«لحظات مختلفة» يكشف مكامن سحر الأقصر الجنوبية

لوحات تنبض بالألوان الزاهية

الفنان وائل نور وزوجته الفنانة التشكيلية يسرا حفض
الفنان وائل نور وزوجته الفنانة التشكيلية يسرا حفض
TT

«لحظات مختلفة» يكشف مكامن سحر الأقصر الجنوبية

الفنان وائل نور وزوجته الفنانة التشكيلية يسرا حفض
الفنان وائل نور وزوجته الفنانة التشكيلية يسرا حفض

يواصل الفنان المصري وائل نور، الكشف عن معالم مدينته التاريخية الأقصر (جنوب مصر)، كما لم نعرفها من قبل، ففي معرضه الجديد «لحظات مختلفة» المقام حالياً بغاليري «نون للفنون»، يستكمل مشروعه الفني للتعريف بالوجه الآخر لـ«مدينة الشمس»، بلوحات ذات طابع كلاسيكي بالألوان المائية.
المعرض الذي افتتحه الدكتور راي جونسون، رئيس البعثة الأثرية في الأقصر، والدكتور فرنسيس أمين القنصل الفخري الإيطالي بالأقصر، ويستمر حتى نهاية الشهر 30 مارس (آذار) الحالي، يجسد الحياة اليومية في الأقصر التي لا يعرف عنها السائح سوى معابدها ومقابرها التاريخية، وفق الفنان وائل نور، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «كل لوحة تجسد مشهداً ربما نجده عادياً، إثر مرورنا به، لكنني أردت أن أوضح أن كل تفاصيل المدينة، سواء الريفية أو الأثرية، تمثل في حد ذاتها لوحة رائعة».
يضم المعرض أكثر من 30 لوحة تمثل خلاصة رحلة عمل ممتدة منذ 3 سنوات، ينقب فيها وائل نور عن مكامن السحر في الأقصر.
واعتاد الفنان الذي تميز في تطويع الألوان المائية، أن يقيم ورش عمل ينقل عبرها خبرته التي توارثها عن الراحل بخيت فراج، فنان الألوان المائية العالمي، حيث يقيم ورشة عمل يومي 15 و16 مارس الحالي، تتضمن شرحاً لمفهوم «اللاند سكيب»، وكيفية استخلاص المنظر الطبيعي، وطرق التعامل مع مفردات اللوحة للطلاب ومحبي الرسم ومحبي الأقصر.
لوحات وائل نور تستحضر مشاهد من الطبيعة المصرية، تنبض بالألوان الزاهية؛ تلك التي تميز جنوب مصر، مواصلاً بذلك طريقه في الاعتماد على تكنيك كلاسيكي للمدرسة التعبيرية، تلك التي تبناها الكثير من رواد الفن التشكيلي، ففي لوحاته ستجد عناية بكل التفاصيل بداية من تدرجات الأرض اللونية وتعرجاتها، مروراً بتفاصيل المعمار والبشر؛ ملامحهم وملابسهم، حتى الكتابات التي تزين المحلات، مما يعطي اللوحة أبعاداً نوستالجية. شارك الفنان وائل نور في كثير من المعارض الخاصة والجماعية داخل وخارج مصر. وهو خريج كلية التربية الفنية عام 1999.
الضوء والظلال تعرف طريقها جيداً في لوحات وائل نور، فهو يتحكم في فرشاته مجسداً الريف وقت «العصاري» بضوء شمس خافت، يعطيك الرقعة الخضراء، كما لو أنك تشاهدها عبر صورة فوتوغرافية عالية الجودة، ثم ينقلك أمام تمثالي ممنون بالبر الغربي مجسداً ببراعة الأبعاد والتفاصيل، كما سترى النيل بهدوئه كشريان حياة بين البر الشرقي والبر الغربي لمدينة الملوك.
تعرف لوحات وائل نور كيف تحرك الوجدان نحو الطبيعة المصرية المعجونة بطمي النيل، لكنه لا يرسمها بمقاييس فنية بحتة، بل بإحساس غامر بمصريته، واعتزازه بها، وبالرغم من اهتمامه برسم الطبيعة الصامتة «لاند سكيب»، فلا ترى الأشخاص إلا قليلاً، لكن كل لوحة تنطق صوت الطبيعة، لتبعث رسالة سلام وحنين لحياة هادئة بعيدة عن صخب التكنولوجيا والمدن، فالمتلقي سيجد رائحة في اللون الأزرق المنساب ما بين درجات الأصفر الترابي والرمادي والزيتي.



زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
TT

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)

في حوارات جدّية تتّسم بالموضوعية وبمساحة تعبير حرّة يطالعنا الإعلامي زافين قيومجيان ببرنامجه التلفزيوني «شو قولك» وعبر شاشة «الجديد» ينقل للمشاهد رؤية جيل الشباب لمستقبل أفضل للبنان.

ويأتي هذا البرنامج ضمن «مبادرة مناظرة» الدّولية التي تقوم على مبدأ محاورة أجيال الشباب والوقوف على آرائهم. اختيار الإعلامي زافين مقدّماً ومشرفاً على البرنامج يعود لتراكم تجاربه الإعلامية مع المراهقين والشباب. فمنذ بداياته حرص في برنامجه «سيرة وانفتحت» على إعطاء هذه الفئة العمرية مساحة تعبير حرّة. ومنذ عام 2001 حتى اليوم أعدّ ملفات وبرامج حولهم. واطّلع عن كثب على هواجسهم وهمومهم.

