اختبار آفاق التعلم عبر الإنترنت مع مغادرة 290 مليون طالب منظومة التعليم بسبب «كورونا»

طفل أميركي يتعرف مع جدته على برنامج التعلم عن بُعد (رويترز)
طفل أميركي يتعرف مع جدته على برنامج التعلم عن بُعد (رويترز)
TT

اختبار آفاق التعلم عبر الإنترنت مع مغادرة 290 مليون طالب منظومة التعليم بسبب «كورونا»

طفل أميركي يتعرف مع جدته على برنامج التعلم عن بُعد (رويترز)
طفل أميركي يتعرف مع جدته على برنامج التعلم عن بُعد (رويترز)

في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، وصل سؤال من فريق العمل إلى برايا لاكاني، مؤسسة «سينتشري تك - Century Tec»، وهي المنصة التعليمية التي تستند إلى الذكاء الصناعي الموجه إلى المدارس، بشأن: هل يقومون بإتاحة الدخول المجاني إلى موقع المنصة التعليمية –الذي يكلف في المعتاد آلاف الجنيهات– للمدارس في الصين التي شرعت في إغلاق أبوابها إثر انتشار وباء «كورونا» في الآونة الأخيرة؟
وأجابت السيدة لاكاني من دون تردد: «أجل، افعلوا ذلك على الفور. فهذا هو السبب الرئيسي لأعمالنا، وإذا ما كنّا نستطيع المشاركة والمساعدة في الأزمة الراهنة». وبعد أكثر من شهر تقريباً، بدأت منصة «سينتشري تك»، ومقرها في المملكة المتحدة، في إتاحة التدريب والدخول على المنصة الإلكترونية، والتي تجمع بين علم الأعصاب والذكاء الصناعي لتخصيص أنشطة التعلم، أمام 50 مدرسة في الصين، وهونغ كونغ، وفيتنام، وكوريا الجنوبية، واليابان، وتايلند، والإمارات. وتقول السيدة لاكاني إن أي شخص يمكنه استخدام خدمات المنصة (حتى داخل المملكة المتحدة نفسها). وتقدم كل مدرسة ممن تستخدم منصة «سينتشري تك» نحو 565 درساً تعليمياً في كل أسبوع.
ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، فإن قرارات إغلاق المدارس في 13 دولة ضمن جهود احتواء فيروس «كورونا» القاتل أصابت العملية التعليمية في مقتل وأخرجت 290 مليون طفل من المنظومة التعليمية على مستوى العالم، وهو الرقم المسجل الذي لم يسبق له مثيل. ولقد أسفر الأمر عن وضع الملايين من المدرسين، والمشرفين، والطلاب تحت رحمة التعلم عبر الإنترنت، والكثيرون منهم غير معتادين أو مجربين لهذه الخدمات على هذا النطاق الهائل.
ويتعين على المدرسين من إيطاليا وهونغ كونغ وحتى الكويت والبحرين الغوص سريعاً في أساليب التعلم عبر الإنترنت، بصرف النظر تماماً عما إذا كانوا يستشعرون الثقة الكاملة في الاستعانة بالأدوات الإلكترونية، أو ما إذا كانوا يعتقدون أن المنصات التعليمية والأدوات الإلكترونية من الوسائل المثمرة في التعليم والتعلم.
تقول نايما تشارليه، مديرة التعليم والتعلم في مدرسة «نورد أنغليا» الدولية في هونغ كونغ، مع أن الأوضاع عسيرة بالفعل على الجميع، إلا أنها تلمست بعض الفوائد، بما في ذلك الزيادة الهائلة في ثقة المدرسين في التكنولوجيا والمنصات التعليمية الإلكترونية، وأضافت تقول: «عبر المواد الدراسية كافة والمعلمين لدينا، لقد كانت النتائج إيجابية للغاية». ويحاول المدرسون ضبط ومشاركة ما ينفع وما لا ينفع بأسرع ما يمكن تسهيل الأمر على الطلاب، وهناك طاقة هائلة حول كيفية القيام بهذا الأمر الصعب والمختلف تماماً وبصورة غير مسبوقة ولا تصدق.
- ليس بهذه السرعة
تملك مدرسة «نورد أنغليا» الدولية ميزة من واقع معرفتها المسبقة بالتقنيات. غير أن أغلب المدارس والمدرسين في البلدان المصابة بوباء «كورونا» ليسوا على نفس المنوال. ويخشى الكثيرون منهم أثر التكنولوجيا الحديثة المفاجئ على الطلاب في المدارس ذات الموارد المحدودة، مع إمكانات الظروف الراهنة وغير المسبوقة على توسيع الفجوات الكبيرة الموجودة بالفعل في المجال التعليمي.
