الملك سلمان: المرحلة المقبلة ستكون أكثر صعوبة لمواجهة انتشار «كورونا»

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال كلمة وجّهها للمواطنين والمقيمين (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال كلمة وجّهها للمواطنين والمقيمين (واس)
TT

الملك سلمان: المرحلة المقبلة ستكون أكثر صعوبة لمواجهة انتشار «كورونا»

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال كلمة وجّهها للمواطنين والمقيمين (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال كلمة وجّهها للمواطنين والمقيمين (واس)

قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، اليوم (الخميس)، إننا نعيش مرحلة صعبة في تاريخ العالم «ستمر وتمضي رغم قسوتها ومرارتها»، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستكون أكثر صعوبة لمواجهة انتشار جائحة كورونا المستجد.
وأضاف الملك سلمان، خلال كلمة وجّهها للمواطنين والمقيمين، أن هذه الأزمة ستتحول إلى تاريخ يثبت مواجهة الإنسان واحدة من الشدائد التي تمر بها البشرية، مشدداً على أن السعودية مستمرة في اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذه الجائحة، والحد من آثارها.
وأوضح أن المجتمع أظهر قوة وثبات وبلاء حسنا، ومواجهة مشرّفة لهذه المرحلة الصعبة، وتعاوناً مع الأجهزة المعنية، مشيراً إلى أن «مواصلة العمل الجاد في هذا الوقت الصعب، لا تتم إلا بالتكاتف والتعاون ومواصلة الروح الإيجابية وتعزيز الوعي الفردي والجماعي».
وأكد حرص الحكومة الشديد على «توفير ما يلزم المواطن والمقيم في هذه الأرض الطيبة من دواء وغذاء واحتياجات معيشية».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1240712220570464257?s=20
وفيما يلي نص كلمة خادم الحرمين الشريفين:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
إخواني وأخواتي..
أبنائي وبناتي.. المواطنين والمقيمين على أرض المملكة العربية السعودية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: 
فتعلمون حفظكم الله ورعاكم، ما يعانيه العالم بسبب تفشي جائحة كورونا المستجد، كفانا الله وإياكم والعالم أجمع شرها.
إننا نعيش مرحلة صعبة في تاريخ العالم، ولكننا ندرك تماماً أنها مرحلة ستمر وتمضي رغم قسوتها ومرارتها وصعوبتها، مؤمنين بقول الله تعالى: (فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا)، وستتحول هذه الأزمة إلى تاريخ يثبت مواجهة الإنسان، واحدة من الشدائد التي تمر بها البشرية.
إن بلادكم المملكة العربية السعودية، مستمرة في اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذه الجائحة، والحد من آثارها، مستعينة بالله تعالى، ثم بما لديها من إمكانات، في طليعتها عزيمتكم القوية في مواجهة الشدائد بثبات المؤمنين العاملين بالأسباب.
إن ما أظهرتموه من قوة وثبات وبلاء حسن، ومواجهة مشرفة لهذه المرحلة الصعبة، وتعاونكم التام مع الأجهزة المعنية، هو أحد أهم الروافد والمرتكزات لنجاح جهود الدولة، التي تجعل المحافظة على صحة الإنسان في طليعة اهتماماتها ومقدمة أولوياتها.
ولذلك أؤكد لكم حرصنا الشديد على توفير ما يلزم المواطن والمقيم في هذه الأرض الطيبة من دواء وغذاء واحتياجات معيشية.
إن القطاعات الحكومية كافة، وفي مقدمتها وزارة الصحة، تبذل كل إمكاناتها لاتخاذ التدابير الضرورية للمحافظة على صحة المواطن والمقيم.
وإذ نشكر كل الجهات الحكومية على جهودها، ونخص العاملين في المجال الصحي، أولئك الذي يقدمون جهوداً جليلة للمحافظة على صحة المواطن والمقيم، باذلين نفوسهم في مواجهة هذه المرحلة الدقيقة، نؤكد أن مواصلة العمل الجاد في هذا الوقت الصعب، لا تتم إلا بالتكاتف والتعاون ومواصلة الروح الإيجابية وتعزيز الوعي الفردي والجماعي، والالتزام بما يصدر من الجهات المعنية من توجيهات وتعليمات وإرشادات، في سبيل مواجهة هذه الجائحة.
أيها الإخوة والأخوات...
أبنائي وبناتي....
لقد تعودتم مني على الصراحة، ولذلك بادرتكم بالقول بأننا نمر بمرحلة صعبة، ضمن ما يمر به العالم كله.
وأقول لكم أيضاً إن المرحلة المقبلة ستكون أكثر صعوبة على المستوى العالمي لمواجهة هذا الانتشار السريع لهذه الجائحة.
لكنني في الوقت ذاته، أعلم أننا سنواجه المصاعب بإيماننا بالله وتوكلنا عليه، وعملنا بالأسباب، وبذلنا الغالي والنفيس للمحافظة على صحة الإنسان وسلامته، وتوفير كل أسباب العيش الكريم له، مستندين على صلابتكم وقوة عزيمتكم، وعلو إحساسكم بالمسؤولية الجماعية، أدام الله علينا توفيقه وسددنا لكل خير.
حفظ الله بلادنا وسائر بلدان العالم، وحفظ الإنسانية جمعاء من كل مكروه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


مقالات ذات صلة

السعودية تؤكد حرصها على توحيد الصف العربي واستقرار المنطقة

الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في قصر السلام بجدة (واس)

السعودية تؤكد حرصها على توحيد الصف العربي واستقرار المنطقة

أكد مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، حرص المملكة الدائم على توحيد الصف العربي، والاهتمام بكل ما يوفر الظروف المحققة للاستقرار والازدهار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)

خادم الحرمين يتلقى رسالة خطية من ملك البحرين

تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، رسالة خطية، من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تتعلق بالعلاقات الثنائية التي تربط البلدين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج التوأم السيامي السوري «إحسان وبسام» برفقة والديهما (واس)

وصول التوأم السيامي السوري «إحسان وبسام» إلى الرياض

ونُقلَ التوأم فور وصولهما إلى مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال بوزارة الحرس الوطني.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان (الشرق الأوسط)

إطلاق اسم الملك سلمان على حيّي «الواحة» و«صلاح الدين» بالرياض

أعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، عن إطلاق مسمى «حي الملك سلمان» على حيّي «الواحة» و«صلاح الدين» وتطويرهما.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج يمثل البحر الأحمر عمقاً استراتيجياً كممر مائي له أهمية في مشهد الاقتصاد العالمي (واس)

استراتيجية سعودية لاستدامة البحر الأحمر

أطلقت السعودية استراتيجية وطنية لاستدامة البحر الأحمر، كجزء من مساعيها لتعزيز أمنه واستقراره، كممر مائي له أهمية في مشهد الاقتصاد العالمي.

عمر البدوي (الرياض)

السعودية تطلق 185 برنامجاً ومبادرة لخدمة الحجاج

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقدته رئاسة الحرمين (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقدته رئاسة الحرمين (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تطلق 185 برنامجاً ومبادرة لخدمة الحجاج

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقدته رئاسة الحرمين (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقدته رئاسة الحرمين (الشرق الأوسط)

أطلقت السعودية 185 برنامجاً ومبادرة نوعية، للحجاج، ضمن الخطة التشغيلية التي تُعدّ الأكبر في تاريخ رئاسة شؤون الحرمين، وتشمل استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي ورقمنة البرامج وتسخير التطبيقات الإلكترونية؛ خدمةً للقاصدين، ومخاطبتهم باللغات العالمية لتسهيل نُسكهم وإثراء تجربتهم.

وشدّد الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، خلال إعلان الخطة التشغيلية للرئاسة بحضور الدكتور توفيق الربيعة، وزير الحج والعمرة، أمس، على توفير منظومة خدمات متكاملة تشمل جميع المواقع التي يمرّ عليها ضيوف الرحمن، وتتوزع على ست مناطق رئيسية، هي: الساحات الخارجية، والمصليات، وصحن المطاف، والرواق السعودي، والمسعى، والروضة الشريفة في المسجد النبوي، بالإضافة إلى مرافق الرئاسة التي تشمل المعارض الثابتة والمتنقلة، وغيرها من المرافق.

وأكد الشيخ السديس أن الخطة التشغيلية ترتكز على محاور رئيسية عدة، أهمها وأولها محور ضيف الرحمن لخلق تجربة حافلة بالمحطات الإثرائية، لافتاً إلى حرص الرئاسة في خطتها لهذا العام على تكريس العمل التطوعي والإنساني، كاشفاً عن أن يكون الحرمان الشريفان أكبر مجتمعين تطوعيين في العالم.

وأفاد الشيخ السديس بأن الرئاسة أتاحت أكثر من 8 آلاف فرصة تطوعية في الحرمين الشريفين في 10 مجالات تطوعية، مشيراً إلى أن الكادر الوظيفي سيكون الأعلى والأكبر في تاريخ الرئاسة.

كما أشار الشيخ السديس إلى أن الرئاسة تستهدف توزيع 40 مليون لتر من ماء زمزم، عبر أكثر من 30 ألف نقطة توزيع.

من جهة أخرى، أفاد نائب وزير الحج والعمرة في السعودية، الدكتور عبد الفتاح مشاط، بأن الوزرة اتبعت الآلية ذاتها المعمول بها قبل جائحة كورونا في تحديد أعداد الحجاج من كل دولة، مؤكداً جاهزية الخدمات كافة في المشاعر المقدسة، ومشيراً إلى أن الموسم الحالي متفرد.

وقال مشاط، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن هناك خططاً احترازية للتعامل مع أي أمر صحي أو تنظيمي يطرأ في هذا الموسم من الجهات المعنية، وذلك يأتي ضمن القدرات السعودية في إدارة الحشود والتعامل مع المعطيات كافة، كاشفاً عن أن الجهات المعنية في البلاد تلقت الكثير من الطلبات للانضمام إلى مبادرة «طريق مكة». وقال إن هذه الطلبات قيد الدراسة من قِبل وزارة الداخلية.


قلق سعودي - أميركي إزاء انتهاكات وقف إطلاق النار بالسودان

جانب من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار لـ7 أيام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة (رويترز)
جانب من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار لـ7 أيام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة (رويترز)
TT

قلق سعودي - أميركي إزاء انتهاكات وقف إطلاق النار بالسودان

جانب من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار لـ7 أيام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة (رويترز)
جانب من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار لـ7 أيام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة (رويترز)

أعربت السعودية والولايات المتحدة عن قلقهما البالغ إزاء الانتهاكات الجسيمة لوقف إطلاق النار وإعلان جدة من قبل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.

وأشار الجانبان في بيان، إلى أن الانتهاكات أضرت بالمدنيين والشعب السوداني، وتعوق إيصال المساعدات الإنسانية وعودة الخدمات الأساسية.

وشددا على استعدادهما لاستئناف المناقشات المعلقة لإيجاد حل تفاوضي لهذا الصراع بمجرد أن تتضح جدية الأطراف فعلياً بشأن الامتثال لوقف إطلاق النار.

وحثت السعودية وأميركا كلا الطرفين على الالتزام بجدية بوقف إطلاق النار ودعم الجهود الإنسانية التي تستجيب للاحتياجات الإنسانية للشعب السوداني.


نائب وزير الحج والعمرة السعودي: العودة الكاملة لأعداد الحجاج لما قبل الجائحة

أعداد الحج لهذا العام ستصل إلى ما قبل جائحة «كورونا» (واس)
أعداد الحج لهذا العام ستصل إلى ما قبل جائحة «كورونا» (واس)
TT

نائب وزير الحج والعمرة السعودي: العودة الكاملة لأعداد الحجاج لما قبل الجائحة

أعداد الحج لهذا العام ستصل إلى ما قبل جائحة «كورونا» (واس)
أعداد الحج لهذا العام ستصل إلى ما قبل جائحة «كورونا» (واس)

أكد نائب وزير الحج والعمرة في السعودية، الدكتور عبد الفتاح مشاط، أن الوزارة اتبعت الآلية ذاتها المعمول بها قبل جائحة «كورونا»، في تحديد أعداد الحجاج من كل دولة، وذلك بهدف العودة بأعداد الحج لما كان مسجَّلاً قبل «كورونا»، مشدداً على أن الموسم الحالي متفرد، وأن جميع الخدمات جاهزة في المشاعر المقدسة.

وقال مشاط، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك خططاً احترازية للتعامل مع أي طارئ صحي أو تنظيمي قد يطرأ في هذا الموسم من الجهات المعنية، وذلك يأتي ضمن القدرات السعودية في إدارة الحشود والتعامل مع جميع المعطيات، كاشفاً عن أن الجهات المعنية في البلاد تلقت كثيراً من الطلبات للانضمام إلى مبادرة «طريق مكة»، وهذه الطلبات تحت الدراسة من قبل وزارة الداخلية.

أخبار ـ حوار عبد الفتاح مشاط (الشرق الأوسط)

وعن تصنيف الشركات، قال نائب وزير الحج إن هذا العام سيكون تصنيف الشركات المقدمة للخدمة بناء على رضا العميل (الحاج) وفق استمارات التقييم المعنية التي جرى وضعها في إحدى أهم المنصات بعد الحج، لافتاً إلى أنه جرت إتاحة الفرصة لعدد من الشركات الرائدة في الضيافة لتقديم خدماتها التنافسية، مشدداً على أنه ستجري محاسبة الشركات المقصرة، وهناك آليات لتعويض ضيوف الرحمن عن أي قصور يتعرضون له.

الجاهزية

قال الدكتور مشاط إن موسم حج هذا العام مختلف؛ إذ كانت الجاهزية مبكرة لجميع الخدمات، والتكامل، والتنسيق والانسجام بين جميع الخطط لجميع الجهات المشاركة في الحج، وهناك عمل مشترك كبير بين وزارة الحج والعمرة وجميع الجهات المختصة؛ في التعاون على وضع خطة تشغيلية متناسقة بين الجميع تجري من خلال «مكتب متابعة الأعمال (بيموا)»، من خلال «لجنة الحج المركزية» للمتابعة المستمرة لجميع الأعمال التي تتم على المستوى التشغيلي.

وتابع أن ذلك جانب مهم في عملية التنظيم يتوافق مع الاستراتيجية العامة لوزارة الحج فيما يتعلق بالاستعداد المبكر لجميع الخدمات، التي انعكست على أكثر من خدمة متاحة لضيوف الرحمن، وكان واضحاً في شقَّي حجاج الداخل؛ حين عرضت جميع الباقات من خلال المنصة المحلية، وحجاج أوروبا وأميركا وأستراليا وكندا؛ حين جرى توفير المنصة من وقت مبكر وعرضها على شبكة «الإنترنت» من خلال «منصة نسك الحج»، وهذه عوامل ساعدت في التحضير والتجهيز مبكراً.

التفرد

عندما جاء الحديث عما يميز الموسم الحالي (2023) مقارنةً بالأعوام السابقة، قال نائب وزير الحج إن أهم ميزة في حج هذا العام العودة الكاملة للأعداد لما قبل الجائحة، وبالتالي ستكون الأعداد هي نفس الأعداد التي جرى اعتمادها قبل الجائحة، وبالآلية التي اتبعتها الوزارة لتحديد الأعداد لكل دولة.

ولم يفصح الوزير بشكل مباشر عن هذا العدد، إلا أن الأعداد الصادرة من «الهيئة العامة للإحصاء» تقدِّر أعداد الحجاج في عام 1440هـ بأكثر من 2.4 مليون حاج، قُدّر حينها حجاج الداخل بنحو 634 ألف حاج وحاجة، منهم نحو 211 ألف حاج سعودي، ونحو 423 ألف حاج مقيم في البلاد بصورة نظامية.

وأضاف مشاط أن هذا العام شهد استعداداً مسبقاً، ومنذ فترة طويلة، لتجهيز المشاعر بالتعاون مع «شركة كدانة» المسؤولة عن تجهيز الخدمات في المشاعر وشركتي «الكهرباء»، و«المياه»، إضافة إلى أن هذا الموسم جرت فيه إتاحة الفرص لعدة شركات لتقديم الخدمة، ولم يقتصر العمل على الشركات القديمة التي كانت موجودة في الأعوام الماضية، وهذه الشركات رائدة في الضيافة والخدمات. هذا جانب جيد ينعكس على سوق التنافسية بين هذه الشركات لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.

طلبات جديدة

وحول مبادرة «طريق مكة» وأهميتها، قال الوزير مشاط: «لقد تلقينا طلبات كثيرة من عدة دول للانضمام للمبادرة، واللجنة المختصة بقيادة وزارة الداخلية تقوم بدراسة فاحصة لجميع هذه الطلبات بطرق احترافية من خلال التنسيق بين اللجنة وأعمالها مع هذه الطلبات».

وشدد على أن «طريق مكة» فكرة وطنية سعودية ناجحة جداً أعطت انطباعاً كبيراً إيجابياً على جميع ضيوف الرحمن المشتركين، وفي هذا العام قدمت هذه الخدمة لأول مرة لتركيا، وسيكون هناك عدد من الحجاج الأتراك على «مشروع طريق مكة»، ولا شك في أن إيجابية الخدمات التي توفر من خلال «طريق مكة» كبيرة، ومن أهمها تسريع آليات الدخول، وإنهاء جميع إجراءات القدوم لضيوف الرحمن قبل قدومهم للسعودية، وبالتالي يكون دخولهم بشكل سريع جداً، كما أن حقائبهم تُحمَل مباشرة إلى مقر سكنهم.

متابعة الشركات

وزارة الحج والعمرة خصصت فريقاً متمكناً للرقابة والمتابعة وفق نموذج عمل للرقابة، كما يقول مشاط، وهذا العام جرى استخدام منصة إلكترونية متخصصة في الرقابة والمتابعة لجميع الخدمات، وجرى إدخال أكثر من 65 استمارة لقياس معايير الخدمات لجميع الحجاج، وتجري متابعتها على 3 مستويات (الاستراتيجي، والتشغيلي، والمستوى الإشرافي)، وفي هذه المستويات الثلاثة تتابع التقرير بشكل يومي وأسبوعي وترفع للجان المختصة لمراقبة ومتابعة هذه الخدمات وتقييمها وإصلاح الممكن، حسب طبيعة الخدمات التي تُقدَّم، موضحاً أن فِرَق المتابعة موجودة في كل من مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة.

مشعر منى من حج العام الماضي (تصوير: عدنان مهدلي)

مراقبة التفويج

يقول مشاط فيما يتعلق بالخدمات الخاصة بالتفويج: «هناك فريق آخر متخصص يستخدم أعلى مستويات التقنيات الحديثة لمتابعة التفويج، والتأكد من خروج الحجاج في مواعيدهم الرسمية، كما أنه هذا العام طرحت وزارة الحج خطوة جديدة تتمثل في توفير التدريب للمراقبين والمرشدين القادمين مع الحجاج من دولهم، وقدمنا عدة دورات بعدة لغات، كان آخرها في تركيا، وماليزيا، وبعض الدول في قارة أفريقيا، لتقديم الآليات المستخدمة في التفويج مباشرة، وفق جداول تفويج محددة، وجرى تدريبهم على ذلك. وفي الوقت ذاته، هناك تعاون بين وزارة الحج ووزارة الرياضة لتوفير الكشافة والجوالة للمساعدة في عملية الرقابة وضبط المخالفات، كما أن الوزارة تعمل جنباً إلى جنب مع الجهات الأمنية في وزارة الداخلية ضمن آليات ربط وضبط خطط التفويج التي هي أصلاً تكون بتنسيق مباشر مع وزارة الحج والجهات ذات العلاقة».

التقنية والحج

من التقنيات الجديدة التي جرى إطلاقها من قبل وزارة الحج والعمرة «نسك حج»، يقول عنها مشاط إنها من أهم البرامج الموجهة لحجاج أوروبا وأميركا وأستراليا، التي جرى إطلاقها قبل عدة شهور، كاشفاً أن عدد التأشيرات الصادرة من هذه المنصة تجاوز 20 ألف تأشيرة، تتم بطريقة إلكترونية؛ فمن خلالها يجري تسجيل حجاج هذه الدول.

وأشار إلى أنه من ضمن المنصات الجديدة التي جرى إطلاقها مؤخراً المنصة الخاصة بالرقابة والمتابعة للخدمات، التي تعطي الوزارة تصوراً واضحاً ومتابعة دقيقة لكل الخدمات التي تُقدَّم، والتي على أساسها يجري اختبار عملية الامتثال لتطبيق الخدمات من قِبَل مقدم الخدمات في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمطارات والمشاعر المقدسة.

الردع والتصنيف

وعن ردع الشركات المقصرة في الحج، شدد المشاط على أن وزارة الحج والعمرة من خلال فرق المتابعة ستكون حازمة جداً في موضوع محاسبة الشركات المقصّرة في تقديم أي خدمة، وهناك آليات واضحة لتعويض ضيوف الرحمن عن أي قصور يتعرضون له، بما في ذلك إلزام الشركات بدفع الغرامات، وقد تتجه الوزارة إلى سحب رخصة الحج من الشركة.

أما فيما يتعلق بالتصنيف، فقال: «لقد جرى تقديم الرخصة لنحو 16 شركة، لتقديم الخدمات لحجاج الخارج غير شركات حجاج الداخل، وسيتم هذا العام تصنيف هذه الشركات بناء على تقديم الخدمة، وتصنيفها حسب رضا العميل (الحاج)، وذلك بعد الحج، وفق استمارات التقييم المعنية».

إدارة الحشود

في البداية، تحدث المشاط عن الأوبئة وكيفية التعامل معها، قائلاً إنه «مع انتهاء وباء (كورونا)، هناك خطط احترازية استباقية ووقائية للتعامل مع أي طارئ صحي أو تنظيمي قد يستجد في هذا الموسم من الجهات المعنية».

ضيوف الرحمن على صعيد عرفات في موسم حج سابق (واس)

وأكد أن السعودية من خلال خبراتها المتراكمة عبر السنين الماضية وضعت نماذج مشرّفة لإدارة الحشود، وهي قادرة على التعامل مع أي حالة، وهذا نموذج لا يمكن أن يتكرر في أي مكان في العالم بسبب ظروف الزمان والمكان والأعداد الكبيرة التي تتوافد إلى السعودية عبر المنافذ المختلفة أثناء الأيام الخمسة «لا يوجد بأي حال من الأحوال نموذج مشابه في إدارة الحشود يمكنه نقل مدينة كاملة 5 مرات؛ من مدينة إلى مدينة أخرى (مكة، المدينة، المشاعر المقدسة)، هذه الخبرة المتراكمة من إدارة الحشود لا يمكن إيجادها».


وزيرا خارجية السعودية وروسيا يناقشان الملفات المشتركة

TT

وزيرا خارجية السعودية وروسيا يناقشان الملفات المشتركة

جانب من لقاء وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الروسي سيرغي لافروف (واس)
جانب من لقاء وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الروسي سيرغي لافروف (واس)

ناقش الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، اليوم (الخميس)، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، توطيد العمل الثنائي والمتعدد الأطراف فيما يخص العديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وذلك خلال لقائهما على هامش الاجتماع الوزاري لأصدقاء مجموعة «بريكس» بمدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا.

واستعرض الوزيران أوجه علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين والشعبين، وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، كما تناولا أبرز الموضوعات المطروحة في الاجتماع الذي ينعقد تحت شعار «شراكة من أجل النمو المتسارع والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة».

وجدد الأمير فيصل بن فرحان، موقف الرياض الداعم لجميع المساعي الإقليمية والدولية الهادفة إلى إيجاد حل سياسي للأزمة الروسية - الأوكرانية.

من جهة أخرى، التقى وزير الخارجية السعودي، بنظيره الهندي سوبراهمانيام جايشانكر، وغريس ناليدي باندور وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا، كل على حدة. وتبادل معهما وجهات النظر حيال الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الاجتماع.

واستعرض اللقاءان العلاقات بين السعودية وكل من الهند وجنوب أفريقيا، وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، كما تمت مناقشة أوجه تعزيز التنسيق الثنائي والمتعدد الأطراف في العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما يحقق تطلعات البلدين وشعوبهما.

وتطرقا إلى أهمية تكثيف الجهود المشتركة فيما يخص إرساء دعائم الأمن والسلم الدوليين، وتعزيز المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.


انتخابات الكويت… «عزوف الناخبين» معركة المرشحين الأولى

جانب من الحملات الانتخابية في الانتخابات السابقة  (تصوير: ميرزا الخويلدي)
جانب من الحملات الانتخابية في الانتخابات السابقة (تصوير: ميرزا الخويلدي)
TT

انتخابات الكويت… «عزوف الناخبين» معركة المرشحين الأولى

جانب من الحملات الانتخابية في الانتخابات السابقة  (تصوير: ميرزا الخويلدي)
جانب من الحملات الانتخابية في الانتخابات السابقة (تصوير: ميرزا الخويلدي)

مع بدء العد التنازلي للتصويت في الانتخابات الكويتية «أمة 2023»، يخوض المرشحون الـ207 وبينهم 15 سيدة، سباقاً مع الزمن لإقناع الناخبين المترددين بالمشاركة، خاصة أن القلق من عزوف الناخبين هو الهاجس الذي يؤرق المرشحين.

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات التشريعية لاختيار أعضاء مجلس الأمة في الفصل التشريعي الـ17 (أمة 2023) يوم 6 يونيو (حزيران) الجاري.

ليس فقط الناخبون الذين فتر حماسهم من المشاركة في الجولات الانتخابية؛ فقد شهدت الدورة الحالية للانتخابات أيضاً فتوراً من قبل المرشحين أنفسهم. فقد أسفر السباق الانتخابي عن 207 مرشحين ومرشحات، بعد انسحاب 40 مسجلاً في الانتخابات، وبقي هذا العدد الذي يمثل أقل عدد للمرشحين منذ انتخابات مجلس 1975.

مراقبون ومحللون يعزون هذا الفتور إلى الأجواء السياسية التي مرّت بها البلاد، وأدت فعلياً إلى قيام ثلاثة مجالس تشريعية خلال السنوات الأربع الأخيرة، مع حلّ للبرلمان مرتين وإبطال للمجلس المنتخب في العام 2022 بحكم المحكمة الدستورية نتيجة أخطاء في إجراءات الحلّ.

بينما أدلى نواب سابقون بتصريحات في يوم تسجيل ترشحهم لهذه الانتخابات، اتهموا الحكومة بأنها مارست سياسات تؤدي إلى فتور الاهتمام بالعملية الديمقراطية، ودفع الشباب للعزوف عن المشاركة فيها.

جانب من حملات المرشحين في الانتخابات السابقة (تصوير: ميرزا الخويلدي)

بينما أقرت مستشار لجنة المرأة في مجلس الأمة سابقا عذراء الرفاعي في حديث مع التلفزيون الرسمي، بوجود عزوف عام عن الترشح في الانتخابات الحالية يشمل الرجال والنساء. وأرجعت السبب إلى عدم الاستقرار السياسي، والخوف من الترشح، والإشاعات المستمرة بأن هناك بطلانا للمجلس المقبل.

وتأتي هذه الانتخابات، بعد حلّ مجلس الأمة 2020 المعاد بحكم المحكمة الدستورية حلاً دستورياً. وكانت المحكمة الدستورية أصدرت في 19 مارس (آذار) الماضي، حكماً ببطلان انتخابات مجلس الأمة الكويتي 2022، وعودة رئيس وكامل أعضاء مجلس الأمة السابق (مجلس 2020)، الذي سبق حله في 2 أغسطس (آب) 2022.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي تبطل المحكمة الدستورية في الكويت مجلساً منتخباً وتعيد مجلساً تم حله بمرسوم، بسبب شوائب دستورية؛ فقد سبق أن أصدرت المحكمة، في عام 2012، حكماً مشابهاً بإبطال الانتخابات، وبالتالي «مجلس الأمة» المنتخَب، الذي كانت تهيمن عليه المعارضة، وعودة المجلس السابق. حيث حكمت المحكمة الدستورية في 20 يونيو 2012 ببطلان حل مجلس الأمة (2009) وإجراءات الدعوة لانتخابات «مجلس 2012». وبذلك قضت بعودة «مجلس 2009» والنواب الممثلين فيه للانعقاد وفق الأطر الدستورية.

وينظر لقرار المحكمة الدستورية في 19 مارس الماضي ببطلان انتخابات (مجلس 2022)، وعودة رئيس وكامل أعضاء (مجلس 2020)، بأنه مثَّل صدمة مدوية؛ فالمجلس المبطل جاء على إيقاع انتخابات حشدت لها الدولة كل طاقاتها لتمثل المشروع السياسي للعهد الجديد الذي ترافق مع وصول رئيس وزراء جديد، وتم تحييد أجهزة الدولة عن التدخل في تلك الانتخابات والتعهُّد بكف يد الحكومة عن التأثير في الانتخابات البرلمانية أو في اختيار رئيس «مجلس الأمة»، مع جهود كبيرة لمكافحة توظيف المال السياسي، ومنع الانتخابات الفرعية التي تضر بالعملية الانتخابية، وكذلك منع نقل الأصوات بين الدوائر.

دماء جديدة

ومع دخول الأسبوع الأخير قبل موعد الانتخابات في السادس من يونيو الجاري، بدأت مرحلة الندوات الانتخابية، وافتتاح المقرات الانتخابية، مع استعراض الحشود أمام وسائل الإعلام، وينشط المرشحون لاستقطاب وإقناع أكبر شريحة من الناخبين، وهي شريحة المترددين.

جاسم الحمر - كاتب كويتي

الكاتب الكويتي جاسم الحمر، قال لـ«الشرق الأوسط»: «لا أرى ثمةَ عزوفا عن المشاركة في الانتخابات».

يضيف الحمر: «حتى الآن، فإن مؤشرات التفاعل في حضور الندوات الانتخابية وتداول حملات المرشحين في وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر رغبة في تجديد الدماء والثقة في عناصر ذات كفاءة عالية ووجوه الشباب».

يلاحظ الحمر، أن هذه الانتخابات «شهدت دخول عدد كبير من عناصر الشباب كمرشحين جدد على الساحة»، ورأى أن «بعض هؤلاء المرشحين الجدد كانوا من ضمن قواعد وكوادر انتخابية لمرشحي الصف الأول لبعض التيارات والتكتلات والأقطاب السياسية، وهذا يدل على أن الصف الثاني (الشباب) قد قرر خوض التجربة بدل المشاركة فيها، وأن يأخذ القرار كما يرى بمنظوره وفكره لحل المشاكل التي يرى أن من سبقه لم يحقق طموح الناخبين وتطلعاتهم ولم يقدم الحلول للعديد من الملفات».

وختم قائلاً: «نترقب إذن تغييرا في الطبقة السياسية، ونهج عمل سياسي جديدا».

استقطاب

ومع غياب الأحزاب الناظمة للعمل السياسي، يخوض المرشحون السباق الانتخابي معتمدين على تكتلات صغيرة تجري صياغتها خارج القبة البرلمانية، أو على القدرات الشخصية للمرشحين في مخاطبة الجمهور والتأثير فيهم.

غير أن وجود أسماء بارزة مثل القطب البرلماني ورئيس مجلس الأمة الأسبق أحمد السعدون، وكذلك الرئيس السابق للمجلس مرزوق الغانم، وعدد من التكتلات البرلمانية، مع عدد من نواب مجلسي 2020 و2022 يشكل دافعاً لحشد القوة الناخبة للمشاركة في التصويت.

الخروج من النفق

قبيل حلّ المجلس بداية أغسطس 2022 كانت هناك إرادة في الكويت للخروج من النفق السياسي المعتم، خصوصاً أن البلاد شهدت مشادات سياسية جمدت الإصلاحات الاقتصادية وأضرت بالعملية السياسية برمتها. وعلى وقع تلك الأزمة أعلن ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، يوم 22 يونيو 2022، حل البرلمان، وأطلق على الفترة المقبلة «تصحيح المسار»، وأشار إلى أن المشهد السياسي «تمزقه الاختلافات، وتدمره الصراعات، وتسيره المصالح والأهواء الشخصية على حساب استقرار الوطن وتقدمه وازدهاره»، ملقياً باللوم على السلطتين التشريعية والتنفيذية في هذا الوضع.

ويوم 24 يوليو (تموز) 2022، أصدر أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، أمراً أميرياً بتعيين الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيساً جديداً للوزراء ليحل محل رئيس وزراء الحكومة المستقيلة الشيخ صباح الخالد، الذي واجه خلافات مستحكمة مع المعارضة في البرلمان أدت لتقديم استقالته 4 مرات، منذ تشكيله أول حكومة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019.

جانب من الحملات الانتخابية في الانتخابات السابقة (تصوير: ميرزا الخويلدي)

لكن البلاد دخلت في معضلة دستورية بعد أن رفعت الحكومة مرسوم حل «مجلس الأمة» في الثاني من أغسطس 2022، بعد ساعات من أدائها القسم الدستوري؛ ما أوقعها في معضلة دستورية، وهي انتفاء سبب حل المجلس (عدم التعاون) لكون رئيس الحكومة للتو قد تم تكليفه بتشكيل الحكومة، مما أدى لإبطال المجلس بحكم المحكمة الدستورية.

لكن قبل صدور حكم المحكمة الدستورية لم تكن العلاقة بين الحكومة التي يرأسها أحمد النواف، ومجلس الأمة الذي يقوده البرلماني المخضرم أحمد السعدون، في أحسن حالاتها؛ إذ شابها التوتر وتعطيل الجلسات، وقاطعت الحكومة حضور البرلمان. وفي 23 يناير (كانون الثاني) الماضي قدم رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح استقالة حكومته إلى ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، على إثر خلاف مع مجلس الأمة (البرلمان) بشأن الاتفاق على حزمة معونات مالية يرغب النواب في دفع الحكومة لإقرارها، مقابل التنازل عن مطلب شراء القروض، والإصرار على استجواب وزيرين.


«رئاسة الحرمين» تطلق أكبر خطة تشغيلية لحج هذا العام

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقدته رئاسة الحرمين (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقدته رئاسة الحرمين (الشرق الأوسط)
TT

«رئاسة الحرمين» تطلق أكبر خطة تشغيلية لحج هذا العام

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقدته رئاسة الحرمين (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقدته رئاسة الحرمين (الشرق الأوسط)

دشنت رئاسة شؤون الحرمين خطتها التشغيلية لموسم حج هذا العام التي تعد الأكبر في تاريخ الرئاسة ووكالتها لشؤون المسجد النبوي بعد زوال جائحة كورونا والإعلان عن عودة الحج بالأعداد المليونية، وفق منظومة متكاملة من الخدمات التي هيأتها قيادة البلاد.

وكشف الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، الرئيس العام لـ«شؤون الحرمين»، خلال الملتقى الإعلامي الذي عقد الخميس، عن مضامين خطة الرئاسة التشغيلية، التي تركزت على عدة محاور رئيسية ترتبط بأهداف الرئاسة الاستراتيجية 2024 المنطلقة من «رؤية 2030»، وذلك بحضور الدكتور توفيق الربيعة وزير الحج والعمرة.

وبين الرئيس العام أن هذه الخطة التشغيلية امتداد للنجاحات العظيمة، والإنجازات المديدة، التي سطرتها توجيهات القيادة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، اللذين يتابعان عن كثب كل الخدمات التي تقدم لضيوف الرحمن في الحرمين الشريفين، تسهيلاً لهم وتمكيناً، وتهيئة للبيئة الإيمانية الخاشعة.

وشدد الرئيس العام على أن الخطة التشغيلية ترتكز على عدة مرتكزات، أهمها وأولها ومحورها ضيف الرحمن، حيث تهدف خطط الرئاسة وبرامجها ومبادراتها إلى أن تكون تجربة ضيف الرحمن حافلة بالمحطات الإثرائية، وزاخرة بكل ما يعينه على أداء المناسك بيسر وسهولة.

وأكد الدكتور السديس أن الرئاسة العامة حرصت في خطتها لهذا العام على تكريس العمل التطوعي والإنساني، لافتاً إلى العمل على أن يكون الحرمان الشريفان أكبر مجتمعين تطوعيين في العالم، إيماناً في قدرات شباب المملكة وشاباتها في خدمة ضيوف الرحمن.

وأشار الدكتور السديس إلى توفير منظومة خدمات متكاملة تشمل جميع المواقع التي يمر عليها القاصد الكريم، لتتوزع على ست مناطق رئيسية هي: «الساحات الخارجية، والمصليات، وصحن المطاف، والرواق السعودي، والمسعى، والروضة الشريفة في المسجد النبوي»، بالإضافة إلى مرافق الرئاسة التي تشمل المعارض الثابتة والمتنقلة ومجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، والمكتبات وغيرها من مرافق الرئاسة التي نسعى من خلالها إلى إثراء تجربة ضيوف الرحمن وتعميق الأثر الروحاني في نفوسهم.

ترتكز الخطة التشغيلية على عدة مرتكزات (الشرق الأوسط)

وأضاف: «حرصاً على انسيابية الحركة وتسهيلها على حجاج بيت الله الحرام، منذ لحظة وصولهم إلى ساحات المسجد الحرام، من خلال تهيئة الأبواب والمداخل والمخارج، وفق تنظيم دقيق يضمن سهولة وصول الحاج إلى صحن المطاف وأدواره المتعددة بالرواق السعودي، حيث ستستخدم كامل الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف وتخصيصه بالكامل للطائفين من الحجاج، وكذلك كامل الطاقة الاستيعابية لأدوار الطواف في الرواق السعودي والمسعى».

وكشف الشيخ السديس عن حرص الرئاسة على تنويع المبادرات والبرامج والخدمات لتحقيق أقصى درجات الراحة لضيف الرحمن، معلناً عن 185 برنامجاً ومبادرة نوعية، سيتم تقديمها في موسم حج هذا العام بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، تشمل استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي ورقمنة البرامج وتسخير التطبيقات الإلكترونية في مختلف المجالات خدمة للقاصدين، ومخاطبتهم باللغات العالمية لتسهيل نُسكهم وإثراء تجربتهم. كما أعلن عن إطلاق حملة خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا في موسمها الحادي عشر تحت شعار من الوصول إلى الحصول.

واستعدت الرئاسة لحج هذا العام بكادر وظيفي هو الأعلى والأكبر في تاريخها، حيث يصل مجموع القوى العاملة في الحرمين الشريفين إلى 14 ألف موظف وموظفة وعامل وعاملة، من المؤهلين تأهيلاً كاملاً، يشرف عليهم كادر متكامل من الكفاءات الوطنية المؤهلة، يتم توزيع هذه القوى العاملة إلى 4 ورديات رئيسية.

وفي مجال التطوع والأعمال الإنسانية أفاد الرئيس العام بأن الرئاسة أتاحت أكثر من 8 آلاف فرصة تطوعية في الحرمين الشريفين في 10 مجالات تطوعية، وتحقيق أكثر من 200 ألف ساعة تطوعية خلال موسم الحج.

إتاحة 8 آلاف فرصة تطوعية بالحرمين في 10 مجالات (الشرق الأوسط)

كما عززت الرئاسة من خدمة العربات من خلال زيادة عدد العربات لتصل إلى 9 آلاف عربة تعمل على مدار الساعة، ويمكن حجزها مسبقاً عبر تطبيق تنقل، حيث يصل القاصد الكريم ويجد العربة في انتظاره.

كما حرصت الرئاسة على تزويد الحرمين الشريفين بما يصل إلى 300 ألف مصحف موزعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي، مع إتاحة عدد من حلقات تعليم وتحفيظ القرآن الكريم، يقوم عليها كوكبة من المدرسين والمحفظين من ذوي المهارة والقدرة، نستهدف من خلالها تحقيق أكثر من 35 ألف ساعة لتعليم القرآن الكريم وتصحيح التلاوة.

وأشار الدكتور السديس إلى سلسلة من المحاضرات التوعوية والدروس العلمية ستقام بالتعاون مع الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء يشارك فيها كوكبة من المشايخ من هيئة كبار العلماء وأئمة وخطباء الحرمين الشريفين. بواقع 300 ساعة للدروس والمحاضرات العلمية والتوجيهية، منوهاً بأن الدروس والمحاضرات ستبث على مدار الساعة عبر منصة منارة الحرمين، بمستهدف يصل إلى أكثر من 1000 ساعة بث رقمي بعشر لغات عالمية، كما تقدم الرئاسة خدمات الترجمة والإرشاد المكاني وإجابة السائلين بـ51 لغة عالمية من خلال 49 نقطة موزعة في صحن المطاف والرواق السعودي وتوسعة الملك فهد بالمسجد الحرام، و23 نقطة لإجابة السائلين في المسجد النبوي.

وأشار السديس إلى أن الرئاسة تستهدف توزيع 40 مليون لتر من ماء زمزم المبارك في الحرمين الشريفين، عبر أكثر من 30 ألف نقطة توزيع في الحافظات والصنابير الموزعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي، وأكثر من مليوني عبوة ماء زمزم توزع يومياً، وتسيير حافلات زمزم لضيوف الرحمن في عرفة ومزدلفة ومنى.

ولفت الدكتور السديس إلى أن الرئاسة هيأت أكثر من 14 خدمة إلكترونية، منها تطبيق تنقل، وتطبيق لوامع الأذكار، والمصحف الشريف، وغيرها من التطبيقات والروبوتات الذكية التي تعمل على تهيئة البيئة الإيمانية الخاشعة لضيوف الرحمن، إلى جانب تسخير مواقع التواصل الاجتماعي للإطلال على ضيوف الرحمن والتواصل الفاعل معهم، وتعريفهم بالخدمات والبرامج والمبادرات المعدة لهم، من خلال حساباتها الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

من جانبه، تحدث الدكتور توفيق الربيعة وزير الحج والعمرة خلال إطلاق خطة الرئاسة التشغيلية عن التكامل والتنسيق بين وزارة الحج والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في خدمة ضيوف الرحمن خصوصاً مع عودة الأعداد المليونية، وتقديم أفضل الخدمات حتى يؤدوا عباداتهم بكل راحة وطمأنينة.


وزير الخارجية السعودي يشارك في الاجتماع الوزاري لأصدقاء «بريكس» في جنوب أفريقيا

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله (الشرق الأوسط)
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله (الشرق الأوسط)
TT

وزير الخارجية السعودي يشارك في الاجتماع الوزاري لأصدقاء «بريكس» في جنوب أفريقيا

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله (الشرق الأوسط)
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله (الشرق الأوسط)

يغادر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، اليوم، إلى جنوب أفريقيا، للمشاركة في الاجتماع الوزاري لأصدقاء «مجموعة بريكس» تحت شعار «شراكة من أجل النمو المتسارع والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة»، المقرر عقده يومي 1 و2 يونيو (حزيران) 2023، في مدينة كيب تاون، وذلك بحضور عددٍ من وزراء خارجية الدول الشقيقة والصديقة.

ومن المقرر أن يبحث وزير الخارجية السعودي مع المشاركين في الاجتماع الوزاري لمجموعة «بريكس»، أبرز القضايا والمستجدات على الساحة الدولية، وتعزيز العمل متعدد الأطراف لتحقيق الرخاء والازدهار في العالم أجمع، إضافةً إلى عقد جملة من اللقاءات الثنائية مع وزراء خارجية الدول الشقيقة والصديقة.

وتسلمت جنوب أفريقيا رئاسة المجموعة من الصين مطلع العام الجاري.

«بريكس» هو اختصار يجمع الحروف الأولى لأسماء الدول المكونة للمنظمة باللغة الإنجليزية، وهي: البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا، وعُقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع المؤسسة في مدينة يكاترينبورغ بروسيا في يونيو 2009، حيث تضمنت الإعلان عن «تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية». ويعد التكتل صاحب أسرع نمو اقتصادي في العالم، حيث تسهم دول «بريكس» بنحو 22 في المائة من إجمالي الناتج العالمي، وتمتد لنحو 40 في المائة من مساحة الأراضي في العالم، إلى جانب تمثيلها أكثر من 41 في المائة من سكان العالم. وكانت الصين قد أعربت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، دعمها لتوسيع عضوية التحالف. من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية في سبتمبر (أيلول) الماضي أن «هناك 15 دولة مهتمة بالانضمام إلى (بريكس)، من بينها الجزائر ومصر».


عبد الله بن خالد يسلم أوراق اعتماده سفيراً للسعودية لدى ألمانيا

الرئيس الألماني لدى استقباله السفير السعودي الجديد في برلين الأربعاء (د.ب.أ)
الرئيس الألماني لدى استقباله السفير السعودي الجديد في برلين الأربعاء (د.ب.أ)
TT

عبد الله بن خالد يسلم أوراق اعتماده سفيراً للسعودية لدى ألمانيا

الرئيس الألماني لدى استقباله السفير السعودي الجديد في برلين الأربعاء (د.ب.أ)
الرئيس الألماني لدى استقباله السفير السعودي الجديد في برلين الأربعاء (د.ب.أ)

أكد الأمير عبد الله بن خالد بن سلطان، سفير السعودية لدى ألمانيا، حرص بلاده على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع ألمانيا، وذلك لدى تقديمه أوراق اعتماده في القصر الرئاسي في العاصمة برلين، الأربعاء.

وأعرب الرئيس الألماني فرانك والتر شتاينماير عن تمنياته للسفير بالتوفيق والنجاح في مهمته.

ونقل السفير السعودي، خلال الاستقبال، تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للرئيس، متمنياً للشعب الألماني مزيداً من التقدم والازدهار. وحمّله الرئيس الألماني تحياته لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وتمنياته للمملكة وشعبها بدوام التقدم والازدهار.


مباحثات إماراتية - إيرانية في مسارات التعاون لتحقيق المصالح المشتركة ودعم الاستقرار

خليفة شاهين المرر وزير دولة في الإمارات ومبعوث وزير الخارجية خلال لقاء حسين أمير عبداللهيان وزير الخارجية الإيراني (وام)
خليفة شاهين المرر وزير دولة في الإمارات ومبعوث وزير الخارجية خلال لقاء حسين أمير عبداللهيان وزير الخارجية الإيراني (وام)
TT

مباحثات إماراتية - إيرانية في مسارات التعاون لتحقيق المصالح المشتركة ودعم الاستقرار

خليفة شاهين المرر وزير دولة في الإمارات ومبعوث وزير الخارجية خلال لقاء حسين أمير عبداللهيان وزير الخارجية الإيراني (وام)
خليفة شاهين المرر وزير دولة في الإمارات ومبعوث وزير الخارجية خلال لقاء حسين أمير عبداللهيان وزير الخارجية الإيراني (وام)

أجرى خليفة شاهين المرر وزير دولة في الإمارات ومبعوث وزير الخارجية، زيارة رسمية إلى العاصمة الإيرانية «طهران»، التقى خلالها بكل من حسين أمير عبداللهيان، وزير الخارجية الإيراني، وعلي باقري كني، مساعد الوزير للشؤون السياسية، ومهدي صفري، مساعد الوزير للشؤون الدبلوماسية الاقتصادية.

وبحسب ما أوردته وكالة أنباء الإمارات «وام»، جرى خلال اللقاء بحث عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز مسارات التعاون بما يحقق المصالح المشتركة ودعم الاستقرار والازدهار في المنطقة.

خليفة شاهين المرر وزير دولة في الإمارات ومبعوث وزير الخارجية خلال لقاء حسين أمير عبداللهيان وزير الخارجية الإيراني (وام)

وذكرت «وام» أنه تم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك.

فيما نقلت وزارة الخارجية الإيرانية عن عبداللهيان قوله إن سياسة الجوار للحكومة الإيرانية في تنمية العلاقات مع الجيران، منوهاً إلى أن الإمارات شريك تجاري موثوق به، ولافتاً إلى أن العلاقات بين البلدين تجري تنميتها على المستويين العام والخاص.

الحوار السلمي

من جهة أخرى، أكدت الإمارات أنها تلتزم بالحوار السلمي والسبل الدبلوماسية باعتبارهما وسيلتين لتعزيز الأهداف المشتركة والمتمثلة في الأمن والاستقرار الإقليميين، وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر الأربعاء: «نتيجة لتقييمنا المستمر للتعاون الأمني الفعال مع جميع الشركاء، انسحبت دولة الإمارات منذ شهرين من مشاركتها في القوة البحرية الموحدة».

وأكد بيان وزارة الخارجية أن دولة الإمارات مستمرة في التزامها بضمان سلامة الملاحة في بحارها بشكلٍ مسؤول، وفقاً للقانون الدولي.

وبحسب معلومات سابقة تتألف القوة البحرية الموحدة من 34 دولة ويقع مقرها في القاعدة البحرية الأميركية في البحرين، وتعمل على ضمان الأمن ومكافحة الإرهاب والقرصنة في البحر الأحمر والخليج.

التوصيفات الخاطئة

في المقابل، أعلنت الإمارات رفضها التوصيفات الخاطئة لمحادثاتها مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن الأمن البحري التي وردت مؤخراً، بحسب ما ذكره بيان «الخارجية»، والتي صدرت في صحيفة «وول ستريت جورنال»، الثلاثاء، أن الإمارات كانت محبطة من عدم رد الولايات المتحدة على احتجاز ناقلات النفط مؤخراً.


السعودية تختتم استعداداتها السيبرانية لموسم حج هذا العام

الجهات الوطنية السعودية أبدت استعداداً كبيراً للأمن السيبراني في موسم حج هذا العام (الهيئة الوطنية للأمن السيبراني)
الجهات الوطنية السعودية أبدت استعداداً كبيراً للأمن السيبراني في موسم حج هذا العام (الهيئة الوطنية للأمن السيبراني)
TT

السعودية تختتم استعداداتها السيبرانية لموسم حج هذا العام

الجهات الوطنية السعودية أبدت استعداداً كبيراً للأمن السيبراني في موسم حج هذا العام (الهيئة الوطنية للأمن السيبراني)
الجهات الوطنية السعودية أبدت استعداداً كبيراً للأمن السيبراني في موسم حج هذا العام (الهيئة الوطنية للأمن السيبراني)

في إطار الاستعدادات السعودية المتواصلة لموسم حج العام الهجري 1444هـ، نفّذت أكثر من 100 جهة وطنية سعودية «تمرين الأمن السيبراني لموسم حج 1444هـ»، وشارك في التمرين أكثر من 350 مسؤولاً عن الأمن السيبراني ومختصين في المجال بحضور وزير الحج والعمرة ومحافظ الهيئة الوطنية للأمن السيبراني.

ويشكّل التمرين الذي استمر على مدى يومين واختتم في 29 من الشهر الحالي، شكلاً جديداً من الاستعدادات غير التقليدية للبلاد بهدف «تعزيز الجاهزية السيبرانية للجهات الوطنية المشاركة في موسم الحج، وتنمية مهارات المختصين لديها في الأمن السيبراني، وتمكينها من القيام بمهامها تجاه أمنها السيبراني، بما يسهم في دعم الجهود الوطنية للارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن»، وفقاً لما أوردته «الهيئة الوطنية للأمن السيبراني».

وأضافت الهيئة أن التمرين يأتي في إطار دعمها ومساندتها للجهود الوطنية الرامية إلى الارتقاء بالخدمـات المقدمـة لضيـوف الرحمـن، وتعزيز صمود الجهات الوطنية المشاركة في موسم الحج أمام التهديدات والمخاطر السيبرانية المتجددة والاستجابة لها، وتنمية مهارات المختصين لديها في الأمن السيبراني، لافتةً إلى أن التمرين اشتمل على مجموعة من الأنشطة الفنية والإدارية، وتناول إجراء محاكاة لأنواع مختلفة من الهجمات السيبرانية، وتطبيق آلية الاستجابة للحوادث السيبرانية الطارئة على النحو الذي يسهم في الوصول إلى «فضاء سيبراني سعودي آمن وموثوق يمكّن من النمو والازدهار».

منصة متخصّصة

التمرين الذي نُفذ في محافظة جدة غرب البلاد، جاء عبر منصة متخصصة تم بناؤها واستضافتها وتشغيلها بالتعاون مع الذراع التقنية للهيئة، الشركة السعودية لتقنية المعلومات (سايت)، يتم من خلالها تصميم تمارين سيبرانية وتطوير سيناريوهات تحاكي آخر التطورات في الأساليب المستخدمة في التهديدات والهجمات السيبرانية، وذلك بهدف تعزيز الجهود، ودعم آليات العمل في منظومة وطنية متكاملة، ورفع الجاهزية السيبرانية للجهات الوطنية المشاركة في موسم الحج.

وفي نهاية التمرين كرّم وزير الحج والعمرة، ومحافظ «الهيئة الوطنية للأمن السيبراني»، الفائزين في التمرين الفني الذي يأتي ضمن أعمال تمرين الأمن السيبراني لموسم حج هذا العام 1444هـ، كما عبرا عن اعتزازهما بما يقدمه مسؤولو الأمن السيبراني في الجهات الوطنية «لحماية المصالح الحيوية وتأمين البُنى التحتية الحساسة للسعودية، وتحقيق أعلى مستويات الجودة والتميز في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن».

وأكد مسؤولون في دول إسلامية عدة، عودة حصتهم في حج العام الحالي، كما كانت عليه قبل جائحة «كورونا»، ليكون عدد حجاج الخارج في موسم حج عام 1444هـ (2023) مليوني حاج من 57 دولة إسلامية، طبقاً لما كشف عنه نائب وزير الحج والعمرة السعودي لـ«الشرق الأوسط»، مؤكّداً أنه «سوف يُسمح لمليوني مسلم من خارج السعودية من شتى أنحاء العالم ونحو 200 ألف مسلم من داخل البلاد للقدوم للمشاعر لتأدية مناسك الحج بكل يسر وسهولة».

ضرورة الإجراءات الاستباقية

تُعد السعودية من أكثر البلدان المستهدفة من قبل الهجمات السيبرانية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، والتي شكلت ثلثي الحالات المرصودة في المنطقة، وفقاً لمؤشر «X-Force Threat Intelligence Index» الذي كشف في الوقت ذاته أن قطاعي الخدمات المالية والتأمين في السعودية شكّلا ثلثي الحالات، فيما توزّعت البقية على شركات ومؤسسات التصنيع والخدمات المهنية والتجارية والاستهلاكية.

المدير العام لشركة «IBM» في السعودية فهد العنزي، اعتبر أن البلاد «تشهد تحوّلاً رقمياً هائلاً»، معلّلاً ذلك بأنه «بعدما أصبحت السعودية من أكثر البلدان ترابطاً في العالم، نرى أهمية اتخاذ إجراءات استباقية لمنع الهجمات الإلكترونية وعرقلتها، وهذا الأمر ضروريّ لحماية مصالح قطاع الأعمال، والقطاعات الأخرى، ونموها، وتطورها باتباع النهج المنظم والممارسات الاستباقية، ويمكن توفير الحماية المستقبلية للسعودية، وتحسين الأمن السيبراني، وتجنب الأزمات المحتملة».