الإيرانيون يبدأون السنة الجديدة على وقع قفزة جديدة في ضحايا كورونا

3 ملايين إيراني سافروا في النوروز... نحو ربع مليون منهم يحملون أعراض الوباء

إيرانيون عند طهران قبل دخول الطريق السريعة المتجهة جنوباً نحو مدينة قم أول من أمس (فارس)
إيرانيون عند طهران قبل دخول الطريق السريعة المتجهة جنوباً نحو مدينة قم أول من أمس (فارس)
TT

الإيرانيون يبدأون السنة الجديدة على وقع قفزة جديدة في ضحايا كورونا

إيرانيون عند طهران قبل دخول الطريق السريعة المتجهة جنوباً نحو مدينة قم أول من أمس (فارس)
إيرانيون عند طهران قبل دخول الطريق السريعة المتجهة جنوباً نحو مدينة قم أول من أمس (فارس)

احتفلت إيران أمس، بعيد النوروز في وقت شهد تفشي فيروس كورونا المستجد قفزة أخرى، وأظهرت الإحصائية الرسمية لوزارة الصحة إصابة 1237 شخصاً و149 وفاة جديدة، في وقت كشف فيه مسؤول مغادرة 3 ملايين إيراني مساكنهم باتجاه 13 محافظة إيرانية، مع بدء عطلة رأس السنة، لافتاً إلى أن نحو ربع مليون منهم يحملون أعراض الوباء.
وبذلك، وصل مجموع الإصابات المؤكدة في إيران إلى 19644 شخصاً، فيما بلغ إجمالي عدد الوفيات في البلاد 1433، منذ أن أعلنت السلطات اكتشاف إصابات على الأراضي الإيرانية في 19 فبراير (شباط).
وشدد نائب وزير الصحة علي رضا رئيسي على أن الإحصائيات المعلنة هي حالات مؤكد إصابتها، موضحاً أن عدد الحالات المشفية وصل إلى 6745 شخصاً.
وبحسب الإحصائية الرسمية، سجلت العاصمة طهران 220 إصابة جديدة، فيما بلغ عدد الإصابات في أصفهان 145، وفي جيلان 99 والبرز 95 ومازندران 84 وأذربيجان 55 شخصاً وسمنان 52 وخراسان 48 ويزد 49.
وأشار رئيسي إلى تراجع عدد الإصابات في 13 محافظة، قائلاً إن سكانها حافظوا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة على البقاء في المنازل ولم تستقبل مسافرين.
وقال رئيسي: «لا أعلن حالياً اسم هذه المحافظات لكي لا يتصوروا أن مسار تفشي الوباء انتهى ويوقفوا الحذر»، قبل أن يدافع عن قرار إيران عدم اللجوء إلى «القوة القسرية» في إشارة إلى فرنسا وإيطاليا، حيث فرضت السلطات إجراءات عزل على السكان ومنعت تحركاتهم غير الضرورية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان روحاني قد اعتبر تفشي الوباء الشهر الماضي، مؤامرة لتعطيل البلاد وفرض منذ ذلك الحين الحجر الصحي، ما أثار انتقادات واسعة بعدما وصل الفيروس إلى أنحاء البلاد.
وقال مسؤول إيراني لاحقاً إن العقوبات الأميركية تمنع الحكومة الإيرانية من تعويض خسائر الشركات ومن يخسرون وظائفهم، إذا أقرت إغلاق المدن.
ويتزامن هذا الإعلان مع عيد النوروز. وألقى تفشي فيروس كورونا بظلاله على احتفالات السنة الفارسية الجديدة، حيث تتجمع العائلات وتتبادل الهدايا. وفي محاولة منها للحد من تفشي المرض، تطالب السلطات السكان بالامتناع عن السفر، خصوصاً خلال هذه الفترة من العام التي تشهد حركة سفر داخلية كثيفة عادةً.
والتزم ملايين الإيرانيين منازلهم خلال احتفالات النوروز، لكن الشرطة قالت إن الكثيرين تحدوا تحذيرات مسؤولي الصحة بضرورة البقاء في المنازل والابتعاد عن الزحام وتوجهوا إلى ساحل البلاد المطل على بحر قزوين، وهي منطقة تلقى رواجاً في عطلة السنة الجديدة.
وبث التلفزيون الحكومي الخميس، صوراً لعمليات قياس حرارة ركاب مئات السيارات، ما كشف عن وجود عدم التزام واسع بتوصيات السلطات في البلاد.
وأضاف أنه على مشارف بعض المدن في 13 محافظة، تمّ تحديد مسافرين مصابين بالمرض «وأرسلوا إلى بيوتهم»، في حين أعلنت السلطات سابقاً أن أي مسافر يعاني من الفيروس أو يشتبه بتلقيه العدوى سيوضع فوراً في الحجر.
وحذرت وكالة «فارس» من موجة ثانية للوباء بعدما شهدت محافظة جيلان الشمالية الموجة الأولى بسبب تدفق الإيرانيين إليها مع بدء إغلاق المدارس.
غير أن وكالة «مهر» الحكومية نقلت عن الجنرال تيمور حسيني أن زيارات النوروز تراجعت بنسبة 63 في المائة هذا العام.
وأعلن قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، كيومرث حيدري عن استقرار وحدات من قواته في 30 نقطة في مدينة قم، بهدف «فحص وغربلة» المرضى، على أن تنشر قوات من الجيش في 420 نقطة في عموم البلاد. وقال حيدري إن وحدات الجيش تستقر بمنافذ محافظة قم وجيلان وأصفهان وفارس (وسط وشمال البلاد) والأحواز وكرمانشاه (غرب) وخراسان (شرق).
ومع ذلك، قال الرئيس المؤقت لهيئة الهلال الأحمر الإيراني كريم همتي، إن 3 ملايين إيراني، منذ الثلاثاء الماضي، غادروا 13 محافظة، تفشى فيها الوباء إلى خارج تلك المحافظات. ونقلت وكالة التلفزيون الإيراني عن همتي قوله إن نحو 97 ألف سيارة غادرت المحافظات التي تشهد تفشياً واسعاً للوباء، لافتاً إلى أن 2400 من ركاب السيارات كانوا يحملون أعراضاً «إيجابية» من الإصابة بكورونا.
وكشف المسؤول عن وصول مساعدات إلى إيران مرسلة من الإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة عبر إسطنبول.
واقترح 20 نائباً في البرلمان الإيراني في رسالة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني إعلان الحجر الصحي، وفق فترات زمنية وبالتناوب في البلاد. وطالب النواب الموقعون على الرسالة بزيادة صلاحيات حكام المحافظات وتخصيص ميزانية مطلوبة لمواجهة الوباء.
ودعا النواب إلى ملاحقة قانونية ضد من يخالفون تعاليم الجهات المسؤولة، وفق ما ذكرت وكالة «إيسنا» الحكومية.
وفي كلمتهما بمناسبة عيد النوروز، تعهد المرشد علي خامنئي والرئيس حسن روحاني بأن بلادهما ستنتصر على وباء «كوفيد-19».
وأشاد خامنئي في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي في بث مباشر بالتضحيات «المبهرة» التي قدمها الإيرانيون في التصدي لفيروس كورونا في إيران، وقال إن «هذه التضحيات قدمتها أطقم الأطباء والتمريض والمعالجون والمساعدون والعاملون في المستشفيات».
وذكرت «رويترز» أن خامنئي بدا في صحة جيدة، على الرغم من شائعات تحدثت عن إصابته بفيروس كورونا. ونفى مسؤولون مقربون من خامنئي للوكالة الأربعاء، هذه الشائعات.
وفي رسالة منفصلة بمناسبة السنة الإيرانية الجديدة، قال الرئيس حسن روحاني إن الإيرانيين سيواجهون تفشي فيروس كورونا بالوحدة، وأشاد بأطقم الأطباء والممرضين لشجاعتهم في مكافحة المرض.
وحض روحاني أول من أمس، وزير الصحة سعيد نمكي، على مصارحة الإيرانيين حول إصابة بين 60 و70 في المائة، وفقاً للتقديرات. واستند في قوله على طريقة مخاطبة الحكومتين الألمانية والبريطانية شعبيهما حول تفشي المرض.
وفي تسجيل فيديو بمناسبة النوروز، اختار وزير الصحة سعيد نمكي التعليق على الجدل الدائر إزاء دور شركة ماهان للطيران في نقل الوباء من الصين إلى إيران.
وقال نمكي إنه طالب منذ البداية بوقف الرحلات الجوية من إيران إلى الصين. وصرح: «منذ الأيام الأولى، طلبت وقف الرحلات المباشرة إلى الصين»، وأعرب عن أسفه لحصول بلاده على أجهزة لتشخيص الوباء بعدما تفشى في البلاد.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، قال نائب وزير الصحة الإيراني رضا ملك زاده: «اكتشفنا أمر انتشار الفيروس في البلاد في وقت متأخر قليلاً، لأننا أخطأنا تقديره بأنه مجرد إنفلونزا عادية من التي تصيب الجميع».
ونقلت وكالة «رويترز» عن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، ريك برينان، أنه يعتقد أن أرقام وزارة الصحة الإيرانية قللت من الأرقام الحقيقية بنسبة الخمس، ما يعني أن أكثر من 5600 شخص لقوا حتفهم.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إيران والعراق يشتركان في «هاجس» سوريا

TT

إيران والعراق يشتركان في «هاجس» سوريا

صورة نشرها موقع إيراني لعلي خامنئي لدى استقباله السوداني ويرافقه الرئيس مسعود بزشكيان
صورة نشرها موقع إيراني لعلي خامنئي لدى استقباله السوداني ويرافقه الرئيس مسعود بزشكيان

اتفقت إيران والعراق على أن سوريا هاجس مشترك بينهما، ودعا البلدان إلى حفظ سلامة الأراضي السورية، وضرورة العمل المشترك لإرساء الأمن والاستقرار فيها.

وحضَّ المرشد الإيراني علي خامنئي، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على «حفظ (الحشد الشعبي) وتعزيزه»، واصفاً وجود القوات الأميركية في العراق بأنه «غير قانوني ومخالف لمصالح الشعب والحكومة العراقية».

وقال خامنئي لدى استقباله السوداني إن «المؤشرات تدل على سعي الأميركيين لتثبيت وجودهم وتوسيعه في العراق، ويجب الوقوف بجدية ضد هذا الاحتلال».

ونقل موقع خامنئي قوله للسوداني: «كما ذكرتم، (الحشد الشعبي) يُعدّ من أهم عناصر القوة في العراق، ويجب العمل على حفظه وتعزيزه بشكل أكبر»، وأشار إلى أهمية «الوحدة والانسجام بين المذاهب والقوميات المختلفة في العراق».

جاء كلام خامنئي في سياق مباحثات أجراها السوداني حول التطورات الإقليمية، بما في ذلك إطاحة نظام بشار الأسد.

وقال خامنئي: «دور الحكومات الأجنبية في هذه القضايا واضح تماماً».

وصرح خامنئي: «كلما كان العراق أكثر ازدهاراً وأمناً، كان ذلك في مصلحة الجمهورية الإسلامية الإيرانية أيضاً».

وأشار بيان موقع خامنئي إلى أن السوداني أعرب عن ارتياحه من المحادثات التي أجراها في طهران، معرباً عن أمله بأن تساهم «المحادثات والاتفاقيات الموقَّعة في تعزيز العلاقات بين البلدين وتعميقها».

وأشاد السوداني بعناصر القوة في العراق، التي تشمل «الشعب»، و«الحشد الشعبي»، و«الوحدة والانسجام الوطني» و«المرجعية»، مشيراً إلى أن «الموقف المبدئي للعراق هو دعم شعب غزة ولبنان ضد عدوان الكيان الصهيوني، والمقاومة في المنطقة».

كما أشار السوداني إلى «التطورات في سوريا ودور القوى الأجنبية فيها»، موضحاً أن موقف العراق دائماً يتمثل في «دعم إرادة الشعب السوري، والحفاظ على استقلال ووحدة أراضيه، والسعي لتشكيل حكومة شاملة».

قبل ذلك بساعات، كانت التحولات الإقليمية محور مباحثات السوداني والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، التي شملت أيضاً، توسيع العلاقات والتعاون الثنائي في جميع المجالات.

السوداني وبزشكيان خلال مؤتمر صحافي مشترك في طهران (الرئاسة الإيرانية)

وأكد بزشكيان، في مؤتمر صحافي مشترك مع السوداني، أن «العراق بلد مهم وشريك استراتيجي لإيران. نحن سعداء بأن العلاقات بين البلدين في أعلى مستوياتها، وأن نطاق هذا التعاون يتسع يوماً بعد يوم».

وصرح بزشكيان قائلاً: «إيران تسعى دائماً إلى السلام والاستقرار والتنمية لمحيطها الإقليمي. إن أمن ونمو ورفاه الشعب العراقي ذو أهمية كبيرة بالنسبة لإيران»، منبهاً إلى أن «العراق، بعد تجاوزه فترة الإرهاب، يشهد فترة جيدة من الاستقرار».

وأضاف: «تأتي هذه الزيارة استكمالاً لزيارتي الناجحة إلى العراق في شهر سبتمبر (أيلول)، والتي كانت من المحطات المهمة في العلاقات بين البلدين، وستظهر نتائجها في تعزيز العلاقات الثنائية في المستقبل».

سوريا نقطة تلاقٍ

وأفاد الرئيس الإيراني بأن البلدين «يشتركان في مخاوف بشأن سوريا، من بينها استقرار سوريا وهدوؤها، والحفاظ على وحدة أراضيها، ومواجهة الجماعات الإرهابية، وضرورة خروج الكيان الصهيوني من المناطق المحتلة، والاهتمام بالمشاعر الدينية خصوصاً فيما يتعلق بالمزارات المقدسة للشيعة».

وأضاف: «يشكل خطر الإرهاب واحتمال إعادة تفعيل الخلايا الإرهابية أحد الهواجس المشتركة التي نوقشت الأربعاء؛ مما يجعل اليقظة والتعاون بين البلدين أكثر أهمية من أي وقت مضى».

من جانبه، أكد السوداني نجاح حكومته في حفظ سلامة العراق وعدم الانزلاق بالصراعات الإقليمية، داعياً إلى حوار إقليمي شامل يعزز الثقة بين دول المنطقة.

بزشكيان يستقبل السوداني خلال مراسم رسمية في قصر سعد آباد شمال طهران (الرئاسة الإيرانية)

وأكد السوداني خلال الزيارة احترام العراق «إرادة الشعب السوري، ودعمه أي نظام سياسي أو دستوري يختاره بنفسه دون تدخلات خارجية»، كما أشار إلى «استعداد العراق للتعاون مع الأطراف كافة... لتحقيق انتقال سلمي سلس إلى نظام يعكس إرادة الشعب السوري»، معبراً عن رفضه «لغة التهديد واستخدامها ضد الدول».

وأضاف السوداني: «استقرار سوريا مفتاح لاستقرار المنطقة»، داعياً إلى «حل سياسي شامل في سوريا». ودعا إلى «احترام القانون الدولي، وحوار إقليمي شامل يضمن الأمن والسلام»، مبيناً أن «الحكومة نجحت في حفظ سلامة العراق وعدم الانزلاق في الصراعات الإقليمية»، مؤكداً أن «العراق حريص على نشر التهدئة وعدم توسيع الحرب في المنطقة، كما يسعى إلى إقامة علاقات متوازنة مع جميع الدول»، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية العراقية (واع).

وأفاد بيان لرئاسة الوزراء العراقية بأن السوداني أكد «استمرار جهود العراق، استناداً إلى علاقات التعاون البناء مع الجمهورية الإسلامية ومحيطيه العربي والإقليمي، من أجل فرض التهدئة والاستقرار في عموم المنطقة».

السوداني ووزراء في حكومته خلال مباحثات مع بزشكيان وفريقه الحكومي في طهران الأربعاء (الرئاسة الإيرانية)

التعاون الثنائي

ووصل السوداني، الأربعاء، إلى طهران في مستهل زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً، واستقبله لدى وصوله إلى مطار مهر آباد في غرب طهران، وزير الاقتصاد عبد الناصر هتمي.

وبحسب بيان الحكومة العراقية، ترأس السوداني وفد بلاده في المباحثات الثنائية الموسعة مع الوفد الإيراني برئاسة بزشكيان، مشيراً إلى أنها «تناولت مجالات التعاون والشراكة بين البلدين على مختلف الصعد والمجالات».

وقال السوداني في المؤتمر الصحافي: «زيارته إلى طهران تأتي لتعزيز العلاقات الثنائية، حيث عقدنا اجتماعاً موسعاً مع الرئيس الإيراني، وناقشنا العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وملف تجهيز العراق بالغاز والطاقة، كما ستكون هناك اجتماعات على مستوى الوزراء بين البلدين». وأضاف: «نتابع المشاريع المشتركة مع إيران خصوصاً في قطاعي السكك والسكن»، مؤكداً أن «تعزيز علاقاتنا مع إيران ضروري لتحقيق المصالح المشتركة، في إطار الاتفاقات والتفاهمات الثنائية، وتطوير الشراكة البناءة، بما يعزز مصالح البلدين الجارين».

وأكد بزشكيان مناقشة تعزيز التعاون الجمركي، والاستثمارات المشتركة، وتسهيل النقل، وتقوية الأسواق الحدودية، معرباً عن أمله في تحقيق نتائج ملموسة.

السوداني ووزراء في حكومته خلال مباحثات مع بزشكيان وفريقه الحكومي في طهران الأربعاء (الرئاسة الإيرانية)

في سياق متصل، أكد فادي الشمري، المستشار السياسي للسوداني، أن العراق يعتمد في علاقاته الخارجية على الدبلوماسية المنتجة وسياسة التشبيك الاقتصادي؛ لتعزيز التعاون مع الجيران. وأضاف أن زيارة السوداني إلى إيران، في ظل توقيت حساس إقليمياً ودولياً، تهدف إلى توطيد التعاون في مختلف المجالات، وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

وأشار الشمري إلى أن الحكومة العراقية تسعى من خلال سياسة التشبيك الاقتصادي إلى فتح آفاق جديدة للشراكات المثمرة ودعم الاقتصادات الوطنية، انطلاقاً من مبدأ الشراكة المبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

وأوضح أن هذه الزيارة تعكس رؤية العراق جسراً للتواصل الإقليمي والدولي، وتعبر عن التزام الحكومة بالحوار البنّاء، وتعزيز الروابط الإقليمية لتحقيق الأمن والاستقرار، وبناء شراكات متوازنة تدعم التنمية الاقتصادية والسلام المستدام.