مصر تُطلع الكونغو ورواندا على تطورات «سد النهضة» الإثيوبي

وزارة الخارجية تؤكد أن القاهرة ترغب في التوصل إلى اتفاق عادل للدول الثلاث

رئيس جمهورية رواندا خلال لقاء شكري (الخارجية المصرية)
رئيس جمهورية رواندا خلال لقاء شكري (الخارجية المصرية)
TT

مصر تُطلع الكونغو ورواندا على تطورات «سد النهضة» الإثيوبي

رئيس جمهورية رواندا خلال لقاء شكري (الخارجية المصرية)
رئيس جمهورية رواندا خلال لقاء شكري (الخارجية المصرية)

أطلعت مصر كلاً من الكونغو الديمقراطية، ورواندا، على «تطورات (سد النهضة) الإثيوبي، ومسارات التفاوض التي جرت في واشنطن منذ 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي». وواصل سامح شكري، وزير الخارجية المصري، جولته الأفريقية، التي تنشد حشداً لدعم بلاده في أزمة «سد النهضة»، الذي تبنيه إثيوبيا على أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل. وزار شكري أمس، النيجر.
وسلم شكري، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشسيكيدي، مساء أول من أمس، رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تتعلق بالسد. وقال المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في مصر، إن «الوزير شكري استهل اللقاء باستعراض موقف مصر في هذا الشأن، مؤكداً رغبة بلاده في التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن يراعي مصالح الدول الثلاث، وهو ما تحقق أخيراً في إطار مسار واشنطن، برعاية من الإدارة الأميركية والبنك الدولي».
يشار إلى أن المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، والدائرة منذ نحو 4 أشهر، برعاية الولايات المتحدة والبنك الدولي، قد تعثرت بعد تخلف إثيوبيا عن حضور اجتماع أخير بواشنطن، نهاية فبراير (شباط) الماضي، الذي كان مخصصاً لإبرام اتفاق نهائي، بخصوص قواعد ملء وتشغيل السد، الذي تبنيه أديس أبابا منذ 2011.
وأضاف حافظ أن «الرئيس تشسيكيدي طلب نقل تحياته إلى الرئيس السيسي، وكذا تقديره لتسلم رسالة بخصوص تطورات ملف (سد النهضة)، مثمناً الجهود المصرية الساعية للتوصل إلى اتفاق في هذا الصدد». وأكد تشسيكيدي «تفهمه لما يمثله نهر النيل من أهمية قصوى لشعب مصر باعتباره المصدر الوحيد للمياه»، مثمناً أيضاً «المرونة التي أبدتها مصر خلال كل مراحل التفاوض».
وتشيّد إثيوبيا «سد النهضة» على بعد نحو 30 كلم من حدود السودان الشرقية بقدرة استيعابية تبلغ 74 مليون متر مكعب، وسط مخاوف مصرية من أن يؤثر على حصتها من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب.
وأوضح حافظ أن «الرئيس تشسيكيدي والوزير شكري أشادا خلال اللقاء بالنشاط الملحوظ في العلاقات الثنائية، وزيادة وتيرة الزيارات المتبادلة على المستويين الحكومي والقطاع الخاص... وتم التأكيد على العلاقات التاريخية بين البلدين ووقوف مصر حكومة وشعباً مع الأشقاء بالكونغو في هذه المرحلة المهمة، من أجل تحقيق الاستقرار والرخاء لشعب الكونغو». من جانبه، أكد شكري على «إرادة مصر القوية في استمرار التعاون الوثيق على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي».
في السياق نفسه، سلم شكري، رئيس جمهورية رواندا بول كاغامي، رسالة من السيسي. وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن «لقاء الرئيس كاغامي ووزير الخارجية المصري استعرض الموقف المصري ومجمل المفاوضات التي جرت بشأن السد»، مشيراً إلى أن «الرئيس الرواندي أعرب عن شكره للرئيس السيسي لإيفاد وزير الخارجية خصيصاً ليحمل تلك الرسالة المهمة، في إطار ما تبذله مصر من جهد لتأمين اتفاق على صعيد ملف (سد النهضة)»، موضحاً أنه «تم خلال اللقاء الترحيب بالتطورات الإيجابية في علاقات التعاون بين البلدين، التي شهدت زخماً كبيراً خلال الأعوام الماضية في عدد من المجالات المهمة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.