تعزيز تدابير التأهب والوقاية في مخيمات النازحين السوريين

لبنان ينفي اتخاذ إجراءات تفرض عليهم منع التجول

تعزيز تدابير التأهب والوقاية في مخيمات النازحين السوريين
TT

تعزيز تدابير التأهب والوقاية في مخيمات النازحين السوريين

تعزيز تدابير التأهب والوقاية في مخيمات النازحين السوريين

تتزايد المخاوف في لبنان من انتشار فيروس كورونا بين النازحين السوريين الذين يتخطى عددهم المليون، وينتشرون في مخيمات عشوائية في معظم المناطق اللبنانية. فرغم تأكيد وزارة الصحة ومفوضية شؤون اللاجئين عدم تسجيل أي إصابة في صفوفهم حتى الساعة، كشفت مصادر وزارة الشؤون الاجتماعية عن وضع عدد من النازحين في الحجر الصحي، بانتظار صدور نتائج فحوصات أجروها، للتأكد مما إذا كانوا يحملون الفيروس أم لا.
فمع تسجيل 81 حالة إصابة بين صفوف اللبنانيين خلال 48 ساعة، ما رفع عدد المصابين إلى 187، تفاقمت الهواجس من وصول الوباء إلى مخيمات النازحين السوريين، كما اللاجئين الفلسطينيين على حد سواء، في ظل القدرات المحدودة جداً للقطاع الصحي في لبنان.
ويبدو أن توجه المنظمات الدولية هو لتوسيع القدرات الحالية للقطاع الصحي، ليتمكن من استيعاب اللبنانيين والسوريين المصابين على حد سواء. وفي هذا الإطار، أكدت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، ليزا أبو خالد، أنه حتى يوم أمس (السبت)، واستناداً إلى الأدلة المتاحة، لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات بوباء «كوفيد-19» في أوساط اللاجئين في لبنان، لافتة إلى أنه رغم ذلك، عززت المفوضية تدابير التأهب والوقاية والاستجابة بشكل عام «فمنذ أكثر من شهر، بدأنا العمل على رفع مستوى الوعي والإعلام الجماهيري على مستوى المجتمع والفرد، ونواصل القيام بذلك. ولقد بدأنا بالفعل بتوزيع مواد النظافة الصحية».
وأوضحت أبو خالد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن المفوضية بصدد تطوير إجراءات للعزل، إذا ظهرت أي حالة في مخيمات اللاجئين أو الملاجئ الجماعية، مشيرة إلى «التعاون بشكل وثيق مع المنظمات الشريكة والسلطات اللبنانية من أجل توسيع القدرات الحالية للقطاع الصحي، فيما يتعلق بتوفير العلاج الاستشفائي اللازم، أو العناية المركزة للمرضى الذين سيحتاجون إلى دخول المستشفى، بما في ذلك في وحدات العناية المركزة».
وأضافت: «التوجه هو لإنشاء أجنحة إضافية مع أسرة إضافية، بما في ذلك وحدات العناية المركزة الإضافية، بحيث تكون هناك قدرة كافية على الاستجابة لجميع المجتمعات. ويمكن تضمين هذا في المستشفيات الحالية أو المرافق الإضافية المشتركة. سنحتاج على الأرجح إلى مزيج من الاثنين».
ومن جهتها، أوضحت مصادر وزارة الشؤون الاجتماعية أن دورها في هذا الملف تنسيقي ولوجيستي، أما الدور القيادي فيبقى لوزارة الصحة، لافتة إلى أن «أبرز ما تنكب عليه هو تأمين مراكز للحجر، وتشجيع النازحين على التزام المنازل والخيم، كما تأمين التوعية اللازمة ومواد النظافة». وإذ أكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يتم تسجيل إصابة أي نازح حتى الساعة، كشفت عن وجود عدد منهم في الحجر الصحي. وأضافت: «يتم إنشاء مراكز للحجر قريبة من مخيمات النازحين. أما بالنسبة للفحوصات التي تحصل حالياً، فيتولى الصليب الأحمر أخذ العينات، ويتم إرسالها إلى مستشفى رفيق الحريري التي تصدر النتائج».
ونفت المصادر أن يكون قد فُرض منع التجول على النازحين السوريين قبل المواطنين اللبنانيين، لافتة إلى أن «هناك بلديات تتخذ تدابير معينة، لكنها غير محصورة بالنازحين، وتسري على اللبنانيين والسوريين على حد سواء».
وتتخذ بعض البلديات إجراءات محددة لتفادي انتشار الوباء. ولم تسجل بلدة عرسال، الواقعة على الحدود الشرقية للبنان، التي تستضيف التجمع الأكبر للنازحين السوريين، أي حالة إصابة بالوباء حتى الساعة. ويشير نائب رئيس بلدية عرسال، نصرات رايد، إلى «تنظيم أكثر من حملة توعية لحث النازحين على البقاء في خيمهم، وتمكناً من تسجيل التزام كبير بالتعاميم»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «تم تجهيز مركز طبي عند مدخل البلدة، حيث يتم إجراء الفحوصات اللازمة إذا استدعى الأمر، كما نتجه لإنشاء موقع محدد لعمليات الحجر».
وكان مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، قد حذر من أن صعوبة حصول اللاجئين والنازحين على المياه تزيد من خطر إصابتهم بفيروس كورونا.
ووجه محافظ لبنان الشمالي، القاضي رمزي نهرا، كتاباً إلى البلديات واتحاد البلديات لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة، منعاً لانتشار الفيروس في مخيمات النازحين السوريين. وأبرز ما تضمنه الكتاب، من ضرورة ملازمة المخيمات، وعدم الخروج منها إلا عند الضرورة القصوى، ومراقبة ومتابعة النازحين داخل المخيمات وخارجها للتأكد من تنفيذ إرشادات وزارة الصحة العامة.


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.