حظي موقف مصر إزاء نزاع «سد النهضة» الإثيوبي، أمس، بدعم عربي جديد من جانب مملكة البحرين وسلطنة عمان، بعدما سلَّم وزير الخارجية سامح شكري رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي، المتعلقة بتطورات القضية، في آخر جولاته العربية، التي شملت سبع دول.
واستقبل العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة الوزير شكري، أمس. ووفق بيان الخارجية المصرية فإن ملك البحرين أكد تضامن بلاده مع مصر لضمان حقوقها المشروعة في حصتها من مياه نهر النيل، باعتباره «شريان حياة للشعب المصري»، مشدداً على أن أمن مصر يُعدّ ركيزة أساسية في الحفاظ على الأمن القومي العربي.
وأعرب الملك حمد بن عيسى عن اعتزازه بما يجمع المملكة ومصر من روابط راسخة، وبما وصل إليه التعاون الوثيق من مستوى متقدم على جميع المستويات، منوهاً بمثل هذه الزيارات، التي تدعم مسار التعاون والتشاور والتنسيق إزاء مختلف القضايا، بما يخدم المصالح العليا للبلدين والشعبين. وثمّن العاهل البحريني الدور التاريخي الريادي لمصر في حماية الأمن القومي العربي، وحرصها على صون المصالح العربية، ووحدة الصف بين الأشقاء العرب، وتعزيز أسس السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكداً دعم المملكة للجهود الحميدة التي بذلتها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا، فيما يتعلق بملء وتشغيل سد النهضة.
من جانبه، أثنى شكري على دور ملك البحرين، وجهوده في تطوير العلاقات البحرينية - المصرية، مؤكداً اعتزاز مصر، قيادة وشعباً، بالمواقف العربية الأصيلة لمملكة البحرين تجاه مصر وشعبها، ودورها المشرّف في دعم العمل العربي المشترك.
وقبل زيارته البحرين، سلم الوزير شكري رسالة الرئيس السيسي إلى السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عُمان، بشأن آخر المستجدات المتعلقة بمسار مفاوضات سد النهضة. وذكر أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، أن الوزير شكري قام بتسليم سلطان عمان رسالة دعوة له لزيارة مصر في أقرب فرصة ممكنة، معرباً عن تقدير مصر لموقف سلطنة عمان خلال رئاستها للاجتماع الوزاري الأخير لمجلس جامعة الدول العربية، الذي دعمت خلاله القرار العربي الخاص بالتضامن مع الموقف المصري من قضية سد النهضة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن سلطان عمان أعرب عن دعم بلاده المستمر لمصر في إطار العلاقة الأخوية والتاريخية بين البلدين والشعبين. وأكد على موقف بلاده الثابت المساند لمصر في ضوء العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وكون مصر هي العمق الاستراتيجي للمنطقة، مشيراً كذلك إلى مساندة السلطنة لمصر في موقفها من ملف سد النهضة.
وأجرى شكري جولة عربية مكوكية، شملت الأردن والعراق والكويت والسعودية والإمارات، بهدف حشد الدعم لبلاده في نزاعها مع إثيوبيا بشأن «سد النهضة».
وتعثرت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، الدائرة منذ نحو أربعة أشهر، برعاية الولايات المتحدة و«البنك الدولي»، بعد تخلف إثيوبيا عن حضور اجتماع واشنطن، نهاية فبراير (شباط) الماضي، الذي كان مخصصاً لإبرام اتفاق نهائي، بخصوص قواعد ملء وتشغيل السد، الذي تدشنه أديس أبابا منذ 2011، وتتحسب مصر لتأثيراته على حصتها في مياه النيل.
وبين الدول الثلاث المعنية بالمفاوضات، كانت مصر وحدها التي أبدت تأييدها لمسودة اتفاق واشنطن، واصفة إياه بأنه «عادل ومتوازن». فيما عدت القاهرة غياب أديس أبابا «متعمداً»، بهدف «إعاقة مسار المفاوضات».
وسبق أن تلقّت مصر دعماً عربياً، عبر قرار مجلس وزراء الخارجية العرب، الأسبوع الماضي «رفض المساس بالحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل، أو الإضرار بمصالحها»، باعتبارها «جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي العربي».
دعم بحريني ـ عُماني لمصر في مواجهة إثيوبيا حول «سد النهضة»
دعم بحريني ـ عُماني لمصر في مواجهة إثيوبيا حول «سد النهضة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة