هل يتحمل المراهقون مسؤوليتهم في مواجهة «كورونا»؟

شباب مسافرون في مطار لوس أنجليس الأميركي (أ. ف.ب)
شباب مسافرون في مطار لوس أنجليس الأميركي (أ. ف.ب)
TT

هل يتحمل المراهقون مسؤوليتهم في مواجهة «كورونا»؟

شباب مسافرون في مطار لوس أنجليس الأميركي (أ. ف.ب)
شباب مسافرون في مطار لوس أنجليس الأميركي (أ. ف.ب)

بعد قرار إغلاق معظم المطاعم والمقاهي والنوادي الليلية في الولايات المتحدة، يُطرح سؤال بارز وهو: هل سيكون المراهقون قادرين على تحمل المسؤولية في مواجهة فيروس «كورونا المستجد»؟
كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد صرح، الأربعاء بأن «الشباب لا يدركون مدى خطورة الوضع، إنهم يشعرون بأنهم لا يُقهرون».
وصادف هذا الوباء وقت «عطلة الربيع»، أي إجازات الطلاب التي عادةً ما تكون فرصة للتجمعات الحاشدة في جنوب الولايات المتحدة، ودعت شخصيات شهيرة الشباب لتحمل المسؤولية، مثل النائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكازيو كورتيز، والمغنيتين أريانا غراندي وتايلور سويفت.
ونشرت الممثلة هيلاري داف، مقطع فيديو على «إنستغرام» جاء فيه: «أنتم الأغبياء من جيل الألفية الذين تواصلون الخروج والاحتفال، عودوا إلى المنزل! توقفوا عن قتل المسنين من فضلكم».
وقالت ديبورا بيركس، منسقة ملف فيروس «كورونا» في البيت الأبيض، الأربعاء: «أناشد هذا الجيل مرة أخرى، لا يمكننا الاستمرار في رؤية هذه التجمعات الكبيرة في أنحاء البلاد».
ويعرّف مركز «بيو» للبحوث هذا الجيل المولود بين عامين 1981 و1996، بجيل الألفية. وقالت بيركس إنهم «المجموعة التي ستوقف الفيروس».
وفيما أمر معظم الولايات الأميركية بإغلاق الحانات والمطاعم، انتشرت صور لتجمعات مزدحمة في الساعات القليلة الماضية، ففي ميامي، احتشد مئات الشباب على الشاطئ، الأربعاء، رغم التعليمات التي تدعو الجميع إلى البقاء في المنزل.
وقالت شيلي هيل وهي طالبة في جامعة ولاية جورجيا في إشارة إلى إجراءات الإغلاق التي ستجبرها على تقصير إجازتها: «إن ما يحدث مبالَغ فيه، أنا لست خائفة كثيراً من الفيروس».
ويتشارك جيل الألفية والجيل الذي وُلد بعده في أنهم أكثر فردية من الأجيال الأكبر منهما، كما يؤكد جين توينغي مؤلف كتاب «جينيريشن مي»، نتيجة لحركة بدأت خلال الخمسينات، وغالباً ما يشعر الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً بالحماية الكاملة من أخطر عواقب فيروس «كورونا»، ويتميز الجيلان أيضاً بخاصية مشتركة وهي عدم الثقة بالسلطات بشكل كبير، وفقاً لتوينغي.
ويعتقد جين توينغي أنه رغم أن هذا الجيل هو أكثر فردية فإنه يولي اهتماماً أكبر بالأسرة والمقربين، وقال توينغي وهو أستاذ في علم النفس في جامعة سان دييغو: «يجب أن يقال: لا تنقلوا العدوى إلى والديكم أو أجدادكم. يجب أن تكون الرسالة شخصية، ستكون أقل فعالية إذا قيل: قم بواجبك المدني».


مقالات ذات صلة

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ (رويترز)

زوكربيرغ: البيت الأبيض ضغط على «فيسبوك» لفرض رقابة على محتوى «كورونا»

أقر الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ بقيام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالضغط على موقع «فيسبوك» لفرض رقابة على المحتوى المتعلق بجائحة كورونا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا هانس كلوغه (أرشيفية - رويترز)

«الصحة العالمية»: جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد»

قال المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا، هانس كلوغه، اليوم (الثلاثاء)، إن جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم ممرضة تحضر جرعات من لقاح «كورونا» في دار للمسنين بإسبانيا (إ.ب.أ)

بريطانيا: الآلاف يطالبون بتعويضات بعد إصابتهم بمشكلات خطيرة بسبب لقاحات «كورونا»

تقدم ما يقرب من 14 ألف شخص في بريطانيا بطلبات للحصول على تعويضات من الحكومة عن الأضرار المزعومة الناجمة عن تلقيهم لقاحات «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب اعتباراً من ديسمبر بعد فرض ضوابط صارمة منذ عام 2020 بسبب جائحة «كورونا» (أ.ف.ب)

كوريا الشمالية تستأنف استقبال الزوار الأجانب في ديسمبر

قالت شركات سياحة، اليوم (الأربعاء)، إن كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب في مدينة سامجيون بشمال شرقي البلاد في ديسمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (سول)

الموسيقى تحسّن قدرات الطلاب على التعلّم

الباحثة ييرين رين تعزف على البيانو (معهد جورجيا للتكنولوجيا)
الباحثة ييرين رين تعزف على البيانو (معهد جورجيا للتكنولوجيا)
TT

الموسيقى تحسّن قدرات الطلاب على التعلّم

الباحثة ييرين رين تعزف على البيانو (معهد جورجيا للتكنولوجيا)
الباحثة ييرين رين تعزف على البيانو (معهد جورجيا للتكنولوجيا)

تُعدّ الموسيقى جزءاً من تجربتنا الإنسانية، فهي تؤثر في عواطفنا وذكرياتنا. وغالباً ما نربط موسيقى معينة بحدث ما أو بلحظة مهمة في حياتنا، كما ترافقنا في المهام التي نؤديها في أثناء العمل والقيادة والدراسة.

ووفقاً لدراسة جديدة منشورة، في دورية «بلوس وان»، يمكن للموسيقى أن تعزّز قدرتنا على تعلّم معلومات جديدة، وتغيير ذكرياتنا بصورة إيجابية.

ووجد باحثو الدراسة أن الموسيقى العاطفية، خصوصاً الموسيقى الإيجابية التي تُشغّل في الخلفية في أثناء إعادة تنشيط الذاكرة يمكن أن تغيّر النغمة العاطفية للذكريات المعقّدة غير المرغوبة.

تقول طالبة الدكتوراه في كلية «علم النفس» في معهد «جورجيا للتكنولوجيا» الأميركي، الباحثة الرئيسية للدراسة، ييرين رين، في بيان منشور الجمعة، على موقع الجامعة: «تستكشف الدراسة تطبيقات مبتكرة للموسيقى في تعديل الذاكرة، وتقدّم رؤى للتطبيقات اليومية، مثل عملية التعلّم، وكذلك في الطب السريري».

عندما نشاهد فيلماً يحتوي على موسيقى قوية، أي موسيقى أُنشئت لإثارة المشاعر، فإن ما نسمعه يرشدنا بالضبط إلى المكان الذي يريدنا المؤلف أن نصل إليه. وفي دراستهم التي أجروها، أفاد الباحثون بأن هذا النوع من «الموسيقى المزاجية» قد يكون قوياً بما يكفي لتغيير الطريقة التي نتذكر بها ماضينا.

وكان الباحثون قد طلبوا من 48 مشاركاً، تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً من طلاب جامعة «جورجيا للتكنولوجيا»، تعلّم سلسلة من الأشكال المجردة في أثناء الاستماع إلى موسيقى بنبرة وإيقاع ولحن مألوف ثم إلى موسيقى غير متناغمة وغير منتظمة.

وكان بوسع الباحثين أن يراقبوا كل هذا يحدث باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي. وقد تمكّنوا من رؤية النشاط الدماغي المتغير لدى المشاركين في الدراسة، والاتصال المتزايد بين اللوزة الدماغية، إذ تُعالج العواطف، والمناطق الأخرى في الدماغ المرتبطة بالذاكرة ودمج المعلومات.

وانطلاقاً من النظرية التي تقول إن الذكريات يمكن تحديثها عند استرجاعها، قدّم الباحثون موسيقى عاطفية في أثناء استرجاع الذاكرة للتحقيق فيما إذا كانت قادرة على تغيير محتوى الذاكرة.

وتوضح رين: «هذا يلقي الضوء على قابلية الذاكرة للتطويع استجابة للموسيقى، والدور القوي الذي يمكن أن تلعبه في تغيير ذكرياتنا الحالية».

وبينما كوننا غير قادرين على تغيير ذكرى سيئة عن طريق إدخال موسيقى سعيدة في وقت تشكيلها، يقول الباحثون إن نتائجهم تشير إلى أن الاستماع إلى موسيقى إيجابية في أثناء استرجاع تلك الذكرى القديمة يمكن أن يعيد تشكيلها من جديد.

وتركز رين، في بحثها، على نوعية الموسيقى التي تشعر معها بالراحة؛ لأن هذه هي الطريقة التي تعمل بها الموسيقى التي نعرفها وقد نحبها، فالموسيقى التي تبدو مألوفة ومريحة يمكن أن تساعدنا في الدراسة والتعلّم.

واكتشفت رين أيضاً أن أنواعاً أخرى من الموسيقى يمكن أن تؤثر في عواطفنا وتُعيد تشكيل الذكريات القديمة.

ووفق النتائج فإن الاستماع إلى موسيقى مألوفة ومنتظمة، يمكن التنبؤ بنغماتها بدرجة كبيرة، مكّن المشاركين من تعلّم تسلسل الأشكال وتذكّرها بشكل أسرع، في حين أن الموسيقى غير المنتظمة أضعفت بشكل كبير ترميز الذاكرة لتلك الأشكال.

ويعزو الباحثون التعلّم والتذكّر السريعين إلى قدرة الدماغ على إنشاء «سقالة» أو إطار منظم للمعلومات المكتسبة حديثاً في الدماغ. وهو ما تعلّق عليه رين: «اعتماداً على مدى مألوفيتها وبنيتها، يمكن للموسيقى أن تساعد ذاكرتنا أو تعوقها».

ويرى الباحثون أن نتائجهم لديها القدرة أيضاً على تطوير العلاجات القائمة على الموسيقى لحالات مرضية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب، أو استراتيجيات إعادة التأهيل لكبار السن، خصوصاً أولئك الذين يعانون من الخرف.

تقول رين: «أنا متحمسة للجمع بين حبي مدى الحياة للموسيقى واهتمامي بالذاكرة البشرية. لأنني أعتقد أن المرحلة التالية من بحثي يمكن أن توفّر أدلة قيمة لدعم تطوير التدخلات القائمة على الموسيقى للصحة العقلية والوظيفة الإدراكية».