«كاليتا 111»... يقرّب المسافات بين ليما ونيويورك

البساطة عنوانه والـ«سيفيتشي» اختصاصه

المطعم بسيط ولكن أطباقه جميلة من حيث الشكل ولذيذة المذاق
المطعم بسيط ولكن أطباقه جميلة من حيث الشكل ولذيذة المذاق
TT

«كاليتا 111»... يقرّب المسافات بين ليما ونيويورك

المطعم بسيط ولكن أطباقه جميلة من حيث الشكل ولذيذة المذاق
المطعم بسيط ولكن أطباقه جميلة من حيث الشكل ولذيذة المذاق

لم يمنع البُعد الجغرافي واختلاف درجات الحرارة الكبير بين حي كوينز في ريتشموند هيل - نيويورك، وليما - بيرو، المطاعم البيروفية من الانتشار هناك، حيث تجد هذه المطاعم منتشرة في منطقة جامايكا أفينيو، الأميركية، ولكن معظم هذه المطاعم تبدو متواضعة وغير جذابة.
ومن خلال إلقاء نظرة سريعة عليه من الخارج، فإن مطعم «كاليتا 111 (Caleta 111)» يبدو منتمياً إلى هذه الفئة من المطاعم أيضاً، فهو عبارة عن محل ضيق، بحجم المساحة اللازمة لوقوف سيارة واحدة، ومنذ وقت ليس ببعيد، كان هذا المحل يعمل ورشةً لتصليح الهواتف الجوالة، وقبل ذلك، كان يوفر خدمة تنظيف الحيوانات الأليفة.
وبمجرد رؤية الشيف المسؤول عن المطعم، لويس كاباليرو، فإنك ستدرك أن طموحات هذا المطعم لا تتناسب مع حجم المكان، فمن السهل للغاية التعرف عليه، حيث يرتدي سترة الطاهي الخاصة به، وهي نظيفة وناصعة البياض، ويضع اسمه باللون الأسود أسفل كتفه اليسرى، وقد أحضر معه هذه السترة من مطعم «رايمي»، وهو مطعم بيروفي أكبر من حيث المساحة والمستوى، يقع بالقرب من حديقة «ماديسون سكوير»، حيث كان كاباليرو يعمل فيه مساعداً للشيف الرئيسي حتى تم إغلاقه قبل عامين، وبدلاً من ارتداء القبعة الخاصة بالطهاة، فإن كاباليرو يرتدي قبعة على الطراز البَنَمي ذات حافة عريضة مسطحة، وفي بيرو، حيث وُلد كاباليرو وترعرع وبدأ حياته المهنية في الطهي، فإنه عادة ما يتم ارتداء هذا النوع من القبعات من قبل رعاة البقر.
وقد تم افتتاح المطعم في الخريف الماضي، وبمجرد دخول المكان فإنك ستجد كاباليرو يجلس أمام النافذة الأمامية للمحل، خلف طاولة طويلة تمتد لنحو ثلثي مساحة المحل، فيما نجد أمامه مساحة تتسع لنحو 20 شخصاً لتناول الطعام، وعلى الطاولة التي يعمل عليها كاباليرو، والتي تعدّ المطبخ الذي يعمل فيه، تجد أمامه العشرات من ثمرات الليمون، حيث يتم وضع عصير الليمون في كل طبق تقريباً يخرج من تحت يديه، مما يسمح بتغيير الطعم التقليدي للأطباق المعروفة مثل الـ«كوزاس»، وهي أكلة بيروفية شهيرة يتم إعدادها من البطاطا المهروسة، كما يتم وضع الليمون أيضاً على الـ«شوريتوس لا تشالاكا»، وهو طبق من بلح البحر الكبير البارد، ويتم وضع الصلصة البيروفية الخام عليه.
كما أن عصير الليمون هو العنصر الرئيسي في مشروب «ليتشي دي تيغري» أو حليب النمر، الذي يقوم كاباليرو بوضعه بكثرة في أطباق الـ«سيفيتشي» الخاصة به، وهو ما يجعلها مميزة عن أي «سيفيتشي» موجود في أي مطعم آخر، ويقدم المطعم مشروباً باستخدام الليمون أيضاً باسم «بغال موسكو»، وهو عبارة عن مزيج من عصير الليمون والزنجبيل، وهو مشروب يستحق التجربة، كما تتم إضافة مكونات أخرى للأطباق في مطعم كاباليرو مثل الثوم والكزبرة وفلفل الروكوتو ونوع أو اثنين آخرين من الفلفل.
وهناك طبق الـ«كورفينا سيفيتشي» المصنوع من السمك الأبيض اللذيذ المفضل لدى البيروفيين، كما يوجد «سيفيتشي الروبيان»، ويوجد أيضاً كل أنواع الـ«سيفيتشي»، حيث يستطيع كاباليرو استخدام جميع منتجات سوق السمك لطهي أطباق الـ«سيفيتشي»، مثل المحار، وبلح البحر، والأخطبوط، والحبار، والروبيان، والكورفينا، كما يمكنك أن تطلب طبق «سيفيتشي» خاصاً وفقاً لاختياراتك، والمعروف في القائمة باسم الـ«سيفيتشي المخصوص».
وفي حال قمت بطلب طبق مخصوص من الـ«سيفيتشي» فإنه يمكنك عدم اختيار الحبار، وذلك لأنه غير طيب المذاق مثل باقي المأكولات البحرية، وكل ما ستختاره سوف يتم تجهيزه مع رقائق الموز، مع بضع حبات من البطاطا الحلوة، والكانشا، وهي حبات الذرة المالحة المحمصة المشهورة في بيرو، فأحد أفضل الأشياء في طبق الـ«سيفيتشي» هو أنه يأتي مع مجموعة مختلفة من المقبلات الخفيفة.
وفي الماضي كانت الأجيال السابقة من طهاة الـ«سيفيتشي» يقومون بنقع المأكولات البحرية في محلول حمضي لساعات عدة حتى يتحول لون اللحم إلى اللون الأبيض، كما لو كان قد أصبح مطبوخاً بالفعل، ولكن كاباليرو، مثل كثير من الطهاة المعاصرين، يفضل أن تكون فترة النقع أقصر، بحيث تسمح فقط بتسلل مكونات التتبيلة إلى نسيج المأكولات البحرية وتقليل قوامه الزلق قليلاً، ويعد السائل اللبني الذي يخرج من المأكولات البحرية أثناء وضعها في التتبيلة الخاصة بها هو أهم عنصر في مادة الـ«ليتشي دي تيغري»، فهو الذي يحول التتبيلة من مجرد سائل يستخدم لِتَنْكِيه الطعام إلى مشروب، وربما يكون ذلك هو مصدر سُمعته بوصفه منشطاً جنسياً.
وهناك أطباق أخرى يأمل كاباليرو أن ترقى إلى مستوى أطباق الـ«سيفيتشي» الخاصة به، وأحد هذه الأطباق هو حساء المأكولات البحرية المعروف باسم «أغواديتو دي ماريسكوس»، والذي يتم تقديمه في وعاء حديدي ساخن يتم وضعه في طبق محاط بالخضراوات والأرز، ويحتوي المرق على كثير من معجون الكزبرة، مما يجعله باللون الأخضر الفاتح، كما تتم إضافة أعشاب «يويو» البحرية المعروفة في بيرو، والتي تبدو مثل المكرونة الفيتوتشيني ولكن باللون الأرجواني، مما يكسب الحساء نكهة يابانية قليلاً.
وهناك طبق الـ«تامال» (ورق الذرة) المحشو باللحم وهو طبق منافس قوي آخر في مطعم كاباليرو، حيث يتم استخدام لحم غني بالدهون مع شرائح الزيتون الأسود المالحة، وتكون أوراق الذرة المحيطة باللحم رقيقة وحادة المذاق بشكل استثنائي مع الفلفل المجفف، ولا يكون هذا الطبق حاراً بشكل كبير، ولكن يتم تقديم «هريس روكوتو» بجانبه.
كما أن هناك أيضاً طبق «سودادو دي بيسكادو»، وهو عبارة عن سمك التونة المطبوخ في مرق مجموعة مختلفة من المأكولات البحرية والبيرة، وأرى أن هذا الطبق كان سيكون أفضل مذاقاً إذا لم يكن المكوّن الرئيسي فيه مطبوخاً أكثر من اللازم، وهناك طبق «أروز كون ماريسكوس» وهو الأرز مع المأكولات البحرية الذي يتم طهوه في البيرة أيضاً، وذلك بعد تتبيله بالفلفل الأصفر الحار، والفلفل الحار العادي، والبيرة، ووفقاً للعادات البيروفية المتأثرة بالإيطاليين، فإنه يتم بشر جبن البارميزان أعلى الطبق عند تقديمه.
وفي الجزء الخلفي من صالة الطعام، توجد شاشة ويتم تشغيل مقاطع فيديو تتضمن الأطباق التي يقدمها المطعم دون توقف، وتحت هذه الشاشة هناك لوح لركوب الأمواج معلق على الجدران المطلية باللون الأزرق البحري.
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين
TT