تقول روز لوكين، أستاذة التصميم القائم على التعليم في «يونيفرسيتي كوليدج لندن» أن هناك العديد من الأسباب الداعية إلى القلق بشأن آفاق التعلم عن بُعد –عبر الإنترنت– في مختلف أرجاء المملكة المتحدة: من حيث نقص البنية التحتية المطلوبة «فالاتصالات السريعة واسعة النطاق ليست متاحة لدى الجميع حتى الآن»، والتكنولوجيا «لا تملك أغلب المدارس الإمكانات التكنولوجية التي تحتاج إليها أو الدعم الفني اللازم»، والموارد البشرية «هناك نقص واضح لدى كثير من المدارس في قدرات المدرسين على إنشاء المواد الدراسية المصممة خصيصاً للدراسة عبر الإنترنت»، فضلا عن التكنولوجيا المنزلية «لا تملك أغلب الأسر الأجهزة أو البرمجيات اللازمة لتحقيق هذه الغاية». وأضاف الدكتورة لوكين تقول: «من المتوقع للمتعلمين المحرومين أن يزدادوا حرماناً بسبب الأوضاع الجديدة».
- ما الذي يفعله الطلاب؟
من شأن المدارس والمعلمين أن يعانوا من بطء شديد في اعتماد التقنيات الجديدة، ويرجع ذلك في جزء منه إلى انعدام الثقة المسبقة، ويرجع أيضاً إلى الشكوك المتعلقة بمستوى فعالية الأدوات الإلكترونية. لقد جاء وذهب العديد من الأدوات التكنولوجية، والكثير منها لم يترك النتائج التي كانت متوقعة من ورائها. ويقوم العديد من شركات التقنيات التعليمية ببناء الحلول للمشكلات التي لا وجود لها داخل الفصول الدراسية على الإطلاق. كما يعلم المدرسون تماماً أن الطلاب هم من المتعلمين الاجتماعيين، حيث ترتفع مستويات الاستجابة عندهم مع المعلمين من البشر.
دخلت مدرسة «نورد أنغليا» الدولية أسبوعها الخامس من تجربة التعلم عبر الإنترنت، ولقد كانت جيدة الإعداد المسبق لمثل هذه الأمور على غرار أي مدرسة دولية من حيث الانتقال الكلي للتعليم والتعلم عبر الإنترنت. ويبلغ عمر المدرسة 6 أعوام فقط وهناك تجهيزات من الحواسيب المحمولة، وأجهزة آي باد، وسماعات الواقع الافتراضي. لكن نقل كل شيء إلى الإنترنت على نحو سريع كان من المهام العسيرة والكبيرة التي واجهت المدرسين، والمشرفين، والطلاب، وأولياء الأمور على حد سواء. وينصبّ التركيز الأول على التأكد من استمرار عملية التعلم.
ويستخدم الطلاب في مدرسة «نورد أنغليا» الدولية مجموعة متنوعة من الأدوات التكنولوجية، بما في ذلك أدوات «نيربود»، و«فايرفلاي»، و«إدمودو»، و«بادليت»، و«فليبغريد»، و«مايكروسوفت»، و«سينتشري». ويدور التركيز حول ضمان استمرار العملية التعليمية. ويشتمل هذا على إجراء الكثير من التقييمات في الوقت الحقيقي، مع محاولة إبقاء الأمر مثيراً لاهتمام الطلاب وغير مثير للملل قدر الإمكان.
تتحدث السيدة تشارليه عن شعبية منصة «بادليت» –المنصة التعليمية التي يمكن للمدرسين والطلاب من خلالها تبادل الأفكار، والصور، ومقاطع الفيديو في بناء الصورة المرئية لعملية التعلم– بين مختلف الفئات العمرية من الطلاب، وقالت عن ذلك: «إمكانية تنصيبها عبر مختلف الأجهزة يسمح للمدرسين بمتابعة إجابات الطلاب على مختلف فئات الأسئلة، كما أن الترميز اللوني يسهّل على الطلاب تقديم التعقيبات بسرعة أكبر». كما يمكن للطلاب الاطلاع على علم الزملاء، الأمر الذي يسمح لهم بمزيد من التعاون. وتسمح منصة «نيربود» التعليمية للمدرسين برفع المحتوى باللغة الإنجليزية، وطرح الأسئلة على الطلاب في الوقت الحقيقي، ومتابعة الإجابات حال وصولها. وبهذه الطريقة، يمكن للمدرسين التقييم الفعلي والواقعي لإجابات الطلاب مع تقدير من يفهم ومن لا يفهم المحتوى المرفوع على الفور.
