إردوغان يتوقع «خطوات إيجابية» من بوتين بشأن مقاتلي «فاغنر»

حجب موقع إخباري بعد الكشف عن مقتل ضابط مخابرات في العاصمة الليبية

دخان يتصاعد من مطار معيتيقه في طرابلس الأسبوع الماضي (رويترز)
دخان يتصاعد من مطار معيتيقه في طرابلس الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

إردوغان يتوقع «خطوات إيجابية» من بوتين بشأن مقاتلي «فاغنر»

دخان يتصاعد من مطار معيتيقه في طرابلس الأسبوع الماضي (رويترز)
دخان يتصاعد من مطار معيتيقه في طرابلس الأسبوع الماضي (رويترز)

عبّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، عن اعتقاده بأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين، سيقدم على «خطوات إيجابية» بخصوص من سماهم بـ«مرتزقة فاغنر» الروس في ليبيا. وفي غضون ذلك، قررت محكمة تركية حجب موقع إخباري لكشفه عن مقتل ضابط مخابرات في ليبيا، والتعتيم على نقله إلى تركيا لدفنه في مسقط رأسه.
وقال إردوغان، في تصريحات أمس (الجمعة)، لمجموعة من الصحافيين، رافقوه في رحلة عودته من موسكو، حيث التقى نظيره الروسي، مساء أول من أمس، إنه بحث مع بوتين الأوضاع في ليبيا، مبرزاً أنه تلقى أنباء إيجابية بخصوص «مرتزقة فاغنر»، بقوله: «نتمنى تطبيق هذه الأمور على الأرض، وفي حال طبقت سيكون عملنا وعمل رئيس حكومة (الوفاق) الليبية فائز السراج يسيراً في ليبيا».
وسبق أن اتهم إردوغان، روسيا، بإدارة الحرب في ليبيا على أعلى مستوى، مشيراً إلى أن هناك 2500 مقاتل، ممن وصفهم بـ«المرتزقة» يتبعون شركة «فاغنر» الروسية للأمن، يقاتلون إلى جانب الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي تقف تركيا ضده، وتدعم في المقابل الميليشيات التابعة لحكومة السراج.
وقال إردوغان إن موقف حفتر، الذي وصفه بـ«غير التوافقي»، واضح للجميع، مستنكراً تأجيجه الحرب وعدم التزامه بالتعهدات. وتابع موضحاً: «بحثنا مع بوتين هذه الأمور، خصوصاً موضوع (فاغنر)... أعتقد أن بوتين سيقدم على خطوات إيجابية في هذا الشأن».
في سياق متصل، قضت محكمة تركية على نحو عاجل، أمس، بحجب موقع «أودا تي في» الإخباري، بدعوى انتهاكه قانوناً ينظم استخدام شبكة الإنترنت، حسب مذكرة رسمية نشرها الموقع.
كانت السلطات التركية قد اعتقلت، أول من أمس، رئيس قسم الأخبار في الموقع، باريش تورك أوغلو، ومراسلته هوليا كيليتش في إسطنبول، بسبب تقرير عن تشييع جنازة ضابط مخابرات تركي، تردد أنه قتل في ليبيا، حسب ما ذكر الموقع، الذي أفاد أيضاً بأن نائباً برلمانياً معارضاً هو من كشف النقاب عن هوية الضابط في وقت سابق.
وأوضح التقرير أنه تم تشييع جنازة الضابط في مسقط رأسه في ولاية مانيسا، غرب البلاد، في صمت، ودون مشاركة مسؤولين رفيعي المستوى. وعلى أثر ذلك أصدرت السلطات التركية مذكرة توقيف بحق تورك أوغلو، لكشفه هوية المسؤول في جهاز المخابرات، وتم القبض عليه، أول من أمس، وقد يواجه عقوبة بالسجن تسع سنوات.
وأعلن الموقع أن محاميه سيتقدم بطعن على الحكم بحجبه، ومنع الوصول إليه من خلال هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية، معتبراً أن الحكم بمثابة هجمة جديدة على حرية الصحافة والتعبير.
ويعد موقع «أودا تي في»، الذي أسسه صونار يالتشين عام 2007، من أكثر المواقع الإخبارية التي تجتذب المتابعين، حيث سجل نحو مليار ونصف المليار مشاهدة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، وهو أحد المواقع النادرة المحسوبة على المعارضة في تركيا حالياً.
تجدر الإشارة إلى أن تركيا أرسلت بعض العسكريين والخبراء إلى ليبيا في إطار مذكرة التفاهم للتعاون العسكري والأمني، الموقعة مع حكومة السراج في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كما أرسلت نحو أربعة آلاف مقاتل من فصائل المعارضة السورية المسلحة الموالية لها، حسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومصادر أوروبية ودولية، للقتال إلى جانب حكومة السراج.
وصعّد الجيش الوطني الليبي استهدافه المباشر للوجود العسكري التركي في العاصمة طرابلس بأشكال مختلفة، معلناً مقتل عشرات «المرتزقة السوريين» الموالين لتركيا، وإسقاط أكثر من 30 طائرة «درون» تابعة لها، وتدمير منصات دفاع جوي تركية بقاعدة معيتيقة الجوية. وقد اعترف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مؤخراً، بمقتل جنديين تركيين في ليبيا. لكن الجيش الوطني الليبي أعلن مقتل أكثر من 20 جندياً.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.