تضاعف الإصابات في تركيا ووفاة جنرال سابق

تضاعف الإصابات في تركيا ووفاة جنرال سابق
TT

تضاعف الإصابات في تركيا ووفاة جنرال سابق

تضاعف الإصابات في تركيا ووفاة جنرال سابق

سجّلت تركيا وفاة ثالثة بفيروس كورونا الجديد (كوفيد 19)، كما أعلنت تضاعف عدد الإصابات لترتفع إلى 191 إصابة.
وأعلن وزير الصحة التركي، فخر الدين كوجا، أمس، وفاة قائد القوات البرية التركية الأسبق، أيطاش يالمان، بفيروس كورونا، بعدما سبق أن أعلن الليلة قبل الماضية عن الوفاة الثانية لمواطن يبلغ من العمر 61 عاما.
وكان الجنرال يالمان (80 عاما) مهندس اتفاقية أضنة التي وقعتها تركيا وسوريا، بوساطة مصر والجامعة العربية وإيران عام 1998، بعد أن كان البلدان على شفا حرب بسبب إيواء سوريا رئيس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، الذي قبض عليه لاحقا في كينيا عام 1990 ولا يزال سجينا في تركيا حتى الآن. ونصّت الاتفاقية على حق القوات التركية في الدخول إلى الأراضي السورية لمسافة 5 كيلومترات حال وجود تهديد من «العمال الكردستاني»، ولم تتخذ سوريا إجراءات لوقفه.
وكشفت التحاليل أن زوجة يالمان أصيبت بدورها بفيروس كورونا، وتم وضعها وشقيقته بالحجر الصحي.
وقدم وزير الصحة التركي فخر الدين كوجا، عرضا أمام البرلمان التركي أمس، لموقف انتشار فيروس كورونا في البلاد والتدابير المطبقة لمواجهته، قائلا إن مستشفيات تركيا تضم نحو 100 ألف غرفة جاهزة لتتحول إلى غرف عزل أو عناية مركزة إن اقتضت الحاجة.
وأشار كوجا إلى إجراء 10 آلاف تحليل للفيروس حتى أمس، وأن العدد سيرتفع في الأيام القادمة، موضحا أن وزارته تستهدف إجراء من 10 آلاف إلى 15 ألف تحليل يوميا على الأقل. وكشف عن أن تركيا لم تمتلك من قبل وسائل الكشف السريع عن فيروس كورونا، لكنها ستكون جاهزة للاستخدام في غضون يومين.
في السياق ذاته، أعلن وزير الشباب والرياضة التركي، محمد محرم قصاب أوغلو، تأجيل فعاليات بطولات كرة القدم والسلة والطائرة واليد، في إطار تدابير مواجهة فيروس كورونا. في الوقت نفسه، تقرر إغلاق مراكز التسوق والمطاعم، بعدما سبق استثناؤها من قرار وزارة الداخلية إغلاق الأماكن التي تشهد تجمعات كبيرة من المواطنين ومنها جميع المقاهي والمسارح والمكتبات والصالات الرياضية وصالات الأفراح وغيرها من الأماكن ابتداء من يوم الثلاثاء الماضي.
وأعلنت رئاسة الشؤون الدينية التركية، إغلاق المساجد اليوم الجمعة وغدا السبت، خلال ليلة الإسراء والمعراج، في إطار تدابير مواجهة تفشي الفيروس. وفي وقت سابق، أعلنت الشؤون الدينية التركية، تعليق صلوات الجماعة وصلاة الجمعة، مع إبقاء المساجد مفتوحة لمن أراد الصلاة منفردا.
وحذر الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عقب اجتماع تنسيقي للحكومة أول من أمس، من أن تفشي الفيروس سيكون له تبعات اقتصادية جدية إلى جانب التأثيرات الأخرى، وأعلن عن حزمة اقتصادية بتكلفة 15.3 مليار دولار لدعم القطاعات المتضررة في مواجهة هذه التأثيرات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.