يرتكز «شو قولك» على موضوع رئيسي يُتناول في كل حلقة من حلقات البرنامج. وينقسم المشاركون الشباب إلى فئتين مع وضد الموضوع المطروح. ومع ضيفين معروفَين تأخذ الحوارات منحى موضوعياً. فيُتاح المجال بين الطرفين للنقاش والتعبير. وبتعليقات قصيرة وسريعة لا تتجاوز الـ90 ثانية يُعطي كل فريق رأيه، فتُطرح سلبيات وإيجابيات مشروع معيّن مقترح من قبلهم. وتتوزّع على فقرات محدّدة تشمل أسئلة مباشرة وأخرى من قبل المشاهدين. ولتنتهي بفقرة الخطاب الختامي التي توجز نتيجة النقاشات التي جرى تداولها.

ويوضح قيومجيان لـ«الشرق الأوسط»: «يهدف البرنامج إلى خلق مساحة حوار مريحة للشباب. ومهمتي أن أدير هذا الحوار بعيداً عن التوتر. فلا نلهث وراء الـ(تريند) أو ما يُعرف بالـ(رايتينغ) لتحقيق نسبِ مشاهدة عالية. وبذلك نحوّل اهتمامنا من محطة إثارة إلى محطة عقل بامتياز».

تجري مسبقاً التمرينات واختيار الموضوعات المُراد مناقشتها من قبل الشباب المشاركين. فالبرنامج يقوم على ثقافة الحوار ضمن ورشة «صنّاع الرأي»؛ وهم مجموعات شبابية يخضعون سنوياً لتمارين تتعلّق بأسلوب الحوار وقواعده. ويطّلعون على كلّ ما يتعلّق به من براهين وحجج وأخبار مزيفة وغيرها. فيتسلّحون من خلالها بقدرة على الحوار الشامل والمفيد. ويوضح زافين: «عندما يُختار موضوع الحلقة يجري التصويت لاختيار المشتركين. وبعد تأمين الفريقين، يلتقي أفرادهما بضيفي البرنامج. ومهمتهما دعم الشباب والوقوف على آرائهم. ونحرص على أن يكونا منفتحين تجاه هذا الجيل. فأهمية البرنامج تتمثل في التوفيق بين المشتركين بمستوى واحد. ولذلك نرى الضيفين لا يتصدران المشهدية. وهي عادة متّبعة من قبل المبادرة للإشارة إلى أن الشباب هم نجوم الحلقة وليس العكس».

يمثّل المشاركون من الشباب في «شو قولك» عيّنة عن مجتمع لبناني ملوّن بجميع أطيافه. أما دور زافين فيكمن في حياديته خلال إدارة الحوار. ولذلك تختار المبادرة إعلاميين مخضرمين لإنجاز هذه المهمة.

طبيعة الموضوعات التي تُثيرها كلّ مناظرة حالياً ترتبط بالحرب الدائرة في لبنان.

ويستطرد زافين: «عادة ما تُناقش هذه المناظرات موضوعات كلاسيكية تهمّ الشباب، من بينها الانتحار والموت الرحيم، ولكن هذه الاهتمامات تقلّ عند بروز حدث معيّن. فنحاول مواكبته كما يحصل اليوم في الحرب الدائرة في لبنان».

ضرورة فتح مطار ثانٍ في لبنان شكّل عنوان الحلقة الأولى من البرنامج. وتناولت الحلقة الثانية خدمة العلم.

ينتقد قيومجيان أسلوب بعض المحاورين على الشاشات (زافين قيومجيان)

«شيخ الشباب» كما يحبّ البعض أن يناديه، يرى زافين أن مهمته ليست سهلةً كما يعتقد بعضهم. «قد يُخيّل لهم أن مهمتي سهلة ويمكن لأي إعلامي القيام بها. فالشكل العام للبرنامج بمثابة فورمات متبعة عالمياً. والمطلوب أن يتقيّد بها فريق العمل بأكمله». ويستطرد: «يمكن عنونة مهمتي بـ(ضابط إيقاع) أو (قائد أوركسترا)؛ فالمطلوب مني بصفتي مقدّماً، التّحكم بمجريات الحلقة ومدتها ساعة كاملة. فالتجرّد وعدم التأثير على المشاركين فيها ضرورة. أنا شخصياً ليس لدي هاجس إبراز قدراتي وذكائي الإعلامي، والمقدم بصورة عامة لا بدّ أن ينفصل عن آرائه. وأن يكون متصالحاً مع نفسه فلا يستعرض إمكانياته. وهو أمر بتنا لا نصادفه كثيراً».

يقول زافين إن غالبية إعلاميي اليوم يتّبعون أسلوب «التشاطر» على ضيفهم. وهو أمر يبيّن عدم تمتع الإعلامي بالحرفية. ولنتمكّن من الإبقاء على هذا الأسلوب المرن لا بدّ أن نتدرّب على الأمر. وأن نملك الثقة بالنفس وهو ما يخوّلنا خلق مساحة حوار سليمة، تكون بعيدة عن الاستفزاز والتوتر وتأخذ منحى الحوار المريح».

يستمتع زافين قيومجيان بتقديم برنامجه «شو قولك»، ويقول: «أحب اكتشاف تفكير الشباب كما أني على تماس مستمر معهم من خلال تدريسي لطلاب الجامعة، وأنا أب لشابين».

يحضّر زافين قيومجيان لبرنامج جديد ينوي تقديمه قريباً عبر المحطة نفسها. ولكنه يرفض الإفصاح عن طبيعته. ويختم: «سيشكّل مفاجأة للمشاهد وأتمنى أن تعجبه».