«فورمولا 1» تحرم من جوهرة تاجها بإلغاء سباق موناكو

القائمون على بطولة العالم للسيارات يأملون تنظيم مسابقة مضغوطة من 17 سباقاً خلال 6 أشهر

لقطة من سباق موناكو الأكثر إثارة الموسم الماضي (رويترز)
لقطة من سباق موناكو الأكثر إثارة الموسم الماضي (رويترز)
TT

«فورمولا 1» تحرم من جوهرة تاجها بإلغاء سباق موناكو

لقطة من سباق موناكو الأكثر إثارة الموسم الماضي (رويترز)
لقطة من سباق موناكو الأكثر إثارة الموسم الماضي (رويترز)

لن يستطيع عشاق «فورمولا 1»، الاستمتاع بسباق موناكو الذي يشتهر بأنه جوهرة التاج بين سباقات بطولة العالم للسيارات، بعدما انضم إلى قائمة السباقات الملغاة هذا الموسم بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.
كان من المقرر أن تتألف بطولة العالم لـ(«فورمولا 1» 2020) من 22 سباقاً، وهو عدد قياسي من الجوائز الكبرى في تاريخها، لكن فيروس كورونا سيفرض على المنظمين اختصارها في ظل تحديات تنظيمية واقتصادية.
وحتى الآن، ألغيت الجائزة الكبرى الافتتاحية في أستراليا الأسبوع الماضي، وجائزة موناكو التي كانت مقررة في مايو (أيار). وبين هذه وتلك، أرجئت جوائز البحرين، وفيتنام، والصين، وهولندا وإسبانيا، إلى موعد لاحق.
على رغم ذلك، لا يزال المنظمون ومجموعة «ليبرتي ميديا» الأميركية المالكة لحقوق البطولة، يأملون في التمكن من إقامتها بإيقاع سريع تختصر فيه الفترات الفاصلة بين السباقات، بحال تمت السيطرة على تفشي الفيروس.
وكان انطلاق الموسم مقرراً في 15 مارس (آذار) مع سباق أستراليا على حلبة ألبرت بارك في مدينة ملبورن، كما جرت العادة كل عام. لكن السباق ألغي قبل ساعات من انطلاق التجارب الحرة، بعد تسجيل حالة إصابة بالفيروس في صفوف فريق ماكلارين اضطرته إلى الانسحاب.
ومع توالي الإعلان عن إرجاء السباقات، وصولاً إلى الإلغاء الكامل لجائزة موناكو التي أقيمت بشكل متواصل منذ عام 1955، باتت جائزة أذربيجان الكبرى في السابع من يونيو (حزيران)، الموعد الأول الذي لا يزال قائماً على جدول البطولة، بعدما كان من المقرر أن يكون مرحلتها الثامنة.
وصرح القائمون على تنظيم سباق موناكو: «الموقف لم يعد محتملاً في ظل القيود المفروضة على السفر والأعمال التجارية وتوافر أطقم العمل المضي قدما في تنظيم بطولة هذا العام».
ولا يبدو الإعداد لهذا السباق الفريد والمميز في موناكو أمراً سهلاً، حيث تحتاج شوارع موناكو إلى الاستعداد قبل أسبوع للتجارب الحرة والرسمية، ثم للسباق الرئيسي الذي تبلغ مسافته نحو 300 كيلومتر.
ووصف الاتحاد الدولي للسيارات (فيا) جائزة موناكو بأنها «سباق يغلف كل البريق والإثارة والإرث الكبير والحماس لسباقات (فورمولا1)». وربما يساهم في ذلك أن الميزة الضريبية والاجتماعية للعيش في موناكو تجذب العديد من أبرز المتسابقين، بما في ذلك بطل العالم البريطاني لويس هاميلتون.
وفي الوقت نفسه، ولد تشارلز لوكلير، سائق فريق فيراري، في موناكو وتربى ونشأ في هذه الإمارة.
وسبق لهاميلتون أن قال «إنه المضمار الذي يمثل أكبر تحدٍ فني وذهني في الموسم... وهناك أيضاً الرغبة الهائلة في التألق على مضمار مثل هذا».
وانتزع هاميلتون، سائق فريق مرسيدس، لقب السباق في الموسم الماضي، في حين توج دانيال ريتشاردو سائق فريق ريد بول بسباق 2018.
ويحمل السائق البرازيلي الراحل إيرتون سينا، الذي يعتبر المثل الأعلى لهاميلتون، الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بسباق موناكو (ستة ألقاب أحرزها في الفترة من 1987 إلى 1993) مقابل خمسة ألقاب لكل من الأسطورة الألماني مايكل شوماخر، والبريطاني غراهام هيل، وأربعة ألقابل للفرنسي ألان بروست.
وستكون هذه هي المرة الأولى منذ 1954 التي لا يشهد فيها موسم «فورمولا 1»، سباقاً في موناكو.
وفي ظل الأزمة التي باتت تحيط ببطولة هذا العام، قال مدير فريق ألفا روميو فريدريك فاسور «إعادة ترتيب الجدول أصبحت أمراً فائق التعقيد؛ لأننا لا نعرف متى يمكن معاودة العمل».
وأضاف المدير الفرنسي للفريق الإيطالي: «يجب أن تتوافر رؤية شاملة. إنجلترا ليست متضررة كثيراً (من الفيروس) في الوقت الراهن، لكنها قد تصبح كذلك عندما تصبح إيطاليا أقل ضرراً»، في إشارة منه إلى البلدين اللذين يتخذ العدد الأكبر من فرق بطولة العالم من أراضيهما مقراً لها.
وحتى الآن، تبقى مواعيد 15 سباقاً مدرجة على موقع البطولة بحسب ما هو مقرر، آخرها جائزة أبو ظبي الكبرى في 29 نوفمبر (تشرين الثاني). وكان البريطاني روس براون، المدير الرياضي لبطولة العالم، قد أبدى الأسبوع الماضي تفاؤله بإمكانية إقامة موسم من «17 أو 18 سباقاً». لكن تصريحاته هذه سبقت الخطوة الجديدة بإعلان إرجاء سباقي هولندا وإسبانيا وإلغاء موناكو.
وأكد براون «أنا متفائل جداً بقدرتنا على إقامة بطولة من 17 أو 18 سباقاً وربما أكثر»... أعتقد أنه بإمكاننا إقامتها في فترة زمنية قصيرة، لكن هذا يعتمد على الموعد الذي سينطلق فيه الموسم».
حتى الآن، اتخذ منظمو البطولة إجراءات لمحاولة التأقلم مع الوضع غير المألوف، شملت تقديم موعد فترة التوقف الصيفية، وجعلها 21 يوماً بين مارس وأبريل، بدلاً من أسبوعين في أغسطس.
كما أرجأ الاتحاد الدولي للسيارات تطبيق التعديلات الجديدة والواسعة المرتقبة على أنظمة البطولة، من 2021 إلى 2022،
لكن في ظل الأوضاع الراهنة، يجد المنظمون أنفسهم أمام سباق مع الوقت لإنجاز البطولة في غضون ستة أشهر فقط، بدلاً من تسعة كما العادة.


مقالات ذات صلة

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ (رويترز)

زوكربيرغ: البيت الأبيض ضغط على «فيسبوك» لفرض رقابة على محتوى «كورونا»

أقر الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ بقيام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالضغط على موقع «فيسبوك» لفرض رقابة على المحتوى المتعلق بجائحة كورونا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا هانس كلوغه (أرشيفية - رويترز)

«الصحة العالمية»: جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد»

قال المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا، هانس كلوغه، اليوم (الثلاثاء)، إن جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم ممرضة تحضر جرعات من لقاح «كورونا» في دار للمسنين بإسبانيا (إ.ب.أ)

بريطانيا: الآلاف يطالبون بتعويضات بعد إصابتهم بمشكلات خطيرة بسبب لقاحات «كورونا»

تقدم ما يقرب من 14 ألف شخص في بريطانيا بطلبات للحصول على تعويضات من الحكومة عن الأضرار المزعومة الناجمة عن تلقيهم لقاحات «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب اعتباراً من ديسمبر بعد فرض ضوابط صارمة منذ عام 2020 بسبب جائحة «كورونا» (أ.ف.ب)

كوريا الشمالية تستأنف استقبال الزوار الأجانب في ديسمبر

قالت شركات سياحة، اليوم (الأربعاء)، إن كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب في مدينة سامجيون بشمال شرقي البلاد في ديسمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (سول)

توالي الخسائر المصرية في «أولمبياد باريس» يفجر انتقادات

كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
TT

توالي الخسائر المصرية في «أولمبياد باريس» يفجر انتقادات

كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)

فجّرت الخسائر المصرية المتوالية في «أولمبياد باريس» انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الأوساط الرياضية المحلية، خصوصا بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بشكل مثير، صباح الأربعاء.

وكان «الفراعنة» متقدمين على «الماتادور الإسباني» بفارق 7 نقاط كاملة، قبل أن يقلّص الإسبان النتيجة ويصلون للتعادل 25-25 مع نهاية اللقاء، ثم يقتنصون فوزاً ثميناً بفارق نقطة واحدة في الثواني الأخيرة 29- 28 وسط حالة من الذهول استولت على ملايين المصريين الذين تابعوا اللقاء عبر الشاشات.

وحملت المباراة «طابعاً ثأرياً» من الجانب المصري بسبب هزيمته على يد الإسبان أيضاً في أولمبياد طوكيو 2020، لكن الإخفاق حالف المصريين للمرة الثانية، أمام الخصم نفسه.

