«الجيش الوطني» الليبي يرحّب بهدنة لـ«أغراض إنسانية»

اتهم تركيا بنقل «مرتزقة» على متن رحلات إعادة العالقين المتجهين إلى مصراتة

جانب من المعارك التي شهدها جنوب طرابلس بين قوات الجيش الوطني والميليشيات الموالية لحكومة الوفاق (أ.ف.ب)
جانب من المعارك التي شهدها جنوب طرابلس بين قوات الجيش الوطني والميليشيات الموالية لحكومة الوفاق (أ.ف.ب)
TT

«الجيش الوطني» الليبي يرحّب بهدنة لـ«أغراض إنسانية»

جانب من المعارك التي شهدها جنوب طرابلس بين قوات الجيش الوطني والميليشيات الموالية لحكومة الوفاق (أ.ف.ب)
جانب من المعارك التي شهدها جنوب طرابلس بين قوات الجيش الوطني والميليشيات الموالية لحكومة الوفاق (أ.ف.ب)

رحب «الجيش الوطني» الليبي بالدعوة لوقف القتال لأغراض إنسانية، والتركيز على مواجهة فيروس «كورونا».
وقالت القيادة العامة للجيش في بيان، تلاه المتحدث باسم الجيش اللواء أحمد المسماري، أمس، إنها «أكثر الأطراف التزاماً بوقف القتال، رغم الخروقات المتكررة التي ترتكبها الميليشيات و(المرتزقة)»، وأشارت إلى أنها «كانت ولا تزال تنظر إلى كل الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام، وإيجاد توافق بين الليبيين بشكل إيجابي»، لافتة إلى أنه سبق لها الانخراط في محافل دولية عدة، وبالتالي فهي «ترحب بكل جهود تسعى إلى تفكيك الميليشيات، وتسليم أسلحتها وطرد (المرتزقة) الأتراك والسوريين من ليبيا».
ونوهت القيادة العامة إلى التذكير بمهمة البعثة الأممية والأطراف الراعية لمؤتمر برلين، في إلزام حكومة «الوفاق» (منتهية الصلاحية)، وكذلك تركيا ومرتزقتها «بوقف الأعمال العدائية». واتهمت تركيا بأنها «استغلت الموقف الإنساني المتعلق بإعادة المواطنين الليبيين العالقين بمطارات تركيا، لتنقل (المرتزقة) والإرهابيين من المطارات التركية على الرحلات الجوية نسها، المتجهة إلى مطار مصراتة، بالإضافة إلى إرسال الأسلحة والمعدات العسكرية إلى ميناء طرابلس ومصراتة لدعم (المرتزقة)». وقال المسماري إن «القيادة العامة ملتزمة بوقف القتال، طالما التزمت به بقية الأطراف، وذلك في إطار الالتزام المتبادل. لكن لن تقبل القيادة العامة أن تكون هي فقط المطالبة بوقف القتال، وتترك الميليشيات والمرتزقة يعيثون في طرابلس فسادا وإجراما وترويعا».
ولفتت القيادة العامة إلى أن «نقل (المرتزقة) بالآلاف عبر تركيا مع انتشار فيروس (كورونا) في تركيا قد يؤدي إلى انتشار هذا المرض القاتل في طرابلس وباقي البلاد»، محملة «ما يسمى حكومة الوفاق المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم غير الأخلاقية، في حق الليبيين».
كما تطرقت القيادة العامة إلى إغلاق الموانئ النفطية، وقالت «إن القبائل الليبية هي المعنية بهذا الأمر، وذلك لاستخدام حكومة الوفاق غير الشرعية لعوائد النفط في تمويل الميليشيات، واستقدام الأسلحة والمرتزقة والإرهابيين من كل مكان».
وكانت إيطاليا قد دخلت على خط المطالب الدولية والغربية للمشير خليفة حفتر، القائد العام لــ«الجيش الوطني» الليبي، بقبول إبرام «هدنة إنسانية مؤقتة»، ووقف المعارك التي تخوضها قواته منذ نحو عام تقريباً في العاصمة طرابلس ضد قوات حكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج، من أجل تمكين البلاد من توحيد جهودها، الرامية إلى مواجهة وباء كورونا المستجد.
وحثت السفارة الإيطالية في بيان لها، أمس، المشير حفتر على قبول الدعوة بشكل بناء لهدنة جديدة، ووقف ما سمته الأعمال العدائية، معربة عن أملها في أن تتحول إلى اتفاق على مسودة لوقف إطلاق نار نهائيا، وبشكل يدعم مخرجات أعمال اللجنة العسكرية المشتركة، المعروفة باسم (5+5)، والتي ترعى مسارها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.
وبعدما رحبت بإبداء حكومة السراج استعدادها الالتزام بالهدنة، استنكرت السفارة الايطالية ما وصفته بالهجمات المستمرة غير المقبولة، التي استهدفت مؤخرا الأحياء السكنية في طرابلس، وأسفرت عن مقتل مدنيين، كان آخرها تلك التي استهدفت مركز العاصمة التاريخي، مساء أول من أمس.
ميدانياً، استمرت أمس المواجهات بين قوات «الجيش الوطني»، والقوات التابعة لحكومة السراج في عدة محاور، خاصة بالضواحي الجنوبية من العاصمة طرابلس، حيث تحدث سكان محليون عن نزوح بعض العائلات من محور عين زارة، في ظل تصاعد الاشتباكات أمس.
وأعلن المستشار الإعلامي لوزارة الصحة بحكومة السراج إصابة مواطن جراء سقوط قذيفة عشوائية بالمدينة القديمة، وسط العاصمة طرابلس، بينما نقلت وسائل إعلام محلية موالية للحكومة عن مصدر أمني إصابة سيدة وطفلة، وسقوط 6 منازل وسط المدينة القديمة في طرابلس جراء القصف. وهز دويّ قذائف المدفعية الثقيلة عدة مناطق في العاصمة طرابلس، مساء أول من أمس، أبرزها منطقتا عين زارة وقصر بن غشير، ومحيط مطار معيتيقة الدولي، بعدما قصفت طائرة مسيرة أهدافا في منطقة وادي الربيع.
بدوره، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، عن ارتفاع قتلى (المرتزقة) الموالين لتركيا، والمشاركين في صفوف ميليشيات حليفتها حكومة السراج في معارك طرابلس إلى 143 مقاتلا، وقال في بيان له، أمس، إنهم لقوا حفتهم خلال مواجهات جرت بعدة مناطق في العاصمة طرابلس وخارجها. كما تحدث عن خفض تركيا لرواتب المقاتلين السوريين، الذين جرى تجنيدهم وإرسالهم للقتال في ليبيا، بعد زيادة عدهم إلى نحو 6 آلاف مقاتل.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.