«المرصد» يتحدّث عن تفشي «كورونا» في سوريا... ودمشق تنفي

امرأة ترتدي قناعاً واقياً في دمشق القديمة المزدحمة أول من أمس (رويترز)
امرأة ترتدي قناعاً واقياً في دمشق القديمة المزدحمة أول من أمس (رويترز)
TT

«المرصد» يتحدّث عن تفشي «كورونا» في سوريا... ودمشق تنفي

امرأة ترتدي قناعاً واقياً في دمشق القديمة المزدحمة أول من أمس (رويترز)
امرأة ترتدي قناعاً واقياً في دمشق القديمة المزدحمة أول من أمس (رويترز)

واصلت الحكومة السورية نفي تسجيل إصابات بفيروس كورونا الجديد («كوفيد-19»)، في حين نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس (الثلاثاء)، عن مصادر وصفها بـ«الطبية» داخل سوريا أن فيروس كورونا الجديد «تفشى» بشكل رئيسي في محافظات دمشق وطرطوس واللاذقية وحمص، وأضاف أن «هناك إصابات كثيرة تم تسجيلها بالفيروس، بعضها قد فارق الحياة وبعضها وضع بالحجر الصحي».
من جهتها، نقلت وسائل إعلام باكستانية أن 6 وافدين من سوريا تأكدت إصابتهم بالفيروس.
وجددت مديرة صحة دمشق، الدكتورة هزار رائف، نفي وزارة الصحة للأمر، وقالت في تصريح رسمي نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا): «لا توجد أي إصابة بفيروس كورونا في سوريا حتى الآن»، موضحة أنه يتم بشكل يومي أخذ عينات من الأشخاص المشتبه بإصابتهم من المراكز والمشافي الحكومية والخاصة بجميع المحافظات، وإرسالها إلى المخبر المرجعي بوزارة الصحة الذي جهز مؤخراً، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، بوسائل التشخيص، لإجراء تحاليل لحالات يشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، إضافة إلى مهامه في الكشف عن حالات الإصابة بالإنفلونزا الموسمية وإنفلونزا الخنازير وغيرهما. كما نقلت «سانا» عن مدير المخابر بوزارة الصحة، الدكتور شبل خوري، أن «المخبر المرجعي بوزارة الصحة أجرى حتى أمس 34 تحليلاً لحالات مشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، وكانت النتيجة سلبية؛ أي أظهرت النتائج عدم الإصابة بالفيروس الجديد»، مشيراً إلى أن المخبر يستقبل عينات من مختلف المراكز والمشافي الصحية بشكل يومي.
وأكد ممثل الصحة العالمية في سوريا، نعمة سعيد عبد، في حديث للتلفزيون السوري الرسمي مساء أول من أمس، أن الإجراءات الصحية المتخذة في سوريا «كبيرة جداً وممتازة جداً، وحتى الآن لم تسجل حالة واحدة في سوريا»، مشيراً إلى توفر «القدرة اللازمة، من ناحية المستلزمات والكادر المتدرب والمستلزمات كافة، في المختبر المركزي بدمشق لتشخيص الإصابة بفيروس كورونا الجديد». وقال إن «خبيرة منظمة الصحة العالمية للمختبرات من المكتب الإقليمي في القاهرة زارت سوريا قبل أسبوعين، ومكثت 3 أيام في المختبر المركزي، وأكدت أن المختبرات قادرة على تشخيص الإصابة بفيروس كورونا الجديد». ولفت إلى أن الأهم في مواجهة هذا الوباء هو «الجاهزية»، مؤكداً أن «وزارة الصحة في سوريا تعمل على رفع الجاهزية»، وهناك اجتماعات يومية بين موظفي الصحة العالمية والتقنيين في وزارة الصحة.
وأعلن مدير عام المؤسسة العامة للطيران المدني باسم منصور، يوم أمس، تركيب جهاز مسح حراري في مطار دمشق الدولي، للكشف على القادمين عبر المطار. وقال إن الجهاز المقدم منحة من منظمة الصحة العالمية تم تركيبه في مكان يتيح فحص جميع المسافرين، والكشف عن وجود ارتفاع حرارة بسرعة، وبشكل أكثر دقة من الأجهزة العادية. وطالب منصور منظمة الصحة العالمية بتزويد سوريا بأجهزة مماثلة لمطار حلب والمنافذ البرية.
وكانت الإجراءات المتخذة في المطارات والمعابر الحدودية تقتصر على قياس درجة حرارة الوافدين للبلاد بمقياس حرارة بسيط، ما عزز الشكوك بصحة نفي وزارة الصحة السورية تسجيل إصابات بفيروس كورونا الجديد، في الوقت الذي تواصل فيه تدفق الإيرانيين والعراقيين، سواء من عناصر الميليشيات المقاتلة إلى جانب النظام أم زوار العتبات الشيعية في سوريا. وقد لوحظ خلال الأسابيع الأخيرة حضور كبير للوفود الدينية في أسواق دمشق البعيدة عن مناطق الزيارات الدينية، كالأسواق المكتظة، مثل الصالحية والحميدية.
وكان مدير الطيران المدني قد كشف، في حديث لإذاعة محلية يوم الأحد الماضي، عن إعادة طائرة قادمة من العراق حطت في مطار دمشق، وذلك بعد ساعات من مقتل العشرات من العراقيين في حادث سير في سوريا على طريق دمشق - حمص الدولي.
وكانت وسائل إعلام عربية كثيرة قد تناقلت يوم أمس تقارير عن وجود حالة إنكار لدى النظام السوري، وفرضه تعتيماً أمنياً على الإصابات التي قدر عددها بعشرين إصابة وصلت إلى مشفى دمشق «المجتهد» الذي جهز بمختبر خاص، وأن بين الإصابات عسكريين ومدنيين يخضعون للعلاج في أقسام خاصة وسط رقابة أمنية مشددة.
وأعلنت دمشق، الأحد الماضي، عن تعليق الزيارات والرحلات مع دول الجوار (العراق والأردن)، أفراداً ومجموعات، بما فيها السياحة الدينية، لمدة شهر، وكذلك مع الدول التي أعلنت حالة الوباء، لمدة شهرين، لا سيما إيران، وإجراء الحجر الصحي الاحترازي لمدة 14 يوماً للقادمين من هذه الدول للتأكد من سلامتهم وخلوهم من فيروس كورونا. كما تم إيقاف الإيفادات الرسمية الخاصة بالدورات التدريبية أو أي فعاليات خارجية أخرى من وإلى سوريا. وطالبت الحكومة الوزارات والجهات ذات العلاقة كافة بـ«التشدد» في تنفيذ خطة وزارة الصحة للتأكد من سلامة القادمين ومتابعتهم، والتنسيق بين وزارتي الصحة والنقل، لإجراء الفحوصات لطواقم شاحنات الترانزيت وسفن النقل التجاري، لتعزيز الإجراءات الاحترازية المتخذة ضمن خطة الوقاية الاحترازية في سوريا.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.