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

هذه الأرغفة البيضاء الصغيرة، التي يصف مصريون مذاقها بأنها «أطيب من الكيك»، في إشارة لطيب المذاق، تعد مثالاً يعكس مدى الانسجام الثقافي الذي تجاوز الحدود.

مع تداعيات الحرب التي شهدها السودان، والتي أدت إلى عمليات نزوح كبيرة إلى مصر، لم يتوقف الأمر عند مرحلة سرد الآلام والمآسي، بل تحول سريعاً إلى اندماج السودانيين في سوق الطعام المصري، وخلال أقل من عامين أثبت المطبخ السوداني وجوداً نسبياً في مصر.

بمجرد أن تطأ قدمك شارع فيصل (أحد أشهر شوارع محافظة الجيزة) يمكنك الاستدلال على الوجود السوداني من رائحة التوابل العميقة الصادرة من مطاعم أسسها سودانيون، يستهدفون بها زبوناً مصرياً يتوق إلى مذاق شعبي في وصفات، مثل صينية البطاطس، ويختلف تماماً ليقدم هويته في طبق آخر مثل أسياخ «الأقاشي»، المصنوعة من اللحم الطري الغارق في توابل مثل الزنجبيل والقرفة، مع طبقات البقسماط المقرمش، التي تغازل المصريين.

تقول السودانية، فداء محمود أنور، خريجة إدارة أعمال من جامعة الخرطوم ومؤسسة مطعم «بنت السودان» في حي مدينة نصر، شرق القاهرة، إن المصريين «احتضنوا المطبخ السوداني بسبب وجود أواصر اجتماعية وثقافية بين البلدين».

وأوضحت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من داخل مطعمها البسيط: «نقدم أكلات سودانية أصيلة، مثل الفول بزيت السمسم، والفلافل السودانية المصنوعة من الكبكبي (الحمص بلغة المصريين)، والأقاشي، وهو طبق شهير في السودان، إضافةً إلى الفسيخ السوداني والملوخية المفروكة وملاح الروب الأحمر».

وعن الأطباق شديدة الخصوصية، يقدم مطعم الشابة السودانية فداء طبقاً حبشياً، قالت عنه: «هناك أيضاً طبق ذو أصل حبشي أصبح جزءاً من المائدة السودانية يسمى (زغني)، وهو عبارة عن قطع الدجاج المبهرة بالقرفة والثوم والبصل والحبهان، كما يضاف له المذاق الحار بالشطة السودانية، وكذلك مذاق الحادق من خلال رشة السماق، ويقدم مع البيض المسلوق». فضلاً عن طبق الحلو السوداني الشهير «الباسطة»، أو ما يعرف بالبقلاوة في مصر.

وبحسب تجربتها، قالت فداء إن تفضيلات المصريين من المطبخ السوداني تميل إلى بعض الأطباق الأساسية التي ربما لا يختلف عليها السودانيون أيضاً، مثل: الخبز السوداني، والأقاشي، والفلافل، وأطباق الفول بالخلطات السودانية. أما باقي الأطباق، فالإقبال عليها محدود.

