خسائر مليارية... حمّى «كورونا» بدأت تنعكس على الأوساط السينمائية

امرأة ترتدي قناعاً واقياً في نيويورك (رويترز)
امرأة ترتدي قناعاً واقياً في نيويورك (رويترز)
TT

خسائر مليارية... حمّى «كورونا» بدأت تنعكس على الأوساط السينمائية

امرأة ترتدي قناعاً واقياً في نيويورك (رويترز)
امرأة ترتدي قناعاً واقياً في نيويورك (رويترز)

بدأت انعكاسات انتشار فيروس كورونا المستجد تظهر في أوساط هوليوود مع تأخير بدء عرض الجزء الأخير من مغامرات جيمس بوند ستة أشهر، وتعليق تصوير أفلام وإلغاء مهرجانات.
وقال جيف بوك الخبير في شركة «إكزبيتر ريليشنز» المتخصصة: «لم يسبق أن رأيت شيئاً كهذا مع تأثر الكثير من الأفلام». وأضاف: «قد تحصل حوادث منعزلة أو مشكلة كبيرة تتعلق بفيلم معين، أما الآن فالأزمة تطاول كل أوساط السينما»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وتقدر الأطراف العاملة في الوسط الفني بمليار دولار قيمة الخسائر المالية لدور السينما في آسيا منذ بدء أزمة فيروس (كوفيد - 19) في شمال الصين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
ويعكس إرجاء بدء عرض المغامرات الجديدة للعميل السري جيمس بوند في اللحظة الأخيرة تأثير الأزمة على الصناعة السينمائية. وقد أرجئ بدء عرض «نو تايم تو داي» من أبريل (نيسان) إلى نوفمبر (تشرين الثاني).
وحتى الآن لا تزال حركة ارتياد دور السينما في الولايات المتحدة نشطة ويتوقع أن يبدأ عرض فيلم «مولان» مطلع أبريل في أميركا الشمالية كما هو مقرر.
إلا أن تكاثر الإصابات وتوزعها على 30 ولاية أميركية ووفاة 19 شخصاً على الأقل قد يُلقي بظلاله على إيرادات قاعات السينما.
وأوضح جيف بوك: «ستحصل بداية تراجع اعتباراً من الأسبوع الحالي... وستتغير المعطيات بحلول موعد بدء عرض (مولان) إذا اتضح أن الوضع خطر كما الحال في الصين».
وتعاني أوساط الترفيه أيضاً مع إلغاء مهرجان «ساوث باي ساوث ويست» الذي يُعتبر سوقاً رئيسية لبيع الإنتاجات السينمائية ويقام في أوستن بولاية تكساس. وكان المهرجان يصر على المضي قدماً في التنظيم رغم انسحاب الأطراف الرئيسية منه ومن بينها «أمازون» و«أبل» و«نتفليكس». لكن المنظمين اضطروا أمس (السبت) إلى إعلان إلغاء المهرجان.
ولا يقتصر القلق على الاستوديوهات الكبرى بل على المخرجين المستقلين أيضاً الذين يخشون ألا يجدوا طرفاً يشتري أعمالهم.
وحتى تصوير الأفلام بات مُهدداً. فقد أُلغي في فبراير (شباط) تصوير مشاهد من الجزء الجديد من سلسلة «ميشن إمبوسيبل» من بطولة توم كروز كانت مقررة لمدة ثلاثة أسابيع في إيطاليا بؤرة الفيروس الرئيسية في أوروبا. وقالت استوديوهات «باراماونت» إنها اتخذت قراراها «احترازاً، حفاظاً على سلامة الممثلين وطاقم الفيلم».
وتبحث «نتفليكس» عن مواقع أخرى لتصوير مشاهد من فيلم من بطولة دواين جونسون كان ينبغي أن يتم في إيطاليا كذلك.
إلا أن غالبية عمليات التصوير تتطلب إجراءات لوجيستية كبيرة وتشمل وجود مئات الأشخاص أحياناً في مكان واحد ما يشكل خطراً لا يُستهان به، على ما قال المخرج ستيفن نيميث (مُخرج «فير أند لوذينغ إن لاس فيغاس» من بطولة جوني ديب) الذي كان ينبغي أن يروج لفيلمه الأخير في مهرجان أوستن الملغي.
وقال: «لن ألوم ممثلين إن ارتأوا عدم إكمال تصوير فيلم... فتصوير فيلم يشبه حياة بلدة صغيرة... الجميع يتناول الطعام معاً... ويتجمع عدد كبير جداً من الناس في مكان ضيق».
وقد يؤدي التباطؤ المسجل بسبب انتشار الفيروس إلى تأخر في بدء عرض إنتاجات جديدة كثيرة، وصولاً إلى نقص فعلي فيها.
وأكد الخبير جيف بوك: «كلما استمر الوضع الراهن، تراجع عدد الأفلام التي ستكون جاهزة للعرض في 2021 و2022 مع احتمال أن تشهد الأوساط السينمائية شللاً فعلياً».


