ترمب يواجه بايدن والفيروس والانكماش

المضاربون في بورصة نيويورك يستمعون إلى الرئيس ترمب (أ.ب)
المضاربون في بورصة نيويورك يستمعون إلى الرئيس ترمب (أ.ب)
TT

ترمب يواجه بايدن والفيروس والانكماش

المضاربون في بورصة نيويورك يستمعون إلى الرئيس ترمب (أ.ب)
المضاربون في بورصة نيويورك يستمعون إلى الرئيس ترمب (أ.ب)

كشف استطلاع للرأي لحساب عدة وسائل إعلام أميركية منها «إن بي آر» و«بي بي إس» أن ستين في المائة من الأميركيين لا يثقون في تصريحات الرئيس دونالد ترمب حول تفشي وباء كورونا أو ثقتهم فيها ضئيلة. ولأسابيع، بدا وكأنه يقلل من حجم الخطر مؤكدا خصوصا أن الفيروس ليس أخطر من الإنفلونزا الموسمية وسيختفي في أحد الأيام. وكل شيء تغير جذريا منذ انتشار الإصابات بالفيروس المستجد على الأراضي الأميركية، إذ تعيش الولايات المتحدة على وقع القيود المفروضة على السفر وإجراءات العزل بينما تراجع اقتصاد أول قوة في العالم ويبدو خطر الانكماش أصبح قاب قوسين وواقعيا. وقد حل الخوف محل التفاؤل.
وأجبرت مكافحة الوباء المرشح الجمهوري الرئيس ترمب، الذي يطمح بالبقاء في البيت الأبيض لأربع سنين أخرى، على قطع حملته الانتخابية والتخلي عن التجمعات التي كان يسود فيها الحماس بين مؤيديه.
وفي المقابل، حقق نائب الرئيس السابق جو بايدن عودة مظفرة. فبفوزه في 19 من أصل 27 عملية اقتراع في إطار الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي التي تأثرت أيضا بوباء كورونا، تمكن من لم شمل المعتدلين وتفوق على «الاشتراكي» بيرني ساندرز في السابق إلى الرئاسة. واعترف فايز شاكر مدير حملة ساندرز في بيان للمؤيدين بأن الوضع يبدو قاتما. وقال شاكر: «في حين انتصرت حملتنا في معركة الأفكار، فإننا نخسر المعركة على إمكانية انتخاب جو بايدن»، مضيفا، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية للأنباء، أن ساندرز سيأخذ بعض الوقت «لتقييم المسار المستقبلي».
بالنسبة لترمب، بات الأمر مؤكدا فسيكون بايدن منافسه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) لكنه يواجه خصما أخطر هو فيروس كورونا الذي زعزع حملة الانتخابات وأغرق البلاد في حالة غموض. وبشأن مكافحة «كوفيد - 19»، لا يتردد بايدن في التذكير بتجربته كنائب للرئيس باراك أوباما عندما شارك في مكافحة وباء إيبولا وتولى إدارة خطة لإنقاذ الاقتصاد الأميركي بعد الأزمة المالية في 2008.
وقال الأربعاء، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية في تقريرها أمس من واشنطن، إن «الرئيس المقبل يجب أن ينقذ سمعتنا ويعيد بناء الثقة في قادتنا وتعبئة بلدنا وحلفائنا لمواجهة التحديات الجديدة بسرعة، مثل الأوبئة المقبلة».
وأضاف: «نحن بحاجة إلى قائد يكون مستعدا من اليوم الأول». في المقابل، يواجه ترمب انتقادات للرد الأول لحكومته على الوباء.
وبمعزل عن تصريحاته حول «الفيروس الصيني»، أثار الإخفاق في توضيح الوضع وتوزيع وسائل الكشف عن المرض غضب معارضيه والخبراء. وغير رجل الأعمال السابق موقفه. فقد أعلن عن خطة مساعدة كبيرة للاقتصاد تبلغ قيمتها ألف مليار دولار، وقدم نفسه الأربعاء على أنه رئيس «لزمن الحرب» في مواجهة «عدو غير مرئي». وقال إن «كل أجيال الأميركيين دعيت إلى تقديم تضحيات من أجل خير الأمة»، مذكرا بالتعبئة في الحرب العالمية الثانية.
