأمر والنفي الحادة:
«اترك خيالك للرياح
وطمئن الغرقى على الحياة
الكواكب القريبة اقتربت
وأنت تتوارى خلف النشيج
لن تنفعك النيازك
لن يقف الماضي إلى جوارِك
- كن شجاعاً هذه المرّة».
يعتمد الديوان على بنية لغوية بسيطة، ورؤية تراهن على يقظة الذاكرة، لذلك يبدو كثير من النصوص وكأنه نقرات حانية فوق جدار الزمن، حتى لا يجرف في خطاه الغليظة طفولة الروح والأحلام والذكريات، ويبدو رهان الشعر في كونه نقطة التوازن التي تحفظ لهذه النقرات رنينها ليتسع ويتواصل... بينما يقترن الفقد بإحساس له طعم المرثية، يضاعف افتقاد الموسيقى والطرب من نبرة الإحساس به، كأن هذه النقرات بمثابة اللحن المفقود، وهو ما يطالعنا في ومضات خاطفة، مثل: «جهل»، و«ضجيج»، و«الصمت»، وغيرها، التي تبدو كصدي لذلك اللحن:
«لا يخافون التاريخ.
التاريخ الذي يسطره الحزنُ الآن
في مكان ما
***
جهلهم بالموسيقى
ضيعنا».
***
«التجاعيد التي ظهرت
تبدو حديثة العهد بالزمن
تبدو طريّة
وتستعد للركض
صرنا فرادى وسط هذا الزحام
أشواقنا تتعثر عن مدخل البيت
وأوراقنا تتطاير».
***
«لا يوجد شيء مؤكد
يوجد كلام
وبالطبع أمل
يعتقد العابر أنه اقترب
والعاشق أنه وصل
ولا توجد رائحة للطعام».
في هذه النقرات المباغتة، يعلو رنين المخاوف والوساوس والهواجس، وينسحب التلاعب بالذاكرة والخيال إلى تجسيد النوازع والأفكار السلبية الباعثة على الحزن والخوف والندم والأسى، كدلالة على افتقاد الإنسان أمنه الروحي والجسدي، وعدم القدرة على احتمال زوايا أخرى للحكاية، لا تحفظ له حتى الحد الأدنى من هذا الأمن، أو تذكره برائحته كعلامة وصوت... وهو ما يطالعنا في نص «رائحة جديدة»:
«استيقظ الناس ذات صباح على رائحة جديدة
قيل لهم المدينة أصبحت قديمة
وإن الطلاء الجديد ضروري
... لأننا في انتظار زائرين.
مياسر الناس خرجوا إلى المدن الجديدة
وأخذوا معهم الماء والشجر
وتركوا الآخرين يقاومون الرائحة
ذهبوا إلى النهر
فلم يجدوا نهراً
الرائحة جلست ولم يأتِ أحد
بعد سنوات...
صار للرائحة صوت
ولم يعد هناك من يصغي لأحد».
فهكذا، تعكس نصوص الديوان ببساطتها المغوية مهمة تبدو خاصة بالشعر، تتجسد فيما يمكن تسميته إزكاء روح التشبث بإرادة الحياة، والمقدرة على تحسين قدرة العيش وسط اضطرابها ومخاوفها، فما يجلبه السهو والطمأنينة زائل، وما يُبقي كينونة الشاعر مشتعلة هو الرغبة الجارفة في هذا التشبث الذي يجعل من الشعر ليس فقط صانعاً للجمال، وإنما للأمل أيضاً... هذا ما يحض عليه هذا الديوان اللافت المتميز.



أربعة أيام في محبة الشعر

أربعة أيام في محبة الشعر
TT

أربعة أيام في محبة الشعر

أربعة أيام في محبة الشعر

أربعة أيام في محبة الشعر، شارك فيها نحو 40 شاعراً ومجموعة من النقاد والباحثين، في الدورة التاسعة لمهرجان الشعر العربي، الذي يقيمه بيت الشعر بالأقصر، تحت رعاية الشيح سلطان القاسمي، حاكم الشارقة، وبالتعاون بين وزارة الثقافة المصرية ودائرة الثقافة بالشارقة، وبحضور رئيسها الشاعر عبد الله العويس، ومحمد القصير مدير إدارة الشئون الثقافية بالدائرة.

نجح المؤتمر في أن يصنع فضاء شعرياً متنوعاً وحميمياً، على طاولته التقت أشكال وأصوات شعرية مختلفة، فكان لافتاً أن يتجاور في الأمسيات الشعرية الشعر العمودي التقليدي مع شعر التفعيلة وقصيدة النثر وشعر العامية، وأن يتبارى الجميع بصيغ جمالية عدة، وتنويع تدفقها وطرائق تشكلها على مستويي الشكل والمضمون؛ إعلاء من قيمة الشعر بوصفه فن الحياة الأول وحارس ذاكرتها وروحها.

لقد ارتفع الشعر فوق التضاد، وحفظ لكل شكلٍ ما يميزه ويخصه، فتآلف المتلقي مع الإيقاع الصاخب والنبرة الخطابية المباشرة التي سادت أغلب قصائد الشعر العمودي، وفي الوقت نفسه كان ثمة تآلف مع حالة التوتر والقلق الوجودي التي سادت أيضاً أغلب قصائد شعر التفعيلة والنثر، وهو قلق مفتوح على الذات الشعرية، والتي تبدو بمثابة مرآة تنعكس عليها مشاعرها وانفعالاتها بالأشياء، ورؤيتها للعالم والواقع المعيش.

وحرص المهرجان على تقديم مجموعة من الشاعرات والشعراء الشباب، وأعطاهم مساحة رحبة في الحضور والمشاركة بجوار الشعراء المخضرمين، وكشف معظمهم عن موهبة مبشّرة وهمٍّ حقيقي بالشعر. وهو الهدف الذي أشار إليه رئيس المهرجان ومدير بيت الشعر بالأقصر، الشاعر حسين القباحي، في حفل الافتتاح، مؤكداً أن اكتشاف هؤلاء الشعراء يمثل أملاً وحلماً جميلاً، يأتي في صدارة استراتيجية بيت الشعر، وأن تقديمهم في المهرجان بمثابة تتويج لهذا الاكتشاف.

واستعرض القباحي حصاد الدورات الثماني السابقة للمهرجان، ما حققته وما واجهها من عثرات، وتحدّث عن الموقع الإلكتروني الجديد للبيت، مشيراً إلى أن الموقع جرى تحديثه وتطويره بشكل عملي، وأصبح من السهولة مطالعة كثير من الفعاليات والأنشطة المستمرة على مدار العام، مؤكداً أن الموقع في طرحه الحديث يُسهّل على المستخدمين الحصول على المعلومة المراد البحث عنها، ولا سيما فيما يتعلق بالأمسيات والنصوص الشعرية. وناشد القباحي الشعراء المشاركين في المهرجان بضرورة إرسال نصوصهم لتحميلها على الموقع، مشدداً على أن حضورهم سيثري الموقع ويشكل عتبة مهمة للحوار البنّاء.

وتحت عنوان «تلاقي الأجناس الأدبية في القصيدة العربية المعاصرة»، جاءت الجلسة النقدية المصاحبة للمهرجان بمثابة مباراة شيقة في الدرس المنهجي للشعر والإطلالة عليه من زوايا ورؤى جمالية وفكرية متنوعة، بمشاركة أربعة من النقاد الأكاديميين هم: الدكتور حسين حمودة، والدكتورة كاميليا عبد الفتاح، والدكتور محمد سليم شوشة، والدكتورة نانسي إبراهيم، وأدارها الدكتور محمد النوبي. شهدت الجلسة تفاعلاً حياً من الحضور، برز في بعض التعليقات حول فكرة التلاقي نفسها، وشكل العلاقة التي تنتجها، وهل هي علاقة طارئة عابرة أم حوار ممتد، يلعب على جدلية (الاتصال / الانفصال) بمعناها الأدبي؛ اتصال السرد والمسرح والدراما وارتباطها بالشعر من جانب، كذلك الفن التشكيلي والسينما وإيقاع المشهد واللقطة، والموسيقي، وخاصة مع كثرة وسائط التعبير والمستجدّات المعاصرة التي طرأت على الكتابة الشعرية، ولا سيما في ظل التطور التكنولوجي الهائل، والذي أصبح يعزز قوة الذكاء الاصطناعي، ويهدد ذاتية الإبداع الأدبي والشعري من جانب آخر.