مقالات ذات صلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)

طاهي وودي آلن وزوجته يستنجد بالقضاء بعد طرده

وودي آلن وزوجته مُتهمان بإذلال الطاهي (أ.ب)
وودي آلن وزوجته مُتهمان بإذلال الطاهي (أ.ب)
TT

طاهي وودي آلن وزوجته يستنجد بالقضاء بعد طرده

وودي آلن وزوجته مُتهمان بإذلال الطاهي (أ.ب)
وودي آلن وزوجته مُتهمان بإذلال الطاهي (أ.ب)

رفع الطاهي الشخصي السابق للمخرج الأميركي الشهير وودي آلن، دعوى قضائية ضدَّه، مفادها أنّ الفنان وزوجته أقالاه بسبب خدمته في قوات الاحتياط الأميركية، وسط إثارة تساؤلات حول راتبه، قبل أن «يزيدا الأمر سوءاً» بالقول إنّ طعامه لا يعجبهما.

ونقلت «أسوشييتد برس» عن الطاهي هيرمي فاجاردو، قوله في شكوى مدنيّة رُفعت في محكمة مانهاتن الفيدرالية، إنّ آلن وزوجته سون-يي بريفين «قرّرا ببساطة أنّ المُحترف العسكري الذي أراد أن يتقاضى أجراً عادلاً لم يكن مناسباً للعمل في منزلهما».

تقول الشكوى إن آلن وبريفين عرفا أنّ فاجاردو سيحتاج إلى إجازة للتدريبات العسكرية عندما وظّفاه طاهياً بدوام كامل في يونيو (حزيران) الماضي براتب سنوي مقداره 85 ألف دولار. لكنّهما فصلاه في الشهر التالي، بعد مدّة قصيرة من عودته من تدريب استمر يوماً أطول من المتوقَّع. وأوردت الشكوى أنه عندما عاد فاجاردو إلى العمل «قابله المدَّعى عليهما بالعداء الفوري والاستياء الواضح».

أثار فاجاردو في ذلك الوقت مخاوفَ بشأن راتبه؛ أولاً لأنّ ربّ عمله لم يخصم الضرائب بشكل صحيح، ولم يقدّم شهادة راتب، بالإضافة إلى تقليل راتبه بمقدار 300 دولار، وفقاً للشكوى.

واتّهمت الدعوى آلن وبريفين والمديرة باميلا ستيغماير، بانتهاك قانون حقوق التوظيف وإعادة التوظيف للخدمات الفيدرالية الموحَّدة وقانون العمل في نيويورك، وأيضاً بالتسبُّب في إذلال فاجاردو وإرهاقه وخسارته قِسماً من أرباحه.

وقال فاجاردو إنه عُيِّن بعد إغداق المديح عليه لإعداده وجبةً من الدجاج المشوي والمعكرونة وكعكة الشوكولاته وفطيرة التفاح للمدَّعى عليهما وضيفين آخرين، ولم يُقَل له إنّ طهيه لم يكن على مستوى جيّد إلا بعدما أقالته بريفين.