دمشق تغلق المدارس والجامعات والصالات العامة لمنع انتشار «كورونا»

تصر على إنكار تسجيل إصابات بالفيروس... والمواطنون يتهافتون على شراء المواد المطهرة

طفلة تخضع لفحص الحرارة في معبر باب السلامة الحدودي السوري - التركي أمس (أ.ف.ب)
طفلة تخضع لفحص الحرارة في معبر باب السلامة الحدودي السوري - التركي أمس (أ.ف.ب)
TT
20

دمشق تغلق المدارس والجامعات والصالات العامة لمنع انتشار «كورونا»

طفلة تخضع لفحص الحرارة في معبر باب السلامة الحدودي السوري - التركي أمس (أ.ف.ب)
طفلة تخضع لفحص الحرارة في معبر باب السلامة الحدودي السوري - التركي أمس (أ.ف.ب)

قالت طالبة سورية في المرحلة الإعدادية إنها تلقت توبيخاً من المرشدة النفسية في المدرسة ومعلمة مادة العلوم بسبب استخدامها مادة معقّمة لتنظيف مقعدها في الصف، وذلك في شكوى تقدمت بها الطالبة في مدرسة وائل العربي بمنطقة تنظيم صحنايا في ريف دمشق إلى إذاعة «مدينة إف إم» قبل يومين. وقالت الطالبة إن «التوبيخ توجه لها فقط لأنها قامت بمسح مقعدها بالكحول الطبي» قبل أن تحيلها معلمة العلوم إلى المرشدة النفسية التي بدورها «هددتها بالفصل بذريعة أنها تثير الخوف بين الطلاب حول فيروس كورونا».
وأحالت إذاعة «مدينة إف - إم» شكوى الطالبة إلى مدير تربية ريف دمشق ماهر فرج الذي وعد بمتابعة الموضوع، مؤكداً أن «التربية تقوم بإجراءات التعقيم للمدارس وأن أي طالب تظهر عليه أعراض المرض يستطيع الغياب دون حاجة للتبرير».
وما زالت الحكومة السورية تنفي تسجيل إصابات بفيروس كورونا الجديد (كوفيد - 19)، رغم أنباء أوردها «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن تفشي الفيروس في محافظات دمشق وطرطوس واللاذقية وحمص. إلا أن نفي الحكومة ومحاولة بث تطمينات عن عدم تسجيل إصابات بكورونا في سوريا لم يحدا من التهافت على شراء المعقمات والمواد المطهرة التي ارتفعت أسعارها بشكل جنوني في الأيام الأخيرة نتيجة الطلب الزائد وشح الكميات المتوافرة بعد توقف استيراد المواد الأولية من الصين. فعبوة «تاتش» (جل مطهر) الصغيرة ارتفعت من 259 ليرة إلى 500 ليرة، وعبوة الكحول الطبية المتوسطة ارتفعت من 500 ليرة إلى 2500 ليرة (الدولار يعادل 1060 ليرة تقريباً).
ويشار إلى أن وزارة التربية بدمشق طلبت من مديرياتها في المحافظات إيقاف كل الأنشطة اللاصفية في المدارس مثل «الاحتفالات والرحلات والمعارض والمسابقات والكورال» والاقتصار على العملية التربوية داخل الغرف الصفية.
ولاقى هذا الإجراء استهجاناً من الأهالي، باعتباره إجراء «رفع عتب»، بحسب تعبير معلمة في إحدى ثانويات دمشق لم تصرح عن اسمها لكنها قالت إن «الصفوف مكتظة وكل شعبة فيها من أربعين إلى خمسين طالباً، يجلس كل ثلاثة منهم في مقعد واحد كتفاً إلى كتف، يتنفسون ويعطسون بوجه بعضهم بعضاً، ووزارة التربية اكتفت بمنع أنشطة هي أساساً قليلة جداً في مدارسها». وتتابع المعلمة التي تقول إنها أخذت إجازة مرضية للوقاية من انتشار الفيروس: «الحديث عن كورونا في سوريا صار ممنوعاً كالحديث عن الدولار، خشية إضعاف نفسية الأمة»، في سخرية من إجراءات الحكومة الصارمة بخصوص من يتعامل بغير الليرة والتي تصل إلى السجن سبع سنوات. وأكدت المعلمة غياب وسائل النظافة والتعقيم في غالبية المدارس، لا سيما الحمامات وصنابير شرب المياه، قائلة إن «أكثر المناطق خطورة في سوريا فيما يخص نشر الفيروس الجديد هي المدارس، لا سيما المدارس الابتدائية الحكومية التي تعاني من قذارة منقطعة النظير».
وكانت وزارة التربية بدمشق قد عممت أمس على مدارس التعليم الأساسي والثانوي والمعاهد ورياض الأطفال ضرورة الاهتمام بالنظافة العامة، ولا سيما نظافة المرافق الصحية من حمامات ومشارب ومغاسل وخزانات مياه وصيانة التالف منها وتعقيمها باستمرار والعمل على توفير مواد التنظيف، ولا سيما الكلور في المدارس مع توافر المياه النظيفة والصابون.
وكان وزارة الصحة في دمشق قد أكدت، قبل أيام، خلو سوريا من أي إصابة بفيروس كورونا الجديد. وشددت على أن جميع الحالات المشتبه بها أثبتت التحاليل أنها سلبية.
من جهة ثانية، أعلنت دمشق أمس إغلاق المدارس والجامعات وصالات المناسبات العامة في إطار جهود السلطات المعنية لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد، في وقت أقرت فيه وزارة الصحة باحتمال وجود بعض الأشخاص الحاملين للفيروس، رغم النفي الرسمي لوجود إصابات.
وقالت وزارة الصحة في بيان، مساء أمس (الجمعة)، عقب اجتماع رئيس الوزراء عماد خميس مع الفريق الوزاري المختص، إن «عدم تسجيل أي إصابة بالفيروس المستجد في سوريا حتى تاريخه لا يعني أننا بمنأى عن المرض، كما أن ذلك لا ينفي احتمال وجود بعض الأشخاص الحاملين للفيروس، الذين لم تظهر عليهم أعراض المرض بعد». وخرج اجتماع الفريق الوزاري بقرار تعليق الدوام في الجامعات والمدارس والمعاهد التقنية العامة والخاصة لدى كل الوزارات والجهات المعنية ابتداء من يوم 14 مارس (آذار) الحالي، ولغاية الخميس الموافق الثاني من أبريل (نيسان) المقبل، واتخاذ «الإجراءات اللازمة لتعقيم وحدات السكن الجامعي، بما يضمن توافر شروط الإقامة الصحية للطلاب».
وقالت الحكومة إن هذه الإجراءات تأتي استكمالاً لإجراءات سابق اتخذت في هذا الخصوص، للوقاية قدر الإمكان من انتشار فيروس «كورونا». كما تقرر تخفيض حجم العاملين في مؤسسات القطاع العام الإداري إلى حدود 40 في المائة، وتخفيض عدد ساعات العمل واقتصارها على الفترة الممتدة من 9 صباحاً حتى 2 بعد الظهر، وإلغاء نظام البصمة اليدوية لمدة شهر.
كما تقرر إيقاف كل النشاطات العلمية والثقافية والاجتماعية والرياضية، التي تتطلب تجمعات أو حشوداً بشرية والتشدد في تطبيق منع تقديم النراجيل في المقاهي والمطاعم وإغلاق صالات المناسبات العامة واعتماد خطة تعقيم لوسائل النقل الجماعي.
كما تقرر التوسع في تجهيز مراكز الحجر الصحي بمعدل مركزين في كل محافظة، وتزويدهما بالتجهيزات المادية والبشرية اللازمة، وتجهيز طلاب السنة الأخيرة والدراسات العليا في كل اختصاصات الطب البشري للانخراط في المشافي، حينما يتم الإعلان عن الحاجة إليهم، وتهيئة المشافي في الجامعات الخاصة، ووضعها تحت تصرف وزارة الصحة عند اللزوم.


مقالات ذات صلة

المزاج الجيد قد يحسّن فاعلية بعض اللقاحات

صحتك المزاج قد يؤثر على فاعلية بعض اللقاحات (أ.ف.ب)

المزاج الجيد قد يحسّن فاعلية بعض اللقاحات

كشفت دراسة جديدة أن المزاج الجيد يمكن أن يُعزز فاعلية بعض اللقاحات، التي تعتمد على  تقنية الحمض النووي الريبي المرسال أو«mRNA»، مثل لقاح «كوفيد-19».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)

23 ولاية تقاضي إدارة ترمب بسبب قرار سحب المليارات من تمويل قطاع الصحة

أقام ائتلاف من المدعين العامين بولايات أميركية دعوى على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الثلاثاء، بسبب قرارها سحب 12 مليار دولار من الأموال الاتحادية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بيتر ماركس شغل منصب رئيس قسم اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية (رويترز) play-circle

استقالة مسؤول اللقاحات في «الغذاء والدواء» الأميركية

استقال كبير مسؤولي اللقاحات في الولايات المتحدة أمس الجمعة احتجاجاً على ما وصفه بـ«معلومات مضللة وأكاذيب» يروج لها وزير الصحة الجديد، وفقاً لما أوردته تقارير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الفيروس اكتُشف في الخفافيش بمدينة فورتاليزا شمال شرقي البرازيل (رويترز)

اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في البرازيل

أعلن عدد من الباحثين عن اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في البرازيل، يتشابه مع فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) القاتل.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
الولايات المتحدة​ سيدة تقوم باختبار «كوفيد» في الفلبين (أ.ب)

بعد 5 سنوات من الجائحة... «كورونا» أصبح مرضاً متوطناً

بعد 5 سنوات من بدء جائحة «كورونا»، أصبح «كوفيد-19» الآن أقرب إلى المرض المتوطن، وفقاً لخبراء الصحة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

غارات إسرائيلية على غزة بعد قصف «حماس» لأسدود

0 seconds of 48 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:48
00:48
 
TT
20

غارات إسرائيلية على غزة بعد قصف «حماس» لأسدود

قالت «كتائب القسام» إنها قصفت مدينة أسدود برشقة صاروخية رداً على المجازر الصهيونية في غزة (أ.ب)
قالت «كتائب القسام» إنها قصفت مدينة أسدود برشقة صاروخية رداً على المجازر الصهيونية في غزة (أ.ب)

شن سلاح الجو الإسرائيلي، مساء اليوم (الأحد)، سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت مناطق متفرقة في وسط وجنوب قطاع غزة، في تصعيد جديد أعقب إطلاق رشقة صاروخية من القطاع باتجاه مدينة أسدود، تبنتها «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس».

وأفادت مصادر فلسطينية وشهود عيان لوكالة الصحافة الألمانية بأن الغارات استهدفت أحياء شمال مدينة دير البلح، بالإضافة إلى مناطق في خان يونس ورفح، حيث سمعت أصوات انفجارات قوية، وسط تحليق مكثف للطائرات الحربية الإسرائيلية.

من جهته، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن دير البلح باتت هدفاً مباشراً للقصف، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية ستضرب «بشدة» كل منطقة يطلق منها صواريخ، محملاً «حماس» المسؤولية عن الأوضاع الإنسانية للمدنيين في القطاع.

وأضاف أدرعي في بيان موجه إلى السكان: «هذا إنذار مسبق وأخير قبل الهجوم، وعلى السكان في أحياء الصحابة، السماح، العودة، الزوايدة والصلاح في دير البلح الانتقال فوراً إلى مراكز الإيواء في منطقة المواصي».

«ردّ قوي»

هذا وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ«ردّ قوي» بعد إطلاق نحو 10 صواريخ من قطاع غزة، وفق مكتبه. وجاء في بيان للمكتب أن «رئيس الوزراء أعطى أوامر بردّ قوي، ووافق على استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي المكثّفة ضد (حماس) في غزة». وأشار البيان إلى أن نتنياهو تحدّث إلى وزير الدفاع يسرائيل كاتس من الطائرة خلال توجّهه إلى واشنطن.

وقال الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق اليوم، إنه رصد إطلاق نحو 10 صواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، في حين أعلنت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أنها قصفت مدينة أسدود.

وأفاد الجيش بأن 5 من الصواريخ العشرة التي أُطلقت من دير البلح، باتجاه منطقة أسدود اعترضتها الدفاعات الجوية، مشيراً إلى أن صاروخاً واحداً على الأقل من الصواريخ الخمسة التي لم تُعترض سقط في عسقلان، مُلحقاً أضراراً وإصابات.

وقالت «كتائب القسام» إنها قصفت مدينة أسدود برشقة صاروخية؛ «رداً على المجازر الصهيونية بحقّ المدنيين» في غزة.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان، تفعيل الإنذارات في مدينتي عسقلان وأسدود، بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة.

وأضاف المتحدث أن صواريخ أطلقت من قطاع غزة نحو الأراضي الإسرائيلية، ما استدعى تفعيل الإنذارات في المناطق المذكورة.

وقال إنه «تم رصد إطلاق نحو 10 قذائف صاروخية من قطاع غزة ليتم اعتراض معظمها، كما أن التفاصيل قيد الفحص».