إسرائيل تشترط كفالة لمبيت العمال والتجار الفلسطينيين

TT

إسرائيل تشترط كفالة لمبيت العمال والتجار الفلسطينيين

بضغط من وزارة الصحة وقيادة الجيش الإسرائيلي، وبعد تردد طويل دام أكثر من أسبوعين، صادق وزير الأمن، نفتالي بنيت، على السماح بدخول عمال وتجار فلسطينيين من الضفة الغربية، والمبيت في إسرائيل، اعتباراً من اليوم (الأربعاء).
وقد جاء هذا القرار في إطار مكافحة انتشار فيروس كورونا؛ حيث إن بقاء هؤلاء العمال والتجار في إسرائيل يقلل من نقل الفيروس على الطريق بين البلدين. لكن الوزير بنيت وضع شروطاً لتنفيذ هذا القرار، وهو أن يقتصر دخول إسرائيل على العمال والتجار الفلسطينيين الذين يعملون «فقط في مجالات حيوية»، مثل الصحة والزراعة والتمريض والبناء، على أن يتم النظر لاحقاً بشأن العمل في فروع أخرى. كما اشترط عليهم أن «يناموا لمدة شهر إلى شهرين من دون العودة إلى بلداتهم طيلة هذه الفترة». وهناك شرط ثالث، هو «كفالة من مشغليهم أو زبائنهم أو وكلائهم الإسرائيليين».
وحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، فإن هذا الإجراء سيتيح لنحو 60 ألف عامل فلسطيني المبيت في إسرائيل، من مجموع 130 ألف فلسطيني يتاح لهم اليوم العمل في إسرائيل وفقاً لتصاريح عمل إسرائيلية. وهناك نحو 25 ألفاً يعملون في المستوطنات اليهودية القائمة في الضفة الغربية، هم أيضاً يحتاجون إلى تصاريح، لكنهم لا يبيتون فيها.
وتمنع إسرائيل مبيت العمال والتجار الفلسطينيين العاملين فيها منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في سنة 2000، بدعوى الأسباب الأمنية، وتجبر هؤلاء العمال على العودة إلى منازلهم في الضفة الغربية يومياً. وتمنح تصاريح المبيت بشكل محدود وبالأساس للعاملين في مجال الفندقة والصحة؛ حيث يضطر العاملون إلى العمل في ورديات ليلية.
وقال بيان صادر عن وزير الأمن بنيت إن عمليات نقل البضائع ستستمر في العمل بشكل طبيعي. كما سيستمر الحظر المفروض على دخول الإسرائيليين إلى المنطقة «أ» و«ب»، وكذلك إغلاق قطاع غزة، رغم أنه لم يتم الإبلاغ عن حالات عدوى كورونا بعد. وأضاف أن هذه القرارات اتخذت بالتنسيق مع كل أذرع الجيش الإسرائيلي، ووزارة الخارجية، وبالتشاور مع وزير البناء والإسكان، ووافق عليها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».