حزب «الأمة» يرحب بالبعثة الأممية في السودان «دون مساس بالسيادة»

دعا لوقف التصعيد بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة

TT

حزب «الأمة» يرحب بالبعثة الأممية في السودان «دون مساس بالسيادة»

أبدى حزب الأمة القومي السوداني، بزعامة الصادق المهدي، ترحيبه بموافقة الأمم المتحدة على إرسال بعثة سياسية للسودان بموجب الفصل السادس، بما لا يمس بالسيادة الوطنية. وقال الحزب في بيان أمس: «نرحب بالاستعانة بالأمم المتحدة دون نقل كل مهام الإدارة المدنية للبلاد إلى اللجنة دولية»، داعيا القوى السياسية إلى الاتفاق على الدور المطلوب من الأمم المتحدة، «بما لا يؤثر على السيادة الوطنية». وكان رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، قد طلب من الأمم المتحدة في 10 من فبراير (شباط) الماضي الحصول على ولاية من مجلس الأمن الدولي لإنشاء عملية لدعم السلام، بموجب الفصل السادس، وذلك من خلال تشكيل بعثة سياسية خاصة، تضم عنصرا قويا لبناء السلام، وتشمل ولاية البعثة المرتقبة كامل أراضي السودان.
من جهة ثانية، دعا حزب الأمة إلى وقف التصعيد بين دولتي مصر وإثيوبيا، وتجنب اللجوء إلى استخدام القوة في الخلافات بينهما بشأن الملء الأول وتشغيل سد النهضة، وحث الحكومة السودانية على السعي بكل الوسائل للتوفيق بين الدول الثلاث بهدف الوصول إلى حلول متفق عليها. ويعتبر حزب الأمة القومي من أعرق الأحزاب التقليدية في الساحة السياسية بالسودان، وجزءا من قوى إعلان الحرية والتغيير، المرجعية السياسية للحكومة الانتقالية. وأبدى المهدي في البيان أسفه على ما سماه «الحرب الباردة»، التي تدور بين مصر وإثيوبيا، مشيدا في الوقت ذاته بالمساعي الأميركية في تسهيل الاتفاق بين دول حوض النيل. وقال إن لدول الهضبة الاستوائية حق المشاركة في تقرير مصير حوض النيل، ما يستوجب عقد مؤتمر جامع لدول حوض النيل لإبرام اتفاق برعاية دولية ملزم للجميع. ووقعت مصر بالأحرف الأولى على مسودة اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة، خلال اجتماع واشنطن في 29 من فبراير الماضي، الذي قاطعته إثيوبيا. وطالب السودان خلال اجتماع واشنطن الأخير بإدراج ملاحظات على مسودة الاتفاق، التي وضعها فريق من وزارة الخزانة الأميركية في الاتفاقية. وأصدرت الجامعة العربية في 4 من مارس (آذار) الحالي قرارا يؤكد أهمية الحفاظ على حقوق دولتي المصب السودان ومصر، ورفض أي إجراءات أحادية من إثيوبيا، ويلزمها بمبادئ القانون الدولي، وهو القرار الذي رفضته إثيوبيا، وتحفظ عليه السودان بحجة عدم مشاورته.
وبشأن عملية السلام، أكد حزب الأمة أهمية المفاوضات الجارية حاليا بين الحكومة والحركات المسلحة بعاصمة دولة جنوب السودان (جوبا). وقال إن المفاوضات تجري من دون استراتيجية متفق عليها أو غياب شركاء السلام، مما فتح المجال لإقحام موضوعات برامجية ليست من أسباب الاقتتال، ولا من آثاره.
ودعا حزب الأمة إلى مراجعة ما توصلت إليه المفاوضات من نتائج، واعتمادها كاتفاق إطاري يعرض بأعجل ما يكون للمؤتمر القومي للسلام، بمراقبة أفريقية ودولية لإبرام اتفاقية السلام العادل الشامل، واعتمادها في الوثيقة الدستورية. كما أعلن حزب الأمة رفضه تأجيل المؤتمر الاقتصادي القومي لأجل غير مسمى، مطالبا بعقده في النصف الأول من مايو (أيار) المقبل.
وقال البيان إن الحزب أعد مشروعاً كاملاً للخروج من الأزمة الاقتصادية، واقترح في حال تعذر انعقاد المؤتمر في الموعد المضروب، عقده عبر الوسائط الحديثة.
في غضون ذلك، أطلق «تحالف نداء السودان»، إحدى كتل قوى إعلان الحرية والتغيير، المرجعية السياسية للحكومة الانتقالية، مبادرة لتعزيز المؤسسية داخل قوى التغيير.وعقد التحالف أمس اجتماعا ضم قيادات الأحزاب، وممثلا للحركات المسلحة المنضوية في (الجبهة الثورية) بالخرطوم، ناقش تفعيل مبادرة للإسهام في دفع العمل المؤسسي داخل قوى إعلان الحرية والتغيير. وأكدت فصائل التحالف في بيان أهمية وتعزيز قدرتها على الاضطلاع بقضايا الثورة، وفي مقدمتها دفع عملية السلام الحالية في جوبا.
وتضم كتلة نداء السودان، حزب الأمة القومي، وحزب المؤتمر السوداني، والتحالف الوطني، وعددا من الحركات المسلحة المنضوية في تحالف (الجبهة الثورية).



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.