انحسار الحركة في شوارع بغداد وإغلاق مطاعمها وأسواقها

وزارة الصحة تحذر وسط مخاوف من تضاعف أعداد المصابين في العراق

جانب من تعقيم أحد شوارع بغداد أمس (أ.ب)
جانب من تعقيم أحد شوارع بغداد أمس (أ.ب)
TT

انحسار الحركة في شوارع بغداد وإغلاق مطاعمها وأسواقها

جانب من تعقيم أحد شوارع بغداد أمس (أ.ب)
جانب من تعقيم أحد شوارع بغداد أمس (أ.ب)

دعت وزارة الصحة العراقية المواطنين، أمس، إلى أخذ الحيطة والحذر بشأن الوقاية من فيروس كورونا الجديد («كوفيد - 19») وحذّرت من أن «التهاون في الوقاية من الفيروس قد يؤدي إلى كارثة صحية لا تحمد عقباها كما حدث في بعض الدول»، كما دعت الوزارة المواطنين إلى تجنب الحركة والتنقل بين المدن.
وباستثناء اكتظاظ ساحة التحرير وسط بغداد بالمتظاهرين والمعتصمين، تشهد شوارع العاصمة بغداد وبقية المحافظات يوما بعد آخر انحسارا ملحوظا في الحركة، خاصة بعد مباشرة السلطات المعنية بتنفيذ القرارات التي اتخذتها خلية الأزمة الحكومية مطلع الأسبوع، المتضمنة إغلاق الأسواق الكبيرة (المولات) والمطاعم والمقاهي ومنع التجمعات العامة.
بدورها، حذرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق من إمكانية ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا إلى أربعة أضعاف، نظراً لارتفاع عدد المتوفين قياساً بأعداد المصابين. وقال عضو المفوضية علي البياتي لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا 8 وفيات مقابل نحو 70 إصابة، وهذا يعني أن نسبة الوفيات لدينا أكثر من 10 في المائة، مقارنة بعدد الوفيات، فيما تقول المعادلة العالمية أن نسب الوفيات بين صفوف المصابين نحو 2 في المائة فقط، واستنادا لهذه النسبة فإني أتوقّع إصابة أضعاف الأعداد المسجلة في المستشفيات، وهي الآن موجودة ربما في البيوت والشوارع».
واستبعد البياتي قيام وزارة الصحة بـ«التستر» على أعداد المصابين أو تقديم معلومات غير صحيحة في هذا الاتجاه، لأن «ذلك لا يصب في مصلحتها، وكلما أعلنت عن زيادة في عدد الإصابات فإنها ستحصل على دعم دولي أكبر». لكنه يرى أن المشكلة تكمن بشكل عام في «ضعف الوعي الصحي وعدم وجود ثقة بالمؤسسات الصحية، وربما ساعدت الإصابات المنتشرة وغيرة المحجورة على انتشار الفيروس، ما يؤدي إلى أضرار صحية فادحة، خاصة بين صفوف كبار السن والمرضى والذين يعانون من مشكلات في المناعة».
ومع ضعف الخدمات الطبية والمشكلات العميقة التي تواجه قطاع الصحة في العراق، يعتقد البياتي أن أحد الحلول الممكنة لتطويق الفيروس هو أن «تدعو الدولة قدر الإمكان إلى حجر ذاتي في البيوت وعدم التقرب إلى الأشخاص في حال وجود أي أعراض إنفلونزا ومراجعة المستشفيات في حال تفاقم المرض ما لم يكن الشخص عائدا من السفر من إحدى الدول الموبوءة».
ودعا البياتي إلى «الاستعانة بالجهد الدولي والدعم من أجل توفير المستلزمات وأيضا إنشاء مراكز حجز أو عزل بشكل سريع موثق ومكيف ومجهز صحيا وطبيا ووضع خطة واضحة المعالم والاعتماد على بروتوكولات الصحة العالمية للتعامل وإلزام المؤسسات للتعامل معها ومنع التجمعات من أي نوع ومهما كانت دوافعها».
وأشار البياتي إلى أن «مسؤولية المؤسسات الصحية تتعلق بنحو 20 في المائة من المرضى أصحاب الحالات الحرجة، وهناك 80 في المائة من حالات الشفاء تتعلق بمسألة ذاتية يمكن أن تتم في المنازل والبيوت شرط غرف خاصة للحجز وعدم السماح بمخالطة المريض مع بقية أفراد الأسرة». ولفت إلى أن «الأمر المشجع بالنسبة لحالات الإصابة حتى الآن هو أن الفيروس أصاب العائدين من إيران أو الملامسين لهم بشكل مباشر، ويجب العمل على عدم انتشار العدوى خارج هذا الإطار».
وبينما لم تعلن وزارة الصحة العراقية، عن تسجيل حالات وفاة أو إصابة جديدة، أعلن مدير عام صحة بغداد الرصافة الدكتور عبد الغني الساعدي، أمس، عن تماثل أربع حالات مصابة بفيروس كورونا للشفاء وإخراجهم بعد إعادة الفحوصات ولعدة مرات وثبت تماثلهم للشفاء من الفيروس.
وقال الساعدي في بيان إن «الحالات الأربع هي لعراقيين قدموا من إيران وبدت عليهم أعراض الفيروس وتم إجراء الفحوصات لهم وثبتت إصابتهم بفيروس كورونا لثلاثة رجال وامرأة». وأوضح الساعدي أن «صحة الرصافة أعادت الفحوصات المختبرية لهم ولعدة مرات للتأكد من اكتسابهم الشفاء التام من فيروس كورونا وجاءت النتائج جميعها سالبة تؤكد شفائهم وخلوهم من المرض».
من جهتها، أصدرت وزارة الصحة في إقليم كردستان، أمس، حزمة جديدة من القرارات والإجراءات للأسواق والأماكن العامة لمواجهة فايروس كورونا المستجد. وذكرت الوزارة، في بيان أن «حزمة القرارات تبدأ من إغلاق جميع المقاهي والكافيهات والمطاعم». مبينة أن «المطاعم تستطيع العمل عن طريق إرسال المأكولات عن طريق التوصيل فقط، وغلق جميع المطاعم للأكلات السريعة بدءاً من اليوم(الأربعاء)».
ووجهت وزارة الصحة في الإقليم بـ«غلق الأسواق الشعبية والأماكن المغلقة، وإيقاف حركة الحافلات الكبيرة والصغيرة الخاصة بنقل المواطنين». كما شددت على ضرورة أن «يرتدي العاملون في والمحال والأسواق الكمامات وارتداء القفازات الطبية واستخدام مواد التعقيم الكحولية لتعقيم الأيدي»