وأشارت الدكتورة نانسي إبراهيم إلى أن الدراما الشعرية تتعدى فكرة الحكاية التقليدية البسيطة، وأصبحت تتجه نحو الدراما المسرحية بكل عناصرها المستحدثة لتخاطب القارئ على مستويين بمزج جنسين أدبيين الشعر والمسرح، حيث تتخطى فكرة «المكان» بوصفه خلفية للأحداث، ليصبح جزءاً من الفعل الشعري، مضيفاً بُعداً وظيفياً ديناميكياً للنص الشعري.

وطرح الدكتور محمد شوشة، من خلال التفاعل مع نص للشاعر صلاح اللقاني، تصوراً حول الدوافع والمنابع الأولى لامتزاج الفنون الأدبية وتداخلها، محاولاً مقاربة سؤال مركزي عن تشكّل هذه الظاهرة ودوافعها ومحركاتها العميقة، مؤكداً أنها ترتبط بمراحل اللاوعي الأدبي، والعقل الباطن أكثر من كونها اختياراً أو قصداً لأسلوب فني، وحاول، من خلال الورقة التي أَعدَّها، مقاربة هذه الظاهرة في أبعادها النفسية وجذورها الذهنية، في إطار طرح المدرسة الإدراكية في النقد الأدبي، وتصوراتها عن جذور اللغة عند الإنسان وطريقة عمل الذهن، كما حاول الباحث أن يقدم استبصاراً أعمق بما يحدث في عملية الإبداع الشعري وما وراءها من إجراءات كامنة في الذهن البشري.

وركز الدكتور حسين حمودة، في مداخلته، على التمثيل بتجربة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، ومن خلال هذا التمثيل، في قصائد درويش رأى أنها تعبّر عن ثلاثة أطوار مرّ بها شعره، مشيراً إلى أن ظاهرة «الأنواع الأدبية في الشعر» يمكن أن تتنوع على مستوى درجة حضورها، وعلى مستوى ملامحها الجمالية، عند شاعر واحد، عبر مراحل المسيرة التي قطعها، موضحاً: «مما يعني، ضِمناً، أن هذه الظاهرة قابلة لأن تتنوع وتتباين معالمها من شاعر لآخر، وربما من قصيدة لأخرى».

ورصدت الدكتورة كاميليا عبد الفتاح فكرة تلاقي الأجناس الأدبية تاريخياً، وأشارت، من خلال الاستعانة بسِجلّ تاريخ الأدب العربي، إلى أن حدوث ظاهرة التداخل بين الشعر وجنس القصة وقع منذ العصر الجاهلي، بما تشهد به المعلقات التي تميزت بثرائها الأسلوبي «في مجال السردية الشعرية». ولفتت إلى أن هذا التداخل طال القصيدة العربية المعاصرة في اتجاهيها الواقعي والحداثي، مبررة ذلك «بأن الشعراء وجدوا في البنية القصصية المساحة الكافية لاستيعاب خبراتهم الإنسانية». واستندت الدكتورة كاميليا، في مجال التطبيق، إلى إحدى قصائد الشاعر أمل دنقل، القائمة على تعدد الأصوات بين الذات الشعرية والجوقة، ما يشي بسردية الحكاية في بناء الحدث وتناميه شعرياً على مستويي المكان والزمان.

شهد المهرجان حفل توقيع ستة دواوين شعرية من إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة للشعراء: أحمد عايد، ومصطفى جوهر، وشمس المولى، ومصطفى أبو هلال، وطارق محمود، ومحمد طايل، ولعب تنوع أمكنة انعقاد الندوات الشعرية دوراً مهماً في جذب الجمهور للشعر وإكسابه أرضاً جديدة، فعُقدت الندوات بكلية الفنون الجميلة في الأقصر، مصاحبة لافتتاح معرض تشكيلي حاشد بعنوان «خيوط الظل»، شارك فيه خمسون طالباً وطالبة. وكشف المعرض عن مواهب واعدة لكثيرين منهم، وكان لافتاً أيضاً اسم «الأصبوحة الشعرية» الذي أطلقه المهرجان على الندوات الشعرية التي تقام في الفترة الصباحية، ومنها ندوة بمزرعة ريفية شديدة البساطة والجمال، وجاءت أمسية حفل ختام المهرجان في أحضان معبد الأقصر وحضارة الأجداد، والتي امتزج فيها الشعر بالأغنيات الوطنية الراسخة، أداها بعذوبة وحماس كوكبة من المطربين والمطربات الشباب؛ تتويجاً لعرس شعري امتزجت فيه، على مدار أربعة أيام، محبة الشعر بمحبة الحياة.