هذا التركيز على الوطنية (المبنية على مبدأ «أميركا أولا») والثقة في انتصار نهائي أعادا لترمب موقعه. وهذه الرسالة هي التي جعلته يفوز في انتخابات 2016 وينوي استخدامها مجددا إعادة انتخابه. وبعدما منع دخول القادمين من الصين ثم من أوروبا، أعلن الرئيس الأميركي الأربعاء إغلاق الحدود البرية مع كندا في استراتيجية انعزال اختارتها دول عدة لوقف انتشار الوباء.
ومع ذلك، ما سيقرر الفائز في انتخابات نوفمبر ليس على الأرجح الطريقة التي سيهزم فيها الفيروس بل متى.
وقد يعلن ترمب الانتصار قبل الصيف آملا في انتعاش اقتصادي سريع. ويمكنه حتى الاستفادة من موجة تأييد لإدارته للأزمة. وإذا تبين أن الفيروس صامد، فسيتأخر الانتعاش. ويمكن أيضا أن يعود، مثل الإنفلونزا الإسبانية، في الخريف قبل الانتخابات تماما. وقال ترمب في البيت الأبيض «كل شيء سيتحرك من جديد»، مشيرا إلى الاقتصاد في مرحلة ما بعد الوباء. وأضاف «يوما ما سنكون هنا ربما وسنقول لقد ربحنا». وتابع الرئيس الأميركي «سنربح بسرعة أكبر مما يتصوره الناس»، قبل أن يضيف «آمل» في ذلك.
وكان أداء بايدن القوي في الانتخابات التمهيدية في ولايات أريزونا وإلينوي وفلوريدا سببا في منحه صدارة لا يمكن التغلب عليها. وفاز بايدن باكتساح في ثلاثة انتخابات تمهيدية لنيل بطاقة ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية، حسبما أظهرت النتائج الأربعاء، ليعزز مركزه باعتباره المرشح الأوفر حظا ويزيد من الشكوك بشأن إمكانية استمرار حملة المرشح اليساري عضو مجلس الشيوخ بيرني ساندرز على المدى الطويل. وقال بايدن في حديث متلفز من منزله في ديلاوير «لقد شهدت حملتنا ليلة جيدة جدا». وأضاف «لقد اقتربنا من نيل تسمية الحزب الديمقراطي لخوض السباق الرئاسي، ونقوم بذلك عبر بناء تحالف واسع» من أجل الفوز في نوفمبر.
ووفقا لتقديرات شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية يفوق عدد مندوبي بايدن نظراءهم لدى ساندرز بنحو 300 مندوب في سباق الحصول على ترشيح الحزب لمنافسة ترمب.
وسيجري بيرني ساندرز «تقييما» لحملته الانتخابية وما إذا كان سيواصل مساعيه للفوز بالترشّح عن الحزب الديمقراطي.
وبعدما أجبر فيروس كورونا المستجد عددا متزايدا من الولايات على إرجاء انتخاباتها التمهيدية ووقف الحملات والتجمّعات الشعبية والاكتفاء بالحملات الإلكترونية، تزايدت الضغوط على ساندرز من أجل الانسحاب من السباق وفتح المجال أمام بايدن للاستعداد لمواجهة ترمب. وقال مدير حملة ساندرز فايز شاكر في بيان إن «الجولة المقبلة من الانتخابات التمهيدية تقام بعد ثلاثة أسابيع على الأقل». وأضاف «سيتحدث السيناتور ساندرز مع مؤيديه لتقييم حملته». إذ عزّز بايدن صدارته للسباق الديمقراطي، وعكست النتائج مدى تطلّع قادة الحزب للالتفاف حول مرشّح معتدل لمواجهة ترمب.
وفي تعداد لمركز «ريل كلير بوليتيكس» نال بايدن تأييد 1153 مندوبا مقابل 874 يؤيدون ساندرز، علما بأن عدد المندوبين الذي يحتاج إليه أي مرشح لحسم السباق هو 1991.
وباتت مهمة ساندرز (78 عاما) بالغة الصعوبة، بخاصة أن الاستطلاعات تمنح بادين تقدّما كبيرا في عدد كبير من الولايات التي لم تجرَ فيها بعد الانتخابات التمهيدية.
ودعت السيناتورة الديمقراطية السابقة كلير مكاسكيل ساندرز للانسحاب. وقالت لشبكة «إم إس إن بي سي» الأميركية «أعتقد أنه حان الوقت لذلك».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.