بالتأكيد، للمملكة العربية السعودية مكانتها الكبيرة بين دول العالم. وهي التي ستستضيف اجتماعات قمة العشرين في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وهو اعتراف من العالم كله بأهميتها الاقتصادية، لتجلس جنباً إلى جنب مع الدول الصناعية الكبرى، والدول الأكثر تأثيراً في العالم.
ولكن لنكن صريحين، فإن الرياضة لم تكن يوماً «عالمية» قبل سنتين، إلا في حالتين؛ الأولى عند تأسيس كأس الملك فهد للقارات التي انطلقت عام 1992، ثم تبناها «فيفا» لاحقاً عام 1997، وحولها إلى كأس القارات، وكأس العالم للشباب عام 1989، وما عدا ذلك لم تكن هناك بطولات عالمية كبيرة، إلا مع دخول المملكة ضمن «رؤية 2030»؛ حيث باتت السعودية مركزاً لبطولات كبيرة؛ ليس في كرة القدم فقط؛ بل في رياضات لم أكن شخصياً أتخيل أنني سأراها هناك، مثل «WWE»، والملاكمة، والغولف، و«الفورميولا إي»، وأول ثلاث فعلاً كان من الصعب تخيل حدوثها هناك؛ لأنها أساساً ألعاب غير ممارسة، لا في المملكة ولا في المحيط العربي، فالمصارعة الاستعراضية الحرة كانت موجودة في سوريا ولبنان، وأعتقد ربما في العراق والأردن، ولكن ليس «WWE»؛ بل بعض النزالات العابرة، أما في الخليج فلم أسمع بوجودها سابقاً، ومثلها الملاكمة التي لا أجدها تمارس في الخليج أيضاً، وفجأة نرى كبار نجوم العالم، مثل ذاروك، وجون سينا، وهالك هوجان، وبيل غولدبيرغ، وجون موريسون، وذاميز، وريكوشيه، وعشرات غيرهم، وتابعنا كيف تُوج الملاكم البريطاني أنطوني جوشوا بلقب رابطة الملاكمة العالمية «دبليو بي إيه»، ومنظمة الملاكمة العالمية «دبليو بي أو»، بعد تغلبه على حامل اللقب آندي رويز، في نزال تاريخي بالدرعية، تابعه أكثر من مليار إنسان عبر شاشات التلفزة حول العالم، ناهيك عن «السوشيال ميديا». ولكن الحدث الأكبر والأهم والأبرز في رأيي هو كأس السعودية للفروسية، بجوائزه الأغلى في تاريخ العالم، التي وصلت إلى 29.2 مليون دولار، وشوط واحد بعشرين مليون دولار، وشرّفه حضور خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
حدث أقيم بنجاح منقطع النظير؛ رغم مخاوف العالم من فيروس «كورونا»، ولكن الأبرز جاءوا للمملكة ليؤكدوا عهد دخولها العالمية في الاستضافات الرياضية، التي يبدو أنها لن تتوقف عند أي حد أو سقف.
وقد يكون أجمل ما في الاستضافات أنها ليست فقط مكاناً لاستقبال القادمين من الخارج؛ بل فرصة لإيجاد نجوم محليين يبدأون رحلة ممارسة هذه الرياضات والتفوق فيها، أي أن القصة ليست فقط إعلاماً وتسويقاً؛ بل نظرة بعيدة المدى لخلق جيل وحركة رياضية منافسة إقليمياً وعالمياً، وليس في كرة القدم وحدها؛ بل في كل الألعاب؛ حتى الغولف.
السعودية والعالمية
السعودية والعالمية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة