مقتل 8 انقلابيين جنوب الحديدة... واستهداف ناقلة ميليشيات في الضالع

الحوثيون يهجّرون المواطنين من منازلهم ويحولونها إلى مخازن وسجون

جانب من عمليات نزع الألغام التي زرعها الحوثيون في المخا غرب اليمن (إ.ب.أ)
جانب من عمليات نزع الألغام التي زرعها الحوثيون في المخا غرب اليمن (إ.ب.أ)
TT

مقتل 8 انقلابيين جنوب الحديدة... واستهداف ناقلة ميليشيات في الضالع

جانب من عمليات نزع الألغام التي زرعها الحوثيون في المخا غرب اليمن (إ.ب.أ)
جانب من عمليات نزع الألغام التي زرعها الحوثيون في المخا غرب اليمن (إ.ب.أ)

استهدفت القوات اليمنية ناقلة جند حوثية في الضالع، في الوقت الذي قتل فيه 8 انقلابيين أثناء كسر القوات المشتركة من الجيش الوطني في الساحل الغربي، محاولة تسلل شنتها ميليشيات الحوثي الانقلابية على مواقعها شرق منطقة المجيلس، غرب مدينة التحيتا، الواقعة جنوب الحديدة، غرباً، علاوة على تدمير أسلحة وعتاد للانقلابيين، وفقاً لما أكدته قوات «ألوية العمالقة» الحكومية، في بيان لها، قالت فيه إن «ميليشيات الحوثي الانقلابية هجرت مواطنين قسرياً من منازلهم في مدينة الحديدة، وحولتها إلى مخازن أسلحة وسجون سرية».
وذكرت «العمالقة» أن «ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً، اقتحمت اليومين الماضيين، منازل عدد من المواطنين في شارع الستين، بمحيط مبنى الأمن السياسي، بمدينة الحديدة، وطردت منها السكَّان، وحولت بعضها إلى سجون سرية تزج فيها معتقليها».
وأفادت بأن «عناصر الميليشيات احتلت بعض المنازل، وتمركزت على أسطحها، فضلاً عن تخزين كميات من الأسلحة بداخلها، محولة الحي إلى ثكنة عسكرية وتخزين للأسلحة، وحولت منازل الحي إلى معتقلات سرية، بهدف استخدامهم دروعاً بشرية تحسباً لأي ضربات عسكرية محتملة»، معتبرة «ما تقوم به الميليشيات الحوثية تحدياً صارخاً للاتفاقات والقوانين الدولية بتحييد المعتقلين وحمايتهم».
وتمكنت الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة، الجمعة، من «تفكيك عبوات ناسفة زرعتها ميليشيات الحوثي في إحدى الطرقات الفرعية القريبة من خط كيلو 16، شرق مدينة الحديدة، التي تقع في نطاق مراقبة نقطة الارتباط الثالثة».
وقالت مصادر ميدانية، نقل عنها المركز الإعلامي لقوات «ألوية العمالقة»، إن «الفرق الهندسية التابعة للواء الأول (عمالقة) تمكنت من تفكيك عبوات ناسفة حساسة مموهة بشكل ولون ترابي زرعتها الميليشيات في الطريق الترابية القريبة من خط كيلو 16 شرق مدينة الحديدة».
وأشارت إلى أن «ميليشيات الحوثي تستغل الهدنة الأممية، وتقوم بالتسلل إلى الطرقات لزراعة الألغام والعبوات دون الاكتراث، لما قد يصيب المواطنين المارين، أو الالتزام بالهدنة الأممية، ووقف التصعيد العسكري، فالميليشيات تسللت وزرعت العبوات في منطقة تقع تحت رقابة نقطة الارتباط الثالثة».
بدوره، أكد النقيب هيثم فضل محمد ناصر، قائد قوات الطوارئ والدعم الأمني بحزام الضالع، أن «القوات الجنوبية المرابطة في جبهات شمال وغرب الضالع في جهوزية كاملة، لمواجهة أي تصعيدات ميدانية من قبل الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران».
وقال، وفقاً لما نقل عنه المركز، إن «جبهة الضالع الاستراتيجية التي لا تزال صامدة منذ خمسة أعوام لن تكون هدفاً سهلاً بالنسبة للميليشيات، بل ستكون الدرع الحصين لبوابة الجنوب الشمالية»، موضحاً أن «القوات الجنوبية هناك رفعت جهوزيتها العسكرية للدرجة العالية، وتمكنت الخميس 5 مارس (آذار)، من التصدي لعملية هجومية كبيرة من قبل الميليشيات في صبيرة والفاخر».
إلى ذلك، قال محافظ محافظة الجوف قائد المحور اللواء أمين العكيمي، إن «منتسبي القوات المسلحة في المنطقة العسكرية السادسة يحققون انتصارات على ميليشيا الحوثي في مختلف المواقع والجبهات»، مضيفاً، وفقاً لما نقل عنه الموقع الرسمي للجيش «سبتمبر. نت»، أن «محافظة الجوف بخير، وستظل كذلك بفضل تضحيات أبطال القوات المسلحة وكل أبناء المحافظة».
ودعا «المواطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيا الحوثية، إلى الحفاظ على أبنائهم، وألا ينخدعوا بأكاذيب الميليشيا التي تسعى إلى جر أبنائهم إلى محارقها التدميرية في جبهات القتال».
وفيما تواصل ميليشيات الحوثي خروقاتها وانتهاكاتها اليومية للهدنة الأممية من خلال قصف واستهداف الأحياء السكنية ومزارع المواطنين في مختلف مديريات محافظة الحديدة، استهدفت الميليشيات الانقلابية، خلال الساعات الماضية، عدداً من القرى السكنية في الريف الجنوبي للحديدة، ناهيك عن استهدافها، مساء الخميس، حي كمران السكني، داخل مدينة الحديدة، ومساكن ومزارع المواطنين في مديرية الدريهمي، جنوباً، دون ذكر أي خسائر بشرية، إن وجدت.
وصباح الجمعة، تمكنت القوات المشتركة من إحباط محاولة تسلل لميليشيات الحوثي على مواقعها شمال مدينة حيس، جنوباً، من جهة وادي نخلة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد عدد من الجبهات الغربية والشمالية في محافظة الضالع، بجنوب البلاد، مواجهات وسط استماتة الميليشيات الحوثية للتقدم إلى مواقع الجيش الوطني.
وكشف مصدر قيادي في القوات الجنوبية المشتركة بالضالع، تفاصيل عملية استباقية جديدة نفذتها القوات، إذ قال، وفقاً لما نقل عنه المركز الإعلامي لمحافظة الضالع، إن «وحدة الدروع والمدفعية استهدفت ناقلة جند حوثية تقل مجاميع مليشاوية في الأطراف الشمالية لبلدة العود، شمال غرب، بعد رصد ميداني ومعلومات استخباراتية مسبقة».
وقال إن «العملية التي نفذتها وحدة متخصصة من سلاح المدفعية دمرت الناقلة الحوثية، وأودت بحياة عدد من المسلحين الحوثيين».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.