كيف أرغم «كورونا» الدول على تشديد إجراءاتها الوقائية؟

رش مواد مطهرة مضادة للفيروسات في شارع بطهران (أ.ف.ب)
رش مواد مطهرة مضادة للفيروسات في شارع بطهران (أ.ف.ب)
TT

كيف أرغم «كورونا» الدول على تشديد إجراءاتها الوقائية؟

رش مواد مطهرة مضادة للفيروسات في شارع بطهران (أ.ف.ب)
رش مواد مطهرة مضادة للفيروسات في شارع بطهران (أ.ف.ب)

يتسع انتشار فيروس كورونا، الذي أصاب أكثر من مائة ألف في العالم، ما يرغم السلطات المعنية على مضاعفة تدابيرها الاحترازية، فقد اتخذت العديد من البلدان إجراءات منع من الدخول أو فرض حجر صحي على المسافرين الآتين من بلدان متأثرة بالوباء.
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، تعتبر منظمة الصحة العالمية أن انتشار الفيروس السريع «مقلق جداً»، ففي المجمل، سجلت 94 دولة إصابات بفيروس كورونا المستجد، الذي أودى بأكثر من 3500 شخص في العالم.
وفرضت 36 دولة على الأقل حظراً تاماً على دخول الواصلين من كوريا الجنوبية، وفقًا لسيول، واتخذت 22 دولة أخرى إجراءات فرض حجر صحي، وأغلقت روسيا أيضاً، الجمعة، حدودها أمام المسافرين الآتين من إيران.
وفي بيت لحم، المدينة السياحية الرئيسية في الأراضي الفلسطينية، منعت السلطات السياح من الدخول والخروج إلى المدينة، بعد اكتشاف 16 إصابة بالفيروس في الضفة الغربية المحتلة، حيث أُعلنت حال الطوارئ.
وفي جميع أنحاء العالم، يتهافت الناس على شراء أقنعة واقية ومواد معقمة وقفازات أو حتى بزات واقية، إذ إنها الوسائل الوحيدة الحامية من الفيروس في ظل عدم وجود لقاح.
وفي انعكاس لقلق السلطات المعنية، يتواصل إلغاء أو إرجاء أحداث رياضية وتجمعات، فخارج الصين، أغلقت 13 دولة مؤسساتها التعليمية، وبات حوالي 300 مليون تلميذ في العالم محرومين من الذهاب إلى المدارس لأسابيع عدة.
وتوقّعت منظمة السياحة العالمية انخفاضاً في أعداد السيّاح في العالم، تتراوح نسبته بين 1 و3 في المائة في عام 2020، أي خسارة تبلغ قيمتها بين 30 و50 مليار دولار.
وأعلن الفاتيكان، في هذا السياق، اليوم (السبت)، أن البابا فرنسيس سيقيم صلاة، غداً (الأحد)، عبر الإنترنت، وليس علناً كالمعتاد، وجاء في بيان الفاتيكان أنه سيتم «بث الصلاة بالبث المباشر من قبل (أخبار الفاتيكان) وعلى شاشات في ساحة القديس بطرس».
وأعلنت الصين، السبت، 28 حالة وفاة جديدة جراء الفيروس ليصل إجمالي عدد الوفيّات إلى 3070 في البلاد، مع ارتفاع في عدد الحالات الجديدة خارج مقاطعة هوباي (وسط)، حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى في ديسمبر (كانون الأول).
في هذا الوقت، تجاوز عدد الإصابات المؤكدة في كوريا الجنوبية سبعة آلاف، السبت، ما يجعلها الدولة الأكثر تأثراً بالمرض خارج الصين، وتليها إيران، حيث سجلت 21 حالة وفاة و1076 إصابة خلال 24 ساعة، ما يرفع الحصيلة إلى 145 وفاة و5823 إصابة.
وفي إيطاليا التي سجلت 4636 إصابة و197 وفاة، قررت الحكومة إرسال تعزيزات من 20 ألف موظف، ما يتيح رفع عدد الأسرة في العناية الفائقة من 5 آلاف إلى 7500 سرير.
وفي فرنسا، البلد الخامس من حيث تفشي الإصابات، سجلت حتى الآن 11 حالة وفاة و716 إصابة، وسجلت جزيرة مالطا السبت أول إصابة.
في الولايات المتحدة أيضاً، يثير تفشي المرض القلق، فقد تمّ تشخيص إصابات بالفيروس لدى 21 شخصاً على متن سفينة «جراند برنسيس» السياحيّة قبالة ساحل كاليفورنيا، بعد ظهور أعراض لدى بعض الركاب، البالغ عددهم 3533، ولدى بعض أفراد الطاقم، وفق ما أعلن نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، الذي ينسّق جهود مكافحة الفيروس في الولايات المتحدة.
وأودى الفيروس بشخصين في فلوريدا، هما أول ضحيتين خارج الساحل الغربي، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في هذه الولاية الواقعة في جنوب شرقي الولايات المتحدة.
داخل الصين، تمّ احتواء انتشار الفيروس، بشكل جزئي، في مقاطعة هوباي، بؤرة المرض، بفضل فرض حجر صحي على حوالي 56 مليون شخص.
ومنذ أسابيع عدة، ينخفض عدد الإصابات الجديدة المسجّلة يومياً، وسُجّلت 74 إصابة جديدة في هوباي في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وهو العدد الأدنى منذ اتخاذ تدابير الحجر في المقاطعة، حسب السلطات الصينية.
لكن بكين سجّلت أيضاً إصابة 24 شخصاً انتقل إليهم المرض خارج البلاد، ما يثير الخشية من احتمال ارتفاع جديد في عدد المصابين في الصين، بالتزامن مع تسارع انتشار الوباء في العالم.
ولمحت الحكومة، الجمعة، إلى احتمال إعادة فتح المنطقة في وقت يواجه النظام موجة احتجاج غير اعتيادية على خلفية نقص المواد الغذائية لدى السكان المعزولين.
وتزايدت، السبت، المخاوف بشأن الأثر الاقتصادي للوباء في الصين، حيث لا تزال الحركة مشلولة بجزئها الكبير، مع إعلان تراجع صادرات البلاد بنسبة 17.2 في المائة، وهذا الأمر يثير القلق حيال النمو العالمي، الذي تشكل القوة الاقتصادية العملاقة محركاً أساسياً له.
وفي حين يتزايد الخوف في الأسواق المالية، سعى الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، للطمأنة إلى أن الأسواق «ستنتعش»، ودعا الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض معدلات الفائدة لتحفيز الاقتصاد.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».