لقطة من مباراة منتخب مصر لكرة اليد أمام إسبانيا (أ.ف.ب)

وقال الناقد الرياضي، محمد البرمي: «خروج منتخب اليد بهذا الشكل الدراماتيكي فجّر حالة من الإحباط والصدمة والغضب؛ لأن المصريين كانوا الأفضل ومتفوقين بفارق مريح من النقاط».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «مشكلة الفرق المصرية عموماً، واليد بشكل خاص، تتمثل في فقدان التركيز في اللحظات الأخيرة، وعدم تحمل الضغوط العصبية والنفسية العنيفة التي يتسم بها اللعب أمام فرق عالمية خارج الحدود».

ومن بين العوامل التي زادت من حدة الصدمة، وفق البرمي، أن «منتخب اليد من الفرق القليلة التي عقد المصريون عليها الآمال لحصد ميدالية بعد سلسلة من النتائج المحبطة للفرق الأخرى، لاسيما أن منتخب اليد المصري مصنف عالمياً، وله إنجازات مشهودة في البطولات الأفريقية والدولية».

وكانت مصر خسرت أمام فرنسا 1- 3 في الدور نصف النهائي لكرة القدم ضمن مسابقات الأولمبياد، إذ كانت المبادرة لمنتخب «الفراعنة» الذي سجل هدف التقدم في الدقيقة 61 عن طريق اللاعب محمود صابر، ليعود منتخب «الديوك» إلى التعادل قبل 8 دقائق من نهاية المباراة، ثم يحرز الهدف الثاني ثم الثالث في الشوطين الإضافيين.

خسارة المنتخب المصري لكرة اليد في أولمبياد باريس (أ.ب)

وعدّ الناقد الرياضي، عمرو درديري، في منشور على صفحته بموقع «فيسبوك» أن «عقلية اللاعب المصري هى المسؤول الأول عن الهزائم، حيث لم يعتد بعد على المنافسات العالمية، وكان لاعبو المنتخب كثيري الاعتراض على حكم مباراة إسبانيا».

وأضاف: «ليس من المعقول ألا نحقق إنجازاً ملموساً في كل مرة، ونكتفي بالتمثيل المشرف».

وشهدت مصر خسائر جماعية متوالية، بعضها في الأدوار التمهيدية، وعلى نحو عدَّه كثيرون «محبطاً» في عدد من الألعاب الأخرى مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس.

وحقق لاعبون مصريون مراكز متأخرة في الأولمبياد مثل لاعبة «الشراع» خلود منسي، وأميرة أبو شقة التي حلت بالمركز الأخير في لعبة «رماية السكيت»، كما احتل اللاعب مصطفى محمود المركز قبل الأخير في «رمي الرمح».

واللافت أن لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة لم يحققوا أي ميدالية مثل زياد السيسي ومحمد حمزة في لعبة سلاح الشيش، وعزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية.

وشن الناقد الرياضي المصري، ياسر أيوب، هجوماً على اتحاد الملاكمة بسبب اللاعبة منى عياد التى سافرت إلى باريس ولم تشارك فى الدورة بعد اكتشاف زيادة وزنها 700 غرام عن المسموح به، مؤكداً في منشور عبر صفحته بموقع «فيسبوك» أنه «كان من الضروري أن يتضمن هذا الإعداد ملفاً طبياً للاعبة يشمل وزنها وتحاليلها وتغذيتها الصحية».

سلطان تورسينوف من كازاخستان يواجه محمد متولي من مصر (رويترز)

واكتفى الحكم الدولي السابق، جمال الغندور، بالقول عبر صفحته على «فيسبوك»: «اتقوا الله... ربنا غير راض عن الكرة المصرية...خلص الكلام».

وأشار الناقد الرياضي، أشرف محمود، إلى أن «توالي الخسائر يعود إلى أسباب متنوعة منها تسرع بعض اللاعبين المميزين، وعدم احترام الخصم كما حدث في حالة لاعب السلاح زياد السيسي، فضلاً عن الآفة المزمنة للاعب المصري وهي فقدان التركيز في اللحظات الأخيرة».

ويلفت محمود في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «تدارك هذا الوضع السيئ والمخزي يتطلب إصلاحات جذرية في الرياضة المصرية تشمل تغيير رؤساء الاتحادات، وتعيين مدربين أكفاء يحركهم الشغف بدلاً من نظرائهم الذين يتعاملون مع تدريب المنتخبات الوطنية بمنطق الوظيفة»، وفق تعبيره.

فيما يطالب محمد البرمي بـ«تخطيط أفضل للمشاركات المصرية القادمة تشمل تجهيز اللاعبين وتأهيلهم وحل المشاكل والخلافات والابتعاد عن البيروقراطية أو الرغبة في الاستعراض وإلا فسوف تتكرر تلك النتائج الكارثية».