3 سلوكيات يومية لرفع مناعة الجسم لدى مريض القلب

التغذية الصحية والتمارين الرياضية والنوم الكافي

وصفة لصحة القلب: التغذية الصحيحة والنشاط البدني والمراقبة الطبية
وصفة لصحة القلب: التغذية الصحيحة والنشاط البدني والمراقبة الطبية
TT

3 سلوكيات يومية لرفع مناعة الجسم لدى مريض القلب

وصفة لصحة القلب: التغذية الصحيحة والنشاط البدني والمراقبة الطبية
وصفة لصحة القلب: التغذية الصحيحة والنشاط البدني والمراقبة الطبية

يحتاج مريض القلب جوانب عدة من وسائل الاهتمام بصحته. وإضافة إلى معالجة الحالة المرضية في القلب لديه التي قد تكون في الشرايين القلبية أو الصمامات أو عضلة القلب أو اضطرابات إيقاع نبض القلب، فإنه يحتاج أيضاً إلى الاهتمام بخفض تأثيرات عوامل خطورة الإصابة بالأمراض القلبية، مثل ارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الدهون، والكولسترول، ومرض السكري، والتدخين، والسمنة.
إن غالبية أمراض القلب وطرق معالجتها وعوامل خطورة الإصابة بها، تتأثر بمدى قوة عمل جهاز مناعة الجسم «Immune System» وسلامته من أي اضطرابات، لذا فإن حرص مريض القلب على العمل لتنشيط هذا الجهاز الحيوي في الجسم هو أحد الأولويات لديه في العناية بصحته اليومية.

- أمراض القلب
على سبيل المثال، فإن أكثر أنواع أمراض القلب شيوعاً هو مرض الشرايين التاجية «Coronary Artery Disease» الذي يصيب الأوعية الدموية المغذية لعضلة القلب، ويحدث أساساً بسبب انسداد يؤثر على تدفق الدم إلى عضلة القلب، مما يؤدي إلى انقطاع إمدادات الأكسجين والمواد الغذائية المهمة الأخرى. والسبب الأكثر شيوعاً لهذا الانسداد هو تراكم الدهون والكولسترول، ما يؤدي إلى كل من: تكوين كتلة البلاك «Plaque» (الترسبات) داخل جدران الأوعية الدموية، وحصول تورم الالتهاب داخل جدران الأوعية الدموية، وهي الحالة التي تسمى بمجملها مرض «تصلب الشرايين» (Atherosclerosis).
وبالعادة، لا تسبب هذه التضيقات غير الشديدة أي أعراض خلال العقود القليلة الأولى من بدء تكوينها، حتى يكون هناك تضيق كبير في الوعاء الدموي، أو حصول تشققات على سطح تلك التضيقات «Plaque Surface»، مما يؤدي إلى تجلط الدم عليها، والتسبب إما في سدد مجرى الشريان، وإما في زيادة حادة بدرجة الضيق فيه. ويبدو السدد على هيئة حالة «نوبة الجلطة القلبية» (Myocardial Infarction)، والضيق الحاد يبدو على هيئة حالة «الذبحة الصدرية غير المستقرة» (Unstable Angina).
وتشير الدلائل الحديثة إلى أن بلورات الكولسترول في البلاك التي تتراكم في حالة تصلب الشرايين، تؤدي إلى إطلاق جزيئات من الجهاز المناعي. وهذه الجزيئات تسبب الالتهابات وتعزز إصابة الأوعية الدموية وعدم استقرار البلاك «Plaque Instability»، مما يؤدي إلى نوبات الجلطة القلبية ونوبات الذبحة الصدرية.

- حدوث الالتهابات
تحتوي الخلايا المناعية على مستقبلات مهمتها التنبه واستشعار مدى وجود عديد من الجزيئات التي يحتمل أن تكون ضارة بالجسم، مثل البروتينات الخارجية في الميكروبات والأطعمة، أو حطام الخلية، أو الحمض النووي التالف. وعند ملاحظتها أياً من ذلك، يتم إرسال عدد من المركبات الكيميائية التي يفرزها جهاز مناعة الجسم، كي تعمل على القضاء على هذه العوامل المؤذية للجسم. وفي بعض الأحيان يؤدي ارتفاع معدلات تلك المركبات الكيميائية إلى تضرر الشرايين القلبية، نتيجة وجود التهابات مزمنة في الجسم، يضر بالقلب. ولذا فإن عدداً من أدوية «الخط الأول» لمعالجة أمراض شرايين القلب، مثل الأسبرين وأدوية «ستاتين» لخفض الكولسترول، تعمل أيضاً كمضادات وخافضات لعملية الالتهابات في الجسم «Anti - Inflammatory Effects»
وإجابة على سؤال: ماذا يمكنك أن تفعل لتعزيز قوة المناعة لديك؟ يفيد الأطباء من «كليفلاند كلينك» بأن فكرة تعزيز مناعتك جذابة، وتعد السلوكيات العامة لنمط الحياة الصحية طريقة جيدة لبدء رفع قدرات جهاز المناعة، ولذا فإن خط دفاعك الأول هو اختيار أسلوب حياة صحي.

- تعزيز المناعة
ويعد اتباع الإرشادات العامة للصحة الجيدة أفضل خطوة مفردة يمكنك اتباعها بشكل طبيعي، للحفاظ على نظام المناعة قوياً وصحياً. وكل جزء من أجزاء جسمك، بما في ذلك نظام المناعة لديك، يعمل بشكل أفضل عندما يكون محمياً من الاعتداءات البيئية، وتعززه ممارسة السلوكيات الصحية التالية:
1- التغذية الصحية: يحتاج الجهاز المناعي الصحي إلى تغذية جيدة ومنتظمة. وقد أدرك العلماء منذ فترة طويلة أن الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية «Malnutrition» هم أكثر عرضة للأمراض المعدية. وهناك أدلة علمية على أن نقص عدد من المغذيات الدقيقة «Micronutrient Deficiencies»، يؤثر بشكل سلبي على قوة عمل جهاز مناعة الجسم، منها على سبيل المثال: الزنك والسيلينيوم والحديد والنحاس وحمض الفوليك، والفيتامينات: إيه (A)، وبي6 (B6) وسي، (C) وإي (E). وهذه العناصر الغذائية الدقيقة تتوفر للجسم بتناول الخضراوات، والفواكه الطازجة، وتناول البيض، والحليب، ومشتقات الألبان، والبقول، والحبوب الكاملة غير المقشرة، واللحوم الخالية من الشحوم، والأسماك، والمأكولات البحرية، والزيوت النباتية الطبيعية كزيت الزيتون.
وتفيد رابطة القلب الأميركية بأن تناول الحبوب يوفر عدداً من العناصر الغذائية، مثل الثيامين (فيتامين B1)، والريبوفلافين (فيتامين B2)، والنياسين (فيتامين B3)، والفولات (فيتامين B9)، والحديد، والمغنيسيوم، والسيلينيوم. وهذه كلها مهمة لمجموعة متنوعة من وظائف الجسم، مثل تكوين خلايا جديدة، وحمل الأكسجين في الدم، وتنظيم عمل الغدة الدرقية، والحفاظ على نظام المناعة الصحي. وتضيف الرابطة أن الحصول على التغذية الصحية المناسبة مهم جداً في الحفاظ على قوة واستجابة جهاز مناعة الجسم.
وتشير بعض الدراسات إلى أن فيتامين «دي» يمكنه تقوية جهاز المناعة ومكافحة العدوى. وتشمل مصادره الأسماك الدهنية ومنتجات الألبان والمكملات الغذائية، وأشعة الشمس.
وإذا كان المرء لا يتناول تشكيلة متنوعة من الأطعمة الطبيعية الصحية، فإن نظامه الغذائي قد لا يوفر له جميع احتياجاته من المغذيات الدقيقة المهمة لتنشيط عمل جهاز مناعة الجسم.
كما يبدو أن هذه العلاقة بين التغذية والمناعة تكون أوضح لدى كبار السن. ولذا يُعرف طبياً أن أحد أشكال سوء التغذية الشائعة هو «سوء التغذية بالمغذيات الدقيقة» لدى كبار السن «Elderly Micronutrient Malnutrition». ولأن كبار السن يميلون إلى تناول كمية طعام أقل، وغالباً لا يكون لديهم تنوع في مكونات وجباتهم الغذائية، فإن من المحتمل جداً أن يكون لديهم سوء التغذية بالمغذيات الدقيقة، وهو ما يؤدي إلى نقص في بعض الفيتامينات والمعادن الأساسية، وهو أمر شائع لدى كبار السن دون أن يشعروا بذلك، ودون أن تبدو عليهم علامات مرضية تدل عليه.
وفي الحالات التي لا تتحسن فيها مكونات التغذية اليومية، لأسباب مرضية عادة لدى الشخص، قد يلجأ الطبيب إلى وصف تناول أدوية تحتوي على عدد من المعادن والفيتامينات لتغطية النقص فيها بسبب سوء التغذية.

- النشاط البدني
2- ممارسة الرياضة: ممارسة الرياضة اليومية أحد السلوكيات الحياتية ذات التأثيرات الصحية العميقة في تحسين عمل أعضاء وأجهزة الجسم. وأحد أهم الأجهزة التي يتحسن أداؤها لدى الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية بشكل يومي، هو جهاز مناعة الجسم.
ويقول الأطباء من «كليفلاند كلينك» ما ملخصه أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام هي أحد أركان الحياة الصحية، وتحسن صحة القلب والأوعية الدموية، وتخفض ضغط الدم، وتساعد على التحكم في وزن الجسم، وتحمي من الإصابة بمجموعة متنوعة من الأمراض. كما يمكن أن تساهم التمارين في صحة عامة جيدة، وبالتالي في نظام المناعة الصحي. وقد تسهم أكثر في هذا الأمر بشكل مباشر من خلال تعزيز الدورة الدموية الجيدة، التي تسمح لخلايا ومواد الجهاز المناعي بالانتقال عبر الجسم بحرية، والقيام بعملها بكفاءة. وفي الوقت الحالي، من المعقول اعتبار التمرين الرياضي المعتدل الشدة وسيلة مهمة للحفاظ على صحة الجهاز المناعي، مع صحة بقية أعضاء الجسم.
وتفيد المصادر الطبية بأن هناك عدة آليات لدور ممارسة الرياضة البدنية في رفع قدرات وتنشيط عمل جهاز مناعة الجسم، إحداها تتعلق بتنشيط القلب والرئة والدورة الدموية والأوعية اللمفاوية، وبالتالي تغلغل خلايا المناعة في الجسم بشكل واسع وكاف. ومنها ما يتعلق بالتغيرات الهرمونية والكيميائية في الجسم، نتيجة ممارسة الرياضة البدنية. ومنها ما يتعلق بتنشيط كفاءة عمل أعضاء الجسم، كالعضلات والمفاصل والجهاز الهضمي والكبد والدماغ والغدد الصماء وغيرها.
وتفيد المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة، قائلة: التمرين يجعلك تشعر بأنك أكثر صحة وحيوية، ويمكن أن يساعدك على الشعور بنفسك بشكل أفضل. وقد يساعد النشاط البدني في إخراج البكتيريا من الرئتين والمجرى الهوائي، وقد يقلل هذا من فرص الإصابة بالزكام أو الإنفلونزا أو أي مرض آخر. كما أن التمارين الرياضية تسبب تغيراً في الأجسام المضادة وخلايا الدم البيضاء التي تكافح المرض. وهذه الأجسام المضادة أو كرات الدم البيضاء تدور بسرعة أكبر في الجسم، بحيث يمكنها اكتشاف الأمراض في وقت أبكر مما كانت عليه من قبل. وقد يمنع الارتفاع القصير في درجة حرارة الجسم أثناء التمرين وبعده مباشرة، نمو البكتيريا، وهذا الارتفاع في درجة الحرارة قد يساعد الجسم على مكافحة العدوى بشكل أفضل.
كما أن ممارسة التمارين الرياضية قد تبطئ إفراز هرمونات التوتر التي يزيد ارتفاعها من فرصة الإصابة بالأمراض، ويحمي انخفاضها من الإصابة بها. وتضيف: أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتبعون نمطاً حيوياً معتدلاً من ممارسة الرياضة البدنية، يستفيدون أكثر، مثل ركوب الدراجات مع أطفالك عدة مرات في الأسبوع، أو المشي لمدة ما بين 20 إلى 30 دقيقة.

- النوم وتقليل التوتر
3- النوم الكافي وتخفيف التوتر: تقول رابطة القلب الأميركية إن الإجهاد المزمن يمكن أن يكون له أثر جسدي سلبي عليك، يمكن أن يضعف الجهاز المناعي لديك. والواقع أن كلاً من التوتر النفسي، والقلق، والاكتئاب، يؤدي إلى خفض مستوى نشاط مناعة الجسم لدى مريض القلب، وإلى سهولة الإصابة بالأمراض المُعدية، والتأثر بالملوثات البيئية. كما أن من أولى خطوات معالجة إصاباته بالأمراض الميكروبية، اللجوء إلى الراحة وتجنب الإجهاد النفسي والبدني.
وتفيد المصادر الطبية بأن هناك تأثيرات مباشرة وغير مباشرة لهذه الاضطرابات النفسية على مناعة الجسم، وعلى حالة الاستقرار في أمراض القلب لديه، منها ما يحصل عبر تأثيرها على راحة النوم، والحرص على تناول الغذاء الصحي وممارسة النشاط البدني، وكذلك الحرص على تناول الأدوية التي يصفها له الطبيب لمعالجة المرض القلبي لديه. وتضيف رابطة القلب الأميركية قائلة إن التأثير الإيجابي للنوم ليس فقط على صحة قلبك، ولكن أيضاً على هرمونات الإجهاد، ونظام المناعة لديك.
وتضيف مصادر طب القلب أن نوم مريض القلب البالغ ما بين سبع إلى ثماني ساعات بالليل أمر مفيد للغاية في ضبط عمل القلب والدورة الدموية وجهاز مناعة الجسم. والدراسات التي تناولت شأن أهمية النوم الليلي، ولمدة كافية منه، أثبتت جدوى ذلك في رفع مناعة الجسم وتقليل الإصابة بالأمراض المزمنة، كأمراض شرايين القلب والسكري والسمنة والربو وغيرها. وتشير المصادر الطبية إلى أن الدراسات المقارنة أثبتت أن النوم الليلي يُسهم في تقليل الإصابات بنزلات البرد وغيرها من الأمراض الفيروسية والبكتيرية، وفي تسريع معالجتها، وفي رفع قوة استجابة الجسم لأنواع لقاحات الأمراض المُعدية. ولذا فإن أولى العناصر التي من المهم العناية بها، أسوة بممارسة الرياضة وتناول الأغذية الصحية، إعطاء الجسم قسطاً كافياً من النوم الليلي وتخفيف التوتر النفسي.


مقالات ذات صلة

متى وكيف تقيس نسبة السكر في الدم؟

صحتك لصقة مطورة لقياس السكري

متى وكيف تقيس نسبة السكر في الدم؟

عند إصابة الشخص بمرض السكري، وضرورة قياس نسبة سكر الغلوكوز في الدم، ثمة حقيقتان علاجيتان أساسيتان:

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك مسحوق الكولاجين وشرابه

نظرة على مشروبات ومكملات الكولاجين

ثمة ضجة هائلة تحيط بمشروبات ومكملات الكولاجين collagen drinks and supplements، مع ترويج بعض المشاهير والمؤثرين لفوائد مذهلة لهذه المشروبات والمكملات للبشرة

صحتك شعار المؤتمر

السعال الديكي... عدوى تنفسية قاتلة

تشير تقارير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأميركية (CDC) إلى أن اللقاح المدمج (Tdap) يقي من أمراض التيتانوس والدفتيريا والسعال الديكي.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك الارتباط الآمن بالآباء يعزز ثقة الأبناء

الارتباط الآمن بالآباء يعزز ثقة الأبناء

من المعروف أن ارتباط الأبناء والآباء يعدّ علاقة غريزية في جميع المخلوقات. وعلى الرغم من أن هذه العلاقة طبيعية وبديهية تماماً،

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك استشارات

استشارات

ما وظيفة تفاحة آدم؟ وهل يمكن تصغير حجمها؟

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

متى وكيف تقيس نسبة السكر في الدم؟

لصقة مطورة لقياس السكري
لصقة مطورة لقياس السكري
TT

متى وكيف تقيس نسبة السكر في الدم؟

لصقة مطورة لقياس السكري
لصقة مطورة لقياس السكري

عند إصابة الشخص بمرض السكري، وضرورة قياس نسبة سكر الغلوكوز في الدم، ثمة حقيقتان علاجيتان أساسيتان:

- الأولى، أن مراقبة نسبة السكر في الدم (الغلوكوز)، وتحديد مستويات سكر الدم المرتفعة أو المنخفضة، أمر أساسي لمعرفة مدى نجاح خطة العلاج الحالية، عبر مراقبة أثر أدوية علاج مرض السكري على مستويات السكر في الدم، إذ إنها توفر معلومات مهمة حول كيفية إدارة معالجة مرض السكري على أساس يومي، وأحياناً ساعة بساعة؛ خصوصاً عند تلقي المعالجة بالإنسولين. كما تتبع مدى التقدم في تحقيق الأهداف العلاجية.

- الثانية، فهم كيفية تأثير النظام الغذائي والتمارين الرياضية، على مستويات سكر الدم. وفهم كيفية تأثير العوامل الأخرى -مثل تقلبات الحالة الصحية والمرض أو الضغط العصبي- على مستويات سكر الدم. وبالتالي تساعد نتائج مراقبة نسبة السكر في الدم على اتخاذ قرارات بشأن الطعام الذي يتناوله مريض السكري، وجبة بوجبة، ومقدار النشاط البدني الذي يُمكنه أن يبذله، إضافة إلى مقدار جرعات الإنسولين التي يتعين عليه تلقيها.

سكر الدم

ومعلوم أن عدة أشياء يمكن أن تؤثر على نسبة السكر في الدم. بعضها يُمكن للمريض أن يتعلم التنبؤ بتأثيراتها، بمرور الوقت والممارسة لقياس نسبة السكر في الدم، بينما يصعب للغاية أو يستحيل التنبؤ بالبعض الآخر. هذا هو السبب في أنه من المهم فحص نسبة السكر في الدم بانتظام، وفق نصائح الطبيب المتابع لحالة المُصاب بمرض السكري.

> ارتفاع نسبة سكر الدم: على سبيل المثال، الظروف التالية عادة ما تتسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم:

- تناول الكربوهيدرات، سواء سكرية الطعم (كربوهيدرات أحادية أو ثنائية) أو غير سكرية الطعم (كربوهيدرات معقدة التركيب).

- عدم تناول ما يكفي من أدوية السكري أو الإنسولين، أو عدم تناول الجرعة بالأصل.

- قلة ممارسة الرياضة، أو ممارسة نشاط أقل مما تفعله عادة.

- تناول أدوية الكورتيكوستيرويد (مشتقات الكورتيزون).

- الإصابة بحالة مرضية مفاجئة (التهابات الجهاز التنفسي أو البولي على سبيل المثال) أو الخضوع لعملية جراحية.

- حصول ظاهرة الفجر Dawn Phenomenon وهي ظاهرة يُلاحظ فيها ارتفاع نسبة سكر الدم في الصباح الباكر. ويُعتقد أن ذلك يحصل نتيجة حصول انخفاض في أثناء النوم، وعمل الجسم على إزالة ذلك عبر إجراء عدة عمليات كيميائية حيوية في الجسم، تُؤدي إلى ارتفاع سكر الدم. وتتم ملاحظة ذلك في الصباح عند قياس نسبة الغلوكوز. وثمة عدة تفسيرات طبية لأسباب حصول هذه الظاهرة لدى بعض مرضى السكري.

- التدخين

- جفاف الجسم بسبب قلة توفر السوائل فيه.

> انخفاض نسبة سكر الدم: قد تتسبب الظروف التالية في انخفاض نسبة سكر الدم:

- عدم تناول وجبات الطعام، لأي سبب كان.

- تناول جرعات عالية من الإنسولين أو أدوية علاج ارتفاع سكر الدم.

- فرط ممارسة النشاط البدني، دون تعويض النقص في نسبة سكر الدم.

> ارتفاع وانخفاض نسبة السكر: ثمة حالات قد ترتفع أو قد تنخفض فيها نسبة السكر في الدم، بناء على عدة عوامل متشابكة ومتداخلة في تأثيراتها، مثل:

- فترة الحيض خلال الدورة الشهرية.

- اختلال توقيت تلقي الإنسولين أو أدوية علاج السكري، بالتوافق مع ضبط أوقات تناول وجبات الطعام.

- تداخلات وتفاعلات عكسية بين أدوية علاج السكري وأدوية أخرى قد يتناولها مريض السكري.

وبسبب كل هذه العوامل المختلفة في تأثيراتها على نسبة سكر الدم، من الضروري مراقبة السكر في الدم لدى المصاب بالسكري، عبر قياس نسبته في الدم؛ لأنها ببساطة، الطريقة الوحيدة للتأكد من تغير مستويات السكر في الدم.

فحص مستويات السكر

ويوضح ذلك أطباء «مايوكلينيك» بالقول: «سيخبر الطبيب بعدد مرات فحص مستويات السكر في الدم. عادة ما يعتمد تكرار الاختبار على نوع مرض السكري وخطة العلاج.

> السكري من النوع الأول: وعلى سبيل المثال، قد يوصي الطبيب بإجراء اختبار سكر الدم من 4 إلى 10 مرات في اليوم، في حالة الإصابة بمرض السكري من النوع الأول. ولذا قد يحتاج المريض إلى إجراء الاختبار:

- قبل الوجبات الرئيسية والخفيفة.

- قبل ممارسة الرياضة وبعدها.

- قبل النوم.

- خلال الليل (أحياناً).

- بمعدل أكبر إذا كنت مريضاً.

- بمعدل أكبر إذا غيرت نمطك اليومي.

- بمعدل أكبر في حالة البدء في تناول دواء جديد».

> السكري من النوع الثاني: ويضيفون: «إذا كنت تتلقى الإنسولين للسيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، فقد يوصي الطبيب بفحص سكر الدم عدة مرات في اليوم، ويتحدَّد ذلك حسب نوع الإنسولين الذي تستخدمه وكميته. ويُوصى بإجراء الاختبار عادة قبل الوجبات أو عند وقت النوم إذا كنت تتلقى كثيراً من الحقن يومياً. وقد تحتاج إلى إجراء الاختبار فقط قبل وجبة الإفطار وأحياناً قبل وجبة العَشاء أو النوم، إذا كنت تستخدم الإنسولين متوسط أو طويل المفعول. وإذا كنت تحاول السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني باستخدام أدوية لا تحتوي على الإنسولين أو باتباع نظام غذائي وممارسة التمارين الرياضية فقط، فقد لا تحتاج إلى اختبار سكر الدم يومياً».

> مراقبة منزلية: وثمة طريقتان رئيسيتان يمكن من خلالهما مراقبة نسبة السكر في الدم في المنزل، هما:

- استخدام جهاز إلكتروني محمول يسمى مقياس السكر في الدم، بوخز الأصبع والحصول على قطرة من الدم.

- استخدام جهاز المراقبة المستمرة للغلوكوز CGM.

ووفق التشاور مع الطبيب المعالج، يمكن لمريض السكري اختيار أي من الطريقتين أو كليهما لعدة أسباب، مثل:

- القدرة المادية وتوفر أي من الأجهزة.

- القدرة على استخدام أي منها بمهارة (سواء من المريض أو أحد أفراد المنزل).

- عمر المريض

- حالة مرض السكري لدى المريض.

- كم مرة يوصي الطبيب بفحص نسبة السكر في الدم.

- المستوى العام لصحة المريض.

القياسات المُستهدفة

يحدد الطبيب لمريض السكري (وليس للشخص السليم منه) نطاق نسبة سكر الدم المناسب له، أي القياسات المُستهدفة علاجياً لنسبة سكر الدم. ويضع الطبيب القياسات المُستهدفة لنسبة سكر الدم استناداً إلى عدد من العوامل، والتي من أهمها:

- نوع مرض السكري وحدّته.

- مقدار العمر.

- مدة الإصابة بداء السكري.

- وجود مضاعفات بسبب مرض السكري.

- المستوى العام لصحة مريض السكري ومدى وجود حالات مرضية أخرى. وبالعموم، تنصح جمعية السكري الأميركية ADA، بمستويات سكر الدم المستهدفة التالية:

- قبل تناول الوجبات، ما بين 80 و130 مليغراماً لكل ديسيلتر (ملغم/ دل)، أو من 4.4 (أربعة فاصلة أربعة) إلى 7.2 (سبعة فاصلة اثنين) مليمول لكل لتر (مليمول/ ل).

- بعد ساعتين من تناوُل الوجبات أقل من 180 ملغم/ دل (10 مليمول/ لتر).

ولكن كنهج عملي، توضح جمعية السكري الأميركية أن هذه الأهداف غالباً ما تختلف اعتماداً على مقدار عمر المريض وصحته الشخصية. ولذا ينبغي أن توضع لكل فرد وبشكل منفصل، القياسات المُستهدفة علاجياً لنسبة سكر الدم. وبالتالي قد يكون لدى بعض الأشخاص أهداف أعلى قليلاً لضبط مستوى سكر الدم، لمنع حصول تداعيات انخفاضه، ومنهم على وجه الخصوص:

- مَن هم في سن 60 عاماً أو أكبر.

- مَن يواجهون حالات طبية أخرى، مثل مرض الكلى أو القلب أو الرئة.

- انخفاض القدرة على الشعور بانخفاض مستويات السكر في الدم نتيجة وجود اعتلال عصبي بسبب السكري.

استخدام الجهاز التقليدي

استخدام الجهاز التقليدي لقياس السكر يتطلب عينة صغيرة من الدم، يتم أخذها عادة من طرف أحد الأصابع. ثم يتم وضع قطرة الدم تلك على شريط قياس يُستخدَم مرة واحدة. ووفق ما يذكره أطباء «مايوكلينيك»، فإن الطريقة السليمة لإجراء ذلك:

- اغسل يديك وجففهما جيداً. (الطعام والمواد الأخرى قد تتسبب في قراءة غير دقيقة).

- أدخل شريط قياس في مقياسك.

- قم بوخز جانب طرف إصبعك باستخدام الإبرة (الواخزة) الواردة مع مجموعة القياس.

- المس نقطة الدم بحافة شريط القياس مع تثبيته.

- سيعرض المقياس مستوى السكر في دمك على الشاشة بعد ثوانٍ قليلة.

ويضيفون أنه يجب استخدام مقاييس السكر في الدم وصيانتها بطريقة ملائمة. واتباع هذه النصائح للتأكد من الاستخدام الملائم:

- راجع تعليمات دليل المستخدم الخاص بجهازك، فالخطوات قد تتغير من جهاز إلى آخر.

- لا تستخدم سوى شرائط الاختبار المخصصة لمقياسك، وغير منتهية الصلاحية، وخزّنها وفقاً للتوجيهات المرفقة.

- احرص على إجراء فحوصات ضمان الجودة وفقاً للتوجيهات، وأحضر المقياس إلى الطبيب خلال مواعيدك الطبية للإجابة عن أي أسئلة، ولتوضيح كيفية استخدامه.

أوقات فحص نسبة السكر

نظراً لأن أعراض مرض السكري ومقدماته تظهر بشكل تدريجي، أو قد لا يكون من السهل رؤيتها، فقد طورت جمعية السكري الأميركية ADA إرشادات الفحص. وتوصي بفحص نسبة السكر في الدم لأي من الأشخاص التاليين للكشف عن مرض السكري:

- أي شخص لديه مؤشر كتلة جسم أعلى من 25 (أعلى من الطبيعي)، بغض النظر عن العمر، ولديه أحد عوامل خطر إضافية (ارتفاع ضغط الدم- اضطراب مستويات الكوليسترول- نمط الحياة غير نشط بدنياً- تاريخ متلازمة تكيس المبايض أو أمراض القلب- وجود قريب مصاب بداء السكري).

- يُنصح أي شخص أكبر من 35 عاماً بإجراء فحص أولي لسكر الدم. إذا كانت النتائج طبيعية، فيجب فحصها كل 3 سنوات بعد ذلك.

وإذا كانت النتائج غير طبيعية، فإن ذلك يكون إما:

> ارتفاعاً في نسبة سكر الدم بما يكفي لتشخيص الإصابة بمرض السكري، وهنا تبدأ المعالجة والمتابعة الطبية وسيُقرر الطبيب متى يجدر قياس نسبة السكر في الدم، وتكرار ذلك.

> ارتفاعاً في نسبة سكر الدم بما يكفي لتشخيص الإصابة بحالة «ما قبل السكري» Prediabetes، وهنا يُنصح بإجراء قياس نسبة سكر الدم مرة في كل عام.

- يُنصح النساء اللواتي أُصبن بسكري الحمل Gestational Diabetes، بإجراء فحص سكر الدم مرة كل 3 سنوات.

* استشارية في الباطنية

 


نظرة على مشروبات ومكملات الكولاجين

مسحوق الكولاجين وشرابه
مسحوق الكولاجين وشرابه
TT

نظرة على مشروبات ومكملات الكولاجين

مسحوق الكولاجين وشرابه
مسحوق الكولاجين وشرابه

ثمة ضجة هائلة تحيط بمشروبات ومكملات الكولاجين collagen drinks and supplements، مع ترويج بعض المشاهير والمؤثرين لفوائد مذهلة لهذه المشروبات والمكملات للبشرة والشعر والأظافر. ونظراً لأن الكولاجين داخل أجسامنا يوفر دعماً حيوياً لهذه الأنسجة، يبدو من المنطقي أن تناول الكولاجين ربما يسهم في اكتساب مظهر شبابي متلألئ... لكن ماذا يقول العلم؟

الكولاجين

ما الكولاجين؟ الكولاجين عبارة عن بروتين هيكلي رئيسي يوجد داخل أنسجتنا. ويوجد الكولاجين في الجلد والشعر والأظافر والأوتار والغضاريف والعظام. ويعمل الكولاجين بالتعاون مع عناصر أخرى، مثل حمض الهيالورونيك والإيلاستين، للحفاظ على مرونة الجلد وحجمه ورطوبته. كما يسهم الكولاجين في تكوين بروتينات، مثل الكيراتين الذي يشكل الجلد والشعر والأظافر.

جديرٌ بالذكر أن أجسامنا تُنتج الكولاجين بشكل طبيعي، وذلك باستخدام أحماض أمينية من أطعمة غنية بالبروتين أو غنية بالكولاجين، مثل مرق العظام واللحوم والأسماك. إلا أن الشيخوخة والأضرار الناجمة عن التعرض لأشعة الشمس وتناول الكحوليات تقلل جميعها من إنتاج الكولاجين.

وفيما يخص مشروبات الكولاجين، فإنها غالباً ما تحتوي على كولاجين من مصادر كثيرة مختلفة، مثل الأسماك ولحوم الماشية والدجاج. وعادةً ما تحتوي مشروبات الكولاجين على الببتيدات، وهي عبارة عن سلاسل قصيرة من أحماض أمينية تساعد في تكوين بروتينات أساسية في الجسم، بما في ذلك الكولاجين نفسه والكيراتين.

العلم ومنتجات الكولاجين

ماذا يقول العلم عن مشروبات ومكملات الكولاجين؟ تتضمن الأبحاث التي جرت حول الجلد:

- مراجعة وتحليل 19 دراسة، نُشرت في الدورية الدولية للأمراض الجلدية، شارك بها 1125 شخصاً. وشعر من تناولوا مكملات الكولاجين بتحسن في مستوى تماسك وليونة البشرة، بينما بدت التجاعيد أقل وضوحاً. وتبدو هذه النتيجة واعدة، لكن من غير الواضح ما إذا كان هذا التحسن ناتجاً عن الكولاجين، ذلك أن غالبية التجارب استعانت بمكملات متاحة تجارياً احتوت أكثر من مجرد الكولاجين: فيتامينات ومعادن ومضادات أكسدة وإنزيم كيو10 وحمض الهيالورونيك وسلفات الكوندرويتين، من بين عناصر أخرى.

- يُظهر بعض التجارب العشوائية المنضبطة أن تناول مكملات الكولاجين التي تحوي كميات كبيرة من ببتيدات بروليهيدروكسيبرولين prolylhydroxyproline وهيدروكسيبروليلغليسين hydroxyprolylglycine يمكن أن يحسّن مستوى رطوبة الجلد ومرونته وتقليل التجاعيد والخشونة به. ومع ذلك، تبقى ثمة حاجة لإجراء دراسات رفيعة المستوى للتعرف على ما إذا كانت المنتجات المتاحة تجارياً مفيدة وآمنة للاستخدام على المدى الطويل.

في الواقع، يكاد لا يتوفر دليل على أن تناول الكولاجين يعزز صحة الشعر والأظافر. وخلصت دراسة صغيرة أُجريت عام 2017 على 25 شخصاً يعانون من هشاشة الأظافر، إلى أن تناول 2.5 غرام من الكولاجين يومياً على مدار 24 أسبوعاً أدى بالفعل لتقليل مستوى الهشاشة وتحسين نمو الأظافر. ومع ذلك، فإن هذه الدراسة الصغيرة لم تتضمن مجموعة منضبطة تتناول بلاسيبو لمقارنتها بالمجموعة التي تتناول مكملات الكولاجين.

إلى جانب ذلك، لم تُجرَ أي دراسات على البشر لفحص فوائد مكملات الكولاجين على الشعر. في الوقت الراهن، ليس ثمة دليل طبي يدعم الادعاءات التسويقية التي تقول بأن مكملات أو مشروبات الكولاجين يمكنها تحسين معدل نمو الشعر ولمعانه وحجمه وسمكه.

مكملات ومشروبات

والآن، هل ينبغي لك تجريب تناول مكملات أو مشروبات الكولاجين؟

في الوقت الراهن، لا يوجد دليل كافٍ على أن تناول أقراص أو مشروبات الكولاجين يخلق فوارق فيما يخص صحة الجلد أو الشعر أو الأظافر. الحقيقة أن أجسامنا ليس بإمكانها تناول الكولاجين في صورته الكاملة. ومن أجل أن يدخل مجرى الدم، يجب تكسير الكولاجين إلى ببتيدات حتى يتمكن الجسم من امتصاصه عبر الأمعاء.

ويمكن تكسير هذه الببتيدات بدورها إلى اللبنات الأساسية التي تصنع البروتينات مثل الكيراتين، والتي تسهم في تكوين الجلد والشعر والأظافر. أو قد تشكل الببتيدات الكولاجين الذي يترسب بأجزاء أخرى من الجسم، مثل الغضاريف أو العظام أو العضلات أو الأوتار. وحتى هذه اللحظة، لم تُثبت أي دراسات بشرية بوضوح أن الكولاجين الذي تتناوله عن طريق الفم سينتهي به المطاف في جلدك أو شعرك أو أظافرك.

إذا كنت تسعى لتحسين ملمس البشرة ومرونتها وتقليل التجاعيد، من الأفضل لك التركيز على الحماية من أشعة الشمس واستخدام الرتينويدات الموضعية topical retinoids. جدير بالذكر أن أبحاثاً مكثفة في هذا الشأن أثبتت بالفعل أن هذه الإجراءات فاعلة.

إذا اخترت تجريب مكملات أو مشروبات الكولاجين، تنبغي لك مراجعة قائمة المكونات والمعلومات الخاصة بالبروتين. تجنب المكملات التي تحتوي على الكثير من المواد المضافة. تحقق المنتجات التي تحتوي على كميات عالية من بروليهيدروكسيبرولين وهيدروكسيبروليلغليسين، أداءً أفضل في تقليل التجاعيد وتحسين مستوى رطوبة الجلد.

وعليك استشارة طبيبك قبل الشروع في تناول أي مكملات جديدة. ويجب على الأشخاص المعرضين للإصابة بالنقرس أو الذين يعانون من حالات طبية أخرى تتطلب منهم الحد من البروتين، الامتناع عن تناول مكملات أو مشروبات الكولاجين.

الخلاصة

لا تتوفر تجارب واسعة النطاق لتقييم فوائد مكملات الكولاجين التي يجري تناولها عن طريق الفم لصحة الجلد والشعر. إذا كنت تشعر بالقلق بخصوص شعر خفيف أو باهت، أو أظافر هشة، أو ترغب في الحفاظ على بشرة ناعمة وصحية، تحدث إلى طبيبك أو طبيب أمراض جلدية للحصول على المشورة بشأن مجموعة الخيارات المتاحة أمامك.

علاوة على ذلك، يمكن أن تفيدك الإرشادات التالية:

- اتبع أسلوب حياة صحياً، واتبع نظاماً غذائياً متوازناً يتضمن أطعمة غنية بالبروتين.

- إذا كنت تدخن، عليك الإقلاع عن التدخين.

- عليك تقليل تناول الكحوليات.

- احرص على استخدام كريم واقٍ من الشمس يومياً، وتذكر إعادة وضعه كل ساعتين.

- ارتد قبعات وملابس واسعة أو واقية من الأشعة فوق البنفسجية، عندما تقضي وقتاً طويلاً في الشمس.

* مدونات هارفارد الصحية

- خدمات «تريبيون ميديا»


السعال الديكي... عدوى تنفسية قاتلة

شعار المؤتمر
شعار المؤتمر
TT

السعال الديكي... عدوى تنفسية قاتلة

شعار المؤتمر
شعار المؤتمر

تشير تقارير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأميركية (CDC) إلى أن اللقاح المدمج (Tdap) يقي من أمراض التيتانوس والدفتيريا والسعال الديكي. وقد أصبح كل من مرض التيتانوس والدفتريا نادرين في الوقت الحاضر، على العكس من مرض السعال الديكي الذي بدأت حالاته تصل إلى مستويات مثيرة للقلق، والرضع هم الأكثر عرضة للإصابة به.

يحصل الرضيع على الجرعة الأولى من التطعيم الواقي من السعال الديكي ابتداء من سن شهرين، فتبدأ المناعة لديه تتطور تدريجياً، ويلزم تكرار الجرعات في سن 4 أشهر، و6 أشهر، وسنة، لكي تتطور المناعة الكافية. لذا فالرضيع في الأشهر الأولى من حياته، غير محمي بصورة كاملة ضد السعال الديكي.

لذا فإن إعطاء الأم الحامل في نهاية الحمل (في الأسابيع 27- 36) التطعيم ضد السعال الديكي بلقاح مدمج يحتوي على تطعيم ضد التيتانوس والدفتيريا اسمه (Tdap)، يمنحها قدرة على تطوير أجسام مضادة ضد السعال الديكي بمستوى عالٍ، وهي بدورها تنقل أقصى كمية من هذه الأجسام المضادة عبر المشيمة إلى الجنين في رحمها، فيحصل الرضيع المولود على وقاية كافية حتى يتمكن من الحصول على التطعيم بنفسه. كذلك، إعطاء التطعيم للأم سوف يقيها نفسها من العدوى بالسعال الديكي، وكذلك يمنعها من إصابة رضيعها بالعدوى.

مؤتمر طبي

أقامت الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع، بالتعاون مع شركة «غلاسكو» الطبية، وملتقى الخبرات لتنظيم المعارض والمؤتمرات الطبية، أول من أمس (الأربعاء)، مؤتمراً طبياً بعنوان «تحصين الأم الحامل باللقاح المدمج (Tdap): مراجعة الأدلة والتوصيات الحالية Tdap Maternal Immunization: a review of the current evidence and recommendations» تحدث فيه استشاريون متخصصون في الأمراض المعدية وطب النساء والولادة والجراحات النسائية خفيفة التوغل (MIGS). وبحث المؤتمر أحدث المعلومات والتوصيات المتعلقة بتحصين الأمهات الحوامل بلقاح (Tdap) للمحافظة على صحة الأطفال من فترة ما بعد الولادة إلى سن شهرين، نظراً لعدم القدرة على إعطائهم بعض اللقاحات خلال هذه المرحلة من العمر، وذلك تماشياً مع توصيات وزارة الصحة فيما يخص اللقاحات المخصصة للبالغين، بمن فيهم النساء الحوامل، وتوافقاً مع أهداف ومرتكزات «رؤية المملكة 2030» الرامية إلى تحسين جودة الحياة في المجتمع السعودي.

وتحدث إلى «صحتك» الدكتور محمد سمنودي، استشاري الأمراض الباطنة والأمراض المعدية والزراعة بمستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة، وأستاذ مساعد بجامعة أم القرى وأحد المتحدثين في المؤتمر؛ وفي البداية أعطى تعريفات بسيطة مع تفصيلات علمية لمرض السعال الديكي وكيفية الوقاية منه.

السعال الديكي

السعال الديكي (Pertussis or Whooping Cough) عدوى شديدة بالجهاز التنفسي، تسببها بكتيريا البورديتيلة السعال الديكي (Bordetella pertussis)، ويمكن أن يحدث من خلال الاتصال المباشر وجهاً لوجه، أو ملامسة إفرازات الجهاز التنفسي المصابة. وهو يؤثر على جميع الأعمار؛ لكن الأطفال أكثر عرضة له. تشمل أعراضه: حمى خفيفة، وسيلان الأنف، والسعال الذي يتطور في الحالات النموذجية تدريجياً إلى سعال حاد يتبعه صياح أو شهقة (whooping) ومن هنا أتى الاسم الشائع «السعال الديكي».

معدل الإصابة بالسعال الديكي أعلى عند الرضع، وخصوصاً أولئك الذين لم يكملوا جدول التطعيم الأساسي. هذا على المستوى العالمي، وهذه بعض الأمثلة:

- في إنجلترا، تُظهر بيانات مراقبة الصحة العامة أن معدل الإصابة بالسعال الديكي (IR) في عام 2019 كان الأعلى بين الأطفال الذين تقل سنهم عن 3 أشهر، وكان معدل الإصابة 52/ 100 ألف، وكان عدد الحالات أعلى بنسبة 69 في المائة عن عام 2018. إدخال لقاح Tdap للأم (التيتانوس والدفتيريا ولقاح السعال الديكي اللاخلوي) أدى إلى انخفاض معدل الإصابة بالسعال الديكي عند الرضع الذين تقل سنهم عن 3 أشهر؛ لأن هذه الفئة السنية أصغر من أن تتلقى التطعيم الأولي الكامل، لذا فهي لا تزال معرضة لخطر الإصابة بالمرض.

- في أميركا، تُظهر البيانات المأخوذة من النظام الوطني لمراقبة الأمراض المبلغ عنها (NNDSS) التابع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن السعال الديكي في عام 2018 كان أعلى بشكل ملحوظ في الأطفال الذين تقل سنهم عن سنة واحدة (> 52/ 100 ألف) مقارنة بأي فئة سنية أخرى (أقل من 13.5/ 100 ألف).

- في البرازيل، كانت هناك عودة لظهور السعال الديكي منذ عام 2010. أظهر تحليل بيانات المراقبة من 2010- 2015 أن الأطفال أقل من سنة واحدة كانوا يمثلون 61.9 في المائة من جميع الحالات، والأطفال الذين تتراوح سنهم بين 1 و4 سنوات يمثلون 15.6 في المائة من الحالات، و22.5 في المائة من الحالات كانت في الأفراد الذين تزيد سنهم على 4 سنوات. بالنسبة للوفيات، فمن بين 415 وفاة ناجمة عن السعال الديكي، كان 405 (97.6 في المائة) تتعلق بالأطفال الذين تقل سنهم عن سنة واحدة.

- في نيوزيلندا، في عام 2018، كان أعلى معدل إبلاغ إصابات عن الأطفال الرضع الذين تقل سنهم عن سنة واحدة (305.5/ 100 ألف) يليهم الأطفال الذين تتراوح سنهم بين 1و 4 (150.2/ 100 ألف)، و5-9 (124.4/ 100 ألف) و10-14 (98.4/ 100 ألف). تم التنويم بالمستشفيات لما يقرب من 51 في المائة (95/ 184) من حالات الأطفال الذين تقل سنهم عن سنة، كان نصفهم -تقريباً- لم يتلقوا التطعيم، بسبب صغر السن عند بعضهم (أقل من 6 أسابيع) وبالتالي فهم غير مؤهلين بعد للتلقيح.

أعباء السعال الديكي

أوضح الدكتور محمد سمنودي أن عبء السعال الديكي يؤثر بشكل غير متناسب على الأطفال الصغار، مقارنة بالفئات السنية الأخرى، فهو يؤثر بشكل كبير على الرضع من الأطفال الذين تقل سنهم عن سنة. في الولايات المتحدة حوالي 50 في المائة تتطلب حالاتهم العلاج في المستشفى، ومعدلات الاستشفاء هي الأعلى في أولئك الذين تقل سنهم عن 3 أشهر، يليهم أولئك الذين تتراوح سنهم بين 3 و6 أشهر.

أما عن المضاعفات فتشمل: انقطاع النفس 61 في المائة. التهاب رئوي 23 في المائة. تشنجات حوالي في المائة. اعتلال دماغي 0.3 في المائة. وفاة 1 في المائة.

وأظهرت دراسة تم فيها تحليل بيانات 1023 رضيعاً مصاباً بالسعال الديكي، أن حالات السعال الديكي كانت أكثر عرضة للدخول إلى المستشفيات في غضون 14 يوماً بعد تاريخ المؤشر (أول مطالبة بتشخيص السعال الديكي) 31.8 في المائة مقابل 0.5 في المائة؛ وكانت هذه أعلى نسبة في الأفراد الأصغر سناً: 59 في المائة من الأطفال المصابين بالسعال الديكي الذين تقل سنهم عن شهر يحتاجون إلى العلاج في المستشفى، مقارنة بـ10 في المائة من الأطفال الذين تم تشخيصهم في سن 7- 12 شهراً، وفقاً لـ(WHO, April 2021).

كان متوسط تكاليف الرعاية الصحية المعدلة أثناء المتابعة أعلى بـ8271 دولاراً بين حالات السعال الديكي، بسبب تكاليف تنويم المرضى، وفقاً لـ(CDC، March 2021).

دراسات عالمية حديثة

• دراسة تحصين الأمهات بلقاح (4 في 1) Tdap-IPV في إنجلترا:

أشار الدكتور سمنودي إلى الدراسة التي أجريت على 243 حالة مع الضوابط المتطابقة، وتم فيها تحصين الأمهات باستخدام اللقاح Tdap-IPV وكان فعالاً في الوقاية من مرض السعال الديكي عند الرضع الصغار في إنجلترا.

وأوصت اللجنة الاستشارية الوطنية بتحديث التوصيات بشأن توقيت التطعيم أثناء الحمل، لتقديم اللقاح في وقت أبكر من الفترة الموصى بها سابقاً، وتغيير التوجيه للتطعيم في الأسبوع 20 (ويمكن التبكير من الأسبوع 16).

قُدرت فعالية اللقاح Vaccine effectiveness (VE) في السنة الأولى من البرنامج في إنجلترا بأكثر من 91 في المائة ضد المرض، و95 في المائة ضد الوفاة، للأطفال الرضع الذين تقل سنهم عن 3 شهور، والذين تلقت أمهاتهم dT5aP-IPV قبل أسبوع واحد على الأقل من الولادة.

• دراسة تحصين الأمهات بلقاح GSK Tdap في إسبانيا (فالنسيا):

أجريت دراسة مستقبلية متطابقة (1: 3) للحالات والضوابط على مدى عام كامل، شملت 88 رضيعاً غير محصنين تقل سنهم عن 3 أشهر (22 حالة و66 ضابطة)، بهدف تقدير فعالية اللقاح في حماية الأطفال حديثي الولادة من عدوى السعال الديكي المؤكدة مختبرياً في منطقة فالنسيا بإسبانيا؛ حيث بدأ برنامج تطعيم الأمهات ضد السعال الديكي أثناء الحمل في يناير (كانون الثاني) 2015، مع توصيات بأن يتم إعطاء النساء الحوامل جرعة واحدة من لقاح Tdap بين الأسبوعين 27 و36 من الحمل.

كانت فعالية لقاح Tdap لتحصين الأمهات في الوقاية من مرض السعال الديكي عند الرضع الذين تقل سنهم عن 3 أشهر، والمعدلة لاستخدام الرضاعة الطبيعية، 90.9 في المائة.

• دراسة تحصين الأمهات بلقاح Tdap في أستراليا:

أشارت نتائج الدراسات إلى أن لقاح الأم ضد السعال الديكي كان فعالاً للغاية في الوقاية من الأمراض الشديدة عند الرضع، ولكنه كان أقل فعالية في الوقاية من الأمراض الأكثر اعتدالاً التي لا تتطلب دخول المستشفى.

* استشاري طب المجتمع


الارتباط الآمن بالآباء يعزز ثقة الأبناء

الارتباط الآمن بالآباء يعزز ثقة الأبناء
TT

الارتباط الآمن بالآباء يعزز ثقة الأبناء

الارتباط الآمن بالآباء يعزز ثقة الأبناء

من المعروف أن ارتباط الأبناء والآباء يعدّ علاقة غريزية في جميع المخلوقات. وعلى الرغم من أن هذه العلاقة طبيعية وبديهية تماماً، فإن توصيف هذا «الارتباط (attachment)» بـ«الآمن» هو الذي يحتاج لتوضيح وشرح. ولذلك كتب الباحثون في علم النفس الإكلينيكي في «عيادة كليفلاند (Cleveland Clinic)» مقالة عن معنى الارتباط الصحي بين الآباء والأبناء ومقوماته، ونشرت هذه المقالة في نهاية شهر مايو (أيار) من العام الحالي في الموقع الطبي الإلكتروني لـ«علم النفس المبسط (Simply Psychology)».

الطفل والأب

يحدث الارتباط بين الطفل والمحيطين به في فترة مبكرة جداً من العمر تقريباً بعد نحو 6 أسابيع من الولادة، ويستمر حتى يبلغ الرضيع ما بين 6 و8 أشهر؛ حيث يبدأ الطفل في تكوين تفضيل لشخص معين. وفى الأغلب يكون هذا الشخص هو الأم. ويظهر الضيق عند فصله عن الأم في صورة البكاء ويرتاح لوجودها بجانبه. ولكن هذه المشاعر لا تكون بالنضج الكافي لتمييز الأم في هذه المرحلة، ثم يحدث بعد ذلك الارتباط الواضح في الفترة ما بين 6 و8 أشهر وتستمر حتى عمر 18 أو 24 شهراً حيث يلتصق الطفل بأمه تقريباً ويظهر القلق والحزن عند فصله عنها.

أوضح الباحثون أن الارتباط الآمن هو الذي يحدد شكل العلاقات الاجتماعية للطفل لاحقاً في البلوغ ويكسبه القدرة على تكوين علاقات صحية بمرور الوقت؛ بدءاً من تعزيز احترام الذات، إلى تحسين المرونة في التعامل مع الآخرين. وقد لاحظ العلماء بواسطة التجارب السريرية أن سلوكيات الأطفال وردود الفعل لديهم عندما يحدث انفصال قصير بينهم وبين ذويهم ثم إعادة لمّ الشمل بعد ذلك بفترة بسيطة، شملت صفات مميزة لأربعة أنماط رئيسية للارتباط، وكانت على الترتيب: «الارتباط الآمن (Secure)» و«الارتباط المقاوم للقلق (Anxious-resistant)» و«الارتباط الذي يتميز بالتجنب (Avoidant)» وأخيراً «الارتباط غير المنظم (disorganized attachment)».

من بين الأنماط الأربعة (الآمن، والمقاوم للقلق، والمتجنب، وغير المنظم) لارتباط الطفل بوالديه أو من يحل محلهم، عدّ الباحثون جميع الأنماط باستثناء «الارتباط الآمن» غير آمنة؛ والسبب في ذلك أن إحساس الأمان هو الذي يتيح للطفل الثقة بالأبوين والتعلم منهما والتطور بعد ذلك بشكل تلقائي. وتبين أن الأطفال الذين تمتعوا بالرعاية الكافية من الآباء والشعور بالأمان كانوا أقل توتراً وأخف حدة في ردود الفعل وأيضاً أكثر استعداداً لتجربة أشياء جديدة، ولديهم حب الاستكشاف، كما كانوا أفضل في حل المشكلات، وتمتعوا بعلاقات اجتماعية أفضل بالآخرين.

علاقة متوازنة

أكد العلماء أن الارتباط غير الآمن لا يعني بالضرورة الإيذاء المباشر للطفل أو تعنيفه، ولكنه مجرد التخلي عنه، أو عدم الاهتمام به بالشكل الكافي، أو الاهتمام المشروط بالطفل؛ بمعنى إساءة المعاملة في نوع من العقاب في حال ارتكاب الطفل خطأ معيناً. لذلك؛ جرى تصنيف كل الأنماط حتى «المقاومة للقلق» بـ«غير الآمنة»؛ لأن الطفل يجب أن يشعر بالاهتمام والحب بغض النظر عن سلوكه أو الأزمات التي يمكن أن يتعرض لها؛ مما يجعله يشعر بالاطمئنان؛ والعكس صحيح تماماً. وعندما يكون لدى الأطفال تجارب سلبية أو غير متوقعة مع الآباء يتولد لدى الطفل قناعة أنه لا يمكن الاعتماد على البالغين عموماً، ويجد صعوبة في الثقة بالآخرين بسهولة.

نصح الباحثون الآباء بضرورة عمل علاقة متوازنة بالأبناء بحيث تشمل الحميمية والاستقلالية في الوقت نفسه حتى يتمكن الأبناء من اتخاذ القرارات من تلقاء أنفسهم ويكتسبون الثقة بقدراتهم الإدراكية، وليس معنى الارتباط الآمن أن يقوم الآباء بملازمة الأبناء طوال الوقت ومحاولة حمايتهم الدائمة، مما يؤدي في النهاية إلى فصلهم عن بيئتهم ومجتمعهم، وعدم اكتسابهم أي خبرات، ويجعل منهم شخصيات اعتمادية، ويشعرون بالفزع في حال انفصالهم عن الآباء لسبب أو لآخر.

هناك بعض المؤشرات والأمثلة التي توضح للآباء أنهم في علاقة صحية بأطفالهم يحكمها الحب والاحترام، وليس الخوف والحرص على عدم العقاب، مثل الاستجابة الإيجابية لعودة الوالدين إلى المنزل بعد العمل، وفرحة الأطفال والرغبة في مشاركتهما تفاصيل اليوم، وينعكس ذلك على الأطفال في تعاملاتهم مع الآخرين التي تتسم بالود والثقة، ويكسب الأطفال القدرة على اللعب في مناطق جديدة ومع أصدقاء جدد من دون خوف، ورغبة في خوض التجارب المختلفة مع الشعور بالراحة وعدم الرهبة.

ومن أهم العلامات أن يقوم الأبناء بتفضيل قضاء الوقت مع الآباء أكثر من الغرباء، وأيضاً مطالبة الآباء باستمرار بقضاء وقت إضافي للراحة في المنزل؛ مما يدل على استمتاعهم بوجودهم.

تبعاً لـ«منظمة طرق توضيح المساعدة (HelpGuide.org)» وهي منظمة غير ربحية تقدم معلومات عن الصحة النفسية؛ فإن الارتباط الآمن يعزز تطور المناطق المسؤولة عن العواطف والتواصل الاجتماعي في القشرة الأمامية للمخ؛ حيث تشكل هذه العلاقة أساس قدرة الطفل على إقامة اتصالات صحية مع الآخرين، مثل التعاطف والتفهم والحب، ويجري تعلمها أول مرة خلال مرحلة الطفولة.

أكد علماء النفس الإكلينيكي أن الارتباط الآمن يعدّ استثماراً مدى الحياة؛ لأن فوائده لا تتعلق فقط بالأطفال، ولكن تنعكس بالإيجاب على الآباء أيضاً؛ سواء وقت رعايتهم أطفالهم وتمتعهم بالحميمية والصحة النفسية مع عائلاتهم، ولاحقاً في عمر الشيخوخة حيث يتمتع هؤلاء الذين ارتبطوا بعلاقة جيدة بأبنائهم بصحبتهم وصحبة الأحفاد في الكبر في الوقت الذي يحيط بهم الفراغ والوحدة، وهو الأمر الذي يكون وقاية من كثير من الأمراض النفسية والعضوية أيضاً.

* استشاري طب الأطفال


استشارات

استشارات
TT

استشارات

استشارات

تفاحة آدم

• ما وظيفة تفاحة آدم؟ وهل يمكن تصغير حجمها؟

- هذا ملخص أسئلتك. ولاحظ معي أن مصطلح «تفاحة آدم» يشير إلى النتوء المرئي في مقدمة حلق بعض الناس. وهو مصنوع من غضروف، مهمته توفير حماية أمامية لصندوق الصوت في الحنجرة. وغير وظيفة الحماية هذه لا يُعرف أن لهذا الغضروف وظيفة أخرى. ورغم اعتقاد بعض الباحثين أن كبر حجم «تفاحة آدم» يلعب دوراً في تعميق الصوت ونضجه، فإنه لا يوجد دليل علمي ملموس حتى الآن على ذلك. وكبر حجمها لا يجعل المرء يتحدث بشكل أوضح أو بصوت أعلى من المعتاد؛ بل عمق الصوت له علاقة بحجم صندوق الصوت.

وكل شخص لديه هذا الغضروف في هذه المنطقة أمام الحنجرة، ولكنه ينمو بشكل أكبر لدى بعض الذكور خلال فترة البلوغ. وإذا أراد المرء أن يعرف مكان هذا النتوء أمام الحنجرة، عندما لا يمكن رؤية النتوء في السطح الأمامي للرقبة، فإنه يمكن أن «يشعر» بمكان الحنجرة. ووسيلة الشعور بذلك تكون عبر لمس مقدمة السطح الأمامي للرقبة، وإصدار أصوات الهمهمة بصوت عالٍ، وعندما يجد المنطقة التي تكون فيها الاهتزازات ملموسة بشكل أقوى، فإن الحنجرة خلفها.

وللتوضيح: خلال فترة البلوغ تحصل للمراهقين عدة تغييرات جسدية، بما في ذلك نمو الحنجرة (صندوق الصوت). وعند الذكور يمكن أن يبرز الجزء الأمامي من غضروف الغدة الدرقية حول الحنجرة إلى الخارج، مكوناً «تفاحة آدم».

وتشريحياً، وإضافة إلى القصبة الهوائية، توجد 9 غضاريف في منطقة الحنجرة في الرقبة. أكبرها الغضروف الدرقي الذي يشكل «تفاحة آدم». وبقية الغضاريف الأخرى تكوّن الأجزاء الأخرى من الحنجرة. وهي: الغضروف الحلقي (تحت الغضروف الدرقي مباشرة)، وغضروف لسان المزمار (يغلق مدخل الحنجرة ويحميه أثناء عملية بلع الطعام، لكيلا يدخل الطعام إلى القصبة الهوائية)، وغضروفان هرميان (يكونان جزءاً من الحنجرة وتشد إليهما الحبال الصوتية)، وغضروفان قَرينيان، وغضروفان إسْفينيان.

وتبدو «تفاحة آدم» من الخارج كنتوء صغير مستدير في مقدمة الحلق. وفي داخل الجسم يحتوي الغضروف الدرقي المحيط بـ«تفاحة آدم» على صفيحتين من الغضروف. وتلتحم هاتان الصفيحتان في مقدمة الحلق، وتشكلان شكل حرف «V» بالإنجليزية.ورغم اختلاف حجم «تفاحة آدم» من شخص لآخر، فإنها عادة ما تكون بحجم أكبر لدى الذكور مقارنة بالنساء. وحتى لدى الرجال غالباً ما تكون غير مرئية إلا لدى البعض منهم. ولكن في كل الأحوال، لا تأثير للأمر على صحة الإنسان، إلا أن بعض الأشخاص قد يختار إجراء جراحة تجميلية لجعل «تفاحة آدم» أصغر. وهذا ممكن، وله تقنية جراحية معروفة لدى الجراحين.

ولكن هناك حالات أو اضطرابات مرضية قد تؤثر على «تفاحة آدم». ومن الممكن تبعاً لذلك الشعور بألم فيها. وذلك نتيجة إما التهاب الحلق، وإما نزلة برد الزكام، وإما التهاب الغدة الدرقية الحاد، وإما تضخم الغدة الدرقية، وإما التهاب المريء، وحالات أخرى. وربما ترافق ذلك صعوبات في البلع أو صفير أثناء أخذ النفس أو السعال أو غيرها من الأعراض. وحينها قد تجدر مراجعة الطبيب إذا استمرت هذه الأعراض.

تليّف وتشمّع الكبد

• لماذا يحصل تليف الكبد؟ وهل هو شيء مختلف عن تشمع الكبد؟ وما أضرار ذلك؟

- هذا ملخص أسئلتك عن إصابة أحد أفراد أسرتك بتليف الكبد. ويعتقد الطبيب أن ذلك بسبب الالتهاب المزمن في الكبد بفيروس «سي». ولاحظ معي أن التليُّف هو تشكُّل كمية كبيرة (وبشكل غير طبيعي) من الأنسجة النَّدبية (الليفية) في الكبد. وهذا التراكم غير الطبيعي للأنسجة الليفية يحصل عندما يحاول الكبد إصلاح نفسه واستبدال الخلايا المُتضرِّرة، نتيجة أسباب مرضية التهابية عدة، ألحقت الضَّرر بالكبد.

ويؤدي تطور هذا التندُّب الليفي إلى درجة شديدة، إلى تشمع الكبد. والتليُّف في حدِّ ذاته لا يتسبب في ظهور أي أعراض، أما التشمّع فيمكن أن يُسبب أعراضاً. أي أن تليُّف وتشمُّع الكبد هما نتيجة لأسبابٍ أخرى لتضرُّر الكبد، وتشمّع الكبد مرحلة متقدمة من تليّف الكبد.

ويستطيع الأطباء تشخيص وجود التليف، وتقدير مدى شدَّته، وفق نتائج اختبارات الدَّم وفحوصات الأشعة، ونتيجة إجراء خزعة (عينة) الكبد.

وثمة أسباب عدة لتليّف الكبد، مثل التهابات الكبد الفيروسية المزمنة، وتناول أنواع من الأدوية، والإفراط لفترات طويلة في تناول الكحول، وحالة الكبد الدهني، واضطرابات مرضية عدة في قنوات الصفراء المرارية، وغيرها.

وفي الخلفية، تنشأ حالة التليُّف عندما يتضرَّر الكبد بشكل متكرِّرٍ أو مستمر، من عمليات الالتهابات، وليس مجرد إصابة واحدة وإن كانت شديدة، كالتهاب الكبد الحاد. وهذه الالتهابات إما بسبب ميكروبات (كالفيروسات)، وإما مواد كيميائية (كحول أو حديد أو نحاس أو مركبات كيميائية أخرى)، وإما تفاعلات اضطرابات المناعة الذاتية، وإما تراكم الشحوم في الكبد، وإما غيرها. وفي كل مرة يتكرر فيها تضرر الكبد، يقوم الكبد بإصلاح نفسه عبر صنع خلايا كبديَّة جديدة، وربطها بمزيد من الألياف في شبكة النسيج الضام في بنيته الداخلية.

وكبر حجم الأنسجة الليفية يبقى دائماً، أما خلايا الكبد فإنها تتلف وتموت. ومع تكرار حالات تضرر الكبد (كما يحصل في التهاب الكبد المُزمن)، تقل المساحة المتاحة لوجود خلايا الكبد بسبب ازدياد حجم وانتشار الأنسجة الليفية في الكبد. والأنسجة الليفية لا تؤدي أي مهمة مفيدة للجسم؛ بل تشوه بنية الكبد الداخلية، وتعيق تدفق الدم خلال أنسجته، ما يتسبب في موت مزيد من خلايا الكبد، وحصول مزيد من الضعف في قدرات الكبد على أداء وظائفه المهمة والمتعددة والمطلوب إجراؤها طوال الوقت.

ومع تطور الحالة إلى تشمّع الكبد (التندُّب الشديد)، تبدأ أعراض ضعف الكبد وتداعياته على أجهزة وأعضاء الجسم الأخرى.

وهناك تداعيات وظيفية وتداعيات أخرى هيكلية، تصيب كلاً من الكبد وأجزاء الجسم الأخرى. ومن تلك التداعيات: زيادة ضغط الدَّم في الوريد الذي ينقل الدَّم من الأمعاء إلى الكبد (الوريد البابي). وبالتالي حصول دوالي (تضخم وتوسع الأوردة) في أسفل المريء، وزيادة احتمال حصول النزيف الدموي الشديد منها، وتراكم السوائل في الساقين. كما يتسبب ارتفاع ضغط الدم البابي في تراكم مزيد من الدم في الطحال. والأهم، في حبس خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية في الطحال. وهذا يجعل الطحال متورماً، وهي حالة تُعرف بتضخُّم الطحال. يمكن أن يكون انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية في الدم أولى علامات التشمع.

وأيضاً تحصل حالة اليرقان عندما يعجز الكبد المريض عن التخلص بكفاءة من مركبات البيليروبين من الدم. ويسبب اليرقان اصفرار الجلد وبياض العينين وغمق لون البول.

كما أن تراكم المواد الكيميائية التي على الكبد السليم التخلص منها، يضر بالقدرات الذهنية والدماغية. وللتوضيح، فإن الكبد التالف بفعل التشمع لا يستطيع تنقية الدم من السموم كما يفعل الكبد السليم. وحينئذٍ يمكن لهذه السموم أن تتراكم في الدماغ، وتسبب التشوش الذهني وصعوبة التركيز. وتُعرف هذه الحالة باسم الاعتلال الدماغي الكبدي. ويمكن أن يتطور الاعتلال الدماغي الكبدي مع الوقت إلى عدم التجاوب أو الغيبوبة.


«بازلاء» لا طعم لها تساعد الكوكب

يطور العلماء بازلاء لا تشبه طعم البازلاء (أرشيفية)
يطور العلماء بازلاء لا تشبه طعم البازلاء (أرشيفية)
TT

«بازلاء» لا طعم لها تساعد الكوكب

يطور العلماء بازلاء لا تشبه طعم البازلاء (أرشيفية)
يطور العلماء بازلاء لا تشبه طعم البازلاء (أرشيفية)

مع ازدياد أعداد الناس الذين يلجأون إلى الأغذية النباتية، فإنهم يأملون في إنتاج بديل أكثر ملاءمة لكوكب الأرض، وأيسر في الزراعة محلياً من استيراد فول الصويا، وفقاً لـ«بي بي سي».

يُذكَر أن البازلاء غنية بالبروتين، لكن من الصعب إخفاء مذاقها عندما تُستخدم بديلاً للحوم، بكَميات كبيرة في الأطباق النباتية. وكان قد اكتشف العلماء منذ 30 عاماً جيناً لنكهة البازلاء، ثم توقفت البحوث؛ لانعدام جدواها، والآن يمكن أن تكون قاعدة لصناعة جديدة.

وقالت الدكتورة كلير دوموني، من مركز جون إينيس في نورويتش، إحدى العالِمات اللاتي يعملن على المشروع: «لقد تغيَّر العالم، والناس، على نحو متزايد، يريدون بروتيناً نباتياً في أنظمتهم الغذائية، وليس حيوانياً. والبازلاء بلا نكهة أصبحت فجأةً نكهة العصر».

وتستورد المملكة المتحدة 4 ملايين طن من الصويا سنوياً للغذاء والأعلاف الحيوانية، مع استخدام نصف مليون طن للأطعمة النباتية، وفقاً لمؤسسة «إبداع المملكة المتحدة»، الوكالة الحكومية المعنية بالابتكار. يأتي أغلب الاستيراد من أميركا الجنوبية، حيث ارتبط إنتاج الصويا بتدمير الغابات المطيرة.

ووفقاً لوكالة الإبداع الحكومية البريطانية، فإن الطلب ينمو بنسبة 30 في المائة سنوياً على بدائل اللحوم، وبنسبة 50 في المائة على الحليب الخالي من الألبان، ونسبة 40 في المائة على بدائل الجبن. ومن الممكن أن تعمل زيادة إنتاج البازلاء بواسطة مزارعي المملكة المتحدة على سد هذه الفجوة.

وللبازلاء مؤهلات رائعة وصديقة للبيئة. لا تتطلب المحاصيل الأسمدة الغنية بالنيتروجين، والتي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة. وفي الواقع، فإنها تعيد النيتروجين والمواد المغذِّية الأخرى إلى التربة، مما يُقلل كثيراً الحاجة إلى الأسمدة فيما يدير المزارعون محاصيلهم.

لكن في حين أن كثيراً من الناس يحبونها، يمكن أن تشكل نكهتها عائقاً في المنتجات النباتية، حتى إذا كنت تحاول فطام نفسك عن تناول اللحوم، فربما لا ترغب في أن يكون مذاق البرغر النباتي كمذاق البازلاء.


عوامل جينية تفسّر جزئياً سبب الإصابة بشكل من النوبات القلبية يطال النساء تحديداً

أثبتت الدراسة وجود صلة بين ارتفاع ضغط الدم وخطر الإصابة بالتسلخ التلقائي للشريان التاجي (أرشيفية)
أثبتت الدراسة وجود صلة بين ارتفاع ضغط الدم وخطر الإصابة بالتسلخ التلقائي للشريان التاجي (أرشيفية)
TT

عوامل جينية تفسّر جزئياً سبب الإصابة بشكل من النوبات القلبية يطال النساء تحديداً

أثبتت الدراسة وجود صلة بين ارتفاع ضغط الدم وخطر الإصابة بالتسلخ التلقائي للشريان التاجي (أرشيفية)
أثبتت الدراسة وجود صلة بين ارتفاع ضغط الدم وخطر الإصابة بالتسلخ التلقائي للشريان التاجي (أرشيفية)

تلعب العوامل الجينية دوراً بارزاً في تفسير شكل من النوبات القلبية يطال بصورة أساسية النساء اللاتي دون الستين وبصحة جيدة، على ما بيّنت نتائج دراسة واسعة قد تتيح توفير رعاية أفضل لهؤلاء المرضى.

وتقول غاييل مارتن (59 عاماً) التي تعرّضت لنوبة قلبية قبل خمس سنوات «لم أكن أعاني من الكوليسترول بل كنت رياضية»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وكانت النساء تُعتبر لفترة طويلة بمنأى نسبياً عن الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وعلى عكس انسداد العضلة القلبية الذي يصيب بشكل رئيسي الرجال كبار السن أو مَن يعانون وزناً زائداً، فإنّ تسعة من كل عشرة مصابين بالتسلخ التلقائي للشريان التاجي المُسبب للنوبات القلبية، هم نساء تتراوح أعمارهنّ بين 40 و60 سنة ولا يظهرن أي مشاكل صحية.

ويتعيّن على غاييل أن تتلقى علاجاً مدى الحياة لتسييل دمها وتنظيم ضغطه.

وعندما شعرت بآلام في صدرها، وهي أولى مؤشرات حدوث نوبة قلبية، قالت لنفسها بدايةً «لن أتصل فوراً بخدمات الطوارئ». إلا أن خدمة «إس أو إس ميدسان» التي تُرسل أطباء إلى منازل المرضى وفّرت مساعدة لها، ثم أظهر فحص لشرايينها في المستشفى أنها مُصابة بتسلخ تلقائي للشريان التاجي.

وفي حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية، تقول غاييل التي تمارس مهنة التعليم في مدينة رين وحظيت بدعم من مجموعة في «فيسبوك» تأسست عام 2019، «غالباً ما يكون المرضى متشابهين، فيكونون نساء نشيطات يعانين ضغوطاً نفسية».

ويحصل التسلخ التلقائي للشريان التاجي عندما تتمزق البطانة الداخلية للشريان وتنفصل عن تلك الخارجية. ويدخل الدم عبر المزق ثم ينتشر في الفراغ الحاصل بين البطانتين ويؤدي إلى تخثر للدماء يتسبب في النهاية بتضييق الشريان ومنع تدفق الدم.

مرض لم تتناوله دراسات كافية

لا يزال التسلخ التلقائي للشريان التاجي غير مفهوم بصورة كافية وتشخيصه غير دقيق، مما يعقّد الرعاية الموفَّرة للمصابين به، في وقت قد يمثل ثلث حالات النوبات القلبية لدى النساء اللاتي دون الستين سنة.

وتناول فريق عالِمة الوراثة نبيلة بوعطية ناجي من «مركز أبحاث القلب والأوعية الدموية في باريس» («المعهد الوطني للصحة والبحث العلمي» وجامعة «باري سيتيه») هذه المسألة من خلال دراسة واسعة تطرّقوا فيها إلى تحليل تلوي من ثماني دراسات، أثمر عن إضاءة جديدة على الأسباب الجينية لهذا المرض.

ومن خلال مقارنة البيانات الجينية لأكثر من 1900 مريض ونحو 9300 شخص سليم، أظهر العلماء أن الأسباب الجينية التي تحدد خطر الإصابة بالتسلخ التلقائي للشريان التاجي كثيرة جداً وموزعة على المجين الكامل للمرضى، على ما تذكر دراسة نُشرت هذا الأسبوع في مجلة «نيتشر جينيتيكس».

وتشير نتائج الدراسة إلى أنّ سوء امتصاص الورم الدموي هو سبب جيني للنوبات القلبية لم يكن معروفاً حتى اليوم.

وتقول نبيلة بوعطية ناجي لوكالة الصحافة الفرنسية «إنّ هذه النتائج تفتح آفاقاً لعلاجات دوائية مستقبلاً».

ويتيح الفهم الأفضل للقابلية الجينية تحديد مَن هم المرضى الأكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية، بهدف تحسين الوقاية لدى النساء وتحديداً الشابات.

وأثبت العلماء في الدراسة وجود صلة قوية بين ارتفاع ضغط الدم وخطر الإصابة بالتسلخ التلقائي للشريان التاجي، مؤكدين أن ارتفاع الكوليسترول في الدم وزيادة الوزن ومرض السكري من النوع الثاني لم تكن لها أي تأثير على هذا الخطر.

وتشير بوعطية ناجي إلى أنّ «التسلخ التلقائي للشريان التاجي هو مرض لم يخضع للدراسات كافية، لأنه مرض غير عادي وغالبية المصابين به هم من النساء»، مضيفةً «أن دراستنا سلطت الضوء على خصائصه الجينية والبيولوجية، ما سيساعدنا على توفير رعاية أفضل للمرضى في المستقبل».


حل لغز عمره 40 عاماً يبشر بعلاج للسمنة

فريق بحثي دولي يحقق اختراقاً لعلاج السمنة (شاترستوك)
فريق بحثي دولي يحقق اختراقاً لعلاج السمنة (شاترستوك)
TT

حل لغز عمره 40 عاماً يبشر بعلاج للسمنة

فريق بحثي دولي يحقق اختراقاً لعلاج السمنة (شاترستوك)
فريق بحثي دولي يحقق اختراقاً لعلاج السمنة (شاترستوك)

توصل فريق دولي، لأول مرة، إلى حل لغز عمره 40 عاما، يتعلق بالتركيب الجزيئي لبروتين يلعب دورا في عملية حرق السعرات الحرارية، ما يبشر بعلاجات جديدة للسمنة والأمراض ذات الصلة، مثل مرض السكري.

فريق بحثي دولي يحقق اختراقاً لعلاج السمنة (شاترستوك)

ويسمح البروتين(UCP1)، المكتشف قبل 40 عاما، للأنسجة الدهنية البنية، أو«الدهون الجيدة»، بحرق السعرات الحرارية، وذلك على عكس الدهون البيضاء التقليدية التي تخزن السعرات، وقد أعاق الاستفادة منه علاجيا، نقص التفاصيل حول تركيبه الجزيئي، وهو الإنجاز الجديد الذي حققه فريق دولي يقوده باحثون من جامعتي إيست أنجليا وكامبريدج في بريطانيا، بمشاركة باحثين من جامعتي بنسلفانيا الأميركية، وبروكسل الحرة ببلجيكا.

وخلال الدراسة، المنشورة (الأربعاء) بدورية «ساينس أدفانسيس»، كشف الباحثون عن التركيب الجزيئي للبروتين، وهو ما من شأنه أن يساعد في تطوير علاجات لتنشيط هذا البروتين بشكل مصطنع لحرق السعرات الحرارية الزائدة من الدهون والسكر، وبالتالي، القضاء على السمنة والأمراض ذات الصلة، مثل مرض السكري.

ويقول بول كريشتون، من كلية طب نورويتش في جامعة إيست أنجليا، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة، إنه «بالإضافة إلى الدهون البيضاء التقليدية التي نعرفها جميعا، يمكننا أيضا الاستفادة من الدهون البنية».

والدهون البنية هي الدهون الجيدة، فهي تكسر سكر الدم وجزيئات الدهون لتوليد الحرارة وتساعد في الحفاظ على درجة حرارة الجسم، ومع ذلك، فإن معظم دهون الجسم عبارة عن دهون بيضاء تخزن الطاقة، كثير منها يؤدي إلى السمنة.

ويوضح كريشتون أن «الدهون البنية عند البشر، ترتبط بالنحافة، وكان هناك كثير من الاهتمام بكيفية زيادتها كطريقة محتملة لعلاج السمنة، والبحث يبشر بأداة مهمة لتحقيق ذلك، وهي تفعيل بروتين (UCP1) علاجيا».

ويضيف أن «البحث حدد بنية هذا البروتين بالتفصيل الذري، وذلك باستخدام المجهر الإلكتروني (Krios G3i)، في مركز بن سينغ لتقنية النانو بجامعة بنسلفانيا».

وتقول فيرا مويسينكوفا بيل، الأستاذة المساعدة في علم الأدوية، والباحثة المشاركة بالدراسة، إن «هذا تطور مثير يأتي بعد أكثر من أربعة عقود من البحث في شكل البروتين (UCP1)، وكيفية عمله».


تعاون بين «كاوست» و«باث» للابتكار في مجال الصحة العامة وتطوير اللقاحات

جانب من توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
TT

تعاون بين «كاوست» و«باث» للابتكار في مجال الصحة العامة وتطوير اللقاحات

جانب من توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)

وقّعت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) اليوم مذكرة تفاهم مع باث - وهي منظمة صحية عالمية غير ربحية - لتأسيس شراكات تعاون وابتكار لتطوير خدمات تقديم الرعاية الصحية في السعودية.

ووقع المذكرة من جانب كاوست، البروفسور توني تشان، رئيس الجامعة ومن جانب باث نيكولاي جيلبرت، رئيس المنظمة والمدير التنفيذي. وتهدف المذكرة لتعزيز التعاون بين المؤسستين في المجالات المتبادلة؛ خصوصاً في قطاع الصحة العامة من خلال توفير الخبرة وتقديم الرعاية الصحية الرقمية، ودعم صحة المجتمع ورفاهيته وهما من الأولويات الوطنية العليا للمملكة، بحسب وصف هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار السعودية.

يشار إلى أن مذكرة التفاهم هذه تؤسس لإطار عمل يسمح لمنظمة «باث» بتقديم خبراتها لمساعدة كاوست في عدة مجالات، منها: تطوير القدرة والكفاءة في مجال تصنيع اللقاحات، وتطوير أنظمة وأدوات وممارسات صحية رقمية لتلبية احتياجات اليوم والمستقبل، وإنشاء وتشغيل مرفق بحثي يعمل كبنك حيوي داخل الجامعة، وإنشاء نظام بيئي يشجع على تسويق التقنيات التي تطورها الجامعة، ومعالجة آثار تغير المناخ على الصحة، وتنظيم التدريب المهني اللازم لبرامج الصحة الذكية.

تتمثل مهمة «باث» في تعزيز العدالة الصحية العالمية من خلال إقامة شراكات دولية فاعلة. وتنظر المنظمة لكاوست بوصفه شريكا رئيسيا في منطقة الشرق الأوسط لتسريع التقدم نحو هذا الهدف. وكخطوة أولى، ستعمل «باث» مع الجامعة لتأمين مكتب لها في المملكة لتسهيل الوصول إلى الباحثين والمرافق، مع توفير أساس متين للتعاون الإقليمي في المستقبل.

وأوضح البروفسور توني تشان أن هذه الشراكة تمثل فرصة فريدة لكاوست للتعاون مع منظمة غير حكومية دولية مثل «باث» لتكون جزءاً من الجهد العالمي لتطوير الجيل القادم من الأدوات والممارسات الصحية الذكية لضمان تقديم الرعاية الصحية للجميع.

ومن جانبه، قال نيكولاي جيلبرت، لا توجد عدالة عالمية في مجال الصحة العامة دون تقديم الرعاية الصحية للجميع في كل مكان. ونحن سعداء في هذه الشراكة مع كاوست التي ستفتح لنا أبواباً للتعاون في منطقة الشرق الأوسط لأول مرة، وتدعم الوصول الأكثر إنصافاً إلى الخدمات الصحية الأساسية على الصعيد العالمي.


توقف التنفس أثناء النوم يؤثر على حجم المخ

يتسبب توقف التنفس أثناء النوم في استرخاء عضلات الحلق ومنع الرئتين من الحصول على الهواء (رويترز)
يتسبب توقف التنفس أثناء النوم في استرخاء عضلات الحلق ومنع الرئتين من الحصول على الهواء (رويترز)
TT

توقف التنفس أثناء النوم يؤثر على حجم المخ

يتسبب توقف التنفس أثناء النوم في استرخاء عضلات الحلق ومنع الرئتين من الحصول على الهواء (رويترز)
يتسبب توقف التنفس أثناء النوم في استرخاء عضلات الحلق ومنع الرئتين من الحصول على الهواء (رويترز)

أظهرت دراسة جديدة أن جزءاً من الدماغ مرتبطاً بالذاكرة ينكمش لدى الأشخاص الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم.

ويتسبب توقف التنفس أثناء النوم، أو ما يُعرف بـ«انقطاع النفس الانسدادي النومي»، في استرخاء عضلات الحلق ومنع الرئتين من الحصول على الهواء؛ ما يؤدي إلى عدم تنفس النائم لمدة 10 ثوانٍ أو أكثر.

ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد أُجريت الدراسة الجديدة على 122 شخصاً أكبر من 65 عاماً خضعوا لمسح للدماغ، ولاختبارات ذاكرة متكررة خلال نحو 21 شهراً، كما تمت مراقبة نمط نومهم عدة مرات في منازلهم.

وأظهر اختبار النوم أن 91 من المشاركين عانوا من «انقطاع النفس الانسدادي النومي» المعتدل إلى الشديد، لكن معظمهم لم تظهر عليه أعراض واضحة، فقد عانى 11 شخصاً فقط من النعاس المفرط أثناء النهار.

وتم ربط التنفس المضطرب الشديد أثناء النوم بحجم أقل في الفص الصدغي الإنسي، وهو منطقة من الدماغ ضرورية للذاكرة واستدعاء المعلومات والأحداث. وتحتوي هذه المنطقة على الحُصين، وهو هيكل معقد مهم للتعلم وتخزين المعلومات.

وارتبطت الأحجام المنخفضة في الفص الصدغي الإنسي بأداء سيئ في اختبارات الذاكرة بعد 18 شهراً من بدء الدراسة، وفقاً للباحثين.

وقال مؤلف الدراسة الرئيسي غيرالدين راوخس، وهو مسؤول أبحاث ما بعد الدكتوراه في المعهد الوطني للبحوث الصحية والطبية في كاين بفرنسا: «من المسلم به أكثر فأكثر أن (انقطاع النفس الانسدادي النومي) إذا لم يتم علاجه، سيزيد من خطر الإصابة بالخرف».

وأضاف: «نتائجنا تظهر تأثير هذا الاضطراب بشكل خاص على الفص الصدغي الإنسي، وهو منطقة دماغية تتأثر مبكراً بمرض ألزهايمر؛ فقد وجدنا أن انقطاع التنفس الشديد أثناء النوم مرتبط بانخفاض حجم الحُصين ومناطق فرعية مختلفة من الفص الصدغي الإنسي».

وأظهرت دراسة نشرت في أبريل (نيسان) الماضي أن انقطاع النفس الانسدادي النومي يسبب التدهور المعرفي.

ولم تذكر الدراستان السبب الجذري لهذا الارتباط؛ غير أن الخبراء قالوا إن السبب قد يرجع إلى تأثير انقطاع التنفس أثناء النوم على مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم وتسببه في تغيرات في تدفق الدم إلى الدماغ والتهاب الدماغ.