النفط الأميركي دون 30 دولاراً للبرميل... و«برنت» يلاحقه

النفط الأميركي دون 30 دولاراً للبرميل... و«برنت» يلاحقه
TT

النفط الأميركي دون 30 دولاراً للبرميل... و«برنت» يلاحقه

النفط الأميركي دون 30 دولاراً للبرميل... و«برنت» يلاحقه

انخفضت أسعار النفط الأميركي لما دون 30 دولاراً للبرميل أمس (الاثنين)، مع إخفاق خفض طارئ من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة، وخطوات مماثلة من بنوك مركزية أخرى، في تهدئة الأسواق، وتراجع إنتاج المصانع الصينية بأكبر وتيرة في 30 عاماً، وسط انتشار فيروس كورونا.
وهبط خام برنت 2.89 دولار بما يوازي 8.5 في المائة إلى 30.96 دولار للبرميل بحلول الساعة 10:12 بتوقيت غرينتش. وزاد عقد «شهر أقرب استحقاق» دولاراً في وقت سابق من الجلسة. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 5.6 في المائة بمقدار 1.79 دولار مسجلاً 29.94 دولار للبرميل.
وعلاوة برنت إلى خام غرب تكساس الوسيط قرب أقل مستوى منذ 2016، مما يجعل الخام الأميركي لا يتمتع بالتنافسية في الأسواق العالمية.
وفي أول تحرك من هذا القبيل لرئيس أميركي منذ ما بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، قال الرئيس دونالد ترمب إن بلاده سوف تستغل انخفاض أسعار النفط، وتملأ الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، لمساعدة المنتجين الذين تأثروا بانخفاض الأسعار للنصف منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقال «غولدمان ساكس» إن تحرك الولايات المتحدة لملء احتياطيات النفط الوطنية قد لا تكون كافية لوقف هبوط الأسعار عن توقعات البنك لسعر برنت عند 30 دولاراً للبرميل في الربعين الثاني والثالث، في ظل حجم فائض الإمدادات العالمي الحالي.
وأضاف «غولدمان» أن إضافة 0.8 في المائة من طاقة المخزون العالمي «ضئيلة جداً ببساطة إذا صح رأينا بأن المنتجين منخفضي التكلفة شرعوا في عملية صائبة لاستعادة حصة السوق المفقودة».
وقال مسؤول بوزارة الطاقة إن لدى الاحتياطي البترولي الاستراتيجي طاقة لتخزين ما يصل إلى 77 مليون برميل من النفط، دون ذكر تفاصيل عن سرعة شراء النفط. ويضم الاحتياطي الاستراتيجي حالياً 635 مليون برميل.
وتابع البنك: «هذه المشتريات ستساعد في تعويض التراجع في الصادرات الأميركية الذي سيحدث مع تصعيد أعضاء (أوبك) الكبار وروسيا المنافسة بين إمدادات الخام المُخفضة المنقولة بحراً». ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء، أمس، عن مصادر قولها إن اجتماعاً فنياً كان من المقرر عقده بين دول «أوبك» ومنتجين مستقلين، يوم الأربعاء، في فيينا، تم إلغاؤه، إذ إن مساعي الوساطة بين السعودية وروسيا عقب انهيار اتفاق خفض الإمدادات فشلت في إحراز تقدم.
ومن المقرر أن ينتهي العمل باتفاق لخفض الإنتاج بين منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، بقيادة روسيا، في إطار المجموعة المعروفة باسم «أوبك+» التي تضخ أكثر من 40 في المائة من النفط العالمي، بنهاية الشهر الحالي. وتقدم اللجنة المعروفة باسم اللجنة الفنية المشتركة المشورة لوزراء نفط «أوبك+».
وقال أحد المصادر إنه «جرى إلغاؤه» دون ذكر سبب. ولم يتضح بعد ما إذا كان سيجري تحديد موعد جديد للاجتماع، في حين أن بعض العاملين في مقر «أوبك» يمارسون عملهم من المنزل، في إجراء احترازي من فيروس كورونا.
وقال مصدر آخر، حين سئل عن مساعي الوساطة لاستئناف محادثات خفض الإنتاج، إنها «حرب لأبعد مدى»، في إشارة إلى حرب الأسعار بين المنتجين.
ونتيجة هذه التطورات، قالت «آي إتش إس ماركت»، في تقرير لها أمس، إن العالم قد يكون بصدد «أكبر فائض معروض نفطي على الإطلاق»، متوقعة أن يزيد الفائض إلى ما بين 800 مليون و1.3 مليار برميل في النصف الأول من 2020.
وعزت ذلك إلى حرب الأسعار الدائرة حالياً في السوق، في ظل ركود عالمي وأزمة فيروس كورونا. وقالت إن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام قد يتراجع إلى ما بين مليونين و4 ملايين برميل يومياً على مدى الاثني عشر شهراً المقبلة.


مقالات ذات صلة

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات محبطة قد تشير إلى تباطؤ بالنمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة مكتوب عليها «نوظف الآن» في مغسل سيارات بأحد شوارع ميامي بفلوريدا (رويترز)

زيادة غير متوقعة في طلبات إعانات البطالة الأميركية

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في روزميد - كاليفورنيا (أ.ف.ب)

التضخم الأميركي يرتفع في نوفمبر إلى 2.7 % على أساس سنوي

ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بأكبر قدر في 7 أشهر في نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.