الكرملين يعلن تدابير لحماية بوتين من «كورونا»

حظر الفعاليات الحاشدة وتقييد السفر وإلغاء منتدى بطرسبورغ الاقتصادي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
TT

الكرملين يعلن تدابير لحماية بوتين من «كورونا»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

تزامن إعلان الكرملين، عن إجراءات لمنع وصول فيروس «كورونا» الجديد («كوفيد - 19») إلى الديوان الرئاسي والرئيس فلاديمير بوتين، مع تسارع وتيرة انتشار الفيروس بعد تسجيل 25 حالة مؤكدة خلال الأيام الثلاثة الماضية، ليتضاعف عدد الإصابات المعلنة في روسيا مرتين.
وبدا أن المخاوف من انتشار المرض وصلت إلى الكرملين أمس، بعد مرور أيام على إعلانه أن الوضع في روسيا «تحت السيطرة»، ورغم إعلان الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف عدم وجود احتمال لتعرض الرئيس للعدوى بالمرض، لكنه تجنب منح تأكيدات عما إذا كان بوتين خضع للفحوص اللازمة أم لا. وردا على أسئلة الصحافيين عن الوضع الصحي للرئيس الذي شارك مؤخرا في لقاء مع البرلمانيين واتّضح أن أحدهم ثبتت إصابته لاحقا بـ«كورونا»، قال بيسكوف إن بوتين «لم يكن على اتصال مباشر بالنائب سيرغي كاتاسونوف»، الذي كان قد تم عزله في السابق بعد عودته من فرنسا.
ولم يحترم كاتاسونوف نظام العزل الذاتي، بعد عودته مؤخرا من فرنسا، ما دفع زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي فلاديمير جيرينوفسكي إلى اقتراح إنهاء عضويته في مجلس الدوما، لكن رئيس مجلس فيتشيسلاف فولودين رفض الاقتراح، وقال إنه «لا توجد في النظام الداخلي للبرلمان آلية لحرمان العضوية لهذا السبب».
وقال بيسكوف للصحافيين: «أنا مقتنع بأن الرئيس لم يكن على اتصال بهذا النائب، لقد رأينا جميعاً أنه كان على المنصة، ثم غادر القاعة، ولا أعتقد أن هذا النائب تحدث من هذه المنصة قبل بوتين».
كما أعلن الناطق الرئاسي أنه «يتم عمل كل ما يلزم لحماية الرئيس من الأمراض الموسمية وغيرها من الأمراض المعدية»، داعيا «من يشعر بوجود أعراض المرض من الصحافيين إلى عدم زيارة الكرملين». وأوضحت مصادر أن هذا الحظر فُرض على أوساط كثيرة، ما يعني تضييق اتصال الفريق الرئاسي إلى أقصى درجة تجنّبا لانتقال الفيروس إلى الكرملين.
تزامن ذلك، مع إعلان موسكو أمس، عن تسجيل 11 حالة إصابة جديدة، ليبلغ عدد الإصابات المؤكدة في روسيا 48 إصابة نحو نصفها في العاصمة الروسية وتنتشر الحالات الأخرى في 13 مقاطعة روسية. ورغم أن الرقم يبدو محدودا بالمقارنة مع بلدان مجاورة لكنه يعكس تسارعا في معدلات الانتشار في الأيام الأخيرة، إذ تم تسجيل 6 حالات الأربعاء تلاها 8 حالات الخميس قبل أن يعلن الجمعة عن 11 حالة جديدة.
وفي تسجيل لأول حالة إصابة لطفل، ذكر مركز مكافحة انتشار الفيروس أن أحد المصابين في موسكو طفل لم يتم الإفصاح عن عمره، لكن المركز أوضح أنه «لم تظهر أعراض المرض لديه، إلا أنه يمثل ناقلا للفيروس».