كانت مدرسة «نورد أنغليا» الدولية تنظر بالفعل في أن تتحول إلى عميل يسدد الرسوم لدى مؤسسة «سينتشري تك» التعليمية وذلك قبل اندلاع وباء فيروس «كورونا». ولقد قَبِلت إدارة المدرسة العرض باستخدام التكنولوجيا من دون مقابل، مع المدرسين الذين يواصلون حضور الدورات التدريبية عبر الإنترنت، ويعتمدون على موظفي المؤسسة في لندن لمساعدتهم على الإسراع من وتيرة التدرب والتعلم.
- كيف تعمل منصة «سينتشري تك»
يمكن للطلاب الدخول على الدروس السابقة على المنصة، أو رفع الدروس الخاصة بهم عليها. ومع تلمس الطلاب سبيلهم عبر مختلف المحتويات، تسجل المنصة مستويات المعرفة لديهم، ومهاراتهم، ووتيرة التعلم، والثغرات لدى كل منهم. ومن خلال هذه المعرفة، يمكن للمنصة تخصيص مسارات التعلم لكل طالب على حدة. وتقول المؤسسة إنه بإمكانها تحديد مدى الصعوبة التي يواجهها الطالب، وأسباب هذه الصعوبات، وأساليب المساعدة والحل. ويحصل المدرسون على لوحة التعليمات للمعلومات الحقيقية حول مستوى وأداء كل طالب من الطلاب.
في مدرسة «نورد أنغليا» الدولية، يستخدم الطلاب كافة من الصف الثالث وحتى الحادي عشر منصة «سينتشري تك». وتفضل تشارليه مقدار الاستقلالية التي تمنحها المنصة للطلاب خلال التعلم، مع السماح للمدرسين بمتابعة مستويات الطلاب الفعلية في كل مادة من مواد المناهج الدراسية. وهي تقول إن نوعية الدروس جيدة، وكذلك التسلسل التعليمي (الترتيب الذي يتعلم الطلاب المواد وفقاً له). ولقد شاهدت ابنتها تسجل نسبة 50% في درس من الدروس، قبل تكرارها الأمر مرتين، حتى تمكنت من تسجيل نسبة 90% بعد ذلك. وقالت تشارليه: «إن منح الطلاب الأداة التي تسمح لهم بالتحكم في التعلم ومعرفة مَواطن القوة ونقاط الضعف من المميزات القوية للغاية». وتتابع تشارليه أعمال مجموعة الطلاب بالكامل على منصة «سينتشري تك». ولاحظت أن أحد الطلاب استكمل نسبة 10% من فصل الرياضيات الذي لم يُكلف به بعد، وقالت: «لقد اختار أن يفعل ذلك بنفسه من دون تكليف من أحد». ولقد أمضى طالب آخر 3 ساعات و40 دقيقة في درس رياضيات آخر ليستكمل 20% منه مسبقاً. لقد أثبت تعلم العلوم أن أفضل الأوقات لتعلم أي شيء هو قبل الإشراف على نسيانه فوراً، وهذا يساعد على التبديل بين المواد في أثناء الدراسة، ولتنظيم وقت الدراسة بصورة جيدة. وتقول تشارليه إن تقنية الذكاء الصناعي في منصة «سينتشري تك» جرى تطويرها بعناية مع علماء الإدراك، فضلاً عن خبراء المناهج الدراسية، حتى يمكن تقديم المواد التعليمية للطلاب بناءً على أفضل أوقات الدراسة والتعلم.
- آثار المدى الطويل
ما المقدار المتوقع بقاؤه من التعلم السريع عبر الإنترنت بعد انقضاء الأزمة الراهنة وعودة الجميع مرة أخرى إلى الحياة الدراسية العادية؟ تقول تشارليه إن أكبر المخاوف التي تواجه المدرسين حالياً هو معرفة مقدار ما يتعلمه الطلاب فعلاً، حيث إنهم ليسوا أمامهم في الفصول الدراسية لمتابعة المستوى الحقيقي. وأضافت تقول إن المنصات التعليمية الإلكترونية تساعدهم بشكل كبير، ولكن الآثار الحقيقية تبدأ في الظهور بعد عودة الطلاب إلى الفصول الدراسية مرة أخرى.
- خدمات {تريبيون ميديا}


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.