مقالات ذات صلة

دراسة: «أوزمبيك» يقلل من مخاطر أعراض فيروس كورونا

صحتك عبوة من عقار أوزمبيك في بريطانيا (رويترز)

دراسة: «أوزمبيك» يقلل من مخاطر أعراض فيروس كورونا

أفادت دراسة حديثة بأن الأشخاص الذين يستخدمون 2.4 مليغرام من عقار سيماغلوتيد أقل عرضة للإصابة بحالات شديدة من كوفيد-19 عند استخدام هذا الدواء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ (رويترز)

زوكربيرغ: البيت الأبيض ضغط على «فيسبوك» لفرض رقابة على محتوى «كورونا»

أقر الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ بقيام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالضغط على موقع «فيسبوك» لفرض رقابة على المحتوى المتعلق بجائحة كورونا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا هانس كلوغه (أرشيفية - رويترز)

«الصحة العالمية»: جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد»

قال المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا، هانس كلوغه، اليوم (الثلاثاء)، إن جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم ممرضة تحضر جرعات من لقاح «كورونا» في دار للمسنين بإسبانيا (إ.ب.أ)

بريطانيا: الآلاف يطالبون بتعويضات بعد إصابتهم بمشكلات خطيرة بسبب لقاحات «كورونا»

تقدم ما يقرب من 14 ألف شخص في بريطانيا بطلبات للحصول على تعويضات من الحكومة عن الأضرار المزعومة الناجمة عن تلقيهم لقاحات «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)

الجيش الأميركي يدمّر 3 مسيّرات ومنظومتَي صواريخ للحوثيين في اليمن

مقاتلة من طراز «إف 18» على متن حاملة الطائرات الأميركية «ثيودور روزفلت» (الجيش الأميركي)
مقاتلة من طراز «إف 18» على متن حاملة الطائرات الأميركية «ثيودور روزفلت» (الجيش الأميركي)
TT

الجيش الأميركي يدمّر 3 مسيّرات ومنظومتَي صواريخ للحوثيين في اليمن

مقاتلة من طراز «إف 18» على متن حاملة الطائرات الأميركية «ثيودور روزفلت» (الجيش الأميركي)
مقاتلة من طراز «إف 18» على متن حاملة الطائرات الأميركية «ثيودور روزفلت» (الجيش الأميركي)

ذكرت القيادة المركزية الأميركية، الأحد، أنها دمّرت 3 طائرات مسيّرة ومنظومتَي صواريخ تابعة لجماعة الحوثي، خلال الساعات الـ24 الماضية، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».