طعمية (فلافل) سودانية (الشرق الاوسط)

والبعد الجغرافي بين مصر والسودان انعكس في تقارب ثقافي، ظهر في المذاق المميز للمطبخين. ترى منة جمال، مصرية تعيش في حي السادس من أكتوبر، الذي يضم عدداً من المطاعم السودانية، أن المطبخ السوداني قريب من نظيره المصري، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الخبز السوداني شبيه ببعض أنواع الخبز في الريف المصري، ربما يختلف في السُمك والحجم فقط ».

وعن الاختلاف بين المطبخين، قالت: «السودانيون يميلون إلى المذاق العميق والحار، بإضافة كميات كبيرة من التوابل، كما أن الفلفل الحار أساسي في عدد كبير من الأطباق السودانية، بينما يميل المصريون إلى إضافة التوابل الأساسية فقط، مثل الملح والفلفل والكمون».

الباسطا حلوى سودانية (الشرق الاوسط)

وبالعودة إلى فداء، فإنها أيضاً كسودانية وقعت في حب المطبخ المصري، وتروي تجربتها بالقول: «أنا من عشاق محشي ورق العنب، والكرنب، والباذنجان بالدقة، أحب تناوله مع الفلافل السودانية. أيضاً معظم السودانيين يحبون المحشي والملوخية المصرية».

الأطباق السودانية لم تعرف طريقها إلى المصريين من خلال المطاعم التجارية فحسب، بينما ساهم في رواجها نساء سودانيات كنّ قبل النزوح ربات منزل، إلا أنهن، مثل كثير من نساء الشرق، يعتبرن الطهي مهارة أساسية. ومع وصولهن إلى مصر وبحثهن عن سبل لكسب العيش، تحول الطهي إلى مهنة تحت شعار «أكل بيتي سوداني».

التقت «الشرق الأوسط» بفاطمة (اسم مستعار)، التي نزحت بعد الحرب وجاءت إلى القاهرة بصحبة عدد من الأسر السودانية، وتقيم حالياً في مدينة «الرحاب» التي تعد من المناطق ذات الإيجارات المرتفعة، حيث تشارك السكن مع 4 أسر سودانية أخرى. منذ عام، بدأت فاطمة بتقديم خدمات «الأكل البيتي» من منزلها بمساعدة بعض السيدات المقيمات معها.

تقول «فاطمة»: «جاءت الفكرة عندما لاحظت انتشار مشروعات الأكل البيتي في مصر، خاصة في الأحياء الراقية. فأنشأت حساباً على (فيسبوك)، بدأت من خلاله تقديم خدمات الأكل السوداني». وأردفت: «المصريون يحبون المطبخ السوداني، خاصة تلك الوصفات القريبة من مطبخهم، على شاكلة المحشي، كذلك تحظى أصناف اللحم المبهر بإعجاب كبير».

وأوضحت فاطمة أنها سعت إلى تقديم مزيج من الأكلات السودانية والمصرية، قائلة: «أستهدف زبونات مصريات عاملات يبحثن عن بدائل للطهي المنزلي. لذلك، لم أكتفِ بالوصفات السودانية فقط، بل تعلمت إعداد الأكلات المصرية، وهو أمر لم يكن صعباً على سودانية تربطها بمصر أواصر ثقافية واجتماعية، إذ كانت مصر والسودان في مرحلة ما من التاريخ بلداً واحداً».

تمكنت فاطمة من تقديم تجربة طعام بيتي فريدة، تجمع بين نكهات المطبخين السوداني والمصري، مستقطبةً كثيراً من الأسر المصرية التي تبحث عن طعام منزلي بطابع خاص. ومن خلال تجربتها، كشفت فاطمة عن مدى التداخل الثقافي بين المطبخين، ما يمهد الطريق لمزيد من الاندماج وابتكار وصفات جديدة قد تظهر في المستقبل القريب.