حذر خبير صيني في مقال نشرته مجلة «فورين أفيرز» الأميركية، من أن انعدام الثقة بين الولايات المتحدة والصين في أزمة تفشي فيروس كورونا سيؤدي إلى ظهور نظريات المؤامرة.
وفي مقاله، قال يانتشونغ هوانغ، المتخصص في الصحة العالمية في المجلس الصيني للعلاقات الخارجية، إن مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت، بعد أسابيع من ظهور كورونا، بأفكار تقول إن الفيروس كان سلاحاً بيولوجياً صينياً هُرّب من مختبر في مدينة ووهان الصينية التي انتشر منها لاحقا إلى العالم، أو أنه كان سلاحاً أميركياً استهدف ووهان.
وأضاف أنه على الرغم من انتشار فرضية منذ بداية تفشي المرض بأنه نشأ إثر تعرض الإنسان لفيروس تنقله الحيوانات البرية، فإن الطريقة التي ظهر بها كورونا والغموض الذي أحيط به تركا أرضا خصبة للتكهنات، وسرعان ما بدأت تنتشر عبر الإنترنت مزاعم بأن الفيروس مصمَّم وراثيا، وبدا أن ورقة علمية غير منشورة لعلماء هنود تدعم هذه الفكرة من خلال الإشارة إلى أن كورونا يشتمل على عناصر لفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
ولفت هوانغ إلى أنه على الرغم من أن العلماء الهنود سحبوا تلك الورقة طواعية، فإن بعض المواقع اعتمدت عليها لتزعم أن الفيروس من صنع علماء صينيين. وقال إن مواقع التواصل الاجتماعي الصينية تزخر بفكرة أن الفيروس صممته الولايات المتحدة كجزء من حربها البيولوجية ضد الصين، وتابع أن إحدى نظريات المؤامرة الشائعة على نطاق واسع تزعم أن الجنود الأميركيين الذين شاركوا في دورة الألعاب العسكرية التي أقيمت عام 2019 في ووهان ألقوا الفيروس عمداً في سوق للمأكولات البحرية.
واتهم خبير طبي عسكري صيني واشنطن بأنها تستخدم فيروسات مثل «سارس» و«إنفلونزا الطيور» كأسلحة، وفي المقابل، رجح خبير بالشؤون الصينية في الولايات المتحدة أن يكون كورونا مرتبطاً ببرنامج الصين للحرب البيولوجية.
وقال يانتشونغ هوانغ إنه من الصعب معرفة ما إذا كان هناك مرض تم تخليقه أو نشأ بشكل طبيعي، لأن هناك الكثير من العوامل البيولوجية التي يمكن الوصول إليها بشكل طبيعي، أو إنتاجها لاستخدامها سلاحاً. ولفت إلى واقعة حدثت إبان انتشار إنفلونزا الطيور في 2008 وأثارت قلقا كبيرا في العالم؛ حين اتهمت وزيرة الصحة الإندونيسية وقتها سيتي سوباري الولايات المتحدة باستخدام عينات الفيروس لتطوير أسلحة بيولوجية، وأوقفت تشغيل وحدة الأبحاث الطبية التابعة للبحرية الأميركية في جاكرتا.
وأكد هوانغ أن الزعم أن كورونا سلاح بيولوجي ليس مضرا فحسب، بل إنه غير مدعوم من الناحية العلمية؛ فقد أشار العلماء إلى أن الطفرات التي مر بها الفيروس تتفق مع التطور الطبيعي، وتوصل أكثر العلماء الذين كانوا ينتمون إلى دول مختلفة إلى أن الفيروس نشأ في الطبيعة، واتفق معظمهم على أن الخفافيش هي مصدر الفيروس وإن كانت هناك شبهات بشأن الثعابين كذلك.
ولفت إلى أن هناك فرضية أخرى تحظى بتأييد أقل تقول إن كورونا تسرب من مختبر لم ينجح علماء في تطهيره بشكل مناسب.
خبير صيني: نظريات المؤامرة بشأن «كورونا» سببها انعدام الثقة بين واشنطن وبكين
خبير صيني: نظريات المؤامرة بشأن «كورونا» سببها انعدام الثقة بين واشنطن وبكين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة