«كورونا» تغير خريطة مباريات كرة القدم حول العالم

ملعب بوروسيا بارك الفارغ في مونشنغلادباخ الألمانية (أ.ف.ب)
ملعب بوروسيا بارك الفارغ في مونشنغلادباخ الألمانية (أ.ف.ب)
TT

«كورونا» تغير خريطة مباريات كرة القدم حول العالم

ملعب بوروسيا بارك الفارغ في مونشنغلادباخ الألمانية (أ.ف.ب)
ملعب بوروسيا بارك الفارغ في مونشنغلادباخ الألمانية (أ.ف.ب)

بينما يواجه العالم مخاوفه من الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد، طالت الفوضى التي تسبب فيها الفيروس الأحداث الرياضية من آسيا إلى أوروبا وصولاً للولايات المتحدة. وكان النصيب الأكبر لمباريات كرة القدم، بعد أن قررت معظم الحكومات إلغاء الفعاليات الرياضية في سبيل الوقاية من ارتفاع نسب الإصابة التي تشهد تزايدا يوميا، أو اللعب من دون جمهور خلف أبواب موصدة.
في إيطاليا، تم تعليق الدوري الإيطالي لكرة القدم بقرار من رئيس الحكومة جوزيبي كونتي من ضمن سلسلة إجراءات أخرى في محاولة لمكافحة تفشي الفيروس الذي ينتشر بسرعة في البلاد.
وقال كونتي في مؤتمر صحافي أمس: «لا توجد أسباب لاستمرار المباريات والأحداث الرياضية وأنا أعنى دوري كرة القدم. أنا آسف لكن يتعين على جميع أنصار اللعبة (تيفوزي) أن يأخذوا علما بذلك». غير أنه لم يتطرق إلى مصير المباريات التي ستخوضها الأندية الإيطالية في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) في الأسابيع المقبلة، ولا إلى الرياضات الأخرى. وأضاف أنه سيوقع مرسوماً يمكن تلخيصه بالتالي: «سأبقى في المنزل. إيطاليا بأسرها ستكون منطقة محمية».
ولم يشهد الدوري الإيطالي شيئا مماثلا إلا خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية عندما توقف النشاط، علما بأن وباء الكوليرا الذي ضرب البلاد عام 1973 وأودى بحياة 227 شخصا بينهم 170 في نابولي، لم يؤد إلى توقيفه.
وجاء قرار الحكومة الإيطالية بعد أن أوصت اللجنة الأولمبية الإيطالية أمس بتعليق «جميع الأنشطة الرياضية على جميع المستويات» حتى الثالث من أبريل (نيسان) المقبل وطلبت من الحكومة إصدار مرسوم في هذا الصدد. وأكدت اللجنة أن «الوقاية الصحية هي على رأس الأولويات»، مشيرة إلى أن المسابقات الدولية لا تدخل ضمن اختصاصها القضائي وبالتالي لن تتأثر المباراة المقررة بين يوفنتوس وليون الفرنسي في إياب ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا الأسبوع المقبل.
وفي حين عمدت بطولات وطنية أوروبية إلى منع مشجعين من حضور مباريات في الدوريات المحلية أو أرجأت مباريات، لا تزال أخرى أبرزها إنجلترا تمضي في جدولها كالمعتاد من دون أي تغييرات.
وأرجئ أيضا دوري الدرجتين الأولى والثانية في سويسرا حتى 23 مارس (آذار) الجاري.
وفي ألمانيا، أعلن المسؤولون في مدينة مونشنغلادباخ اليوم (الثلاثاء) إقامة المباراة المقررة غدا (الأربعاء) بين فريقي بوروسيا مونشنغلادباخ وضيفه كولون، المؤجلة من المرحلة الحادية والعشرين من الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا)، من دون جمهور، وذلك في ظل المخاوف من تزايد انتشار كورونا.
وكان من المفترض إقامة مباراة الديربي بين مونشنغلادباخ وكولون في فبراير (شباط) الماضي لكن تقرر تأجيلها إثر توقعات بهبوب عاصفة، وجاء قرار اليوم لتصبح أول مباراة في منافسات الدرجة الأولى بألمانيا تتأثر بانتشار فيروس كورونا.
وكان وزير الصحة الألماني ينز شبان قد أوصى أول من أمس الأحد بإلغاء أي أحداث تشهد تجمع أكثر من ألف شخص، لكن رابطة الدوري الألماني ذكرت أنها ملتزمة بإنهاء منافسات الموسم في الوقت المحدد وذلك في مايو (أيار) المقبل.
وأقيمت مباراتان في الدوري الألماني (بوندسليغا) أول من أمس بحضور الجمهور بشكل طبيعي، لكن مباراة الغد ستقام من دون جمهور، في ظل المخاوف التي أثارها انتشار الفيروس في ولاية شمال الراين فيستفاليا.
وأعلنت رابطة دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم اليوم، إقامة مباريات الجولتين المقبلتين على الأقل من المسابقة دون حضور مشجعين في محاولة لاحتواء انتشار كورونا.
وأعلن فريق برشلونة في وقت سابق اليوم أنه سيخوض مواجهة نابولي على أرضه في دوري أبطال أوروبا الأسبوع المقبل خلف أبواب مغلقة أيضا.
وتقام مباراة باريس سان جرمان الفرنسي وضيفه دورتموند الألماني في إياب الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا غدا الأربعاء في باريس خلف أبواب موصدة، وكذلك مباراة فالنسيا الإسباني وأتالانتا الإيطالي في العاشر من الشهر الجاري، ومباراة إنتر ميلان الإيطالي وخيتافي الإسباني في ذهاب ثمن نهائي «يوروبا ليغ» في 12 منه.
وصرح الاتحاد الأسترالي لكرة القدم اليوم أنه لن يحاول التوصل لاتفاق لخوض مباريات في تصفيات كأس العالم في مارس ويونيو (حزيران)، بل سيبحث عن مباريات بديلة للمنتخب الوطني.
وأعلن الاتحاد الدولي (الفيفا) والاتحاد الآسيوي أمس تأجيل مباريات التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم في مارس ويونيو بسبب مخاوف انتشار فيروس كورونا.
ورغم ذلك قال الفيفا والاتحاد الآسيوي إنه يمكن إقامة المباريات في موعدها في حال التوصل لاتفاق بالتراضي بين المنتخبين المتنافسين بشرط توافر بعض معايير السلامة المحددة.
وتقام المنافسات الرياضية في أستراليا دون مشكلات لكن الاتحاد الأسترالي قال إنه لن يحاول استضافة مباريات تصفيات كأس العالم أمام الكويت وتايوان والأردن في الأوقات المحددة سابقا.
من جهتها، قررت وزارة الشباب والرياضة السعودية تعليق الحضور في جميع المنافسات الرياضية في كل الألعاب حتى إشعار آخر، خوفا من انتشار فيروس كورونا، ويحل غدا الأربعاء فريق الهلال ضيفاً على ضمك وصيف القاع في افتتاح المرحلة 22 من الدوري السعودي لكرة القدم التي ستقام دون حضور جماهيري.
وقررت رابطة الدوري الياباني إرجاء كل المباريات بما يشمل مسابقة الكأس، حتى 15 مارس، في حين أُرجئ الدوري الصيني الذي كان من المقرر أن ينطلق في 22 فبراير الماضي، بالإضافة «إلى جميع المنافسات الرياضية من مختلف الأنواع وعلى جميع الأصعدة».
ووافقت اتحادات كرة القدم في غرب آسيا على اقتراح الاتحاد الدولي (فيفا) إرجاء مباريات التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2022 في قطر، وذلك على أثر اجتماعين عقدا مع ممثلين للاتحاد القاري في الدوحة ودبي.
كما بحث اجتماع خاص بغرب آسيا، بحسب مشاركين والاتحاد الآسيوي، في مصير مباريات مسابقة دوري أبطال آسيا، بعد اتفاق ممثلي أندية الشرق على مواعيد جديدة في اجتماع عقد مع الاتحاد القاري هذا الأسبوع.
واكتفى الاتحاد الآسيوي في بيان بتأكيد إرجاء الجولة الثالثة من مسابقة دوري الأبطال التي كانت مقررة في الثاني والثالث من مارس الجاري، وطلب «من الاتحادات الوطنية التعاون من أجل إعداد خطة لاستكمال المباريات المتبقية من دور المجموعات قبل خوض دور الـ16».
كما أرجئ الكثير من المباريات في المسابقة الثانية لكأس الاتحاد الآسيوي.


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.