وكانت موسكو أعلنت حال التأهب، كما فرضت إجراءات صارمة تصل إلى السجن لمدة خمس سنوات ضد من يتهرب من الحجر الصحي أو يخفي معلومات حول الإصابة. وأعلن الجمعة عن حالة وفاة في أحد مستشفيات العاصمة، ونقلت وسائل إعلان أن رجلا سبعينيا كان قد عاد مؤخرا من فرنسا نقل في حال سيئة إلى المستشفى بعد ظهور أعراض المرض عليه، وتوفي بعد وصوله بأربعين دقيقة. لكن السلطات الطبية قالت إن سبب الوفاة المباشر لم يكن فيروس كورونا بل مرض مزمن عانى منه الرجل طويلا.
ووسعت السلطات الروسية دائرة التضييقات على تنقلات المواطنين الروس إلى خارج البلاد، وبعدما كانت أغلقت الحدود وأوقفت كل وسائل النقل إلى الصين وإيران وإلى البلدان المجاورة في مناطق أقصى شرق البلاد، كما نصحت مواطنيها بعدم السفر إلى البلدان التي تعد مصدرا لانتشار الفيروس، أعلنت السلطات عن تقليص عدد الرحلات الجوية مع كل من ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا ابتداء من الجمعة، بسبب تفشي كورونا في هذه البلدان.
وأوضح مركز العمليات المختص بمحاربة فيروس كورونا أنه سيكون بإمكان شركات الطيران الروسية تنفيذ الرحلات الجوية فقط من جناح واحد، تم تخصيصه لهذا الغرض في مطار شيريميتيفو الدولي بموسكو إلى كل من روما وبرلين وميونيخ وفرانكفورت ومدريد وبرشلونة وباريس.
بالإضافة إلى ذلك، قرّرت روسيا تعليق منح تأشيرات الدخول لمواطني إيطاليا ابتداء من الجمعة، باستثناء التأشيرات لرجال الأعمال والتأشيرات الإنسانية والدبلوماسية وتأشيرات للعمل. وأوصى المركز أجهزة السلطة التنفيذية الفيدرالية والمحلية في روسيا بتقليص عدد الفعاليات الجماهيرية والامتناع عن إرسال الموظفين إلى الخارج في مهام عمل باستثناء المهام العاجلة والمهام بتكليف من الرئيس الروسي أو الحكومة أو لغرض ضمان أمن البلاد.
وكان عمدة موسكو سيرغي سوبيانين قد أمر بحظر الفعاليات الحاشدة في العاصمة الروسية، التي يتجاوز عدد المشاركين فيها 5 آلاف شخص، حتى 10 أبريل (نيسان) المقبل. وجاء في القرار أن الحظر يشمل الفعاليات الرياضية والعروض والفعاليات الحاشدة والجماهيرية. اللافت أن هذا الحظر قوبل بامتعاض من جانب المعارضة الروسية التي أعلنت نيتها تنظيم تجمعات احتجاجية واسعة النطاق الأسبوع المقبل ضد قرار البرلمان الروسي إدخال تعديل دستوري منح الرئيس فلاديمير بوتين المجال لترشيح نفسه مجددا لمقعد الرئاسة بعد انتهاء ولايته الحالية عام 2024.
إلى ذلك، أعلنت اللجنة التنظيمية لمنتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي إلغاء دورة المنتدى التي كان من المقرر عقدها هذا العام، على خلفية انتشار فيروس كورونا في الدول المشاركة في المنتدى.
وقال النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي، رئيس اللجنة التنظيمية لمنتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي – 2020، أندريه بيلووسوف، إنه «بهدف حماية صحة المواطنين الروس وضيوف المنتدى والمشاركين فيه، تقرر عدم عقده هذا العام». وكان من المقرر أن يعقد المنتدى الذي يوصف بأنه «دافوس الروسي» خلال الفترة من 3 إلى 6 يونيو (حزيران) من هذا العام.
وهذه ثاني فعالية اقتصادية ضخمة يطيح بها انتشار فيروس كورونا، إذ كانت الحكومة الروسية قد أعلنت عن تأجيل منتدى سوتشي الاستثماري الدولي، الذي كان من المزمع عقده بين 12 - 14 فبراير (شباط) للسبب ذاته.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.