انطلاق حملات إنسانية تضامنية في المناطق اللبنانية

طالبة الطب رنيم عبد الساتر وأحد زملائها المتطوعين في منطقة بعلبك  -  برنامج «منا وجر» حصد تبرعات بلغت 127 ألف دولار لصالح مستشفى الحريري
طالبة الطب رنيم عبد الساتر وأحد زملائها المتطوعين في منطقة بعلبك - برنامج «منا وجر» حصد تبرعات بلغت 127 ألف دولار لصالح مستشفى الحريري
TT

انطلاق حملات إنسانية تضامنية في المناطق اللبنانية

طالبة الطب رنيم عبد الساتر وأحد زملائها المتطوعين في منطقة بعلبك  -  برنامج «منا وجر» حصد تبرعات بلغت 127 ألف دولار لصالح مستشفى الحريري
طالبة الطب رنيم عبد الساتر وأحد زملائها المتطوعين في منطقة بعلبك - برنامج «منا وجر» حصد تبرعات بلغت 127 ألف دولار لصالح مستشفى الحريري

مبادرات طوعية وحملات إنسانية وتبرعات، وأخرى تصب في مواجهة وباء كورونا يشهدها لبنان يومياً منذ وصول الجائحة إلى أراضيه في فبراير (شباط) الفائت.
وتلاقي النداءات التي تطلقها جهات رسمية من وزارات الصحة والبيئة والتربية تجاوباً من قبل اللبنانيين الذين لم يوفّروا جهداً لتلبيتها على جميع الأصعدة وفي مختلف المجالات. وحمل عدد من الطلاب هذه المهمات وتطوعوا بالعشرات من أجل تطبيقها على الأرض تحت عنوان «الإرشاد والتوعية».
وتعددت المبادرات التي راح يطلقها اللبنانيون كل من موقعه. فتقدمت مجموعة من طلاب كليات الطب للمساعدة في الإسعافات التي تقدمها المستشفيات ومؤسسة الصليب الأحمر. أما طالبة الطب رنيم عبد الساتر، وبعيد تعليق الدروس في جامعتها قررت العودة إلى بلدتها الأم بعلبك. وتوجهت إلى محافظ البقاع بشير خضر لتسأله عن أي إمكانية للتطوع من أجل المساعدة. وهكذا ومع عدد من زملائها الطلاب انطلقت الفكرة. فتكوّن جسم طبي بساعات قليلة وتألف من عدد من المتطوعين الذي قرروا مؤازرة رنيم بمبادرتها. وأكدت رنيم أن ما تقوم به ليس بمثابة عمل تطوعي فحسب بل واجب وطني وإنساني على جميع المحافظات في لبنان اتباعه. وتقول رنيم في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بدأنا فعلياً عملنا التطوعي على الأرض صباح أمس. وقام الفريق الذي يتألف من 20 متطوعاً بينهم طلاب طب وممرضون وأطباء يمارسون المهنة بزيارة جميع مدن وبلدات بعلبك والهرمل». وعن طبيعة عملها على الأرض تقول في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «أشرف شخصياً على طرق الوقاية والتعقيم في التعاونيات والدكاكين وفي محلات الجزارين (بائعو اللحوم الطازجة). وهناك عدد كبير منهم يتخذ الإجراءات المطلوبة، فيما آخرون لا يزالون يجهلون القواعد الأساسية لهذه الإجراءات». وتشير رنيم إلى أن منطقة بعلبك الهرمل لم تسجّل حتى الساعة أي إصابة بوباء كورونا. «ابتداء من الغد سنتوجه إلى المستوصفات كي نقف على حالات مرضية مختلفة ونرد على أسئلة الناس حول كيفية الوقاية من هذه الجائحة وما هي عوارضها الأساسية».
ومن المبادرات الأخرى التي أعلنت في لبنان تلك التي يقف وراءها مهندس الاتصالات حسين الحاج حسن لتصنيع أجهزة تنفس اصطناعي تحت عنوان «صنع في لبنان». فهو أرادها إجراء استباقياً لمواجهة الوباء في حال شهد انتشاراً واسعاً في لبنان. فعدد أجهزة التنفس الاصطناعي في مستشفيات لبنان لا يتجاوز الـ500 جهاز وهو ما يدعو للتفكير بحل سريع لهذه المعضلة. وبمعية مجموعة من المهندسين والدكاترة استطاع حسين الحاج حسن أن يصل اليوم إلى مرحلة متقدمة في صناعة هذا الجهاز. ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بعيد إطلاقنا المبادرة شكّلنا خلية عمل أفرزت عدة فرق انتهوا حالياً من صنع النموذج الأول لهذا الجهاز». ويضيف في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «سنبدأ بعملية تنفيذه وصنعه في الأيام القليلة المقبلة بالتعاون مع فريق يتألف من نحو 150 شخصاً من اختصاصيين ومهندسين وإداريين وصناعيين». وعن الجهة التي تمول مشروعه يرد: «حالياً نعتمد على التمويل الذاتي في صناعة النموذج وعندما نصل إلى المراحل التنفيذية للمشروع سنطالب بالدعم المادي المطلوب». ومن ناحية ثانية، قدّم الأب فادي ثابت مبادرة أخرى لمواجهة وباء كورونا تقضي بفتح «بيت عنيا» من قبل دير سيدة لبنان في حريصا للأشخاص الذين يرغبون بالحجر على أنفسهم لمواجهة المرض. ويقدم إلى الأشخاص المحجور عليهم وجبات الطعام بحيث يتوزعون على نحو 50 غرفة منفصلة.
أما بلدية «قب آلياس» في البقاع فقدمت مجموعة من المنازل الجاهزة (prefabrique) لكل شخص في المنطقة يحتاج إلى العزل. وذلك للتخفيف من الازدحام الواقع في المستشفيات لمواجهة وباء «كورونا».
وفي موضوع التبرعات، فقد أعلن وزير الصحة حسن حمد عن فتح حساب مصرفي في مصرف لبنان يساهم في تأمين الإعانات الطبية وحاجات الوقاية كالكمامات والقفازات، ومواد التعقيم وغيرها التي يحتاجها اللبنانيون في مواجهة الوباء.
وكان لتلفزيون «إم تي في» مبادرة لافتة في مسألة التبرعات عندما أطلق حملته الأولى من استوديوهات الأخبار مع المذيعة نوال بري لمساعدة المستشفى الحكومي رفيق الحريري في بيروت (المركز الأهم في استقبال حالات المصابين بمرض كورونا)، وكذلك لمساعدة مؤسسة الصليب الأحمر في لبنان. وفي الموضوع نفسه وخلال عرض برنامج «منا وجر» لبيار رباط على القناة نفسها فتح المجال أمام التبرعات لمستشفى رفيق الحريري أمام المشاهدين، وليحصد في نهايته مبلغ 127 ألف دولار. ويؤكد المكتب الإعلامي في «إم تي في» أن باب التبرعات أمام المشاهدين سيبقى مفتوحاً على مدى أسبوع كامل من أجل مساعدة طاقم فريق المستشفى المذكور ودعم الجهود المبذولة فيه لمواجهة حالات الإصابة بجرثومة «كورونا».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«جوي أووردز» تحتفي بالفائزين بجوائزها في الرياض

الأميركي ماثيو ماكونهي يحمل «جائزة شخصية العام» خلال حفل «جوي أووردز» (موسم الرياض)
الأميركي ماثيو ماكونهي يحمل «جائزة شخصية العام» خلال حفل «جوي أووردز» (موسم الرياض)
TT

«جوي أووردز» تحتفي بالفائزين بجوائزها في الرياض

الأميركي ماثيو ماكونهي يحمل «جائزة شخصية العام» خلال حفل «جوي أووردز» (موسم الرياض)
الأميركي ماثيو ماكونهي يحمل «جائزة شخصية العام» خلال حفل «جوي أووردز» (موسم الرياض)

بحضورٍ لافت من الشخصيات البارزة والمرموقة في عالم الفن والموسيقى والرياضة وصناعة الترفيه، أقيم مساء السبت، حفل تتويج الفائزين بالنسخة الخامسة لجوائز «جوي أووردز» (Joy Awards) لعام 2025 في العاصمة السعودية الرياض.

وبعد مشاركة واسعة وإقبال غير مسبوق من الجمهور في مرحلة التصويت، توافد نجوم عرب وعالميون إلى مقر الحفل الذي احتضنته منطقة «anb Arena»، ضمن فعاليات «موسم الرياض»، حيث انضموا بعد المرور على السجادة الخزامية إلى ‏ليلة استثنائية، في أكبر وأهم حفل للجوائز الفنية العربية بالمعايير العالمية.

ومنذ الساعات الأولى من الحدث، وصل نخبة من فناني ونجوم العالم، تقدّمهم الممثل والمنتج العالمي أنتوني هوبكنز، وصانع الأفلام الأميركي مايك فلاناغان، والممثل التركي باريش أردوتش، وأسطورة كرة القدم الفرنسي تييري هنري، وغيرهم.

توافد نجوم الفن إلى مقر حفل «جوي أووردز» في الرياض (هيئة الترفيه)

وواكب وصول النجوم عزف حي وعروض فنية في الرواق، بينما امتلأت باحة الاستقبال بالجماهير التي حيّتهم، وأبدى الضيوف سرورهم بالمشاركة في الحدث الاستثنائي الذي يحتفي بالفن والفنانين.

وأكد فنانون عرب وعالميون، لحظة وصولهم، أن الرياض أصبحت وجهة مهمة للفن، ويجتمع فيها عدد كبير من النجوم، لتكريم الرواد والمميزين في أداءاتهم وإنتاجهم، وتشجيع المواهب الواعدة التي ينتظرها مستقبل واعد في السعودية.

وانطلقت الأمسية الاستثنائية بعرضٍ مميز لعمالقة الفن مع المغنية والممثلة الأميركية كريستينا أغيليرا، وقدَّم تامر حسني ونيللي كريم عرضاً غنائياً مسرحياً، تبعه آخرَان، الأول للموسيقي العالمي هانز زيمر، وجمع الثاني وائل كفوري مع الكندي مايكل بوبليه، ثم عرض للأميركي جوناثان موفيت العازف السابق في فرقة مايكل جاكسون، قبل أن تُختَتم بـ«ميدلي» للمطرب التركي تاركان.

المغنية كريستينا أغيليرا خلال عرضها في حفل «جوي أووردز» (هيئة الترفيه)

وشهد الحفل تكريم الراحل الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن الذي ترك بصمته الكبيرة في عالم الفن بـ«جائزة صُنَّاع الترفيه الماسيَّة»، تسلّمها نجله الأمير خالد، قبل أن يُقدِّم المغني الأوبرالي الإيطالي الشهير أندريا بوتشيلي مقطوعة موسيقية كلاسيكية إهداء للراحل، و«ديو» جمعه مع فنان العرب محمد عبده.

وتُوِّج رائد السينما السعودية المُخرِج عبد الله المحيسن، والفنان عبد الله الرويشد، والموسيقار بوتشيلي، والممثل مورغان فريمان، والموسيقي هانز زيمر، والمخرج الكوري جي كي يون، والفنان ياسر العظمة، والمُخرِج محمد عبد العزيز بـ«جائزة الإنجاز مدى الحياة»، والممثل الأميركي ماثيو ماكونهي بـ«جائزة شخصية العام»، والمخرج العالمي جاي ريتشي، والممثل الهندي هريثيك روشان، والمصمم اللبناني زهير مراد بـ«الجائزة الفخرية».

الفنان ياسر العظمة يلقي كلمة بعد تكريمه بـ«جائزة الإنجاز مدى الحياة» (هيئة الترفيه)

كما تُوِّج بـ«جائزة صُنّاع الترفيه الفخرية» الممثلة مريم الصالح، والممثلين إبراهيم الصلال، وسعد خضر، وعبد الرحمن الخطيب، وعبد الرحمن العقل، وعلي إبراهيم، وغانم السليطي، ومحمد الطويان. وقدّمها لهم سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي.

وفاز في فئة «المسلسلات»، سامر إسماعيل بجائزة «الممثل المفضَّل» عن دوره في «العميل»، وهدى حسين بـ«الممثلة المفضّلة» عن «زوجة واحدة لا تكفي»، والعنود عبد الحكيم بـ«الوجه الجديد المفضّل» عن «بيت العنكبوت»، و«شباب البومب 12» بـ«المسلسل الخليجي المفضَّل»، و«نعمة الأفوكاتو» بـ«المسلسل المصري المفضَّل»، و«مدرسة الروابي للبنات 2» بـ«المسلسل المشرقي المفضَّل».

أما في فئة «الإخراج»، ففازت رشا شربتجي بجائزة «مخرج المسلسلات المفضَّل» عن عملها «ولاد بديعة»، وطارق العريان بـ«مخرج الأفلام المفضَّل» عن «ولاد رزق 3: القاضية».

حفل استثنائي لتتويج الفائزين بجوائز «جوي أووردز» في الرياض (هيئة الترفيه)

وضمن فئة «السينما»، فاز هشام ماجد بجائزة «الممثل المفضَّل» عن دوره في «إكس مراتي»، وهنا الزاهد بـ«الممثلة المفضَّلة» عن «فاصل من اللحظات اللذيذة»، و«ولاد رزق 3: القاضية» بـ«الفيلم المفضَّل».

وفاز في فئة «الرياضة»، اللاعب سالم الدوسري كابتن فريق الهلال السعودي بجائزة «الرياضي المفضَّل»، ولاعبة الفنون القتالية السعودية هتان السيف بـ«الرياضيِّة المفضَّلة».

أما فئة «المؤثرين»، ففاز أحمد القحطاني «شونق بونق» بجائزة «المؤثر المفضَّل»، ونارين عمارة «نارين بيوتي» بـ«المؤثرة المفضَّلة».

وضمن فئة «الموسيقى»، تقاسَمت «هو أنت مين» لأنغام، و«هيجيلي موجوع» لتامر عاشور جائزة «الأغنية الأكثر رواجاً»، وذهبت «الأغنية المفضَّلة» إلى «الجو» لماجد المهندس، وفاز عايض بـ«الفنان المفضَّل»، وأصالة نصري بـ«الفنانة المفضَّلة»، وراكان آل ساعد بـ«الوجه الجديد المفضَّل».

الرياض وجهة مهمة للفن والرياضة تجمع كبار نجوم العالم (هيئة الترفيه)

وكتب المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه، في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «بدعم مولاي الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو سيدي ولي العهد عراب الرؤية وقائدنا الملهم (الأمير محمد بن سلمان) اليوم نشهد النجاح الكبير لحفل توزيع جوائز جوي أووردز 2025».

وتعدّ «جوي أووردز»، التي تمنحها هيئة الترفيه السعودية، واحدةً من أرقى الجوائز العربية، وتُمثِّل اعترافاً جماهيرياً بالتميُّز في الإنجازات الفنية والرياضية ومجالات التأثير. ويُقدِّم حفلها أحد المشاهير الذي يمثل قيمة جماهيرية لدى متابعيه من جميع أنحاء العالم.

وشهدت جوائز صُنّاع الترفيه في نسختها الخامسة، منافسة قوية في مختلف فئاتها التي تشمل «السينما، والمسلسلات، والموسيقى، والرياضة، والمؤثرين، والإخراج»، مع التركيز على أهم الأعمال والشخصيات المتألقة خلال العام.

وتُمنح لمستحقيها بناء على رأي الجمهور، الأمر الذي صنع منها أهمية كبيرة لدى مختلف الفئات المجتمعية التي يمكنها التصويت لفنانها أو لاعبها المفضل دون أي معايير أخرى من جهات تحكيمية.