مصر والإمارات ترفضان التدخلات في شؤون الدول العربية

وزير الخارجية المصري يستقبل سفراء الدول الأفريقية في القاهرة (من صفحة متحدث الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يستقبل سفراء الدول الأفريقية في القاهرة (من صفحة متحدث الخارجية المصرية)
TT

مصر والإمارات ترفضان التدخلات في شؤون الدول العربية

وزير الخارجية المصري يستقبل سفراء الدول الأفريقية في القاهرة (من صفحة متحدث الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يستقبل سفراء الدول الأفريقية في القاهرة (من صفحة متحدث الخارجية المصرية)

أكدت مصر والإمارات «رفضهما التدخلات الإقليمية في شؤون الدول العربية، وعدم السماح لتلك التدخلات بالتأثير سلباً على أمن واستقرار المنطقة». فيما أشار سامح شكري، وزير الخارجية المصري، إلى «موقف مصر الثابت من مساندة ودعم أمن واستقرار دول الخليج العربي، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي». والتقى شكري، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش، أمس. واستعرضا أوجه العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين، والأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وقال المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن «الوزيرين أكدا على العلاقات الاستراتيجية الوطيدة التي تجمع البلدين، والتطور الملحوظ الذي تشهده أوجه التعاون الثنائي، وأهمية الاستمرار في الدفع قدماً بمختلف أطر التعاون خلال الفترة المقبلة، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين»، موضحاً أن «اللقاء تناول التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة الإقليمية، لا سيما على المشهدين الليبي والسوري». وتطرق اللقاء كذلك إلى مخرجات الاجتماع الوزاري الأخير لمجلس جامعة الدول العربية، وبحث أهم القضايا العربية والإقليمية والدولية محل الاهتمام من الجانبين.
في سياق آخر، التقى وزير الخارجية المصري، سفراء الدول الأفريقية في القاهرة أمس، في إطار حرص مصر على إطلاع الدول الأفريقية الشقيقة على جهودها والإنجازات التي تحققت خلال عام رئاستها للاتحاد الأفريقي.
وأفاد حافظ بأن «الوزير شكري أكد أن التزام مصر الكامل بمواصلة جهدها لتعزيز العمل الأفريقي المشترك غير مقتصر على فترة رئاستها للاتحاد الأفريقي، حيث ستستمر في دعم الجهود المشتركة لدول القارة لتحقيق تطلعاتها كافة، وذلك من خلال عضويتها الحالية في مختلف الأجهزة والآليات التابعة للاتحاد الأفريقي»، مضيفاً أن «الوزير شكري أوضح أن هذه المساعي المصرية تنبع من اقتناع مصر الراسخ بقدرة الدول الأفريقية على العمل سوياً، لتجاوز التحديات التي تواجهها القارة، وبما يحقق السلام والرفاهية لكل الشعوب الأفريقية، وذلك في إطار مواصلة تفعيل مبدأ (الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية)».
وذكر حافظ أن «وزير خارجية مصر استعرض خلال اللقاء أهم الإنجازات التي تحققت خلال عام الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، وذلك في المجالات التي حددتها مصر كأولوية لدعم العمل الأفريقي المشترك، وعلى رأسها مجالات تعزيز التكامل الإقليمي والاندماج القاري، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول الأفريقية، والحفاظ على السلم والأمن الأفريقي، واستكمال جهود الإصلاح المؤسسي والمالي للاتحاد الأفريقي، وكذلك دعم التعاون مع الشركاء الدوليين».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».